كيف أنسى شخص تعلقت به؟ لا يأتي مثل ذلك التساؤل إلا من شخص عانى الأمرّين من الأذى النفسي الناجم عن هجر أحدهم، ممن تعلق به القلب وأحبه ولم يقابل ذلك إلا بالجفاء المحقق، فالتعلق من أقسى ما يُمكن إن كانت نهايته الفراق.. هكذا وكان النسيان خير علاج لمثل ذلك الحال البائس.

كيف أنسى شخص تعلقت به

عندما تقتصر الحياة على شخص يكون هو الفرصة الوحيدة للشعور بالأمان والحب وغيرها من المشاعر التي لا يطيق أحد العيش دونها، فيكون هذا الشخص هو الملاذ الآمن من نوائب الحياة وتخبطاتها، فيصير التعلق بوجوده مطلقًا، دون خشية فراق أو هجران، وهذا هو عين الخطأ.. فليس من الحكمة أن يعتبر أحدهم أن التعلق دائمًا، فالنهايات لا تُكلل بالسعادة على الدوام، لذا يكون من الصعب تخيل فراقه بأي حال.

فعندما يحين وقت الهجر، تأتي النفس بنوباتها التعيسة التي تنم عن حزن دفين، فكيف يُمكن نسيان من كان درة القلب وقرة العين وبهجة النفس؟ إلا أن الأمر ربما يكون أكثر هوانًا حينما يتم اتباع بعض الوسائل التي تساعد على ذلك بدلًا من الدخول في دوامة من الكآبة.. بالتحلي بمزيد من الإيجابية، فالحياة تستمر رغم أن كل من فيها فان، لذا كان بوسعنا تقديم الجواب الأمثل على سؤال كيف أنسى شخص تعلقت به في السطور القادمة.

1- استحضار النية لتمهيد اتخاذ القرار

أول ما يجب أن يبدأ به من يريد نسيان من تعلق به أن يعزم النية على النسيان، فإن لم يكن بداخله الرغبة الحاسمة في ذلك لن يتمكن من الأمر ولن يرغب في اتباع أي من الوسائل المساعدة على ذلك.

فالنية الحاسمة الحازمة هي التي تخول له اتخاذ القرار الصائب، بأن يكون لديه الرغبة الفعلية على النسيان، ويساعد نفسه على ذلك، ولا ينتظر المساعدة من أحد، ومن ثم يتبع كافة الوسائل التي جاءت في إجابة سؤال “كيف أنسى شخص تعلقت به”.

2- التسليم بما حدث

هناك من يدخل في دائرة من عدم التصديق، والذهول المفرط، وهذا ما يجعله غير واقعيًا بالمرة تجاه ما حدث، فلا يقوى تقبله أو التسليم به كأمر حدث بالفعل وعليه التعامل معه.

من هنا لم يكن بوسعه التعامل السوي مع الموقف دونما الاقتناع الكامل بأنه حقيقة جليّة أمامه، فليتمتع بمزيد من الإرادة والعزيمة على تقبل الوضع، ويقنع نفسه بأن لديه القدرة على التجاوز.

3- الابتعاد عن ملاحقته

في جواب “كيف أنسى شخص تعلقت به” يجب أن تعلم أنه عليك الابتعاد عن ملاحقة هذا الشخص، فلا مجال لعودة الأمور إلى ما كانت عليه، بل يجب التعامل مع ما آلت إليه، كذلك إن كان هذا الشخص من المقربين الذين لا يخول إليك عدم التعامل معهم على نحو مطلق فيجب أن تتجنبه قدر الاستطاعة، وعدم الاحتكاك به تمامًا.

علاوةً على التوقف عن متابعته على مواقع التواصل الاجتماعي.. فقط إن كنت في محاولات فعلية لنسيانه، لأن الخطوة الأهم في النسيان هي أنه يكون غير موجودًا أمامك بشكل تام، حتى يقنع عقلك بعدم وجوده مجددًا.

4- الابتعاد عن “ماذا لو”

ماذا لو عاد؟ ماذا لو كان ما حدث حُلمًا؟ والمزيد من التساؤلات الافتراضية التي لا تجدي في مثل هذا الموقف، فالتفكير في الماضي يبعدك عن قرار النسيان تمامًا، ولا يهيئ لك الفرصة على التخطي والتجاوز، فلا تركز على الماضي بقدر ما تركز على الاستفادة منه فحسب في ظل تسليط الضوء على الخطوات القادمة في حياتك بأن تكون على نحو أفضل، دون إسهاب في مسببات ما حدث وما إلى ذلك.

5- تجنب المؤثرات الخارجية

هنا يعنينا أن نؤكد على أن الاستماع إلى فيلم عاطفي عانى فيه البطل من تبعات الفراق لا يؤثر عليك إلا سلبًا وأنت في الموقف ذاته.. فالأمر محفزًا لعواطفك السلبية التي تعتبر بداية للاكتئاب والتقلبات المزاجية إلى أسوأ حد.

قد تشعر أنك في مكان ضعيف وكل ما تحتاجه مؤثر خارجي يُنمي من عواطفك المكبوتة، وهذا الخطأ عينه.. كذلك من تلك المؤثرات أن ينقل لك أحدهم أخبار هذا الشخص، لذا يجب أن تتجنب تمامًا تلك المحفزات السلبية.

