الدبوس وش يرجعون

يمتد تاريخ عائلة الدبوس العريقة إلى أصول نبيلة، حيث يمكن تعقب جذورهم الى أسرة المجيول المرموقة التي تنتمي إلى قبيلة الزهاميل، وهذه العائلة، بين جدرانها العتيقة، قد ضمت زعماء أكدوا حضورهم عبر الأجيال بخدماتهم البارزة التي تراوحت بين الأراضي السعودية الشاسعة والكويت الخصبة، حيث قدموا مساهمات لا يستهان بها في حماية أوطانهم، وتحقيق تطور ونمو ملموس في معالمها الحضرية والثقافية، ويعتبر العديد منهم الأفذاذ من صناع التاريخ، بفضل مشاركتهم في بناء المساجد، وترك بصماتهم المعمارية الفريدة في معالم عمانية كثيرة تشهد على ذلك.


تعد عائلة الدبوس واحدة من العائلات المعروفة على نطاق واسع، إذ يمتاز هذا الاسم بتاريخ طويل وعريق يليق بالشهرة الواسعة التي يتمتع بها، ويشتهر اسم الدبوس في دولتين عربيتين بارزتين، هما الكويت والمملكة العربية السعودية، ونحن هُنا على “الكفاح العربى” على وشك البدء في رحلة استكشاف لتعرف على أصول وانتماءات عائلة الدبوس (أى القبائل ترجع عائلة الدبوس) في كل من الدولتين المذكورتين (الكويت والمملكة العربية السعودية).

تتمتع عائلة الدبوس بشهرة واسعة بوصفها عائلة فخورة وعريقة تتميز بتاريخها الطويل والمشرف، يشيد التاريخ بشجاعتهم وقدرتهم على المواجهة، كما ذكر المؤرخ الكويتي الراحل عبد العزيز الرشيد في كتابه “تاريخ الكويت”، بأنهم لاقوا تقديرًا خاصًا بسبب ما تميزوا به من شجاعة وإقدام، وتقع عائلة الدبوس في الحي الشرقي، والذي يعتبر أحد أحياء الكويت.

الدبوس وش اصله

ووفقاً للتاريخ، هاجرت عائلة الدبوس إلى الكويت من عشيرة سدير في نجد مع نشأة الكويت نفسها، وبدأت العائلة بالإقامة في فريج الزهاميل، حيث عاشت بجانب أقربائها، ويقع هذا الفريج في موقع مركزي بالقرب من حي الشيوخ وفريج القناعات، وفي أوائل القرن الماضي، انتقلت العائلة إلى منطقة الفحيحيل.

ويعتبر مسجد الدبوس (بن نومان) نقطة بارزة في التاريخ العمراني للعائلة، حيث تم بناؤه في العام 1807م، وبالإضافة إلى ذلك، يوجد في الحي ساحة بإسم “براحة الدبوس” وهي ساحة تستخدم للاحتفال بالأعياد ومنطلقا للحروب التي خاضتها الكويت في الماضي.

كما شاركت عائلة الدبوس في العديد من الحروب التي تعرضت لها الكويت على مر التاريخ، وقدمت العائلة عددًا كبيرًا من الشهداء، من بينهم جاسم الأول واسباع الدبوس في حرب النصار ضد بني كعب، وقد استشهد خليفة وفارس، الذين كانا أبناء عبد الله جاسم الدبوس، وأخوان جاسم الدبوس أمير الفحيحيل في حرب الصريف، وأستشهد أيضا اسباع الدبوس وعلي الدبوس الذي أصيب في المعركة ولجأ لاسرة الشملان الكريمة، أهل عنيزة، حيث تم علاجه وعاد بعدها إلى الكويت.

أصل عائلة الدبوس من وين

يتأصل جذر عائلة الدبوس في أرض سدير، التي تعتبر أحد أركان مدينة نجد السعودية، ثم مرت بهم الرياح لتحط رحالهم في فريج الزهاميل، فيما بعد، انتقلت العائلة لتستقر في الفحيحيل الكويتية، وهناك أسسوا حياتهم وبنوا قاعدتهم الأساسية التي ظلت ثابتة لمئات السنين، كما أبدع أبناء عائلة الدبوس وتميزوا في مراحل حياتهم المختلفة منذ الأيام الأولى لتأسيس الكويت، إذ أثبتوا أنهم عائلة ذات أصول عريقة ونسب قديم، قدمت خدمات جليلة ومساهمات غير قليلة للشعب الكويتي.

نسب قبيلة الدبوس وش يعود

تستقي عائلة الدبوس نسبها العريق من المجيول الذين ينتمون إلى قبيلة الزهاميل، والذين في طيات نسبهم يمتدون إلى غزي من أبناء فضل، من بنو لام الذين ينتمون إلى قبيلة طي، وتتفرع عائلة فضل من بنو لام بمسار مختلف عن آل فضل بن ربيعة الطائية، التي تمتد أفرعها ويستقر أعضاؤها في بقاع العراق ومدن الشام، وتعتبر عائلة الدبوس من العائلات التي امتازت بالكثرة والتوزع، ومع اختلاف الأنساب واستقلال الأجداد، حيث أصبح الرابط بينهم الآن لا يعود إلى سلالة مشتركة بقدر ما هو مجرد تشابه في اسم العائلة، وهو الدبوس.

