من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة؟ ما آداب وشروط الطهارة في الإسلام؟ الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة حسنة للمسلمين جميعًا بأقواله وأفعاله وكل ما يقوم به فهو معصوم عن الخطأ، الرسول بين لنا الكثير من الأمور حيث كان يدعى دائمًا المسلمين لفعل الخيرات، لذا من خلال السطور التالية سوف نذكر كل ما يتعلق بهذا الموضوع تفصيليًا.

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة

الطهارة مشتقة من النظافة وتعني التخلص من كافة الأوساخ وإزالة النجس من موضعه لذا يجب على السلم قبل أداء الصلاة أن يكون طاهرًا من خلال الوضوء أو التيمم أو الغسل وأن يكون ثوبه وبدنه طاهرًا فالله يحب الإنسان الطاهر وذلك ما جاء في قوله تعالى:

لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ سورة التوبة الآية 108.

الرسول قدوة حسنة للمسلمين جميعًا فكان دائمًا يدون الناس إلى فعل الخير وحسن التعامل مع الآخرين وحسن الخلق وكان دائمًا يدعوا الأشخاص إلى الطهارة فمن هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة أنه كان لا يبالغ في التطهر أو الغسل أو الوضوء كان معتدل فلا يحب المبالغة في فعل الشيء كان يتوضأ في فترة يسيرة.

يجب على كل مسلم أن يتبع نهج الرسول في الطهارة والوضوء فهو معصوم عن الخطأ وكان نهجه بسيطًا لا يحمل أي صعوبات أو مبالغة ومن أبرز ما يقول به النبي أثناء الوضوء الآتي:

  • الرسول كان يتوضأ قبل موعد كل صلاة وورد أنه جمع أكثر من صلاة بوضوء واحد.
  • كان الرسول لا يحب التبذير في الماء الماء أثناء الوضوء فكان يسكب الماء بحذر دون مبالغة.
  • لم يذكر الرسول في بداية الوضوء أنه نوى الضوء.
  • كان يتمضمض ويشطف فمه ويستنشق مرة في غرفة واحدة ومرة في غرفتين.
  • ما يتجاوز المرفقين أو الكاحلين لم يكن يغسله أثناء الوضوء.

هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل

الرسول كان يغتسل عندما يكن هناك حاجة لذلك وعدد مرات اغتساله تختلف على حسب الظروف فورد أنه اغتسل في اليوم الواحد العديد من المرات وكان غسله يسير فلم يكن يقضي ساعات كثيرة في الاغتسال، وورد أن الرسول كان يغتسل لبعض الأمور وتتمثل في النقاط التالية:

  • كان الرسول يغتسل في يوم الجمعة.
  • الرسول كان يغتسل من تغسيل الميت.
  • يغتسل الرسول من الجنابة أي النجاسة.
  • كان الرسول يغتسل من الحجامة.

آداب الطهارة

في إطار الحديث عن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة نذكر أن الطهارة لها بعض الآداب التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم وتكون الطهارة بالوضوء أو الاغتسال، وجاءت على النحو التالي:

  • عدم استخدام الماء بإسراف عند التطهر فكان الرسول يسكب الماء بحذر خوفًا من إهداره فمن يستخدم الماء بإسراف دون حاجة لفعل ذلك يدخل في عداد المبذرين وذلك ما جاء في قول الله تعالى وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًاسورة الإسراء الآية 26،27.
  • يجب ستر العورة عن الآخرين وفي حالة ظهور عورات الآخرين يجب أن يغض بصره وذلك ما جاء في قول الرسول  “احفَظْ عورتَكَ إلَّا من زوجتِكَ أو ما ملكت يمينُكَ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن كانَ القومُ بعضَهم في بعضٍ قالَ فإنِ استطعتَ أن لا تُريَها أحدًا فلا تُرينَّها قلتُ يا رسولَ اللَّهِ فإن كانَ أحدُنا خالِيًا قالَ فاللَّهُ أحقُّ أن يُستحيا منهُ منَ النَّاسِ”
  • يستحسن عند الطهارة البدء بالاعضاء اليمنى وذلك ما جاء في حديث عائشة أنها رأت الرسول يبدأ باليمين في شأنه كله وفي جميع أموره.

شروط الطهارة

أثناء تناول الحديث عن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة نجد أن الطهارة لها العديد من الشروط والتي يجب على كل مسلم أن يكون على علم بها لأن لا بد من فعلها، وتتمثل في النقاط التالية:

  • الإسلام والإيمان بالله تعالى شرط لقبول العبادات، فطهارة الكافر لا تصح فإذا اغتسل الكافر وفقًا لما ورد في الكفر ثم اعتنق الدين الإسلامي عليه أن يعيد غسله مرة أخرى.
  • يجب أن يتمتع المسلم بالتمييز والعقل فكل ذي عقل ملزم بالطهارة فلا يصح الغسل من غير المميز الفاقد لعقله ولا على المجنون ولا على المغمى عليه إلا أن يفيق.
  • يجب ألا يكون هناك مانع من الطهارة أي الخلو من الحيض والنفاس.
  • ألا يكون هناك ما يمنع من وصول الماء إلى الجسم والبشرة وإذا كان يوجد يجب إزالته تمامًا.
  • لا بد من إزالة النجاسة العينية من البدن قبل غسله وإن كان هناك نجس في الثوب أو المكان الذي يصلى به المسلم يجب عليه إزالته.

الطهارة من الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي ويجب على كل مسلم الالتزام بها وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، الطهارة شرط أساسي لصحة العبادات.