6- تطوير الذات

لا يخول لأحد أن يتخطى أمر ما كان من السلبية ما تمكن من تحطيمه دونما أن يسعى بشتى السبل إلى تطوير ذاته، حتى يكون إيجابيًا قدر الإمكان، ليشعر بالرضا والقناعة وتقبل الذات والمزيد من الثقة بالنفس.

فمن الممكن أن يهيئ لذاته الفرص على النسيان من خلال الاشتراك في أنشطة مختلفة تساعده على قضاء وقت الفراغ، كممارسة الرياضة والحصول على دورة تدريبية وما إلى ذلك.. فوقت الفراغ إن لم يُستغل على نحو أمثل يكون سلاحًا فتاكًا به.

7- تكوين علاقات جديدة

قصدنا أن تكون آخر خطوة في إجابة سؤال كيف أنسى شخص تعلقت به.. نظرًا لأن من عانى من فراق شخص ما لا يخول له الدخول في علاقة جديدة بشكل سريع دون أن يتعافى من تبعات الهجر السابق، حتى لا يؤذي نفسه مجددًا ويؤذي غيره كذلك دون أن يدري.

لذا بعد أن يسلك سبل التعافي والنسيان لما حدث سلفًا، عليه أن يسعى إلى الدخول في صداقات جديدة وتوسيع شبكة المعارف الاجتماعية، حتى يتمكن من المضي قدمًا في علاقات مثمرة دون الوقوف عند الذكريات الماضية.

نصائح هامة تساعد على النسيان

إن كنت بشكل فعلي وجاد تتساءل “كيف أنسى شخص تعلقت به” عليك أن تتبع بعض الإرشادات الهامة التي تساعدك على الأمر، منها:

  • لا تشعر بالذنب تجاه الآخرين، ولا تحمل نفسك سبب هجرانهم.
  • البحث عن المصادر الإيجابية وعدم ترك فرصة للنفس بأن تبتئس.
  • التنفيس عن الشعور السلبي الداخلي.
  • البحث عن هوايات جديدة لتكون مدعاة للطاقة الإيجابية.
  • الشر لا يجلب إلا الشر، فلا تفكر في الانتقام.
  • إعطاء نفسك الوقت الكافي للنسيان، فهو لا يحدث في عشية وضحاها.
  • السماح لمن يريد الرحيل، فلا تحتفظ بعلاقة واهية يكون مصيرها الفراق.
  • إعادة النظر في العلاقة حتى تتمكن من نسيانها.
  • دعه يرحل دون أن تبث في نفسك مشاعر الكراهية تجاهه، بل عليك إقناع ذاتك أنه لا يشكل شيئًا في حياتك.
  • اللجوء إلى الله بالدعاء.
  • لا تنعزل عن العالم، بل اقضي وقتك مع العائلة والأصدقاء، فالانعزال لا يزيد من الأمر إلا سوءًا.
  • ارفع معنوياتك بكل الطرق الممكنة.

عقبات نسيان شخص

تتعدد المعيقات النفسية والشخصية والاجتماعية التي تحول دون نسيان من تعلقت به، يجب أن تدركها فما إن وجدت تستطيع تداركها، ومنها:

  • مدى الحب والانجذاب: خليط من المشاعر تكنها لمن تحب، الحاجة إليه والانجذاب له والتعلق به وما إلى ذلك.. لذا يكون من الصعب نسيان من تكن له كافة تلك المشاعر النبيلة، خاصة أنه من الصعب إعطائها لأناس آخرين بسهولة.
  • الخوف من الفشل: لطالما كان الخوف من الفشل في العلاقات العاطفية مدعاة للتمسك بعلاقات واهية تعلم من الأساس أنها لن تُكلل بالنجاح، فتتمسك بالطرف الآخر دون أن يكون هناك مردود، وتسعى جاهدًا للاحتفاظ به دون أن يسعى في الطريق ذاته، وهذا ما يجعل الأمر مجحفًا بطبيعة الحال.
  • الشعور بالضعف: هنا يكون الشخص مستمدًا لقيمته من الطرف الآخر، فيعتقد أن قيمته معتمدة على وجوده، مما يجعله يشعر بالضعف تجاهه، ولا يتسنى له أن يُقدر نفسه ويحترمها في غياب الآخر.. الأمر يصعب تمامًا من نسيانه إن حدث الانفصال والفراق.
  • انعدام الأمان: قد يكون الطرف الآخر هو ما يمثل كل الأمان لأحدهم، فما إن رحل لا يتبقى دونه سوى الخوف والتهديد، لذا يرفض خسارة مثل ذلك الشخص الذي لا يشعر بالأمان إلا في حضرته، فلن يتجاوز القلق والتوتر والصخب في غيابه.. الأمر الذي يُحول إلى مشكلة انعدام ثقة فيما بعد.
  • الخوف من الوحدة: من يتعلق بشريكه إلى حد الجنون، لأنه يخاف من الوحدة والانعزال في غيابه، فلا يحاول نسيانه أو هجره مهما كانت الدواعي، وربما الخوف من الوحدة يعزو إلى عدم الثقة في تجديد مشاعر الحب مرة أخرى.

النسيان هو دواء القلوب التي تنفطر ألمًا من الهجر والحزن والفراق، فرغم أنه يستغرق الكثير من الوقت وربما يكون من المستحيل فعله إلا أنه محاولة لرؤية بصيص من النور مجددًا.