شخصيات من الدبوس

نؤكد على أن هذه الأسرة، الكريمة والعريقة، قد خرج من رحمها عددا لا يحصى من الرجال الفاضلين، الذين أسهموا بمجهوداتهم الجبارة في العديد من الميادين، سواء كانت تلك الميادين السياسية أو البحرية أو التجارية، وهذا الجمع الكريم من الرجال لم يقتصر عطاؤهم على مجال واحد، بل طالت مساهماتهم كافة الأصعدة السياسية و البحرية و التجارية وغيرها، وهذه الشخصيات هي:

  • إذ نَجد جاسم عبدالله الدبوس الذي تم تعيينه أميراً لمنطقة الفحيحيل، وكذا كان ابنه عبد الله، وكانا نواخذة بارزين.
  • ومن الرجال البارزين في هذه الأسرة العريقة كان النوخذة علي عبد العزيز فارس الدبوس، الذي عُرف بأنه أمير الفنطاس، والنوخذة فارس الدبوس.
  • وبالإضافة إلى هؤلاء، كانت هناك العديد من النواخذة الآخرين من أبناء هذه الأسرة، مثل محمد خليفة الدبوس، دعيج خليفة الدبوس، وحمد جاسم الدبوس.
  • ومن الجدير بالذكر أن نايف حمد الدبوس كان عضواً في المجلس التأسيسي ونائباً في مجلس الأمة منذ عام 1963 حتى 1967.
  • ومن بين الشخصيات الرائدة أيضاً، علي غانم الدبوس الذي كان النائب في مجلس الأمة منذ عام 1963 إلى 1967.
  • مبارك عبد الله الدبوس كان عضو المجلس التأسيسي، ثم النائب في مجلس الأمة منذ عام 1963 حتى 1971 ومنذ عام 1981 حتى 1985.
  • وبالإضافة إلى ذلك، كان الدكتور جاسم محمد الدبوس رئيساً لمجلس إدارة بنك التسليف السابق.
  • عصام سلمان الدبوس هو النائب الحالي في مجلس الأمة.
  • محمد جاسم الدبوس كان أول مختار لمنطقة الفحيحيل وعضواً في أول لجنة تجنيس.
  • سلمان عبد الله الدبوس كان واحداً من وجهاء الفحيحيل وعضو المجلس البلدي سابقاً.

مصاهرات الدبوس

ويمكننا القول أن هذه الأسرة النبيلة تتشارك في النسب مع العديد من أسر الكويت المعروفة مثل الصباح – حيث تمت مصاهرات عديدة – والغانم، والعدواني – حيث تمت مصاهرات عديدة أيضًا – والمالك الصباح، والمعضادي، والروضان، والهملان، والوقيان، والخدة، والرشدان الرومي، والفهد النواخذة، والرومي، والعصيمي، والخالدي – حيث تمت مصاهرات عديدة – والزيد المنيفي، والعتيقي، والوقيان، والجميعة، والرشود، ولفوزان، والفارس، والجريوي، والعمر الدرباس، وبن سلامه، والراشد، والعيار، والسعيد، والأمير، والذويخ، والقملاس، والمساعيد، والسنان، والخزام، والعرادة الخالدي، والشايع (الحملة) الزلفي.

المصدر : تاريخ الكويت

الدبوس وش يرجعون

كما يتضح أن عائلة الدبوس في دولة الكويت، وفقًا لما يؤكده المؤرخون، هي من أسرة المجيول من الزهاميل من غزى من بني فضل من بني لام من قبيلة طيء الشهيرة في شبه الجزيرة العربية. وهاجر جزء كبير من هذه الأسرة في الماضي من نجد واستقرت في فريج الزهاميل، ولعائلة الدبوس في دولة الكويت تاريخ عريق ومشرف، حيث شاركوا في معظم الحروب التي مرت بها الكويت، ومن أبناء هذه العائلة من تولوا مناصب مرموقة وحساسة في الدولة، وترتبط عائلة الدبوس بمصاهرات ونسب مع أكبر وأشهر القبائل والعائلات في دولة الكويت.

عائلة الدبوس

يمكننا القول أن عائلة الدبوس في المملكة العربية السعودية تنسب نفسها إلى قبيلة عتيبة الشهيرة، والتي تعد من أكبر القبائل في شبه الجزيرة العربية، بعض النسابين يقولون أنهم في الأصل من أبناء عمومة عائلة الدبوس في دولة الكويت، ولكنهم قاموا بالإنضمام إلى قبيلة عتيبة وتحالفوا معها منذ قديم الأزل.

سبب تسمية عائلة الدبوس بهذا الاسم

يعود أصل تسمية عائلة الدبوس إلى تقاليد أجدادهم القدماء، حيث كان الجد الأكبر للعائلة يحمل عصا ملفوفة بالدبابيس، ولذلك ظلت هذه العبارة، الدبوس، مرتبطة به وأصبحت تحمل اسم العائلة بأكملها، تمتد لتشمل أبناءه وأحفاده وجميع أفراد القبيلة، وكان من بينهم شخصيات بارزة خدموا القبيلة وحموا البلاد، فأصبحوا من بين أفضل الشعوب التي عاشت في الكويت والسعودية وأثروا التاريخ ببصماتهم الفريدة.