تجربتي مع مشروع مغسلة ملابس مليئة بالأحداث، فهذه التجربة توضح لك أنك تارة تتعرض لمكاسب وفيرة وتارة أخرى قد تتعرض للخسائر أو على الأقل لن تخسر ولن تكسب، لذلك يجب معرفة أن هذا المشروع لا يمكنك إنشائه بسهولة بل يجب توافر العديد من العوامل سواء كانت بيئية أو مالية أو إدارية، لذلك سوف أعرض لكم كافة تفاصيل تجربتي في السطور التالية.

تجربتي مع مشروع مغسلة ملابس

تعد فكرة إنشاء مشروع خاص من الأفكار التي تراود الكثير من الشباب خاصةً بعد تخرجهم من الجامعة حتى غير الخريجين، ولكن تظل فكرة حتى تبدأ باتخاذ خطوة البدء في هذا المشروع، هنا تلاحظ أن الأمر ليس بغاية السهولة التي كنت تظنها في الماضي بل يجب التخطيط الجيد والتفكير في العديد من المقومات.

أن يكون لديك خبرة سابقة في هذا المشروع لكي تتمكن من النجاح فيه، ولعل الكثير يتجه إلى مشروع مغسلة الملابس لأنه على حد ما مشروع يحقق مكاسب كبيرة ومخاطرة أقل، لذا سوف أعرض لك تجربتيلعلها تحذرك من بعض الجوانب التي قد تغفل عنها.

أدعى مصطفى أبلغ من العمر 27 عامًا، لقد قمت بالعمل في العديد من المؤسسات وبل في شركات كثيرة ولكنني دائمًا كنت أشعر أن هذا المكان ليس من حقي، خاصةً أنني من الأشخاص التي لا تحب الحصول على أمر من أحد وهذه هي حياة الموظفين، لذا فكرت في البدء بمشروعي الخاص، لم أكن أملك سوى 50 ألف جنيه.

قد قمت بالعمل في العديد من المشروعات حتى جاء يوم وقمت بالعمل في مغسلة ملابس وبالرغم أنني لم أفضل هذه المهنة في البداية لكنني قررت الاستمرار بها إذا وتبدل الحال أقرر فتح مشروع مغسلة، قمت بتصفح الانترنت حول أسعار الأدوات التي سوف أحتاج إليها.

لأنني كنت بارع في دراسة الجدوى قمت بعمل دراسة دوى وحددت فيها الأدوات المراد شرائها مثل (الغسالات، مجفف الملابس، لوح خاص بالكوي، حوض خاص بالغسيل، منظفات الملابس) وحينما قمت بالتعرف على الأسعار أدركت أنني أحتاج فلوس أكثر من تلك التي معي.

لكن قررت ألا يشكل هذا الأمر عائق بالنسبة لي، قمت بالتقديم على قرض تمويلي وبعد أن عرضت عليهم فكرة المشروع الخاص بي أعجبوا به ووافقوا على منحي القرض، بالفعل بعد شهر قد توجهت لشراء الأدوات السابقة وقد كانت والدتي لديها محل في موقع ممتاز ومساحته كبيرة وفي الحقيقة كان هو من أكبر عوامل نجاح المشروع.

ثم بافتتاح مشروعي وكانت البداية لدي عاملين فقط، ولكي أقوم بجذب الناس للمغسلة قمت بتوفير عروض الافتتاح الضخم بل كان الافتتاح مناسب فقط ثم قمت بعمل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وأعلنت أن الأسبوع الأول سوف أقبل جميع العملاء بشكل مجاني بالكامل.

لم أكن متوقع ردة فعل كهذه، فقد توافد الكثير من الأشخاص لدرجة أنني اضطررت إلى الاستعانة بعامل ثالث، وكنت حريص على أن يكون العمل بكفاءة عالية للغاية لكي أتمكن من كسب ثقتهم، وبالفعل تمكنت من هذا، بالرغم من الخسائر الكثيرة التي تكبدها في الأسبوع الأول.

لكن بعد مرور شهر واحد تمكنت من توفير كافة رواتب العاملين ومرتبي الخاص أيضًا واليوم أطرح لكم تجربتي الذي مر عليه 3 سنوات واليوم املك فرعين من المغسلة وأحقق مكاسب كثيرة.

تجربتي مع عوائق مشروع المغسلة

أنا زين قد بدأت هذا المشروع وأنا بعمر 35 عامًا وأن اليوم بعمر 39 عامًا أي مر 4 سنوات على افتتاح هذا المشروع، لا أستطيع وصف كم المتاعب والصعوبات التي مررت بها طوال تلك السنوات وأيضًا المكاسب التي حققتها أيضًا.

