متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص؟ ومتى أعلن إسلامُه؟ إن عبدالله مثلًا يُضرب به في العبادة، فكان يبتعد عن مشاغل الحياة تفرُغًا للعبادة، كانت فترة إسلامُه مليئة بالإنجازات والفتوحات، وقبل وفاته -صلى الله عليه وسلم- روى عنها الكثير من الأحاديث وكان أكثر الصحابة فعلًا لذلك، لذا كانت وفاته صاعقة للصحابة، ولكن كيف؟ ومتى؟ سنذكُر كافة المعلومات عنه رضي الله عنه فيما يلي.

متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص

إن عمرو بن العاص واحدًا من الصحابة ذو أثر كبير في نشر الإسلام ورفع راية النصر، واستكمل مسيرتهُ ابنهُ الأكبر عبدالله بن عمرو الذي كان فرق العُمرِ بينهُم ١٢ سنة، قد ولد سنة ٢٧ هجرية في مكة، وبالنسبة لإجابة سؤال متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص فقد تضاربت الآراء حولها، ولكن الأرجح أنه توفى خلال فترة فتنة مروان بن الأكدر عام ٦٥ هـ، ولكثرة الهرج قام أهلِه بدفنُه في دارِه بمكة، وقول آخر أنه دُفِن بالشام.

نشأة عبدالله بن عمرو بن العاص

هو عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل القُرشي السَّهمي، ولِد عام ٢٧هـ في مكة، وأمُه هي رَيطة بنت منبه من بني سهم، ترعرع عبدالله بين عائلة ميسورة الحال كثيرة العمل خاصةً في التجارة الخارجية، قد أعلن عبدالله إسلامُه قبل عائلته وكان قبلها يُدعى العاصّ ولكن قد سماهُ الرسول -عليه الصلاة والسلام- عبدالله.

كان عمرو كثير الزُهد والاجتهاد، كان شُجاعًا كونه شارك في العديد من الغزوات، كان كثير الصيام نهارًا، ويُقيم الليل عملًا لآخرته، كان يأمل في أن ينال الجنة وأعلى المراتب عند الله -عز وجل- ليغفر لهُ ما لحقهُ بالنبي قديمًا، ظل كذلك حتى كبِر وضعف بصرُه فقد شعِر بالندم لأنه لم يأخُذ برخصة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:

“بلغني أنك تقول: لأقومَنَّ الليل وأصومَنَّ النهار ما عشت، فقال: لقد قلتُه، فقال له: لا تفعل، فصُمْ، وأفطِرْ، وقُمْ، ونَمْ”، وبهذا بجانب محاولاتُه لنشر الدين الإسلام قد أفنى حياتُه في التعبُد وجمع الأحاديث والاجتهاد.

إسلام عبدالله بن عمرو بن العاص

بعد التعرف على متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص، وجب التعرف على إسلامه وتاريخه، كان عبدالله أحد أبطال وفرسانُ قريش، ألحق الأذى كثيرًا بالرسول، كان يعتقد أنهُ على حق نتيجة أحاديث أبيه عن كذب مُحمد.. ولكن قد اختار الله له طريق الهداية فهداه إلى الإسلام، فتحول إلى أحد قادة الإسلام، ولكنهُ لم يكُن من السابقين للإسلام فقد أسلم مع خالد بن الوليد قبل فتح مكة بوقتٍ قليل.

على الرغم من رؤية عبدالله للرسول يوميًا إلا أنه قد أسلم على يد رجُلٍ لم يلتقي بالرسول قط وهو النجاشي ملك الحبشة، حيث كانت تجمعهُم صداقة قوية وفي لقاء بينهُما جاء ذِكر الرسول، فقال النجاشي: “كيف لا تؤمن به وتتبعه وهو رسول من الله حقًا؟ أطعني يا عمرو واتبعهُ، فإنه والله لعلى حق، وليظهرن على من يُخالفهُ”، من ثم ذهب هو وخالد لمُبايعة الرسول.

هكذا قد بدء عمرو بن العاص دهاء وشجاعة في خدمة الدين الجديد “الإسلام”، أجمع عُمر بين العلم والعمل، اشتهر بجمع الأحاديث والاجتهاد، كان له دور كبير في نصرة الإسلام وشارك في العديد من الحروب أبرزها حروب الشام، وقد حرر مصر من حكم الرومان، كان الشكل الخارجي لعمرو وطريقتهُ في المشي وفي الحديث جميعها كانت تُشير إلى أنهُ قد خُلق للإمارة.

