قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل تستعين بها الكثير من الأمهات؛ وذلك لسردها لأطفالها لتعليمهم القيم والمبادئ بشكل بسيط ومحبب لهم، وذلك بالإشارة إلى أنه من الضروري أن يتحلى المسلم بذلك؛ لأنه قدوة لغيره، وذلك لأن نبينا الكريم أمرنا بأن نتحلى بالصفات الحسنة في التعاملات، وسوف نتعرف من خلال موضوعنا اليوم على أجمل القصص التي تروي أهمية التحلي بهذه الأخلاق.

قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل

إن الأخلاق هي الطباع التي يتصف بها الإنسان، وهي تُظهر تربيته، وقيمه التي تربى عليها، حيث إن الله –سبحانه وتعالى- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- أمرونا بالتحلي بالخُلق الحسن والصفات الطيبة، وذلك لأن الأخلاق هي السلوك الذي تعلو به الأمم ويرتفع شأنها بشكل كبير، ومن خلالها يتقدم الإنسان.

ذلك لأن تلك الأخلاق تجعل المحبة تزيد بين أفرد المجتمع ككل، وتجعلهم يعيشون في سلام طوال الوقت، وسنعرض لكم الآن قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل من خلال السطور التالية:

يحكى أن هناك سيدة تعيش في منزل في مكان مهجور عن المدينة، وهي تكّن كرهًا وبغضًا تجاه رجل معين يعمل بالتجارة بأقرب سوق من منزلها، وذلك من دون أن يسبق لها الحديث معه أو الشراء منه، وفي يوم من الأيام ذهبت إلى شراء الأغراض التي تنقصها في المنزل من هذا السوق.

لكنها لم تستطيع حمل هذه الأغراض؛ بسبب كثرتها، وذلك نظرًا تشتري الكثير من الأغراض؛ لبعد السوق عنها، وعدم توافر القدرة لديها للذهاب كل فترة قصيرة، وعلى الرغم من ظهور هذا الضعف عليها، لم يقدم أي شخص على مساعدتها في حمل هذه الأشياء، ولكن بعد فترة ليست بالقليلة.

وجدت أمامها رجلًا شديد الوسامة، يقول لها: هل تحتاجين مساعدة؟ قالت: نعم أحتاج.. فأنا كما ترى لا أقدر على حمل أغراضي وحدي –كانت لا تعلم أنه التاجر الذي تبغضه من دون حتى أن تراه- قال لها: لا تقلقي سأقوم بتوصيلك إلى المكان الذي ترغبين به، بالفعل قام بحمل كافة الأغراض عنها، وأوصلها إلى بيتها.

عندما وصل أمام باب منزلها، قالت له السيدة في خجل: ليس معي نقودًا حتى أُعطيك أجرتك على هذه المساعدة الكبيرة، فرد قائلًا لا أحتاج إلى المال يا سيدتي: ولكني أرجوكِ أن تدعو لي بالتوفيق والرزق.

قالت له سأدعو لك بالتأكيد، وقالت له هناك شيء آخر أرغب في قوله لك، وهي أن هناك تاجر في السوق، ووصفته له، فهو غير جيد في معاملاته مع من حوله، ولا يتمتع بالخلق الطيب في تعامله، قال لها أتعرفينه من قبل، وهل سبق لكِ التعامل معه؟ قالت له لا ولكني أسمع ذلك من صديقاتي، قال لها في حزن واسى: أنا هذا التاجر البغيض.

لم تقدر السيدة على النظر إليه، وشعرت بالحزن الشديد؛ لأنها قامت بإصدار حكم على شخص لم تتحدث معه على الإطلاق ولم تعرف حقيقته، واعتذرت منه بسرعة، وقالت إنها لن تفعل ذلك مرة أخرى.

قصة جميلة عن فضل الأخلاق الحسنة

إن للأخلاق أهمية كبيرة في كل المجتمعات؛ لذا نجد أنها من أكثر الأشياء التي حثنا عليه النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولقد علمنا الكثير من المواقف التي قام بفعلها، والأحاديث التي عرفنا من خلالها فضل الخلق الطيب، وفيما يلي سنقوم بسرد أجمل قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل:

ذات مرة كان يوجد أسد قوي يحكم الغابة التي تشمل الكثير من الحيوانات بأنواعها المختلفة، والتي كان لها جمالًا وتميزًا في خلقها –سبحان الله-، ولقد كان هذا الملك ظالم، حيث يقوم بحكمه بالقوة والاعتداء عليهم، ولا يستمع لهم أبدًا، ولقد شعرت الحيوانات بهذا الظلم الكبير الواقع عليهم، إلى أن قرروا الانقلاب عليه.

