هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى ماذا؟ وبماذا حثنا الله ورسوله؟ حيث إن الدين الإسلامي والرسول الكريم لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وذكرها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولا يمكن أن يكون الإنسان على حق أو يفلح في الدنيا أو الآخرة إلا باتباع كافة تعاليم الإسلام، وسوف نتعرف على تلك التعاليم بشيء من التفصيل.

هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى

إن الله عز وجل يحب الإنسان الذي يعمل في الدنيا، فهذا هو السبب الرئيسي الذي خُلق الإنسان من أجله، وهو تعمير الأرض ونشر تعاليم الخير والسلام والمحبة، وتكمُن الإجابة على سؤال هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى ماذا، في أنه معنى للعمل.

فالعمل من الأشياء التي حثنا عليها الله عز وجل في العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المطهرة، وليس العمل فقط، بل من الضروري إتقانه على أكمل وجه حتى ينال الإنسان رضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة، وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة.

لا شك أن الأمم لا تتقدم إلا بالعمل الصالح، حيث إنه بمثابة عبادة لله عز وجل، فالله لا يحب الشخص المتعبد الذي ينسى عمله في الدنيا وتقتصر حياته على الصلاة والصوم، فعلى الرغم من أنها من أحب العبادات إلى الله عز وجل، ولكنها لا يجب أن تؤثر على الدور الذي خلقنا الله عز وجل من أجله.

أهمية العمل في القرآن الكريم

بعد أن تمكنا من التعرف على أن كل ما هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى العمل، يجدر بنا ذكر أن الله عز وجل ذكر كل شيء في الحياة ذكره في كتابه العزيز، والعمل واحدًا من الأشياء التي على الإنسان فعلها بإتقان، فهو سبب تقدم الأمم والشعوب والارتقاء بكافة المجتمعات.

لا يمكن أن يتحقق النجاح عن طريق الصدفة، فهو يكون نِتاج لعمل جاد وشاق، وإرضاء الله عز وجل لا يكون من خلال الصيام والصلاة والزكاة والحج فقط، بل إن العمل الصالح والاجتهاد فيه وإتقانه على أكمل وجه من صور كسب رضا الله عز وجل، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الآتي:

  • حثنا الله عز وجل على العمل الصالح الذي يكون على أكمل وجه، ومن يفعل ذلك يبشره بأجر وثواب عظيم، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى في سورة الإسراء: “َيبشر الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”.
  • جميع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل لإرشاد الناس أمرهم الله تعالى بأعمال في الدنيا، ومن بينهم سيدنا نوح الذي أمره بصناعة سفينة، وقال تعالى في سورة المؤمنون: “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ”.
  • لم يقتصر العمل على الرجال فقط كما يظن البعض، فالله عز وجل لم يفرق بين الذكر والأنثى في العمل، ويمكن الاستدلال من ذلك من خلال قوله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “.
  • الله عز وجل استخلفنا في هذه الأرض لكي نعمرها بالعمل والعبادة، ولا شك أن الله بجانبنا في كل أمر يخفينا أو يجعلنا نتوقف عما أمرنا به، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله عز وجل في سورة النور: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
  • كل شيء خلقه الله عز وجل كان لغرض ما، ولكي يقوم بعمل معين، حتى الرسل والأنبياء وكل لهم مهام يقومون بها في الدنيا، وظهر ذلك واضحًا في سورة الأنبياء، عندما قال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ*وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ*وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ).

الحث على العمل في السنة النبوية المطهرة

الرسول صلى الله عليه وسلم جاء لكي يعلمنا تعاليم الإسلام الصحيحة، ويرشدنا إلى الطريق الصحيح، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة جاءت تحث الإنسان على العمل، وعلى غرار التعرف على إجابة سؤال هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى ماذا، سنتعرف على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي حثنا فيها على أهمية العمل، من خلال النقاط التالية:

  • جاء الدين الإسلامي لكي يرشد الناس إلى الطريق الصحيح، لذا فإنه حثنا على أهمية العمل في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فقال: “لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ”.
  • لا يقتصر العمل على الوقت، حتى وإن كان ذلك آخر وقت قبل قيام الساعة فحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل فيه، وكان ذلك واضحًا في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها”.
  • التجارة واحدة من أكثر صور العمل التي حثنا الله عز وجل عليها، وظهر ذلك بشكل واضح من خلال ما أخرجه الإمام البخاري بسنده في الصحيح عن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “لأن يأخذ أحدثكم أحبله ثم يأتي الجبل، فيأتي بحُزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجههُ، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه”.
  • إن عمل يقوم به الإنسان في الأرض مهما كان صغير في نظره فهو يؤجر عليه من الله عز وجل، وينال به ثواب عظيم، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحة بسنده عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال “يغرس مُسْلِمٌ غَرْسًا وَلاَ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ شيء إِلاَّ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ”.

شروط قبول الله للعمل

إن الله يقبل من عباده الصالحين صالح الأعمال وأخيرها، ولكن ذلك لا يُعني أن كل من يفعل شيء يقبل منه، بل إن هناك أشخاصًا قد لا يتقبل منهم هذا العمل مهما كان مفيدًا ومؤثرًا في الأرض، لذا يلزم التعرف على كافة شروط قبول العمل، وفي سياق التعرف على إجابة سؤال هو تطبيق ما تعلمه المسلم هو معنى ماذا، سوف نتعرف على تلك الشروط من خلال النقاط التالية:

  • يجب أن يكون العمل بهدف التقرب من الله عز وجل لكي يفوز برضاه وينال الجنة في الآخرة، والنعيم في الدنيا.
  • الالتزام بقواعد الدين الإسلامي في كافة الأعمال التي يقوم بها الإنسان وإخلاص النية لله عز وجل قبل أي شيء.
  • اتباع أوامر الرسول صلى الله عليه في كافة الأعمال، والتي تنص على إتقان العمل.
  • لا يجب أن يكون هذا العمل يضر شخص آخر أو يأتي على حساب سعادة الآخرين.
  • ألا يكون العمل مختلف لقواعد الدين الإسلامي، مثل العمل في الأماكن المشبوهة، أو التي يرتكب فيها الناس المُحرمات.
  • يلزم أن يكون العمل نافعًا للمجتمع ويأتي بنفع على الأرض لتحقيق ما أمرنا به الله عز وجل وهو تعمير الأرض.
  • لا يجب أن يكون العمل على حساب صحة الشخص، أي أنه لا يكون مرهقًا بشكل كبير لجسم الإنسان، فإن الجسد على الإنسان له حق.
  • من الضروري أن يتقن الشخص العمل الذي يقوم به لكي يكون على أكمل وجه.
  • عدم التكاسل أو التهاون في العمل مهما كان بسيط أو لا يأخذ وقت كبير.
  • من أكثر الأشياء الواجب وضعها في الاعتبار لكي يقبل الله عز وجل العمل من عباده هو ألا يأتي وقت العمل على وقت تأدية فروض الله عز وجل مثل الصيام والصلاة.

العمل عبادة، والله عز وجل يحب الإتقان في العمل، ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن العمل له العديد من الصور، فتعمير الأرض عمل، وأداء الفروض عمل، وكلما وازن الشخص بين الأمرين، كلما تقرب من الله.