هناك الكثير من دلائل استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له، والتي يجب أن يكون كل مسلم على دراية تامة بها، حتى يكون الاعتراف بالإيمان وكافة العبادات التي يقوم بها الفرد خالصةً إلى الله تعالى، فقد أرسل عز وجل الرسل إلى الناس أجمعين للهداية إلى أن الله وحده هو من يستحق العبادة والطاعة.

من دلائل استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له

يجب أن يرسخ في عقل كل إنسان أن الله هو خالق هذا الكون ومصوره بكل ما يحتوي عليه من مخلوقات متنوعة، لذلك يجب ألا يشرك الإنسان به أحد، ويعظمه ويعبده، فيحافظ على سبيل الحق ولا يضل ولا يشقى، والدليل على ذلك قد جاء في قوله تعالى:

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) الآية 6 من سورة فصلت.

يُمكن الوصول إلى العديد من دلائل استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له من خلال التفكير العقلي السليم، حيث يساعد كل من العقل السليم والفطرة السليمة الإنسان على الوصول إلى طريق التوحيد وعدم الشرك بالله.

يتم ذلك عندما يفكر الإنسان ويتأمل نعم الله التي لا تُحصى من حوله، وفي النهاية تكون النتيجة محسومة، وهي الوصول إلى حقيقة وحدانية الله عز وجل، وبالتالي سيرفض العقل والفكر السليم فكرة الشرك بالله، ومن أبرز الدلائل التي تُشير إلى استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له ما تم ذكره فيما يلي:

1- القدرة على الخلق من العدم

تُعد قدرة الله تعالى على الخلق وجعل الأشياء والمخلوقات موجودة على الأرض واحدة من أبرز الدلائل التي تُشير إلى استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له، وقد جاء الدليل على تلك القدرة في قوله تعالى:

(أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الآية 17 من سورة النحل.

(أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) الآية 191 من سورة الأعراف.

2- القدرة على النفع والضر والنصر

العلم بما ينفع كل عبد وما يضره، والقدرة على نصر من يشاء، وكذلك القدرة على هزيمة من يشاء يُوضح مدى استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له، ويُمكن التحقق من ذلك من خلال الآيات القرآنية التي أشارت إلى هذا الأمر، وهي الموضحة فيما يلي:

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الآية 26 من سورة آل عمران.]

3- منح الإنسان عقله الذي يفكر به

لقد منح الإنسان عقله الذي يفكر به ويتأمل من خلاله نعمه التي لا تُعد، لذا فإن الله هو من يقود عبده إلى طريق التوحيد، وعبادته وعدم الشرك به، وهو ما يُمكن القول إنه من دلائل استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له.

4- إنزال الغيث على العباد

يُعد إنزال الغيث والرزق على العباد من دلائل استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له، فمن يستطيع أن يرزق الناس أجمعين؟! لذا على الإنسان التأكد من حقيقة التوحيد، وعدم الإشراك بالله أي أحد.

5- التصرف المطلق في جميع الأشياء

القدرة التامة على التصرف بأي شيء في أي وقت مع أي إنسان من العباد تُشير إلى أن عبادة الله وحده دون الإشراك به حق من حقوقه على العبد، ومن أبرز الدلائل على ذلك الآيات القرآنية الكريمة الآتية:

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) الآية 22 من سورة سبإ.

(ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) الآية 13 من سورة فاطر.

6- القدرة الهائلة على سماع كل من يدعوه

سماع كافة النداءات الصادرة من مخلوقات الأرض كلها أثناء الدعاء، والقدرة على استجابة كل الأدعية التي يرغب في إجابتها هي أمور لا يستطيع أحد القيام بها غير الله عز وجل، وقد جاءت الدلائل على ذلك في قوله تعالى:

(إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) الآية 14 من سورة فاطر.

(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الآية 1 من سورة المجادلة.

7- العلم الكامل بالغيب

الله الخالق هو الوحيد العالم بالغيب وما يحدث فيما بعد، وما يخفيه كل شخص عمن حوله ولا يكنه إلا في نفسه، ولا شك أنه ليس هناك في الحياة أحد يستطيع القيام بذلك غير الله تعالى، ومن يزعم غير ذلك فإنه قد أشرك بالله، ومن الدلائل القرآنية التي أشارت إلى ذلك قوله تعالى:

(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) الآية 59 من سورة الأنعام.

على من يعود استحقاق الله للعبادة وحده بالنفع

في الحقيقة إن كل الدلائل الخاصة باستحقاق الله للعبادة وحده دون أن يكون له شريك تكون في صالح العبد وليس الرب، حيث يعود عليه بالمنافع الكثيرة، فهو حق من حقوق الله لا بد أن يمنحه العبد له، وقد جاءت الدلائل على أن النفع للعبد وليس الرب في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، إليكم أهمها:

(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) الآية 7 من سورة الإسراء.

(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) الآية 12 من سورة لقمان.

(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) الآية 40 من سورة النمل.

(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) الآية 7 من سورة الزمر.

تتعدد دلائل استحقاق الله للعبادة وحده دون أن يُشرَك به أحد، وهو حق الله على عبده أن يطيعه ويعبده وحده ويشكره ويتضرع إليه.