من أول من حفظ القرآن بعد الرسول وأول من حفظ القرآن من النساء؟ وما أسماء الصحابة الذين حفظوا القُرآن؟ يُعد القُرآن الكريم كلام الله الذي أنزله على سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم- وهو خير الكلام الذي يسره الله على العباد من أجل حفظه، وتُعد قراءة القُرآن من أفضل العبادات وحفظ القُرآن الكريم يعود على حافظه بالكثير من الخير والفضل العظيم في الدُنيا والآخرة، فمن هو أول صحابي حفظ القُرآن الكريم؟

من أول من حفظ القرآن بعد الرسول

يُعتبر أن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو أول من حفظ القرآن الكريم، فقد كان حريصًا على ترديد الآيات التي يُلقيها عليه سيدنا جبريل، حتى يتمكن من حفظها في اللحظة التي تنزل فيها، حتى لا يسهو عنها أو ينساها الأمر الذي نزل فيه قوله تعالى:

“لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ”.

كان الرسول يتلو على أصحابه ما أُنزل عليه من الآيات حتى يتمكنوا من حفظ الآيات بطريقة سهلة في صدورهم حيث لم تكُن هُناك وسيلة أخرى في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحفظ القُرآن من الضياع أو العبث وإمكانية تناقله غير ترديد الآيات باللسان وحفظها في الصدور.

لذا حرص الصحابة على تلقي آيات القُرآن الكريم من الرسول وحفظها حتى يسهل وصولها إلى الأجيال التالية، فمن أول من حفظ القرآن بعد الرسول؟

يُعد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم الرسول وزوج ابنته السيدة فاطمة أول من حفظ القرآن بعد الرسول من الصحابة، حيث تمكن من حفظ القُرآن الكريم كاملًا فقد كان معروف عنه أنه شخص فطن، وذكي وسريع البديهة وكان يتميز بتحصيل العلم الغزير في كافة العلوم المُختلفة بين علوم اللغة وعلم الكلام والنحو والبلاغة.. وغيرها.

كما نُسب إليه العديد من الكُتب في البلاغة والنحو مثل كتاب نهج البلاغة وكتاب غرر الحكم ودرر الكلم، وكان من أول الصحابة الذين حفظوا القُرآن عن ظهر قلب، كما حاول تجميع القُرآن الكريم في مُصحف واحد، وكتب 3 مصاحف كاملة بيده، ولا تزال هذه النُسخ محفوظة إلى يومنا هذا في المتاحف المُختلفة في صنعاء والهند والعراق.

يُعتبر سيدنا علي -رضي الله عنه- من الخُلفاء الراشدين وأحد العشرة المُبشرين بالجنة ولد في مكة المُكرمة قبل هجرة الرسول بثلاثة وعشرين عامًا توفى والده وهو في عُمر صغير فتكفل به الرسول وهو من أول الصحابة الذي صدقوا بعثة الرسول.

نشأ سيدنا علي في بيت النبي، ولازمه طوال حياته، وكان الرسول يعتمد عليه في حفظ الكثير من الأمور لما تميز به من ذاكرته القوية، لذا حرص الرسول على اختيار سيدنا علي لحفظ القُرآن الكريم حتى يتمكن من نقله إلى الناس.

كما أن هُناك العديد من الصحابة الذين تمكنوا من حفظ القُرآن الكريم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ابن عباس -رضي الله عنه-:

“جمع القرآن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة: معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، ومجمع بن جارية، وسالم مولى أبي حذيفة”.

أول من حفظ القرآن من النساء

إن حفظ القُرآن لم يقتصر على الرجال فقط، بل كان هُناك الكثير من الصحابيات اللاتي حرصن على تلقي آيات القُرآن الكريم وحفظه، كما كُن يتسابقن في أخذ العلم من الرسول ومعرفة أمور الدين وحفظ القُرآن الكريم حتى يتمكن من تعليمه لغيرهن.

تُعد السيدة عائشة -رضي الله عنها- أول من حفظ القُرآن من النساء، وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وابنة أبو بكر الصديق، كما أن هُناك الكثير من الصحابيات اللاتي حفظن القُرآن الكريم وهُن: السيدة حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأم سلمة… وغيرها من الصحابيات اللاتي حفظن القُرآن في عهد الرسول.

أسماء حفظة القرآن من الصحابة

بعد أن تعرفنا على من أول من حفظ القرآن بعد الرسول وأول من حفظ القرآن من النساء، كان لابُد من معرفة الصحابة والتابعين الذين أتموا حفظ القُرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هي أسماء حفظة القرآن من الصحابة؟

كان الصحابة رضي الله عليهم جميعًا يحرصون على القُرآن الكريم حيث إن له منزلة عظيمة ومكان كبير في حياة الصحابة، وكانوا يتسابقون في حفظ آيات القُرآن الكريم ومعرفة الأحكام الدينية التي جاء بها، وكانوا يمتثلون لما جاء في القُرآن من أوامر، ويجتنبون نواهيه فلم يقتصر حفظ القُرآن على ترديد آياته فقط وحفظها في الصدور بل كانوا يلجؤون إليه في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية.

كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُقدم القارئين والحافظين لكتاب الله على غيرهم في الكثير من الأمور، حيث كان إذا أراد أن يختار أميرًا كان يُعيِّن الأكثر قراءة للقُرآن الكريم، وكان يُعينهم إمامًا عند إرسال مجموعة من الصحابة من أجل الدعوة إلى الإسلام، وقد كان الصحابة يتلقون آيات القُرآن الكريم من رسول الله ويحفظونها في صدورهم.

فقد كانوا يعتمدون على الحفظ الشفهي من الرسول أو من الصحابة الذين تلقوا الآيات من الرسول الذين أتقنوا حفظ القُرآن الكريم، مثل سيدنا عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وتبعهم الكثير من الصحابة والتابعين في تلقي القُرآن شفهيًا من أحد المُتقنين دون الاعتماد على ما كُتب من الُقرآن، حتى وصل إلينا القُرآن مسنودًا إلى الرسول.

هُناك الكثير من الصحابة والتابعين الذين أتموا حفظ القُرآن الكريم في عهد رسول الله، كما هُناك من بدأوا حفظ القُرآن الكريم في حياة الرسول وأتموا الحفظ بعد وفاته، ويُعد من أوائل الصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم بعد سيدنا علي -رضي الله عنه- هُم عبد الله بن مسعود، حذيفة بن اليمان، معاذ بن جبل، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهم- وغيرهم الكثير من المُهاجرين والأنصار.

من المهاجرين: سيدنا أبو بكر الصديق، وعُمر بن الخطاب، وعُثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة وعبد الله بن عُمر، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس “ابن عم الرسول”، ومُعاوية بن الزبير.. وغيرهم.

من الأنصار: معاذ بن جبل، أنس بن مالك، وزيد بن ثابت، أُبيّ بن كعب، وأبو الدرداء، ومجمع بن حارثة وأبو زيد رضي الله عنهم.

القرآن الكريم هو كتاب الله فقد كان يحرص صحابة رسول الله على حفظه، فكان هُناك عدد كبير منهم أتموا الحفظ في حياة الرسول.