كثير منا يتحير في بعض اموره التي يريد القيام بها او لايريد القيام بها سواء كانت في امور العمل او الزواج او الدراسة او السفر وغيرها الكثير من الامور الحياتيه التي تقبل علينا ولا نعلم كيف نتصرف احياناً حيالها , بل ونتحير في بعضها حيرة شديده تجعلنا لا نحسن الاختيار او ربما نختار مالا نعلم ماهي عاقبته بعد حين .

ومن هنا نهتم عبر هذا المقال بنشر موضع بخصوص الاستخارة للمتحيرين في امور حياتهم بالخصوص لو كانت امور مهمه تخص مستقبلهم في العمل او الزواج او غيره , ونركز على ام حثنا عليه الدين الاسلامي والشريعة بخصوص الحيره وكيف نتوكل على الله ونستخير بتوكلنا على العلي القدير ونتوجه الى الله بنية سليمه من اي شائبه بقصد التوكل واخذ الخيره في اي الامور الافضل لنا حاليا ومستقبلا من خلال الاستخارة .

ولكل من يجهل ماهي الاستخاره او لاي الامور نفعلها , او ماهي كيفية صلاة الاستخارة الصحيحه التي يمكن منها ان نتخير لامور حياتنا ماهو افضل , وماهو دعاء الاستخارة الذي يدعي به المسلم ان كان بعد صلاة الاستخاره او من دونها , وننشر لكم عبر هذا المقال كل مايخص ” الاستخارة ” ونسال الله ان لايوقعكم في حيرة من امركم وان يصلح جميع احوالكم ويسددكم في خطاكم في الدين والدنيا والاخرة .

ماهي الاستخارة ؟

ياتي تعريف الاستخارة في اللغه على انها الحاجه الى المساعدة أو الاستعطاف وطلبه والحصول على فائدة من ذلك , وتعريف الاستخارة اصطلاحا فمعناها ان يطلب العبد من ربه الخيره والصلاح في امرٍ ما يحيره وربما هو يريد ذلك الامر بشده او لايريده بشده , وتختلف الامور التي يستخير فيها المسلم ان كانت أمور الحياة والدين امور العمل والدراسة او امور الزواج والاقدام عليه او الاعراض عنه .

وياتي في تعريف الاستخاره بشكل مجمل بانها عباره عن عباده تؤدي الى الله تعالى بنية القربه والتوكل , ومشهور عند المسلمون بانها تتم عن طريق اداء صلاة تسمى ” صلاة الاستخارة ” وهي ركعتان يقرا فيهما فاتحة الكتاب وسورة قصيره ثم يدعو الله بدعاء الاستخارة .

وبعدها يتوجه بالسعي الى حاجته التي استخار لاجلها , فان كانت الخيرة تشير بالنهي يعرب عن هذه الحاجه , وان كانت الخيرة تشير بالاتمام فانه يقصدها ويتوكل على الله فيها , وان كانت الخيرة تشير بالتمهل والتروي فانه يصبر على هذا الامر الي ان يكتب الله له فيه سبيل اخر .

حكم الاستخارة

ولمن يسأل عن الحكم الشرعي لـ الاستخارة فهي سنّة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم , ومن المستحب القيام بها اثناء الحيره في امر هام او امر عاجل في حياة وشؤون المسلمين .

دعاء الاستخارة

في الحديث النبوي الشريف الذي ذكر فيه الدعاء المستحب في الاستخارة لاي امر في شؤون الحياة , فقد رويَّ عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال : إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ:

(( اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ – ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ – خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ ))

اسباب طلب الاستخارة

بكل تاكيد فان لكل منا اسبابه لطلب الاستخارة والتي تختلف من شخص الى اخر , ولهذا وجهت الشريعه اسلاميه استحباب طلب الاستخاره من الله تعالى بنية التوكل عليه سبحانه وتعالى وحده لاشريك له بشكل عام في كثير من شؤون الحياه ولم تحددها عيناً ولكنها ركزت في استحباب طلب الاستخارة لكلٍ من :

