متى تأسست الدولة السعودية الأولى؟، تعد المملكة العربية السُعودية واحدة من بين أكبر دول المنطقة العربية، وقد عرفت هذه الدولة العديد من التطورات وصولاً إلى ما عليه اليوم من تقدم وحضارة بعد أن كانت مقسمة تحكمها القبائل التي تعيش في المكان.

تاريخ الدولة السعودية

تم تأسيس الدولة السُعودية في منطقة شبه الجزيرة العربية، وذلك بعد أن تم الاتفاق بين محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب على أن يتم تكوين وحدة سياسية تمكنت من الصمود حتى سنة 1233 هجري.

وقد سقطت الدولة السعودية الأولى بعد أن استولى إبراهيم باشا والي مصر على العاصمة الدرعية وقد حكم البلاد خلال فترة الدولة الأولى أربعة حكام تمكنوا من جعل البلاد أكثر ازدهار في مجالات مختلفة منها الاقتصاد.

متى تأسست الدولة السعودية الأولى بالميلادي

خلال القرن الثامن عشر ظهر في بلاد الحجاز الإمام والشيخ محمد عبد الوهاب، والذي سعى إلىأن نشر تعاليم الدين الإسلامي مع الدعوة للعودة إلى صفاته الأولى، وقد تعرض الشيخ لمظالم عديدة من قِبل الدولة العثمانية إلى جانب اضطهاد القبائل العربية لهنتيجة خوفهم من سلطته وتشكيله تهديد لهم.

التجأ الشيخ إلىمحمد بن سعود القرني حاكم مدينة الدرعية في حينها منذ سنة 1720، وقد كان أخويه تلاميذ للإمام عبد الوهاب، وذلك بعد معرفة الدعوة التي يسعى لنشرها في الدولة وتكريس نفسيهما للمساعدة في نشر هذه الدعوة، وهو ما ساعد على تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد بن سعود.

متى تأسست الدولة السعودية الأولى بالهجري

تم تأسيس الدولة السعودية الأولى سنة 1157 هجري الموافق لسنة 1744 ميلادي، وقد بدأت فكرة التأسيس قبل ذلك لكنها وصلت أوجها في عهد دعوة الشيخ المصلح محمد عبد الوهاب، وتحالفه مع الحاكم محمد بن سعود في مدينة الدرعية.

وقد تم تسمية الاتفاق بميثاق الدرعية ليتم وضع حجر الأساس للدولة السعودية الأولى التي اتخذت من مدينة الدرعية عاصمة لها، ولها رؤية لتطبيق الشريعة الإسلامية وفق تعاليم العقيدة الصحيحة.

وتمكنت الدولة من الانتشار على معظم شبه الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر لتشمل كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلا أن قيام هذه الدولة كان سبباَ في إرسال العثمانيين لقوة عسكرية بقيادة إبراهيم باشا لإعادة السعودية تحت حكمهم لتنتهي بذلك الدولة السعودية الأولى سنة 1818 ميلادي.

يوم التأسيس الوطني

تم تحديد يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في الثاني والعشرين من فبراير وهو يوم بداية دعوة الشيخ محمد للوهابية سنة 1727 ميلادي ورغبته في القيام بتأسيس دولة، ويتوافق مع تاريخ الثلاثين من شهر جمادى الاول سنة 1139 هجري.

وقد تم اعتبار هذا اليوم وطني في المملكة العربية السُعودية بداية من تاريخ 27 يناير 2022 وذاك بموجب قرار ملكي تم إصداره من قِبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

شبه الجزيرة العربية قبل الدولة السعودية الأولى

كانت منطقة شبه الجزيرة العربية تنقسم إلى مجموعة أقسام قبل توحيده تحت راية الدولة السعودية الأولى وهي:

