من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة أن العلم هو ما تقوم على أساسه الحياة، لذلك يوجد الكثير من العلوم المختلفة في جميع المجالات الذي حثنا الإسلام على تعلمها، سواء كانت من العلوم الطبيعية أو العلوم الاجتماعية، وذلك لأن بالعلم تصح العقيدة، فإن حاجتنا للعلم لا تقل أهمية عن احتياجاتنا اليومية، لذا في هذا الموضوع سنتعرف على أسباب ضرورة طلب العلوم.

من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة

يتفق العديد من المسلمين على أن ممارسة العلم هو عمل من أعمال الاجتهاد الديني، بل، هو واجب جماعي للمجتمع المسلم، هناك حوالي 750 آية في القرآن تتناول الظواهر الطبيعية، وفقًا للقرآن الكريم، فإن العديد من الآيات القرآنية تطلب من البشر دراسة الطبيعة، وقد فسر هذا على أنه تشجيع البحث العلمي، والعمل على الاهتمام بكافة العلوم.

فإن العلم والإسلام مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، لا يعطي الإسلام أهمية كبيرة للعلم فحسب، بل يشجع بشكل إيجابي السعي وراء العلم، وفي حقيقة الأمر يعتبر الإسلام العلم شرطًا أساسيًا لبقاء الإنسان، وبذلك يعتبر سبب من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة.

يركز القرآن، الذي يعتقد المسلمون أن كلام الله ويميزه بوضوح عن كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بشكل كبير على المعرفة العلمية، أول كلمة قرآنية نزلت على محمد هي “اقرأ”، إنه يشير، من بين أشكال أخرى من القراءات، إلى قراءة “علامات الله” أو الدراسة المنهجية للطبيعة.

فقد أشار الرسول إلى أهمية العلم، وأن المسلم يأخذ أجر على العلم الذي تركة في الأرض في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

من المبادئ الأساسية للاعتقاد الإسلامية أن العالم المادي مليء بآيات الله؛ ولا يمكن فك رموز هذه العلامات إلا من خلال البحث العقلاني والموضوعي، ما يقرب من ثلث القرآن مخصص لمدح المعرفة العلمية والبحث الموضوعي والدراسة الجادة للعالم المادي.

نصح القرآن بعلم كل شيء، بالتأكيد توجد آيات للمؤمنين في السماء والأرض، وفي خلقك، فالعلم يساعدك على معرفة الله عز وجل معرفة جيدة، فعن طريق العلم يمكننا أن نعلم ما يرضي عنه الله وما يكرهه، فهذا يعتبر أهم سبب من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة.

أيضًا من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة، لقد أمرنا الله عز وجل بالنهوض بالمجتمع وتطويره، فإن بالعلم يمكن للمسلم تعلم الكثير من المجالات المختلفة سواء كانت طبيعية أو اجتماعية أو تشكلية، مما تساعده على النهوض بالمجتمع في كافة المجالات، لذلك يتوجب على كل مسلم ومسلمة الاهتمام بالعلم.

يمكننا أن نرى دليلاً واضحًا على العلاقة الوثيقة بين الإسلام والعلم في تاريخ المسلمين، كان الدافع الأولي للمعرفة العلمية قائمًا على المتطلبات الدينية، أدت قوانين الميراث الإسلامية إلى تطوير علم الجبر، ولدت المتطلبات الدينية للحج السنوي إلى مكة المكرمة اهتمامًا شديدًا بالجغرافيا ورسم الخرائط والأدوات الملاحية.

أدت ضرورة تحديد الوقت الدقيق للصلاة اليومية واتجاه مكة من أي مكان في العالم الإسلامي، وتحديد التاريخ الصحيح لبداية شهر رمضان، وكيفية رؤية الهلال بوضوح إلى اهتمام شديد بالميكانيكا والفيزياء البصرية والجوية وعلم المثلثات، لذلك كان هذا من الأسباب التي تحث المسلم على طلب العلوم العامة.

أدلة من القرآن والسنة تحث على طلب العلوم

أن التعلم وطلب العلم شيء أساسي في حياة أي مسلم، والدلالة على ذلك يوجد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة الكثير من الأدلة التي تحث على طلب العلم، من ضمنها ما يلي:

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”.
  • قال تعالى عز وجل “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “.
  • قال الله سبحانه وتعالى في سورة طه “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”.
  • قال الله عز وجل” وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ “.
  • قال تعالى عز وجل ” شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
  • قال تعالى أيضًا ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ “.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.
  • حث النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم، وقال “من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء “.
  • قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير”
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ” رواه مسلم.

أهمية العلوم العامة

لقد حثنا الإسلام على العلم وأهمية الاهتمام بعرفة العلوم والتشجيع على تعلمها، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه على دراسة العلوم المختلفة، وأكبر مثال على ذلك وجود القرآن الكريم فهو يعتبر علم يجب تعلمة لكي تفهم أمور دنياك ودينك.

الكثير من الناس يفكرون على أن الدين يكون معادي بشكل كبير العلوم والتعلم، لكن ذلك غير صحيح، فإن الدين يدفعنا بشكل كبير إلى العلم، فإن الدافع الديني هو الاهتمام بالعلم لشكل كبير، حيث يلعب العلم دورًا حيويًا في حياة الإنسان، يتم ملاحظة تطبيقات العلوم مباشرة من الوقت الذي يبدأ فيه الشخص يومه حتى ينام.

نستخدم في حياتنا اليومية العديد من الآلات التي تعمل من منطق العلم البسيط، أثبتت الاختراعات العلمية مثل أجهزة الكمبيوتر، والأقمار الصناعية، والأشعة السينية، والراديوم، والجراحة التجميلية، والهواتف المحمولة، والكهرباء، والإنترنت، والتصوير الفوتوغرافي، وما إلى ذلك، أنها مفيدة للغاية.

بفضل العلم يمكننا التعامل بشكل أفضل مع الأمراض اليوم، هذا جعل حياتنا أسهل وزاد من عمرنا، كان هذا ممكنًا بسبب الاختراعات الصعبة والمستمرة ونظريات العلماء، نستخدم العديد من وسائل النقل مثل السيارات، والحافلات، والشاحنات، وما إلى ذلك، للتنقل من مكان إلى آخر، والتي تستند إلى اختراعات علمية.

لا يوجد مجال من الحياة لم يساعدنا فيه العلم، في كل يوم تقريبًا، يتم الإبلاغ عن اختراعات جديدة أو تحسين اختراعات موجودة، لقد جعل العلم الحياة اليومية أسرع وأكثر أمانًا وأكثر فعالية وكفاءة.

مستقبل المجتمعات الإسلامية يعتمد على علاقتها بالعلم والتعلم يحتاج المسلمون إلى بذل جهد واعي لإعادة فتح أبواب الاجتهاد والعودة إلى وضع العلم في مكانه.