من أول من لبس الكعب العالي في العالم؟ وما هي استخداماته قديمًا؟ فقد تم الإشارة إلى حقيقة هذا الأمر أنه قد ارتُدى من قِبل الرجال منذ عصر الحضارات القديمة كالفرعونية والفارسية، فقد كان مخصصًا لرجال المنزلة الرفيعة والطبقة العليا، كما تعددت استخداماته قديمًا لِما كانت له من غايات عملية أكثر من كونه أيقونة أساسية ضمن أيقونات عالم الموضة في الأزياء كالوقت الراهن.

من أول من لبس الكعب العالي في العالم؟

استخدمه الرجال قديمًا لعدة أمور تختلف عن المظاهر الجمالية فيها، فقد اختلف مظهر الكعب العالي قديمًا عن مظهره الآن، حيث ظهر بادئ الأمر لدى قارتي آسيا وأفريقيا، وقد ذُكر أنه انتقل إلى أوروبا من خلال الحضارة الفارسية حيث كانت أوروبا شديدة التأثر بحضارتها.

يعود زمن الكعب العالي إلى عام 3500 قبل الميلاد تقريبًا، وظهر بأشكال مُختلفة، وكان لكل مناسبة حذاء مخصص لها للفرد ذات المنزلة العليا في المجتمع حيث يرتدي بشكل عام حذاء بنعل مسطح، أما في حين وجود مناسبات دينية يرتدي الحذاء ذو الكعب العالِ، حيثما سار الفقراء حفاة.

بعد مرور فترة قليلة من انتشار حذاء الكعب العالي في أوروبا ما لبث أن ارتدته النساء، خلال الحركات النسائية التي هتفت للمساواة بين الرجل والمرأة، حرصن السيدات على ارتداء الكعب العالي أسوة بالرجال كي يؤكد مبدأ المساواة اللاتي سعين له، لكن من أول من لبس الكعب العالي في العالم من النساء؟

تعتبر كاترين دي ميديسى، هي أول من ارتدت حذاء الكعب العالي من النساء خلال يوم زفافها من الملك الفرنسي هنري الثاني، حيث كانت قصيرة للغاية بالشكل غير المُحبب بالنسبة لها، ومن بعد ذلك قد تبنت الطبقة الارستقراطية فكرة ارتداء أحذية الكعب العالي وكان يصل ارتفاعها أحيانًا إلى 60سم.

استخدمته النساء أغلب الوقت بهدف إضافة قامة إلى قامتهم القصيرة، إضافةً إلى أنه أصبح رمزًا قويًا للثروة وأصحاب المنزلة العليا، لكن مع دخول ثلاثينات القرن 20 باتت أحذية الكعب العالي أكثر انتشارًا ومال دعائيًا إلى كونه رمزًا للأنوثة، لكن سرعان ما قل إنتاجه عقب الحرب العالمية، مما اقتصر ارتدائه على أفراد الطبقات العليا والأغنياء فقط.

الاستخدامات العملية للكعب العالي قديمًا

تعرّض الفرد قديمًا لحاجة ماسة إلى ما يعينه لإنجاز بعض الأمور المهمة في حياته فاستقر تفكيره إلى اختراع الكعب العالي، فتلك إجابة جديرة لسؤال من أول من لبس الكعب العالي في العالم، فقد كان وسيلة جيدة لمساعدة العديد من النساء ليس الرجال فقط في بعض الأمور العملية بحياتهم، فمن أهم تلك الاستخدامات:

  • بدء استخدامه لدى الحضارة الفارسية من قِبل الجنود والفرسان، لِما كان لهم فيه حاجة من تثبيت أقدامهم داخل سرج الحصان فيمكّنهم من التصويب بدقة على أعدائهم دون الوقوع.
  • استخدمه الجزارون في مصر القديمة، حتى يتمكنوا من السير خلال المذبوحات دون أن تغرس أقدامهم في الدماء
  • أراد الرجل الكبير أن يحمي قدمه من الصخور الصغيرة والأراضي الوعرة التي يسير خلالها لذا لجأ إلى شيء عالي يحمي قدمه، فكان سببًا لارتدائه للكعب العالي.
  • بعدما انتقل من الحضارة الفارسية إلى أوروبا، صمم لويس الرابع عشر حذاءً ذو كعب عالٍ، حيث كانت قامته قصيرة فأراد أن يرفع طوله لِما منحه ثقة زائدة، كما ميزه باللون الأحمر، وقد عرفت أيضًا حاشيته من خلال حذائهم الأحمر ذو الكعب العالي.

تخلي الرجال عن ارتداء الكعب

حينما ظهرت الحركة النسائية لتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وشرعت في تقلّد سمات الرجال من قص الشعر وارتداء ملابس ذات مناكب عريضة إضافة إلى تدخين التبغ، وارتدائها بالطبع أحذية الكعب العالي، فأجبر ذلك الرجال الذين اعتبُروا من أول من لبس الكعب العالي في العالم على التخلي عنه.

بمجيء القرن 18 شرع الرجال في ترك ارتداء أحذية الكعب العالي، لكثرة شيوع ارتدائه بين النساء، كما أنهم اتجهوا إلى ارتداء الملابس العملية التي تتناسب مع طبيعة عملهم، وتوفر لهم راحة أكثر.

إلا أنه بعد مرور فترة من الوقت شرعت أغلب النساء أيضًا في التخلي عن ارتدائه لِما سبب لهن عدم راحة أثناء السير لفترات طويلة كما كان سببًا في بعضٍ من حالات الإجهاض وآلام الظهر.

اكتسبت أحذية الكعب العالي قديمًا قيمة حقيقية أكثر من كونها عالم من عوالم الموضة، فقد كانت غايتها أكبر من أن تضفي إلى الفرد مظهر حسن يتمتع به.