تجربتي مع تأخر الزواج كانت صعبة للغاية، ولكن الله تعالى يسر لي الأمر فهو القادر على كل شيء، يعتبر الزواج هو حلم كل فتاة من صِغر عمرها، لذا فإن تأخر الزواج تبدأ التخيلات تجول بعقل المرأة، فتظن إنها لن تتزوج أبدًا، ولكن هناك الكثير من التجارب التي خاضها عدد كبير من الفتيات يسرت لهن الزواج.

تجربتي مع تأخر الزواج

أنا فتاة أبلغ من العمر 31 عامًا كنت أحب زميل لي في الجامعة، ولكن لم يحدث توافق بيننا مع الأسف وانفصلنا، بعد ذلك بدأ يتقدم لخطبتي رجال كثيرين، ولكنهم كانوا غير مناسبين لي على الإطلاق، الأمر الذي جعلني أظن أن قطار الزواج فاتني، وأدرك ذلك أكثر عندما أحضر حفلات الزفاف للبنات الأصغر مني كثيرًا في العمر.

لقد ساءت حالتي النفسية كثيرً، وانعزلت كي لا أرى الشفقة في عيون الآخرين، لأن هذا الأمر ليس بيدي، إلى أن نصحتني صديقة لي كانت تأخرت أيضًا بالزواج بعدة نصائح، وقد قالت إن هذه النصائح تعتبر سحرية، وذلك للمساعدة على تيسير الزواج بمشيئة الله تعالى، وسنتعرف على هذه النصائح من خلال الآتي:

  • أولًا: من الضروري أن تتحلى بالصبر، والارتباط المُحرك، وفعل الأشياء التي تُغضب الله تعالى، وذلك لأن الأمر سيزيد تعقيدًا، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” [البقرة: 216].
  • ثانيًا: المحافظة على أداء الصلوات الخمس في موعدها، حيث إن الصلاة تساعد على تيسير كل أمر صعب يمر على الإنسان في حياته.
  • ثالثًا: يجب الحفاظ على ترديد أذكار الصباح والمساء في أوقاتها، والعمل على أداء صلاة النوافل، فهي تزيد البركة في الحياة، وتساعد على تسهيل الأمور وتجعل الإنسان في حفظ الله تعالى، والله قادرًا على كل شيء.
  • رابعًا: الصلاة على نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- بكثرة، فإنها فيها بركة، ويُمكن الصلاة على النبي قبل الدعاء وبعده، فإن كل هذا يساهم بشكل كبير في تسهيل الزواج المتأخر.
  • خامسًا: الدعاء في الأوقات المشروعة له التي يستجيب فيها الله، مثل: الثلث الأخير من الليل والوقت ما بين الأذان والإقامة، وغير ذلك.
  • سادسًا: الحرص على إخراج الصدقات بشكل يومي، وإن كانت بسيطة، وذلك يكون بنية الفرج، وتيسير الزواج.

بالفعل فعلت كل ما قالته، وكنت أشعر بارتياح كبير، إلى درجة أنني نسيت الأمور التي كانت تُرهق تفكيري حيال تأخر الزواج، وكادت وساوس الشيطان التي كانت توسوس لي بفعل المحرمات والارتباط المحرم تختفي تمامًا، وبعد حوالي شهر من انتظامي بالصلاة.

تقدم للزواج بي رجل على خلق عظيمة، ومستواه الاجتماعي جيد جدًا، لقد كنت في غاية السعادة، وانعقدت خطبتي عليه لمدة 6 أشهر وتزوجت منه، والآن لدي ولد وبنت توأم، وكانت تجربتي فيها حظي عظيمًا ولله الحمد.

