من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب والكثير من الفضائل التي يسعى العبد إلى الحصول عليها، لا تقتصر فضائل الصيام على ذلك فأشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- للكثير من الفضائل التي من شأنها أن ترفع درجات العبد في الجنة وتنوله الشفاعة يوم الحساب، ومن ذلك تكمن أهمية حرص العبد على صيام الشهر الكريم والنوافل لنيل ذلك الأجر.

من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب

نعلمُ أن الصيام من أركان الإسلام المفروضة على كل مسلم ومسلمة، وهو لا يقتصر على الامتناع عن الشراب والطعام فحسب، إنما هو امتناع عن الشهوات بأسرها، لتطهير النفس وتزكيتها وتهذيبها على الطاعة، يكون العبد الصائم في معية الله وكنفه، يحاول التقرب إلى الله بصالح الأعمال والطاعات.. ويبتعد عما نهى الله عنه، ويؤدي ما أمره به، أملًا في أن يكون من عباده المخلصين، ويكون الصيام له منجيًا لروحه وبدنه من الوقوع في المعاصي والعياذ بالله.

يتقرب المسلم بالصيام والالتزام بما أمر الله به للحصول على فضائل كثيرة، فالله -عز وجل- أكد على عباده المسلمين أن الصيام واجب عليهم، فالحكمة من فرض الصيام كبح جماح شهوات المسلم وقدرته على التحكم فيها.. فمن كرم الله -عز وجل- ورحمته أن جعل لمن يقضي ذلك الفرض الكثير من الثمرات.

كما أن تقوى الله هي نتيجة طبيعية للصيام، لمن صام إلى الله إيمانًا واحتسابًا، ولمن كان يتقي الله في عمله وقوله وهو صائم، فيستحق بذلك أن يغفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، ويجعله سالكًا لسبل الرشاد بعيدًا كل البعد عن الآثام، فعلاوة على أن من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب وعدة أمور أخرى يمكن بيانها في الآتي:

1- استجابة الدعاء

أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب وأيضًا استجابة الدعاء، وذلك في قوله (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ)، وذلك بسبب وصوله إلى إلى مرحلة عالية من التقوى، فالعبد يمكنه ردع الشيطان وعدم الاستجابة لوساوسه وبالتالي ينجو من العذاب، لذا عليه الإصرار في مقاومة الشهوات والتحلي بالعزيمة والإرادة في ذلك للحصول على تلك الفضائل.

2- الدخول من باب الريان

من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب لكن لم تقتصر على ذلك، حيث أكد -صلى الله عليه وسلم- أن للصائمين باب يسمى باب الريان لا يدخل منه سواهم، وذلك في قوله:

(إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).

3- تربية النفس على التغيير

من فضل الصيام أن يقوم العبد بتربية نفسه على الأمور الصالحة وليس فقط وهو صائم، بل في كل وقت وحين، فعليه أن يقوم بالزيادة في الصلاة ومحاولة الالتزام بصلاة النوافل قدر المستطاع، كما يقوم بإخراج الصدقات حتى لو بشق تمرة، وأن يكون أنفع إلى الناس وأكثر قدرة على قضاء حوائجهم.

فالاستمرار في فعل الأمور الخيرة والتسابق إليها أفضل ما يزيد من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب وخلافه، لذا على العبد أن يقدم أفضل ما عنده من خير وبر.

4- الوقاية من عذاب النار

فقد وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصيام قائلًا (الصَّومُ جُنَّةٌ من عذابِ اللَّهِ)، فهو الفرض الذي به يثبت المسلم دخوله إلى الجنة، كما يحمي من عذاب المولى عز وجل للمكذبين والضالين، لذا على العبد الحفاظ على صيامه والتمسك بالعوامل التي تؤكد على سلامة الصيام لنيل تلك الثمرة.

5- تفضيل المولى عز وجل للصائم

أكد صلى الله عليه وسلم أن فضائل الصيام كثيرة وعند الله عظيمة، حيث أشار إلى أن الله يعظم رائحة فم الصائم، علاوة على ذلك فنبي الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن العبد الصائم يبعد بينه وبين النار سبعين سنة، لذا يعد صيام العبد شفيع له يوم القيامة، وذلك في قول صلى الله عليه وسلم عن ربه (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إِلَّا الصِّيَامَ، هو لي وَأَنَا أَجْزِي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).

6- نيل الصائم فرحة عارمة

يفرح الصائم مرتان مرة عند فطره ومرة عند لقاء الله عز وجل، وذلك ما أكد عليه صلى الله عليه وسلم، بفضل ما يشفع الصيام له، فجعل رسول الله تلاوة القرآن الكريم في الليل كالصيام يشفعان للعبد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).

7- الوصول إلى درجات عالية في الجنة

قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها فقامَ أعرابيٌّ فقالَ لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ)، وبالتالي يحرص العبد ع الصيام بفضل ما يجد فيه من ثمرات.

أيام يستحب فيها الصيام

لم يفرض الله على عباده أمرًا عبثًا فكل الأمور التي فرضت على العباد لها حكمة وعظة، والأمر كذلك للصيام فأكد الله عز وجل أن بالصيام يتمكن العبد من كبح جماح شهواته وتكوين شخصية قادرة على فعل الخير والبعد عن المعاصي والذنوب.

كما يتمكن العبد من خلال الصوم أن يشكر ربه على نعمه التي لا حصر لها، لذ عليه بالصوم في شهر رمضان الكريم وفي الأيام التي فيها يتمكن العبد من الصيام اتباعًا لأوامر الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتحصيل المزيد من الحسنات وتتمثل تلك الأيام في الآتي:

  • صوم شهر شعبان: يمكن للعبد أن يتطوع ويصوم في شهر شعبان، وذلك للحصول على الأجر والثواب من صيام التطوع، بالإضافة إلى الحصول على أجر عظيم لاتباع رسول الله صلى لله عليه وسلم، فكان يكثر من صيام تلك الأيام لأن شهر شعبان هو الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال وكان يحب أن تُرفع أعماله وهو صائم ذاكر لله.
  • صوم شهر المحرم: يعد من الأيام المُفضل صيامها كنوافل لتقرب العبد من ربه.
  • صيام يوم عاشوراء: يعد ذلك اليوم هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو من الأيام التي اعتاد العرب صيامها حتى في الجاهلية، وعند انتشار الإسلام والهجرة إلى المدينة وجدوا أن الكفار يصومونه وقد قاموا بذلك قبل فرض الصيام على الأمة الإسلامية، لكن بعد فرض الصيام لم يكن في التشريع لكنه مستحب، حيث أجمع علماء المذاهب الأربعة على ذلك.
  • صيام ستة أيام من شوال: النافلة الأكثر شيوعًا بين المسلمين، حيث يصوم منه المسلمون ستة أيام متتالية أو متفرقة لكن بشرط عدم صيام أول يوم منه وهو أول أيام عيد الفطر المبارك، فقال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر).
  • صيام تسعة أيام من ذي الحجة: من ثمرات الصيام تقوى الله ومغفرة الذنوب والحصول على مرتبة المجاهد في سبيل الله، فلم يقتصر ذلك على صيام شهر رمضان، بل صيام النوافل أيضًا التي منها عشرة أيام من ذي الحجة.
  • صيام ثلاثة أيام من كل شهر: تلك الأيام هي الأيام التي تتوسط الشهر، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فقال أبي هريرة (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام).

يؤجر العبد على صيامه ويكون له باب خاص في الجنة، كما يؤجر على اتباعه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام النوافل.