أولًا لم أقم في البداية بالتخطيط الجيد لهذا المشروع وبالتالي كانت النتيجة في البداية مأساوية لمدة شهرين كنت لا أحقق أي مكاسب بل كنت أتعرض للخسائر فقط حتى أنني بدأت أشعر باليأس وقررت إنهاء هذا المشروع، ولكنني فكرت أن أحاول مرة أخرى وأعرف أين المشكلة.

في الحقيقة كنت قد وفرت كل الأدوات والآلات ومساحيق التنظيف، كما اهتممت بأمور السباكة والكهرباء لكنني أثناء مراجعتي لكافة الأمور السابقة اكتشفت الخطأ الفادح أنني لم أكن التزم بتسليم كافة الطلبات على الموعد وذلك لعدم توافر العمالة المناسبة التي تساعدني وبالتالي هذا الأمر جعل الكثير من الزبائن يفقدون الثقة بي.

لذا قررت البدء من جديد وعمل عروض جديدة في البداية لم ألاحظ أي إقبال ولكنني قمت بزيادة العروض حتى بدأ عدد قليل يأتي إلى مرة أخرى ثم بدأت استعيد الزبائن مرة أخرى، وفي ظل كل هذا كنت أزيد عدد العاملين بالمغسلة وأقوم بشراء مواد عالية الجودة، بالرغم من كثرة التكاليف التي كنت التي كنت أتعرض لها.

كما كانت أكثر المشاكل التي تواجهني هو الخلافات المستمرة مع الزبائن، بالإضافة إلى التضحية بأيام الإجازة والراحة في الكثير من الأحيان من أجل توفير راحة الزبائن، ولكن في الحقيقة كنت في مقابل هذا أحصل على مكاسب كبيرة ساعدتني على تغيير مستوى حياتي إلى مستوى أفضل.

كما يجب تعلموا أن مميزات هذا المشروع ألا يرتبط بحالة الطقس وبالتالي لن أتأثر مثل المشروعات الأخرى التي ترتبط بموسم محدد وتلاحظ مكاسب كبيرة في وقت وتارة خسائر عديدة، لم أعتمد على عمالة كبيرة فقد أملك 4 عمال فقط، أعتقد أن تجربتي لم تكن سيئة بالشكل الكامل بل كان فيها الكثير من المميزات.

تجربتي مع توسع مشروع مغسلة الملابس

يروى أحد الأشخاص الذين يمتلكون مغسلة ملابس أن أنشاء هذا المشروع لم يكن بتلك السهولة التي تظهر للعديد منكم خاصةً إذا كنت لا تملك رأس المالي الكافي تخيل أنه بالرغم من ذلك أن مشكلة رأس المال من أقل المشاكل التي سوف تواجهك.

لأنني كنت بحاجة ماسة إلى تعلم مهارة التعامل مع الآخرين ورسم الابتسامة على وجوههم بالرغم من غضبهم الشديد، أن تكون قادر على تمييز الملابس وتحديد نوع المساحيق التي يتم إضافتها، لأن مجرد الغلطة في هذا الأمر سوف تفسد الملابس وبالتالي كان يجب تعلم كيفية الاعتناء بالملابس والكوي والتعرف على أفضل أنواع المساحيق المستخدمة.

كما أنني في بداية رحلتي في هذا المشروع كنت حريص للغاية على اختيار المكان المناسب الذي يوجد فيه الكثير من الناس العاملين لكي أقوم بشراء محل، حيث بعد توفير كافة الأدوات والآلات تعرضت لمشكلة أنني لا أجد عمال يجيدون تلك المهنة وهذا الأمر اضطرني إلى تعليم أسس هذه المهنة للعمال منذ البداية.

لكن بالرغم من صعوبة هذا الأمر والوقت التي استغرقته إلا أنه ساعدني كثيرًا في اكتشاف أسرار تلك المهنة، وبعد أن تمكنت من الحصول على ثقة عملائها وتحقيق الأرباح كنت أسعى إلى توسيع مشروعي، فقمت في البداية بتوسيع المغسلة من خلال شراء المحل الذي يوجد بجواري.

قمت بشراء آلات إضافية بالإضافة إلى زيادة عدد العمال، وبعد استقرار الوضع وبعد مرور سنة ونصف قمت بتكرار تجربتي وفتحت مغسلة جديدة في مكان جديد وهذا الأمر ساهم كثيرًا في زيادة معدل الأرباح.

في الحقيقة أرغب في التنويه على أمر ما أنه قد تواجه الكثير من العوائق والصعوبات ولكن يجب ألا تستسلم وأن تحاول حتى تصل إلى هدفك، فأنا اليوم أملك فرعين يتوفر بهم حوالي 20 مغسلة وأسعى إلى تطور مشروعي وتوسيعه أكثر من ذلك بالرغم من زيادة التكلفة في كل عام.

تجربتي بالرغم من كثرة العوائق التي تعرضت لها لكنها كانت مجدية، فلم يكن مجرد مشروع يحقق لي الربح بل تعلمت الكثير من الأمور خلال هذه التجربة.