من أول مولود في الإسلام من الأنصار؟ ومن هم الأنصار؟ نظرًا للدور الكبير الذي لعبه الأنصار في الهجرة، من مساعدة للنبي صلى الله عليه وسلم، واستقبال حافل، وسلام فرضوه على الدولة الإسلامية، ما كانت الدعوة الإسلامية تتم على هذه الشاكلة بأفضل حال، لذلك كان من الضروري التعرف على أول مولود من الأنصار بعد الهجرة، في هذا الموضوع.

من أول مولود في الإسلام من الأنصار

الأنصار هم أهل يثرب الذي آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وناصروه واستقبلوه في المدينة المنورة عند قدومه وهجرته من مكة المكرمة، فقاموا بحمايته والإيمان به ونبوته، هم قبائل الأوس والخزرج الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة قبل قدوم النبي إليهم وكان لهم دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية.

أول مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة هو النعمان بن بشير بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، وعند ولادته أخذته أمه وهي عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة إلى النبي فبشرها رسول الله أنه سيعيش حميدًا وسيموت شهيدًا وسيدخل الجنة، فكانت مكانته كبيرة بين الصحابة.

من هو النعمان بن بشير

النعمان بن بشير هو أول مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة، وُلد في العام الأول من الهجرة، هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، يُكنّى بأبو عبد الله، وُلد قبل عبد الله بن الزبير بستة أشهر، فكان عبد الله بن الزبير أول مولود في المهاجرين.

اشتهر النعمان بن بشير بعلم الحديث والرواية فروى عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” الكثير من الأحاديث، عُرِف بكرمه وشجاعته وكان جوّادًا، وحرص على النصح والدعوة بالابتعاد عن الفتنة والنفاق وكان طيبًا يساعد الفقراء والمساكين وأي شخص يحتاج لمساعدته كما ورد في موقفه مع التابعين:

قيل إن أعشى همدان قدم على النعمان بن بشير وهو على حمص وهو مريض فقال له النعمان بن بشير: ما أقدمك؟ قال: لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضى ديني. فقال: والله ما عندي ولكني سائلهم لك شيئا.

ثم قام فصعد المنبر ثم قال: يا أهل حمص إنَّ هذا ابن عمكم من العراق وهو مسترفدكم شيئًا فما ترون؟! فقالوا: احتكم في أموالنا. فأبى عليهم، فقالوا: قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين، وكانوا في الديوان عشرين ألف رجل فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين.

وفاة النعمان بن بشير

تولّى النعمان بن البشير الكوفة في عهد معاوية، ثم تولى حمص فترة حتى مات يزيد بن معاوية، فاضطر للخروج من حمص هاربًا بعد أن تمرد عليه أهل حمص وتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله وكان ذلك في عام 64 من الهجرة في شهر ذي الحجة.

أحاديث رواها النعمان بن بشير

في سياق الحديث عمن أول مولود في الإسلام من الأنصار نذكر بعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه كان من أقرب الصحابة إلى النبي، وكان أكثرهم روايةً عنه الأحاديث، فيما يلي أبرزها:

عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي “صلى الله عليه وسلم” قال: “مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”.

وعن النعمان بن بشير قال: صلى بنا رسول الله ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال: “سوُّوا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله عز وجل بينكم يوم القيامة”.

عن النعمان بن بشير قال: بينا رسول الله في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورًا فقال النبي: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا”.

النعمان بن بشير أول مولود في الإسلام من الأنصار، فلم يشهد أيام الجاهلية وكان له دور كبير في رواية بعض الأحاديث عن الرسول حتى وصلت إلينا.