ندوة عن الصلاة أشارت عن كثير من المعلومات عنها، فالصلاة هي عماد الدين وأهم أركان الإسلام وأقرب العبادات إلى الله، وقد وصى بها الله في كتابه الكريم، بالإضافة إلى حث النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها في الكثير من الأحاديث الشريفة، لذا كان دور الشيوخ لتوعية المُسلمين من خلال إنشاء ندوات، وهو ما سنضع له نموذجًا فيما يلي.

ندوة عن الصلاة

في الآونة الأخيرة انتشرت ارتكاب المعاصي، والابتعاد عن الدين، إنه مؤشر سيء على الإطلاق ابتعاد المُسلمين عن دينهُم الحنيف، ولذلك اتجه الكثير من الشيوخ إلى عمل المؤتمرات والندوات التي تحث المُسلم على التقرُب لربُه مرة أخرى.. لذا ومن هذا المُنطلق سنتحدث بشيء من التفصيل عن ندوة عن الصلاة فيما يلي.

ما هي الصلاة

الصلاة من أكثر الأمور التي حث عليها الله الأنبياء والرسل حتى ينادوا بها للناس ويؤمنوا بالله عز وجل، ومن شدة أهميتها جاءت في الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس للحفاظ عليها وحث الله على الصلاة وتوعد الله للمتأخرين عن أدائها في مواعيدها حيث قال تعالى:

(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)، إن الرسول وصفها بأنها قرة عينِه، وراحةً له ودواء روحه، فهي أعظم العبادات وأحبها إلى الله عز وجل لأنها صلة بين العبد وربه، وتبعد المرء عن المعاصي، كما أنها شرط أساسي في كافة الأديان السماوية.

أنواع الصلاة

جميعنا نعلم أن الصلاة خمسة فروض، وهو ما يقوم باِتباعُه المرء في حياته لينال رضا الله ويتقرب إليه، فمن لا ملجأ سوى الله.. فعلى المُسلم عدم الاقتصار بأداء الفروض فقط، بل هناك أنواع من الصلاة مُستحبة سنُلم بها خلال الحديث عن ندوة عن الصلاة فيما يلي:

  • صلاة الجمعة: هي فرض على كل مسلم، ولابُد من أدائها في المسجد.. ومن الأفضل أن يصل إلى المسجد قبل إلقاء الخُطبة، مع أداء ركعتين تحيةً للمسجد.
  • صلاة الجنازة: ينال المرء ثابٌ عظيم عند أدائها، ولا تختلف كثيرًا عن الصلاة المفروضة في شروط صحتها، ولكن يجب الإلمام بكيفية أدائها قبل الشروع فيها.
  • صلاة النوافل: ما بعد الصلاة الفرض، يُستحب للمُسلم أداء النوافل والتي تزيد من درجات حسناتُه.
  • صلاة العيد: هي من الفروض المؤكدة على المسلم حتى يتبع سنة النبي.
  • صلاة الاستسقاء: يقوم بها المسلم ينادي ربه أن يرزقه المطر والغيث.
  • صلاة قيام الليل: أحب العبادات وأقربها إلى الله -عز وجل، كونه ينزل من السماء إلى الأولى بعد منتصف الليل وينادي، هل من داعي استجب له؟ هل من في شدة يدعوني فاستجب له؟

شروط صحة الصلاة

أثناء شروع المُسلم لأداء الصلاة فإنه يبدأ وقتٍ جديد خالٍ من الأشخاص بينه وبين ربِه فقط، يستمع لهُ، ويشعُر به، ولذلك الأمر قد ذُكر في القرآن الكريم بعض الشروط اللازم توافرها في المُسلم عند أدائها.. وإن تخلى عن واحدة فلن تصح صلاتُه وعليه الإعادة، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • البلوغ: اتفق فقهاء الإسلام علي أن الصلاة تفرض على الشخص البالغ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء في عشر).
  • العقل: شرط أساسي من شروط الصلاة، فلا يمكن للشخص أن يصلي وهو غائب عن الوعي أو شارب نوعًا من أنواع الكحوليات.. إنه يذهب لمُلاقة ربُه فعليه أن يتأدب.
  • الخلو من الموانع الشريعة: عندما تكون المرأة حائض أو في نفاس لا يمكنها الصلاة إلا بعد الطُهر، وعلى الرغم أنه ليس فرضًا إلا أن بعض العُلماء قالوا يُمكن قضاء ما فاتها من فروض بعد الطهور.
  • النية: فلابد أن يخلص الشخص النية للصلاة، لأنه لا تُقبل الصلاة بدون إخلاص.
  • ستر العورة: إنه يقف أمام الله تعالى فهل يصح الوقوف مع كشف عورته؟ بالطبع لا، وتشمل العورة للرجال ومن الركبة فما فوق السُرة، أما النساء فيصح لها كشف يديها ووجهها.
  • الطهارة: فعلى الإنسان الاستحمام والوضوء وغسل أي عضو في جسده إن لم يكن طاهرًا، فالمقصود بالطهارة هنا النفاس والجنابة، وأيضًا يجب طهارة الثوب والمكان، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة في الأماكن التي تكثر فيها المعاصي والنجاسات كالمجزرة وحظائر الحيوانات ومكان مبيتها.

