تجربتي مع الزوجة الثانية لم تتكلل بالنجاح كما كُنت أعتقد قبل الشروع فيها، فالتعدُد حق مُكتسب للرجل؛ لإشباع غريزته، ومنحهم الله تلك الرخصة لأسباب مُحددة، وهو ما كان يتوفر لديَّ، فكانت قدرتي المالية تسمح بالاعتدال بين الزوجات، وعزمت تجارب بعض الرجال على بدأي في تلك التجربة، ولكن ليست كافة الأصابع كبعضها.

تجربتي مع الزوجة الثانية

بعد تسلل الملل إلى العلاقة بيني وبين زوجتي الأولى وأصبحتُ أفتقد إلى شخصيتي كرجل ولا أستطيع ممارسة العلاقة مرة أخرى كونها تنشغل بمتطلبات المنزل والأولاد دفعني الأمر لأبحث عن راحتي، سعادتي.. لم أكن أرغب في أن يكون الأمر مجرد علاقة عابرة يشملها علاقة جنسية فقط، كُنت أريد حقًا الزواج بأخرى وقد اتخذت قراري.

لا أخفيكم سرًا كُنت أشعر بالسعادة العارمة، وجدت شخصيتي مرة أخرى، راحتي، بالفعل وفرت لي الاهتمام والسعادة التي افتقدها مع زوجتي الأولى، شعرتُ أنني في عالم آخر كما شعوري في بداية زواجي الأول، لكن كانت تلك البداية فقط، فبعد ذلك شعرت كم أنني شخص دنيء لاتخاذي هذا القرار وابتعدت عمن تحملت الكثير مني وأولادي، فقد تغيّرت مشاعرهم ناحيتي.

حاولت إصلاح الأمر إلا أن زوجتي كانت تشعُر بالنقص وساءت حالتها، حيث تعتقد أنني أرى أنها ناقصة الأنوثة لألجأ لأخرى، وفي الوقت ذاتُه شعرت زوجتي الثانية أني لا أُعيرها اهتمام حتى تفاقم الأمر وانقلبت حياتي رأسًا على عقب أثر تجربتي مع الزوجة الثانية التي انتهت بخسارة كلاهما.. حتى أولادي لم أستطع حتى الآن استعادتهم ليشعروا بالأمان معي مرة أخرى، ولا أنصح أحد بالشروع في هذه التجربة.

هل تسعد الزوجة الثانية الرجل؟

قبل الشروع في تجربة الزواج من ثانية رغبت في الاطلاع على تجارب رجال آخرين لعل أحدهم يدفعني للزواج وهذا ما حدث حقًا، فجاء رجل يسرد تجربته: “لقد تخلصت من رتابة العلاقة الأولى بمدللتي الجديدة، حبيبتي التي استطاعت أن تحوّل حياتي إلى جنة.. كانت تسعى جاهدة في أن تُلبي احتياجاتي من كافة الجوانب حتى أنني أرى أنها حقًا الزوجة الثانية تسعد كثيرًا.

لكن هذا الأمر لم يحدث مع الجميع، فهذا بيد الزوجة ذاتها فتجلت تجارب آخرين مع الزوجة الثانية بالفشل عكسي، كما أنني حاولت ألا أخسر زوجتي الأولى وأولادي، كنت أحاول تطبيق شرع الله بأن أعدل بينهُم، والآن أستطيع القول إنني نجحت في هذا الأمر”.

مشاكل الزواج الثاني

“قد واجهت تحديات كثيرة في محاولة التوفيق بين زوجاتي، كان الأمر صعبًا للغاية حتى سقط مُستسلمًا أمامها”، كانت تلك الكلمات مُفزعة لي، فهل حقًا تجربة الزواج الثاني مريرة؟ لا أخفيكم سرًا كانت تلك التجربة تُشعرني بالقلق حيث روى صاحبها: “كنت أعتقد أنني سأشبع نزوتي وسأسعد عند الزواج بثانية، تلك المشاعر التي افتقرتها في التجربة الأولى، إلا أن ما حدث عكس ذلك!

