تعددت البلاد التي فتحها المسلمون قديما ويحمل التاريخ ذلك، ومن ضمن تلك البلاد بلاد السند، وتعتبر تلك المدينة امتداد للتوسع الإسلامي الكبير، ومن الجدير بالذكر أن الإسلام قد امتد إلى رقعة كبيرة من البلاد، ودارت الكثير من المعارك من أجل إيصال رسالة الاسلامي وإعلاء كلمة الله عز وجل من قبل المسلمين.

تأخر فتح بلاد السند

في بداية الأمر كان هناك تأخر لفتح بلاد السند، فغزوات المسلمين لم نكن قوية في البداية، وتوجهت بعض السرايا إلى بلاد السند ولم يتم فتح البلاد بشكل مستدام، إضافة إلى أنه كان هناك صعوبة في نقل قوات المسلمين إلى هناك.

أمر الخليفة عمر بن الخطاب المسلمين بعظم ركوب البحر لأنه كان يرى أن هناك مجازفة في فعل ذلك، كما أن المسلمين لم يكونوا على دراية كافية بالغزوات البحرية وركوب البحر في ذلك الوقت.

الفتح الاسلامي للسند

الفتح الإسلامي لبلاد السند كان عبارة عن مجموعة من الحملات العسكرية التي تم إطلاقها من قبل المسلمين، حتى يتم فتح وادي السند وكان ذلك أثناء الخلافة الراشدة في البدايات.

بعد ذلك تابعت مسيرة فتح بلاد السند الدولة الأموية بعدما تم انتقال الأمر إلى بني أمية، وكانت تلك اولى المحاولات الحقيقية لفتح بلاد السند أثناء عهد خليقة المسلمين عمر بن الخطاب.

أول من حاول فتح بلاد السند كان عثمان بن أبي العاص الثقفي وحاول أن يكون أول شخص يفعل ذلك من قادة المسلمين، ولكنه فشل في فتحها بشكل كامل، واستمرت الغزوات والمعارك حتى وقت زياد بن أبيه، والحجاج بن يوسف الثقفي بعد منه، وهو من تمكن فتح بقية السند.

من المدن التي فتحها المسلمون في بلاد السند

فتح المسلمون عدة مدن في بلاد السند ومن بينها قيقان والدبيل وقندابيل، وكان ذلك في إقليم غرب القارة الهندية، وكان يحده من الشرق بلاد فارس الجنوبية.

تم فتح تلك المدن في عام 63 هجريا الذي يوافق 682 ميلاديا،. كان ذلك الأمر في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي.

السند تحت الحكم الإسلامي

بذل قادة السند جهود كبيرة بعد محمد بن القاسم ولكن رغم ذلك ضاع في نهاية الأمر أغلب المناطق التي فتحها المسلمون في السند مع القائد محمد، وقد دخل حكام السند جميعهم في الإسلام بعد دعوة الخليفة عمر بن عبد العزيز لهم.

وقد بعث لهم خليفة المسلمين الأموي عمر بن عبد العزيز في ذلك الوقت دعوة لدخولهم إلى الإسلام، وقال لهم فيها أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، إضافة إلى أن كل منهم سيظل حاكما على البلاد تحت الحكم الإسلامي.

ولكن رغم ذلك فإن هؤلاء الحكام شنوا حروبا كثيرة على المسلمين ثم أخرجوهم من بلاد السند الوسطى والعليا، ولم يتبقى إلا بعض من الأجزاء البسيطة في المناطق السفلى من السند.

وانحصر النفوذ الإسلامي في مكانين فقط وهما مدينة المنصورة ومدينة المحفوظة، وذلك الأمر قد ساهم كثيراً في عملية استقلال حكام البلاد عن السلطة المركزية التي كانت موجودة في دمشق.

ونشبت مجموعة كبيرة من النزاعات الداخلية في دار الخلافة الأموية، مما أدى إلى انهيار الدولة الأموية بعد ذلك، وجاءت بعدها الدولة العباسية وبدأ الإسلام عهد جديد.

أثناء الخلافة العباسية تمت استعادة السند بالكامل أسفل حكم السلطة المركزية في مدينة بغداد، واستمر حكم ولاة العباسيون إلى السند حتى عام 240 هجريا الموافق 855 ميلاديا.

ومن الجدير بالذكر أن آخر والي من ولادة الدولية العباسية في السند هو عمر بن عبد العزيز الحباري، وتم استقلاله بالأمر وتم تأسيس له في دولة السند دولة مستقلة.

استمرت دولة السند حتى عام 416 هجريا الموافق 1026 ميلاديا، جاء الغزنويون قضوا على كل من بها، وبعدها أصبح تاريخ السند مرتبط بمدينة غزنة، واستمر الأمر كذلك حتى جاء المعول وأصبحت البلاد تحت سيطرتهم.

ظل أهالي السند يدخلون الإسلام واحدا تلو الآخر بعد أن تم افتتاح البلاد على يد محمد بن القاسم ومن تلاه بعد ذلك، وأصبحت نسبة الأشخاص المسلمين الموجودين في المدينة 97 بالمائة من إجمالي السكان.

ومن الجدير بالذكر أن محمد بن القاسم أصبح رمز وطني لدولة باكستان والبطل القومي لها، وتم منحه لقب الباكستاني الأول من قبل الزعيم محمد علي، لأنه قام بوضع حجر الأساس للدولة، وبعدها أصبحت باكستان بوابة لدخول الدين الإسلامي في دولة الهند.

تم إطلاق اسم محمد بن القاسم على عدد من المواقع والمعالم المهمة في دولة باكستان، كنوع من أنواع التعظيم والكريم له، على سبيل المثال أطلق اسمه على ميناء قاسم الذي يقع في مدينة كراتشي، ويعتبر ذلك الميناء ثاني أكبر الموانئ الموجودة في البلاد.

وفي النهاية لقد ذكرنا لكم الإجابة على سؤال من المدن التي فتحها المسلمون في بلاد السند، إضافة إلى توضيح دولة السند أثناء الحكم الإسلامي لها.