أهمية أداء الصلاة

هل يُمكن أن تخلوا أي ندوة عن الصلاة من ذكر أهميتها؟ بالطبع لها، فإنها الصلة الوحيدة بين العبد وربُه، حينها تُساعد المُسلم على الشعور بالسكينة، الاطمئنان، ولها أهمية كبيرة سواء نفسيًا أو جسديًا وأهمها دينيًا، لذا دعونا نتحدث بشيء من التفصيل عن أهميتها فيما يأتي:

  • الصلاة من الناحية الدينية: إن الصلاة أول ما يُحاسب عليها الإنسان يوم القيامة، فالعقاب شديد جدًا، فالمُسلم مهما بلغ عدد عباداتُه فثواب هذه العبادات لا يُمحى عقاب ترك الصلاة أبدًا، فهي سبب في تكفير الذنوب وتقوية الصلة بين العبد وربُه وحماية للمسلم.
  • الصلاة من الناحية النفسية: عندما يبدأ المسلم في الصلاة يزول ما يقع على عاتقهُ خاصةً عند الاستماع إلى تكبيرة الإحرام، عندما يقول “الله أكبر” فيشعر الإنسان بالارتياح النفسي والبدني، فهي ملجأ للإنسان عندما تكثر مشاكله ومصائبهُ، فالرسول الكريم كان إذا حزن يُصلي.
  • الصلاة من الناحية السلوكية: حيث إنها تقوم بتصليح وتهذيب الإنسان فمهما كان منصبه ومكانته الاجتماعية جميعهم يقومون بالسجود أمام الله عز وجل.. وهذا يُساعده على فهم أنها فانية ولن يبقى سواه.
  • الصلاة من الناحية الجسدية: تقوم الصلاة بتحسين القلب وتنشيطُه فإن ظل الإنسان مدة طويلة بدون حركة ينقص نسبة الأكسجين في جسده، وعندما يقوم بالسجود والركوع والحركة هذا يقوم بتنشيط الجسم وبذلك تزيد نسبة الأكسجين وتقوم بتوسيع الشرايين والأوردة وتنشيط الجهاز الهضمي.

سبل المحافظة على الصلاة

الكثير من الشباب يعاني من بعدُه وتكاسلُه عن التقرب إلى الله تعالى وأداء فرائضه، أو أهم فرائض دينُه، يرجع ذلك إلى العديد من الأمور أبرزها تمكُن الشيطان من الإنسان.

فعلى المُسلم التغلُب عليه والشروع في أداء الصلاة والانتظام فيها رويدًا رويدًا، ومن موقعنا الآن سنذكُر بعض من النصائح من شأنها مُساعدة المُسلم على الانتظام في أداء الصلاة، وهي:

  • جميعنا قد يغفل عن سماع الأذان، قد يبتعد المؤذن عن موقع المُسلم فلا يعلم أنه قد حان موعد أداء صلاة العصر، لذا فمن الأفضل تحميل إحدى التطبيقات المتوفرة الآن والتي تُساعد على تنبيه المُسلم لموعد الصلاة والشروع لأدائها.
  • أصدقاء السوء هُم أبرز أسباب الابتعاد عن الله، والتكاسُل عن أداء فرائض الدين، لذا فيجب أولى طرق التقرب إليه والالتزام في أداء الصلاة اصطحاب أصدقاء جيدين يعينوه على أداء الصلاة في مواعيدها، أو أقلًا عدم التكاسُل عنها.
  • إن السنن لها سحر كبير على المُسلم، فعند الاستمرار في أدائها يشعر المُسلم بزيادة في الرغبة للتقرب إليه، ولن يترك أداء الفرائض في موعدها.
  • الدعاء يُغير الأقدار، فما بالك بالدعاء بالهدايا؟ إن الله سميعٌ قريب، عليك التضرُع إليه والدعاء له أن يُعينك على الانتظام في أداء الصلاة وعدم التأخير فيها.
  • إن للاستغفار والصلاة على النبي والحوقلة قدرة ساحرة في تحقيق الأماني، لذا فيُمكن استغلال وقت الفراغ، أو كُل وقت في الاستغفار والصلاة عليه بنية الانتظام على أداء الصلاة.
  • من الأفضل أن يُصبح المُسلم على وضوء في كُل وقت حتى وإن لم يحين موعد الصلاة.. فهذا يُساعده على عدم التكاسُل والشروع فورًا عندما يحين موعدها.

يحظى العُلماء والشيوخ بعلم كبير وعلى دراية بالغة بأهمية الصلاة، لذا ومع انتشار المعاصي والذنوب جاء دورهم لتوعية الشباب من خلال إنشاء ندوة عن الصلاة تحثهم على أدائها.