  • الحجاز: وهي المناطق التي تمتد من شرق البحر الأحمر من تهامة عسير في الجنوب إلى العقبة في الشمال، وكانت تخضع لحكم الأشراف في مكة المكرمة ثم لحكم الدولة العثمانية.
  • نجد: تنقسم إلى مجموعة مناطق يحكمها أسر عديدة منها آل سعود في الدرعية، المزاريع في منفوحة، دهام بن دواس في الرياض، وبني زيد في الوشم.
  • منطقة شمال نجد: تخضع لحكم آل علي وقبائل بني رشيد وعاصمتها حائل.
  • عسير وجازان: او ما يعرف بالمخلاف السليماني، نسبة لسليمان بن طرف الحكمي.
  • نجران: تحت حكم المكارمة وكانت تشتهر بقوتها ومحاربتها للدولة السعودية الأولى.
  • إقليم الأحساء: يقع شرق الجزيرة العربية في خليج العرب، وتشتهر بالزراعة، الصيد والتجارة،تحت حكم أسرة الزامل الجبري ثم السلطة العثمانية وبني خالد.

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

بعد سعيه لنشر دعوته في شبه الجزيرة العربية، انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى مدينة الدرعية سنة 1157 هجرياً الموافق 1744 ميلادي، وتم الاتفاق مع حاكمها محمد بن سعود بن المقرن الذي نصره وسانده وتم عقد ميثاق الدرعية ليكون شرارة انطلاق لتأسيس الدولة السعودية الأولى.

ومن هذه المنطقة انطلقت الدعوة الوهابية لعبادة الله دون غيره ومحاربة الشرك والبدع وتطبيق الشريعة الإسلامية كما وردت في صفاتها الأولى، وكان لمحمد بن سعود الفضل في حماية الدعوة وانتشارها في مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية وتوحيدها ليبدأ عهد الاستقرار والأمان.

نظام الحكم في الدولة السعودية الأولى

عند تأسيس الدولة السُعودية الأولى كان نظام الشورى هو نظام الحكم قبل أن تتسع رقعة الدولة، وكان الحاكم يُسمي الأمير او الإمام ليكتسب الصفة الإسلامية، وكان أبرز ما يقع على عاتق الحاكم هو تحقيق الاستقرار والأمان وتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية.

واعتمد الأمير محمد بن سعود على الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الاستشارة والنصيحة والرأي فيما يخص الأحكام، أما أعماله فكانت تتلخص في الإشراف على المكاتبات التي يبعثها الولاة في الأقاليم التابعة للدولة، تحقيق الأمن في الدولة، معاقبة المجرمين والمخالفين، واستشارة أهل العلم في أمور حكمه مع مل المراسلات للولاة.

وقد امتازت فترة حكمه بالعدل ونشر الأمن في الرعية وآمن الأفراد علي أنفسهم حتى صار السفر بين أقاليم الدولة آمناَ دون خوف من قطاع الطرق والعابثين.

حكام الدولة السعودية الأولى

كان نظام الحكم في الدولة السعودية الأولى وراثياً مثل حكم المملكة، فكان يورث الحكم الابن الأكبر للحاكم من بعد وفاته، ويتم ذلك من خلال أخذ البيعة له قبل وفاة الإمام حتى لا تكون هناك خلافات على الحكم أو التمرد من بعد ذلك، وقد حكم الدولة السعودية الأولى أربعة حكام كانوا كالتالي:

محمد بن سعود بن محمد آل مقرن:تولى حكم السعودية بين 1744 حتى 1765 ميلادي.
عبد العزيز بن محمد آل سعود:حكم بين 1765 حتى 1803 ميلادي.
سعود الكبير بن عبد العزيز:حكم الدولة بين 1803 حتى 1814 ميلادي.
عبد الله بن سعود الكبير:تولى الحكم بين 1814 حتى 1818 ميلادي تاريخ سقوط الدولة السعودية الأولى.

نهاية الدولة السعودية الأولى

سقطت الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا ابن والي العثمانيين على مصر محمد علي باشا، وذلك بعد توجيه السلطة العثمانية بالقضاء على هذه الدولة سنة 1818 ميلادي الموافق ل 1233 هجري.