الاستغفار وتأخر الزواج

إلى جانب تجربتي هناك تجربة أخرى أيضًا كانت تساعدني على التحلي بالصبر، وذلك لأن الصبر يساعد على زيادة الحياة بالبركة والخيرات، وقد وعد الله –سبحانه وتعالى- الصابرين بالفرج، وذلك في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

فقد كان يبلغ من العمر 37 عامًا، وهذا سن متأخر فالرجال في عمره تزوجوا منذ زمنٍ بعيد، ولكنه بعد وفاة أبيه لم يهتم بنفسه ولا بزواجه، بل كان كل ما يفكر به هو زواج أخوته البنات، فقد كان لديه 3 فتيات، ووالدته امرأة كبيرة في العمر، عمل طوال الوقت وتعب كثيرًا حتى زوجهن جميعهن.

لكن عندما أراد الزواج، ظهرت أمامه مُعرقلات كثيرة، ولكنه كان يُحسن الظن بالله تعالى، وبالفعل، كما أنه كان يقوم بالاستغفار طوال الوقت، حيث إن الاستغفار ييسر الأمور ويسهل كل عسير، وعدم يأسه من روح الله من أكثر الأمور التي كانت تيسير له كل أمر في حياته، وكان قد قرأ عن فضل الاستغفار للزواج، والتي تتمثل فيما يلي:

  • إن الاستغفار ينتج عنه الكثير من الخيرات والأمور الجيدة، ومن بينها الزواج فهو رزق من الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك قوله تعالى: “يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا”.
  • إن كل شخص في الحياة ليس معصوم من ارتكاب الأخطاء، والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف عن النَّبي – صلَّى الله عليه وسلم – عن ربِّه
  • “يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِى أَغْفِرْ لَكُمْ”، لذا فإن مغفرة الله تعالى ترسل على المسلم جميع الخيرات.
  • إن الاستغفار يزيد من رزق العبد، وذلك لأن الأفعال المحرمة تؤخر الرزق، وتهم القلوب، والدليل على ذلك قول ابن عباس قال: “إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وسَعَةً في الرزق، وقوة في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمةً في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق”.
  • يجب على المسلم سرعة التوبة إلى الله تعالى، وذلك حتى يحصل على الخيرات الطائلة التي تعود عليه نتيجة للاستغفار وكره المعصية، والدليل على ذلك قوله: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا”

بعد حوالي شهرين من مداومته على الاستغفار بنية تيسير الزواج، رزقه الله تعالى بزوجة صالحة أخت صديق له، لقد كانت تمتاز بالأخلاق العالية الرفيعة، والجمال الشديد، وكأن كل الخِصال الجيدة تجمعت فيها.

كأنها تعويض له عن صبره وحُسن عمله مع إخوته البنات، وتحقيق وصية والده -رحمه الله- ويقول دائمًا: “إن تجربتي كانت بمثابة معجزة إلهية عظيمة قُدمت لي برحمة من الله تعالى”.

آيات من القرآن لتعجيل الزواج المتأخر

لقد ذكر الله تعالى الزواج في القرآن الكريم في أكثر من موضع، كما أنه سنة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فهو سنة الكون، وتقول إحدى النساء إن لها تجربة عظيمة مع ترديد هذه الآيات، حيث بدأت حديثها معي بالقول، تجربتي كانت صعبة للغاية.

فقد جاءت عليّ وقت وظننت إنني لن أتزوج أبدًا من شدة التعقيد الذي واجهته في هذه التجربة، ولكن فرج الله كان عظيمًا، حيث إنني جاءتني صديقة مقربة مني، وقالت لي بعض الآيات القرآنية التي يجب عليّ أن أقول بترديدها، وقالت إنها بمشيئة الله تعالى ستيسر لي أمر زواجي في أسرع وقت، وهذه الآيات هي:

قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”.

قال تعالى: “وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً”.

قال تعالى: “وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى”.

قال تعالى: “وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.

قال تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ”.

قال تعالى: “هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها”.

قال تعالى: “وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا”.

