استطاعت الحياة على مر العصور والأزمنة المختلفة أن تتطور بشكل كبير جدًا في مختلف جوانبها وكان لجانب التعليم والتعلّم حيز ضخم من هذا التطور حيث اختلفت أنظمة التعليم والمدارس والأبنية الخاصة بالتعلّم بشكل واضح عمّا كانت عليه في العصور الوسطى وفي القرون الماضية بصفة عامة وعمّا هي عليه الآن، لذا فإن هذا الأمر دائمًا ينشغل به الكثير من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل العمرية ومن بينهم من يسأل من هو مخترع المدرسة وكيف بدأت فكرة الدراسة في المدارس والفئات المستهدفة في بدايتها ومن له الفضل في اختراع هذه الفكرة التي جعلت من الحياة والدنيا كون مستنير، لذا سنتعرّف عبر “كابتن نيوز” عن كافة المعلومات والتفاصيل الواردة عن الشخص الذي كان سببًا رئيسيًا لبناء المدرسة كمبنى وإتاحة المواد التعليمية بها.

من هو مخترع المدرسة

إنّ “هوراس مان” المخترع الشهير صاحب الجنسية الأمريكية هو مخترع المدرسة وصاحب فكرة إنشاء المدارس وذلك في عام 1837 م، الجدير بالذكر حول شخصية هوراس مان – Horace Mann أنه سياسي ومحامي وكاتب وأستاذ جامعي له اسمه في مختلف دول العالم ويحظى بشهرةٍ واسعةٍ حيث ولد في منطقة فرانكلين بالولايات المتحدة الأمريكية ونشأ وكبر بها حتى أنه عاش حياته بالكامل وتوفى في منطقة فرانكلين ودفن في منطقة رود آيلاند، فكان لا يحب السفر والتجول حول العالم كثيرًا، يذكر أنه ولد في يوم 4 من شهر مايو / آذار لعام 1796 م وعاش مدة 63 عامًا حيث توفى عن هذا العمر وذلك في يوم 2 من شهر أغسطس لعام 1859 م بمنطقة يلو سبرانغيز.

تولّى السيد “هوراس مان” مجموعة من المناصب والمراكز المرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في منطقة مسقط رأسه فرانكلين حيث كان من الشخصيات المتميزة التي تمتّعت بخبرة واسعة في مجالاته، وكانت من أبرز المناصب الذي عمل بها هو أنه كان عضوًا في مجلس نواب ماساتشوستس وذلك منذ يوم 3 من شهر إبريل لعام 1848 م وحتى يوم 3 من شهر مارس لعام 1853 م، كما أنه كان عضوًا في مجلس النواب الأمريكي، يذكر أيضًا أن “هوراس” كان عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم كما أنه كان متزوجًا من السيدة ماري تايلر بيبودي مان وأنجب منها هوراس مان جونيور.

الهدف من اختراع المدرسة

وجدت المدارس أو الأبنية المخصصة للأطفال من قبل أن يخترعها السياسي الأمريكي “هوراس مان” ولكنها لم يؤخذ بها في الاعتبار حيث أنها لم تكن مخصصة للتعليم وتلقّي العلوم المختلفة كالحساب والقراءة حيث أنها كانت مصممة فقط من أجل عقاب الأطفال المخطئين أي أنها كانت مخصصة لعقاب الطفل وكان مخترع هذا المكان هو “هاري بسكول” وذلك في عام 1469 م، الجدير بالذكر أن الهدف الرئيسي من بناء هذه المدارس في ذلك الوقت هو تنظيم سلوك الطلاب وتعليمهم السلوك الجيد وكيفية التعامل مع الآخرين وفي الحياة بصفة عام من قبل أشخاص متخصصين راشدين.

أمّا عن المدارس الموجودة في الوقت الحالي والتي اخترعها “هوراس مان” منذ سنوات عديدة فهي عبارة عن مكان مخصص فقط لتلقّي التعليم فبجانب أنها تنظم سلوك الطفل وتعلّمه آداب الحديث والتعامل مع الآخرين بطريقة الثواب والعقاب فهناك أيضًا أهداف أخرى كثيرة مثل تعلّم الهندسة لتخريج مهندسيين قادرين على بناء وتصميم الأبنية وكذلك تلقّي علوم الطب لتخريج أطباء وغيرهما من العلوم الأخرى التي تنفع الحياة بشكل عام في كل المجالات.

شاهد أيضًا: ذكرى روبرت كوخ تعرف على الطبيب روبرت كوخ وسبب احتفال جوجل به اليوم الاحد 10 ديسمبر

بداية فكرة اختراع المدرسة

جاءت بداية فكرة اختراع المدرسة في القرون الماضية بعد معاناة الأباء والأمهات وأولياء الأمور بصفة عامة من التعامل مع الأطفال بمختلف أعمارهم وذلك لأنهم كانوا يتميزون بالعناد الشديد آنذاك فكانت فكرة تأسيس المدارس والأبنية التعليمية لتربية الطفل وتهذيب سلوكه من خلال استخدام فكرة الثواب والعقاب.