وقد تم ذلك عبر مراحل من خلال القيام بحملات عديدة على شبه الجزيرة العربية حتى استطاع الجيش خلال حملته الثالثة من اختراق وسط الدولة وتدمير مدينة الدرعية عاصمة السعودية في وقتها لينتهي وجود السُعودية.

أما حاكم الدولة عبدالله بن سعود الكبير ومجموعة من أسرة آل سعود فقد تم إعدامهم بعد ارسالهم للسلطان العثماني في اسطنبول، بينما قام ابراهيم باشا بقتل واعدام مجموعة من القادة علماء الدولة في السعودية قبل انسحابه.

الدولة السعودية الثانية

عند انتهاء حملة إبراهيم باشا على الدولة السُعودية خلف دمار كبير في المنطقة خاصة الدرعية والمناطق المقربة بها، فانتشر الخوف والقلق في مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية، ورغم ذلك فإن مقومات الدولة بقيت موجودة على الرغم من الشتات.

وقد بقي ولاء الأهالي في المنطقة لعائلة آل سعود التي قامت بتأسيس الدولة السعودية الأولى، وتمسكوا بالدعوة، وهو ما ساعد في عودة قادة آل سعود للظهور ثانية لتعود الدولة السعودية للنهوض ثانية سنة 1240 ميلادي الموافق ل 1824 ميلادي.

وقد بدأت المحاولة لقيام الدولة السعودية سنة 1235 هجري الموافق ل1820 ميلادي على يد الأمير مشاري بن سعود لكن دامت لمدة شهور قليلة، لتنجح المحاولة الثانية على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وكانت عاصمتها الرياض.

أما أسس الدولة الثانية فكانت شبيهة بالدولة الأولى حيث كان الاعتماد على نشر تعاليم الإسلام كما دعا لها الإمام محمد عبد الوهاب، ونشر الاستقرار والأمان الذي يبحث عنه القاطنين في منطقة شبه الجزيرة العربية.

وقد تمكن الحكام من تحقيق الازدهار العلمي والأدبي، مع تنظيم الإدارة والمالية كما كانت عليه في الدولة السُعودية الأولى، وانتهت الدولة السُعودية الثانية سنة 1309 هجري الموافق ل1891 ميلادي، بعد سيطرة محمد بن رشيد حاكم حائل على السعودية نتيجة الخلافات بين أبناء الإمام فيصل بن تركي.

اقرأ أيضاً: أفضل شركة للبيوت الجاهزة في السعودية

الدولة السعودية الثالثة

استطاع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استعادة الرياض والعودة إليها مع أسرته سنة 1319 هجري الموافق لسنة 1902 ميلادي، وهو ما ساعد في قيام الدولة السعُودية الحديثة والتي تم فيها توحيد غالبية أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة.

وتم خلال سنة 1351 هجري الموافق ل1932 ميلادي إصدار أمر ملكي بإعلان توحيد الدولة تحت اسم المملكة العربية السُعودية، وبالتالي تم تأسيس دولة قوية قائمة على القرآن والسنة، وأصبح يوم 23 سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة.

وأصبحت المملكة دولة ذات رسالة وإنجازات عديدة لها مكانة هامة إقليمياَ ودولياً، وقد تمكنت من عقد اتفاقيات دولية والانضمام للعديد من المنظمات في عهد الملك عبد العزيز مما زاد من ترسيخ مكانة السعودية بين الدول.

كما أنها كانت من أولى الدول التي وقعت ميثاق هيئة الأمم المتحدة سنة 1945، والمساهمة في تأسيس منظمات عديدة منها جامعة الدول العربية في نفس السنة.

اقرأ أيضاً: أشجع قبيلة في السعودية

تأسست الدولة السُعودية الحديثة عبر مراحل عديدة أولها الدولة السعودية الأولى بعد دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب ومساندة الأمير محمد  بن سعود لدفع الظلم عن أهالي المملكة وإرساء نظام وأمان وازدهار في مجالات عديدة.