  • الزواج بشكل عام او عدمه , الزواج من شخص ما او شخص اخر
  • العمل بشكل عام او عدمه , العمل في مكان محدد او في مكان اخر
  • السفر بشكل عام او عدمه , السفر الى بلد محدد او بلد اخر
  • الشراكه في اي امر كان او عدمها , الشراكه مع شخص او فئة محدده او شخص وفئة محدده اخرى
  • الاستخاره في امور الحياة التي لايعلم المسلم عواقبها ويخشاها بشكل عام

وفي تاكيد طلب الاستخارة لاهم امور الدين والدنيا فقد ورد في احاديث السنة النبويه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: ( كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ )

شروط الاستخارة

  • النية الصحيحه والخالصه لوجه الله تعالى
  • الاخذ بالأسباب قبل نية الاستخارة
  • الرضا بقضاء الله وحكمه مهما كانت نتيجة تلك الاستخارة
  • الاستخارة في الأمور المباحة فقط , اي لا تتم الاستخارة في امور تغضب الله او تدخل في المعاصي
  • ان يكون المستخير من اهل التوبة، رد المظالم، عدم الكسب أو المأكل من حرام
  • أن لا تستخير في شيء وقد تمكن هذا الأمر منك وصار عندك الميل والرغبة في الأمر اخيراً

صفة صلاة الاستخارة

-الطهارة “الوضوء” ولا يمكن للمرأه الحائض او النفساء اداء صلاة الاستخاره

-النيّة بالقربه لله تعالى ان كانت بالتّلفظ او بموقعها في القلب حيث ان النيه في اداء الصلاة ان كانت واجبه او مستحبه تتم بشكل صحيح حتى وان كانت قلبية , والمهم هو تحديد المقصد من هذه الصّلاة، ولا حاجةً لنطقها والتّصريح بها عَلَناً

-صلاة ركعتين دون الفريضة يقرأ فيهما المستخير سورة الفاتحة وتليها سورةٌ صغيرةٌ، ومن السّنة قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الرّكعة الأولى، والإخلاص في الركعة الثانية , ثم التشهد والتسليم وقراءة دعاء الاستخاره واتمامها .

-يستحب اثناء التوجه الى الله بـ دعاء الاستخارة ان ترفع اليدين ويطلب منه تعالى الأمر الذي يشغل بالَ المستخير، والطّلب من الله تعالى أن يُتمّمَ الأمر إن كان فيه خير، وأن يصرفَه إن كان فيه شر

-استحباب ان يبدأ المستخير في دعاء الاستخارة بالحمد لله والثناء على الله عزّ وجل والصلاة على النبي واهل بيته ثم قراءة دعاء الاستخارة مع تسمية الشيء الذي يحير بال المتخير مع نية التوكل الكامل على الله سبحانه وتعالى في جميع الامور .

الاستخارة للزواج

في شريعتنا الاسلاميه يعتبر الزواج من الامور التي تحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي وتنجي المسلم من الوقوع في المحرمات وفي الزنا , وهو سنة الحياه في الارض , وحيث ان الكثير من المسلمون تصيبهم الحيره في امر الزواج لاسباب كثيره , ان كانت ماديه او اجتماعية او عقبات اسريه وغيرها .

وعليها فقد جاء الاستحباب من السّنة لكل من يتحير في امر الزواج , ان يجري استخارة من الله تعالى , بصفة صلاة الاستخارة والدعاء بعدها , ثم يسأل الله تعالى بعدهما أن يكتبَ الخيرَ له أو لها، ومن شروطها ان لايكون المُستخير ميّالاً لشئٍ بعينه، كما وبالامكان ان لا يتعجل بعمل الاستخارة ويذهب اولاً لاستشارة الآخرين من ذوي العلم والمعرفة عند سعيه في خطوته , مع التوكل على الله في هذا الامر حتى يقدّر الخير له .