لا أنكر كنت أعيش جوًا من الحماس والسعادة، كُنت أشعر وأني في ربوع شبابي على الرغم من وصولي إلى سن الأربعين، كانت ذلك البداية تخفي وراءها مصاعب كثيرة، فالمرأة بطبعها غيور، تحب أن تكون هي الوحيدة المُتملكة لهذا الشيء، لذا كانت زوجاتي الاثنين تسيطر عليهم مشاعر الغيرة، يريدان الحصول على قلبي، لكل واحدة أن أصبح لديها فقط! فقد كانت مشاكل الزواج الثاني كالتالي:

  • تشويه صورة الزوجة الأخرى محاولة كسب قلب الرجل.
  • تسلل مشاعر الغيرة إلى قلبهن يستتبعها محاولة إيذاء الأخرى.
  • سيطرة المشاعر السلبية لتُصبح بيئة غير مُحفزة مُطلقًا على العمل.
  • زيادة العبء على أكتاف الرجل في ظل التدهور الاقتصادي المضطرب.
  • ظهور المقارنة بين كلاهما مما يوقع الرجل في مشاكل لا يُحمد عقباها.
  • سيطرة مشاعر عدم الأمان من كليهما نظرًا لأنهم يشعران أن الزوج سيتخلى عن واحدة بالتأكيد وسيشرع في تجربة الزواج الثالث.

حينما ظهرت تلك المشاكل شعرتُ بالندم كثيرًا، فكيف لم أُفكر في عواقب الأمر قبل الشروع في أخذ القرار؟ تكاد حياتي تنقلب إلى جحيم حقًا في محاولة إسعاد كلاهُما، ومن خلال تجربتي مع الزوجة الثانية لا أنصح أحد بتجربتها، حاول كسر روتين الزواج الأول.. فالسعادة مع الثانية كثيرًا لا تدوم”.

التغلب على مشاكل الزواج الثاني

“الراجل الشاطر هو من يستطيع مسك العصا من المنتصف!” غريبة تلك الكلمات، لم أستطع ما أراد صاحبها سردُه، فكيف للرجل أن يمسك بالعصا من المنتصف؟ ذهبت لسؤال عما يقصده ليحكي تجربته قائلًا: “إن تجربتي مع الزوجة الثانية كانت ناجحة وأسعدتني كثيرًا، فلم أفقد بيتي الأول وفي الوقت ذاتُه أشبعت غريزتي، وكأني امتلكت الجنة حقًا.. وأنصح الرجال بتلك التجربة.

ولكن لم تكن تجربتي في البداية سهلة هكذا، حيث حاولت مرارًا وتكرارًا وفي النهاية استطعت امتلاك قلبهن والحفاظ على بيتي وعائلتي، لهذا سأوافيكُم ببعض ما اتبعته حتى تكللت تجربتي بالنجاح هكذا فيما يلي:

  • الابتعاد عن المقارنة، فمن شأنها إشعال فتيل الغيرة وما يستشيط المرأة غضبًا وتبدأ بالتفكير في إلحاق الأذى بالأخرى، فيجب الفصل بينهن في الحديث أيضًا.
  • منح كلاهما الحب والاهتمام، على الرغم من أن القلب لا يستطيع أن يحب اثنين بالمقدار ذاتُه، إلا أنه يجب الاعتدال بينهما وعدم التقليل من شأن واحدة على الأخرى.
  • العدل المالي، كلا البيتين يتطلب احتياجات أساسية من مأكل وملبس وغيرُه، فعلى الرجل أن يتسنى ذلك من خلال زيادة ساعات العمل مما يزيد من الدخل الشهري والتخلص من مشكلة حرمان واحدة على حساب الأخرى.
  • إشباع الرغبات الجنسية للزوجتين، على الرغم أن الأمر صعب على الزوج في أنه مُتطلب وحدُه بإشباع رغبة اثنتين إلا أنه لازمًا، فهذا حق كلاهُما.. فيجب ألا يميل لواحدة عن الأخرى، التقصير في الحقوق الجنسية يولد مشاكل أسرية لا يُحمد عقباها حقًا قد تكلفك خسارة المنزلين.
  • توزيع الوقت بدون مُحاذاة لواحدة عن الأخرى، فلا يجب أن يتحجج الرجل مثلًا بأطفال الزوجة الأولى للبقاء بجوارها والتقصير مع الثانية مما يُشعرها بنقص الأمان والحنية.. يتسبب ذلك في انعدام الاستقرار.
  • فصل المنازل، قبل اتخاذ قرار الزواج من ثانية يجب الحرص على توفير مسكن للثانية يبتعد كثيرًا عن الأولى حتى لا تنشأ مشاكل كبيرة بين الزوجة وضرتها.
  • تقديم الهدايا لكلا الزوجتين بين الحين والآخر بالعدل، فهذا من شأنه كبح شعور النفور العاطفي الذي يتسلل لنفسهما ويُشعرهم بعدم الأمان والشروع في التجربة الثالثة.

تأثير الزواج الثاني على الأطفال

“كُنت أُفكر في نفسي وغريزتي تلك ولم يأتي في ذهني عواقب هذا الأمر على أطفالي، إنني شخص أناني حقًا” واحدة من التجارب التي تحكي أثر تجربة الزواج الثاني على الأطفال، وكنت أتمنى لو أنني رأيتها قبل الشروع في الزواج، حيث سردت تجربته قائلًا: “خسرت بيتي وثقة أطفال لنزوة! ولم تستمر.. فلم أستطع تحمُل عواقب زواجي.

على الرغم أن بداية زواجي كانت مُمتعة إلا أنه بدأ أثرها في الظهور على أطفالي شيئًا فشيئًا، كان لها التأثير السلبي على نفسيتهم، لم أستطع كسب ثقتهم مرة أخرى على الرغم من محاولاتي الكثيرة في عدم التقصير معهم إلا أن شعورهم بالنقص كان يفوق ذلك.. وبعد التواصل مع طبيب نفسي أوضح لي أن تأثير الزواج الثاني على الأطفال كالتالي:

  • تشويه صورة الأب لتنكسر صورة القدوة “أبيه”.
  • الميل إلى سلوكيات العُنف.
  • فقد الثقة في الرجال، “من حيث الفتاة”.
  • الشعور بالحزن وحدة الطباع، خاصةً إن حدث طلاق للزوجة الأولى.
  • الشعور بالذنب المُتكرر، فكثيرًا ما يعتقد الأطفال أنهم السبب في نفور أبيهم عن البيت لكثرة طلباتهم، مما يزيد في داخلهم الشعور بالهروب، في بعض الحالات تظهر ظاهرة الانتحار إن لم يشعر الآباء ويسيطران على هذا الشعور لديهم.
  • الانعزال عن العالم الخارجي، والميل إلى الانطوائية.
  • التراجع في التحصيل الدراسي، والمستوى العقلي.
  • محاولة الكذب والخداع المتكرر.

لذا أنصح الأب دومًا في التفكير الأبناء، فما ذنب هؤلاء الأطفال ليشعرن بالنقص هكذا؟ بما قصروا؟ لا تُفكر في غرائزك فهي ليست أهم من صغارك.. يجب التقرُب منهم والتفكير في شعورهم، ومُصاحبتهم، فمهما حاولت في نجاح الزواج الثاني إلا أنك ستخسر مُقابلها حُب صغارك، ثقتهم فيك.. مثلما حدث معي ومع الكثير من التجارب”.

الزواج الثاني حق مشروع للرجل إن كان مُقتدرًا على الاعتدال بين الزوجتين وقادر على السيطرة على مشاعرهن، لكن لا بُد من التفكير في تحديات الأمر وعواقبه على كافة الأطراف.