حيث قاموا بالتخطيط لأن يلقنوه درس لا يمكنه أن ينساه أبدًا، وعقدوا اجتماع فيما بينهم في الخفاء دون علم الأسد الظالم، وبدأت الحيوانات في التكاتف، وكلٍ منهم كان يُعطي الاقتراحات المختلفة، فقال الذئب: يجب أن نقترح حلول جيدة تخلصنا من بطش الأسد وقسوته في التعامل، وخصوصًا أنه هو المتحكم فينا، فما الحلول التي ترونها مناسبة لذلك؟

قالت الغزالة: إن أكثر ما قهرني هو أنه تناول ابنتي دون رحمة، ورد الفيل عليها قائلًا: أنه أمر محزن للغاية ويجب علينا أن نتخلص من بطشه وظلمه لنا، واقترح أن يقوم كل الحيوانات بالتهامه، ولكن ردت الزرافة مقاطعة حديثه قائلة: لا لا أوافقك الرأي: فأن الملك أقوى منا جميعًا، ولن نستطيع أكله، وإن اجتمعنا جميعًا على ذلك، لذا يجب علينا التفكير بالعقل والحكمة.

فقال الأرنب الحكيم الذي كان يتأمل صنع الخالق: لا نريد أن نخون الملك أو نغدر به، ولكن يجب علينا أن نعامله باللين والخُلق الطيب الذي يجعله يرضخ لنا بالتأكيد، ويعاملنا بشكل جيد، واستكمل قائلًا اتركوا لي الأمر سوف أتحدث معه.

بالفعل ذهب إليه، وقام بالتحدث معه بشكل جيد، وحدثه أن ما يقوم بفعله هو أمر سيء لا يُرضي الله تعالى، وبالفعل بدء الأسد يقتنع بكلامه، وفي نهاية الحديث وعده أن يغير تعامله، ويعامل الجميع بحُسن الخلق سواء كان بالقول أو الفعل، وهذه القصة من أفضل القصص التي تخبرنا كم أن الخلق الطيب مؤثر وجيد للغاية.

قصة عن الأخلاق الكريمة

إن القصص القصيرة التي تروي أفعالًا تفيد بأن الصفات الحسنة من أكثر الأمور التي ترفع شأن الإنسان والأمم جميعًا، وتجعلها تصل إلى أعلى درجات التقدم والرقي، بالإضافة إلى جعل المحبة تسود فيما بينهم، لذا يجب علينا أن نروي الكثير منها لأطفالنا، لتعليمهم مدى أهمية التحلي بتلك الصفات، وسنسرد لكم الآن قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل في السطور القادمة:

يحكى منذ زمنٍ بعيد أن هناك تاجر يعرف عنه أمانته وصدقه في التعامل، حيث كان يخشى الله –عز وجل- في كل تعاملاته، وفي يومٍ من الأيام رغب في الابتعاد عن كل هذا العناء، والاستقرار في بلدته التي ولد بها، والتوقف عن الترحال للتجارة، وخصوصًا أنه قام بجمع مبلغ جيد من تجارته في الأعوام السابقة.

بالفعل ذهب الرجل للبحث عن منزل مناسب له، ووجد بيتًا جيدًا يتناسب مع احتياجاته، وقد وجد بيتًا جميلًا، وقام بشرائه، وأقام فيه التاجر وكان سعيدًا باستقراره هذا، وارتاح فيه كثيرًا، إلى أن جاء يومًا من الأيام، ورغب الرجل في هدم جدار كان يوجد في منتصف الغرفة، كي يوسع من منزله ليعطي مساحة أكبر.

بعد أن هدم التاجر الجدار وجد أسفله كنز ثمين مدفون، ولكنه بعد أن أدرك الأمر، قال إنه لابد أن يعيد هذا الكنز إلى صاحب البيت الذي كان يسكن به من قبل، وذلك لأنه لا يريد أن يأخذ شيء محرم، وبالفعل حمل الرجل هذا الكنز، وذهب إلى صاحب البيت السابق، وقال له ما حدث، ورغب في إعطائه الكنز كله.

لكن صاحب البيت أخبره أنه الدار لم تعد دراه، وأنها له بكل ما فيها، وبالتالي رفض الرجلين أخذ الكنز، وقررا أن يذهبا إلى القاضي؛ حتى يحكم بينهما بالحق، وعندما رويا له قصتهم، تعجب القاضي كثيرًا، وقال لم أرى مثلكما أبدًا، فقرر القاضي أن يقسم بينهما هذا الكنز بالنصف.

قصة قصيرة عن الأخلاق والفضائل من شأنها إعلامنا بمدى أهمية نشر التعامل بالصفات الحسنة، وهذا لما يعود على الفرد وعلى المجتمع بالخير والمحبة.