لديه من الذكاء والمقدرة ما يجعلهُ واثقًا من نفسِه، بالإضافة إلى الأمانة التي جعلت سيدنا عمر بن الخطاب الذي اشتهر بصرامتهُ في الاختيار أنهُ ولاه على فلسطين والأردن، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين، كان مُحب من قِبل المُسلمين أجمع، كان شديد الكرم وعطاء لهُم خاصةً للأطفال.

حاول أعداء الإسلام كثيرًا تشويه صورتهِ لِما نالهم من أذى من ورائِه، وعندما أدركته الوفاة أثناء تواجُدهُ في مصر ذهب لمكة ليستعودهُم حياته في لحظات الرحيل قائلًا: “كُنتُ أول أمري كافرًا، وكنتُ أشدُ الناس على رسول الله، فلو مُت يومئذٍ لوجبت لي النار، ثم بايعتُ رسول الله، فما كان أحد أحبُ إليَ منهُ، ولا أجل في عيني منهُ، فلو متُ يومئذٍ لرجوت أن أدخُل الجنة، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان، وبأشياء لا أدرى أهي ليِ أم عليَ”.

رواية عبدالله بن عمرو بن العاص للأحاديث

بعدما تعرفنا على إجابة سؤال متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص، يجدر بنا ذكر ما ذكرهُ الصحابة عن روايته لأحاديث النبي، حيثُ كان أكثر الأصحاب رواية فقد كتب عن الرسول ما يزيد عن سبعمائة حديث، هذا لأنه كان يحظى بثقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يرغب في أنهُ يكتب الحديث خلفُه.

قد روي عمرو بن العاص أنه قام باستئذان الرسول قائلًا: “يا رسول الله أكتب ما أسمع في الرضا والغضب، قال: نعم فإني لا أقول إلا حقًا”، كما قد روي أبو هريرة أنه قال: “ما كان أحد أكثر حديثًا مني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا عبدالله بن عمرو فإنهُ كان يكتب ولا أكتُب”.

صفات عبدالله بن عمرو بن العاص

متى توفي الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص هو سؤال اهتم بمعرفته الكثيرون، أثناء بحثهم عن صفاته، كان الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص واحدًا من كبار الفاتحين والذين ساهموا في نشر الدين الإسلامي، وكان له الكثير من الإنجازات العسكرية ومواقف عديدة جيدة في خدمة المسلمين، وهو ما سنتضمنهُ بذكر صفاتِه فيما يلي:

  • حسِن الأخلاق: على الرغم من ارتكابُه لجرائم في حق الرسول قبل الإسلام ولكن شهد لهُ مُرافقيه حسن الخُلق، فلم يسب أو يلعن، ويساعد الآخرين على قضاء حوائجهم، وكان وفي بالوعد.
  • العبادة الخالصة: كان أحد أكثر الصحابة تعبُدًا ومُتمسكًا بتعاليم الرسول، وأيضًا كثير البكاء والخشوع أثناء العبادة، وأكثر من اشتهر بقيام الليل دون انقطاع.
  • كثير الجود: عُرف بالعطاء وإنفاق ومساعدة للفقراء والمساكين امتثالًا بقوله تعالى: لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون”، فكان كُلما يأتيهِ مالًا يُنفقهُ عليهم حتى لم يتبقى لهُ مالًا قط.
  • زاهدًا في الدُنيا: كان عبدالله زاهدًا في كافة أمورِه من مأكل وملبس، وعلى الرغم من ذلك كان حسِن المظهر ولكنه كان يفعل ذلك طمعًا في الآخرة، فلم يكُن يرغب الخروج من هذه الدُنيا سوى خاليًا من الذنوب والمعاصي.
  • التواضع: على الرغم من منصبهُ القضائي العالي إلا أنه لم يفخر بنفسه قط، كان حريصًا على عدم التكبُر على الآخرين بل كان يدعو الفقراء والأيتام على تناول الطعام سويًا، وإلقاء التحية والسلام اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
  • مُجتهد: كان كثير المعرفة والعلم، حتى أنه قد تعرض لفقد بصره نتيجة كثرة الاطلاع والقراءة.

أحد الصحابة الأجلاء وقادة المُسلمين الأوائل، أذكى المُسلمين عمرو بن العاص، الذي كان كثير التعبُد والاجتهاد والشجاعة في رفع راية نصر المُسلمين، وكان أول من بنى مسجدٍ لله.