من أمثلة ما لا يعذر أحد بجهله تعتبر من قبيل ما يجب أن يعرفه المسلمون لأن بها صفات اتباع العقيدة والتوحيد، ومن أساسيات الدين، حيث جاء بها كتاب التفسير بمعنى محدد، ويعتبر علم التفسير من أهم العلوم على وجه الأرض، لأنه يبين ويوضح لنا معنى الآيات بشكل واضح وميسر في كتاب الله عز وجل.

من أمثلة ما لا يعذر أحد بجهله

يجد البعض صعوبة في معرفة معنى معين في القرآن والسنة، أو شرح العقيدة لذلك فإن كتب التفسير جاءت لأجل هذا، ومن المفترض على الشيوخ والدعاة أن يوحدوا صفوف المسلمين وتعليمهم دينهم على أصوله الصحيحة.

إذا نظرنا إلى من يتعلم ويعرف دينه ومن لا يفقه شئ عن دينه نجد فرق شاسع، فمن لديه حصيلة جيدة في دينه يستطيع تطبيق دينه بشكل صحيح وطريقة توافق كلام الله وشريعته، أما من لا يملكون سوى القليل من المعلومات في دينهم يظلون تائهون بين الفتاوى الصحيحة والخاطئة.

من دراسة علوم الشريعة والعقيدة نجد أن من أمثلة ما لا يعذر أحد بجهله هو معرفة وإدراك أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وعبادته واجبة على كل مسلم.. ويقول بعض العلماء إن قضية ما لا يعذر أحد بجهله تختلف، فإذا كان الإنسان مولود من أب وأم مسلمين ويعيش في بلد مسلمة ثم يقول إن الخمر والميسر ليس بحرام فهنا لا يعذر بجهله لأن الجميع يعرف ويتكلم عن حرمانية الخمر والميسر.

أما إذا جاء شخص جديد في الإسلام أي أسلم عن قريب، وأحد سأله عن الخمر قفال ليس بحرام فلا يكفر ويعذر يجهله، وعلى ذلك فكل مسألة على حدا وكل إنسان على حدا.. فيمكن أن يعذر أحدهم بجهله ولكن الآخر لا يعذر.. وبذلك نكون قد ذكرنا بعض من أمثلة ما لا يعذر أحد بجهله.

ما هي أوجه التفسير

قام الطبري بإخراج أسانيد إلى عبد الله ابن عباس بتقسيم التفسير إلى أربعة أوجه كل وجه له سماته وهما:

  • وجه ما تعرفه العرب من كلامها
  • ما لا يعذر أحد بجهله
  • ما يعلمه علماء
  • ما لا يعلمه إلا الله تعالى

1- تفسير ما تعرفه العرب من كلامها

يشمل آيات وألفاظ القرآن الكريم، وتكون الألفاظ والجمل والأساليب معروفة بالنسبة لهم فهي من لغتهم، وعلى الرغم من أنهم يعرفون الكثير من المعاني إلا أن هناك كثير من المعاني قد خفيت عنهم.

2- تفسير ما لا يعذر أحد بجهله

هذا التفسير يكون في الفرائض والمحرمات التي ذكرها الله تعالى وفي العقائد، مما هو فعله واجب على كل مسلم ويتعلمه من خلال علم التفسير.

3- تفسير ما يعلمه العلماء

يكون هذا التفسير نتاجًا عن اجتهاد العلماء في تجميع التأويل، ويكون متشابه مع كلام الناس ولكن عن العلماء يكون معروف أكثر، مثل: المتشابه والمحكم والمطلق والمقيد والعام والخاص والناسخ والمنسوخ، ويأخذون العلماء علمهم من الكتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ويعتبر هذا الوجه فرض من فروض الكفاية.

4- تفسير لا يعلمه إلا الله  تعالى

بيّن الله -عز وجل- كثير من أمور الدين في القرآن الكريم، وأنزل إلينا الأحكام الشرعية التي نسير عليها، وبعض هذه الأمور تكون متعلقة بيوم القيامة فمثلًا يأجوج ومأجوج لا يعرف أحد متى سيخرجون أو الدابة لا أحد يعلم شكلها وأشياء أخرى من الغيبيات.

إن هذا الوجه من الأوجه غير الواجبة على أحد وغير مفروضة على أي شخص، ومن فسر هذا الوجه فهو آثم ومذنبًا لأنه يعتبر بمثابة افتراء على الله عز وجل.

أهمية دراسة علم التفسير

بعد أن ذكرنا من أمثلة ما لا يعذر أحد بجهله نشير إلى أن علم التفسير من العلوم المهمة التي من خلالها نستطيع معرفة أمور وأحكام كثيرة في ديننا، فمن خلال دراسة علم التفسير نستطيع:

  • تفسير القرآن ومعرفة أحكامه التشريعية وأصول الدين.
  • معرفة العقيدة والفقه وأركان الإسلام والإيمان ومراتب الإحسان.
  • دراسة السيرة النبوية ومعرفة الغزوات والصحابة.
  • معرفة الأمم التي سبقتنا في علوم الدين والدنيا.

معرفة المسلم عقيدته وأحكام الدين وشرائعه من الأمور الهامة التي تمكنه من تطبيق دينه بشكل صحيح، وعدم وقوعه في الإثم بسبب الفهم والتفسير الخاطئ.