ولكن مع تطور الحياة أصبح هناك حاجة شديدة لوجود أشخاص على علم بكافة العلوم الحياتية والتي تساعد على سير الحياة بشكل طبيعي، فمن هنا اختلفت أهداف اختراع وتأسيس المدارس حيث بدأ تدريس علوم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم القراءة والكتابة والحساب والعلوم الدينية والشرعية وعلوم القانون وذلك ليكون هناك المهندس والطبيب والفيلسوف والمحامي والمعلم وغيرهم من المهن الهامة واللازم وجودها في الحياة.

كيف كانت المدرسة بالحضارة الإسلامية

تعتبر الحضارة الإسلامية هي أول الحضارات التي وضعت حجر الأساس للتعليم من خلال الأبنية التعليمية والتي عرفت فيما بعد باسم المدارس وكان هذا في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث بدأت هذه الأبنية التعليمية من هنا تتطور فبعدما كان الطلاب يتلقون التعليم مثل القراءة والكتابة والحساب في المساجد بدأ صحابة رسول الله يطورون من الأبنية التعليمية حتى وصلوا إلى بناء مبنى خاص فقط بتلقي التعليم ولكن لم يحمل حينها اسم مدرسة وقد نشأت أول مدرسة في عهد النبي عام 622 هـ ومنذ ذلك الحين واتسعت فكرة التعليم فأصبحت المدن والدول تشتمل على مئات من المدارس كما كان يتجول المدرسين والمعلمين المدن لتعليم الطلاب، وقد حث نبي الله على التعليم والتعلم للذكور والإناث حيث كانوا يبدأون في عمر السادسة وكان كل مسجد من مساجد المدينة يشتمل على مدرسة ابتدائية حيث كان التعليم مجاني ومتاح للجميع من الناس وحتى وأبناء العبيد.

شاهد أيضًا: اسئلة عامة للمسابقات واجابتها مع الحل الصحيح

ما هي مراحل تطور المدرسة

إذا نظرنا إلى الحال الذي بدأت المدارس عليه في العصور الوسطى والقرون الماضية فإننا سنجد أن هناك فرق واضح بينها وبين المدارس في الوقت الحالي وذلك بسبب مراحل التطور التي مرّت بها هذه العصور والأفكار الجديدة التي جاءت في ذهن الإنسان لتطور العملية التعليمية ومساعدة الطلاب والطالبات في تلقّى المعلومات بشكل أفضل، ومراحل تطور المدرسة هي:

  • في عام 385 وتحديدًا في دولة اليونان نشأت العديد من الأبنية التعليمية الأكاديمية “المدارس” المخصصة لتلقّي الطلاب والطالبات للعلوم المختلفة.
  • في عام 400 قام الفيلسوف الشهير أفلاطون باستخدام كلمة أكاديمية وإطلاقها على المدارس والأبنية التعليمية حيث أسس حينها أول مدرسة للفلسفة.
  • في عام 425 تمّ إنشاء جامعة القسطنطينية وكان ذلك تحديدًا في العصر البيزنطي حيث اهتمت هذه الجامعة بتدريس علوم الفلسفة والقانون والهندسة والطب وغيرهم من العلوم الهامة.
  • في عام 780 انتشر التعليم بشكل أكبر وأصبح يتلقّى الطلاب العلوم الشرعية والدينية بجانب علوم القراءة والكتابة والحساب وسمي هذا العصر بالعصر الذهبي.
  • في العصر العثماني أصبح التعليم متطورًا بشكل أكبر حيث بنيت العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتقديم علوم الطب والهندسة والفلسفة والقانون وما شابه.

وبهذا نكون انتهينا معكم من سرد كافة المعلومات والتفاصيل الخاصة حول مجموعة أسئلة من هو مخترع المدرسة وكيف بدأت فكرة الدراسة في المدارس والفئات المستهدفة في بدايتها حيث تعرّفنا من خلال السطور السابقة على أنظمة التعليم التي تمّ اتّباعها منذ طرح فكرة المدارس وحتى هذا الوقت والتطور والفرق الكبير الواضح بينهما لتكون على هذا الحال الموجودة عليه الآن حتى أصبحت مكان تعليمي أكاديمي مخصص فقط من أجل ترسيخ المعلومات في أذهنة الطلاب والطالبات بمختلف أعمارهم وذلك من خلال سنوات دراسية تراكمية تساعد في نشأة الإجيال بشكل يهيأهم لدخول سوق العمل.