قمت بالمواظبة على هذه الآيات، حيث صرت أرددها بعد كل صلاة تقريبًا، وقد فات حوالي شهر ورزقني الله تعالى بعريس في غاية الأخلاق والاحترام، وكان به كل المواصفات التي تمنيتها حقًا، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه من الممكن تلاوة الآيات القرآنية بشكل عام.

ذلك لأنه به بركة عظيمة، والحرص أيضًا على الالتزام بالصلوات الخمس، والاستغفار، فأن كل هذه الأمور تساعد على تيسير جميع الأشياء الصعبة في الحياة، وتوسع الرزق.

سورة يس لتأخر الزواج

إلى جانب نجاح تجربتي وجدت امرأة قامت بنشر مقطع فيديو للداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر قالت هذا الفيديو معجزة، لقد قمت بعمل كل ما يقوله، وأفادني كثيرًا، والآن أحضر لزفافي بعد أعوام طويلة من الانتظار، ولقد نشر هذا الفيديو على صفحته الرسمية عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

حيث ذكر فيه طريقة محددة يقوم الشاب أو الفتاة المتأخرين في الزواج باتباعها، وهي عبارة عن طريقة محددة لقراءة سورة يس، وذلك الهدف منه هو قضاء الحاجة بكافة أنواعها، ولكن في حالة الزواج يجب استحضار النية خلال القراءة، وهذه الطريقة تتمثل فيما يلي:

تكرار “يس والقرآن الحكيم” – 7 مرات، وبعد ذلك نقوم باستكمال باقي السورة إلى أن نصل للآية رقم 38.

تلاوة الآية 38 قال تعالى: “تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” – 3 مرات، في كل مرة نقوم بترديد معها دعاء: “اللهم قدر لنا الخير وارزقنا يا خير الرازقين من حيث لا تدري ولا تحتسب”، وبعد ذلك نستكمل باقي الآيات من السورة حتى الآية الكريمة رقم 58.

نكرر أيضًا الآية 58 قال تعالى: “سلام قول من رب رحيم” – 7 مرات، وبينها نقوم بترديد الدعاء المأثور: “اللهم سلمنا من فتن الدنيا وعذاب الآخرة”.

نكرر الآية الكريمة 81 قال تعالى: “أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ۚ بَلَى” – 3 مرات، وبعدها نردد دعاء: “والله قادر أن يأتي بالفرج العظيم ويفك كروبنا وكروب المكروبين ويقضي حوائجنا وحوائج السائلين ويسد الدين عن المدينين”.

نقرأ الآية الكريمة رقم 83، قال الله تعالى: “فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون”.

أخيرًا نقوم بترديد هذا الدعاء: “سبحانك يا رب العالمين، فأنت الذي تعلم بكل شيء مخفي وأنت القاضي الذي تقضي كافة الحاجات، سبحانك ربي فأنت القادر على قول “كن فيكون”، ربي أسألك وأتوسل إليك بنبيك الكريم أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد.

أن تسخر لي الزواج من رجل صالح، فأنت تعلم حاجتي، وأسألك يا الله أن تكفني شر ما أقدر عليه أو لا أقدر عليه يا من بيديك كل أمر، فأنت بيدك ملكوت كل شيء، وأنت العالم بحاجتي، أسألك يا الله بحق نبيك سيدنا محمد الذي قمت بتنزيل سورة يس عليه.

أسألك يا رب العالمين أن تجعل لي من كل أمر شدة وأن تمنحني سرعة الرزق وتحقق رجائي يا رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، رحمتك بي يا أكرم الأكرمين جئتك أرجوك يا الله بقدر وقيمة نبيك الكريم وبسر كلمة “بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم”.

تجربتي تدل على قدرة الله تعالى في تلبية حاجات عباده، وذلك لعلمه ما بقلوبهم، وهذا الأمر عظيم للغاية، وهي تجربة مليئة بالرحمة والموعظة واللطف من الله تعالى.