ما هي أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء؟ وما العوامل التي تؤثر في احتفاظها بالماء؟ حيث توجد ثلاث أنواع أساسية من التربة، ولكل منهم مميزات وخصائص، ونجد أن المزارعين يرغبون في زراعة تربة تقدر على الاحتفاظ بالماء، الأمر الذي يجعلهم يحصلون على تربة زراعية مميزة، وسوف نتعرف من خلال هذا الموضوع على التربة الأكثر احتفاظًا بالماء.

أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء

إن الله -سبحانه وتعالى- خلق لنا أنواع كثيرة من التربة التي تتوزع حول العالم، وتختلف خواص كل نوع منها، ويتم تداول سؤال هام على الطُلاب في منهج مادة العلوم وهو ما هي أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء؟ قبل التطرق لإجابة هذا السؤال علينا ذكر مفهوم احتفاظ التربة بالماء.

هو تخزين الماء في التربة بعد فواته من خلال المسام، وذلك للانضمام إلى المسطحات المائية المختلفة، والتي تتمثل في: التيارات السطحية أو المياه الجوفية، ويمكن القول إن المسام التي توجد داخل التربة هي عبارة عن فراغات هوائية تتواجد بين جزيئات التربة.

لذا نجد أن التربة الطينية هي أكثر أنواع التربة احتفاظًا بالماء، وذلك لأنها تمتاز جزيئاتها الدقيقة التي تقدر على الاحتفاظ بالماء، ولكن على الرغم من ذلك فهي تبقى معرضة لخطورة التشبع بالماء، لذا على الرغم من هذه الميزة التي تمتلكها إلا إنها قد لا تصلح لزراعة كافة أنواع النباتات.

ما هي التربة الطينية

تعتبر التربة الطينية هي أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء، وذلك لأنها مكونة من جزيئات دقيقة للغاية ومختلطة ببعضها البعض بشكل جيد ودقيق جدًا وبالغ الصغر، حيث إنه قد يصل حجم هذه الجزيئات إلى 0.022 ملم، وهذه التربة تتأثر بالعوامل الجوية التي تحيط بها كثيرًا.

ذلك لأن لها قوام متجانس عندما تكون جافة، وهي مكونة من 25% من الطين أو أكثر، وتحتوي على نسبة مرتفعة جدًا من الماء وذلك لأن جزئياتها متباعدة عن بعضها البعض، ومن الممكن استغلال هذه التربة في الزراعة بشكل جيد، كما يمكن أيضًا استعمالها في عمليات البناء، وذلك لأنها تقبل للانضغاط بشكل كبيرة وقوتها عالية جدًا عند جفافها.

عوامل تؤثر على احتفاظ التربة بالماء

بعد أن علمنا أن التربة الطينية هي أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء وجب ذكر العوامل التي تجعل التربة قادرة على الاحتفاظ بالماء، والتي تتمثل في: (حجم جزيئات التربة – المحتوى العضو)، وسنعرض لكم هذان العاملان من خلال الفقرة الآتية:

1- حجم الجزيئات بالتربة

إن حجم جزيئات التربة له دور هام في تحديد استطاعة احتفاظ التربة بالماء، أي أنه كلما كانت جزيئات التربة دقيقة وصغيرة كلما زادت مساحة سطح التربة، وبناءً على ذلك فإن التربة تكون قادرة على الاحتفاظ بالماء بشكل أكبر، وبالنسبة للتربة الطينية فهي تحتوي على جزيئات دقيقة وصغيرة للغاية، وهذا هو السبب الأساسي لاحتفاظها بالماء، أما عن نوع التربة الطميية، فهي أيضًا تقدر على الاحتفاظ بكميات معتدلة من الماء، وذلك لأنها تمتاز بحجم جزيئاتها المتوسط.

2- المحتوى العضوي

إن كمية المادة العضوية التي تتواجد بالتربة لها تأثير كبير على كمية الاحتفاظ بالماء بها، هذا لأن المادة العضوية ذات جاذبية طبيعية للماء، نجد أنه كلما زادت المواد العضوية بالتربة كلما زاد قدرتها على الاحتفاظ بالماء، إن التربة الطينة تحتوي على المواد العضوية بنسبة كبيرة جدًا.

أما عن التربة الطميية فهي حاوية على كميات متوسطة من هذه المواد، كما يمكن أن أيضًا تعديل التربة بالسماد، حتى يتم الحصول على هذه المواد بنسبة كبيرة، الأمر الذي يساعد التربة على الاحتفاظ بالماء بنسبة كبيرة.

أنواع التربة

إن التربة من الأشياء الطبيعية الهامة التي أنعم الله –سبحانه وتعالى- علينا بها، فهي تغطي سطح الأرض، ويجب علينا جميعًا المحافظة عليها، وذلك لأنها البيئة التي تحيا فيها النباتات، حيث توفر للنبات إمكانية الحصول على الماء والأملاح المعدنية الهامة أثناء عملية البناء الضوئي، الأمر الذي يجعلها قادرة على صنع غذائها، وحمايتها من الانجراف، وسوف نتعرف على أنواع التربة من خلال الآتي:

1- التربة الرملية

هي ضمن أنواع التربة الأساسية التي تتكون من جزيئات من الصخور بعد تعرضها لعوامل التجوية، وفي الغالب ما يتم تشكيلها بسبب تفتت صخور الجرانيت أو من خلال الحجر الجيري، ويتم استعمال هذه التربة في الصرف الصحي بشكل فعال، وذلك لأنها صُنف ضمن أفقر أنواع التربة، ولا تصلح لنمو النباتات فيها، ومن أهم أسباب ذلك الآتي:

  • احتواء التربة على كمية ضئيلة للغاية من المكونات العضوية لنمو النباتات.
  • عدم احتفاظها بالماء، حيث إنها سريعة النفاذ.

2- التربة الطفالية

تعتبر هذه التربة من الأنواع التي تتكون من مزيج متساوٍ من التربة الرملية، والتربة الطينية، والتربة الطميية، ولها الكثير من المميزات والخواص التي تأتي على النحو الآتي:

  • بيئة جيدة لزراعة النباتات وكذلك الشجيرات.
  • لديها قدرة فائقة في الحفاظ على رطوبتها، كما إنها تُحافظ بشكل كبير على رطوبتها في فصل الصيف، وعلى الدفء السريع في فصل الربيع.
  • تمتاز بنفاذيةٍ مناسبة جدًا للزراعة.
  • تحتوي على الكثير من المواد العضوية المغذية للنباتات.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التربة تحتاج إلى عناية فائقة ليتم وقايتها من عوامل التلف والجفاف، وهذا لأنها من أنواع التربة المائلة إلى الحموضة، لذا فهي بحاجة دائمة إلى إضافة المواد العضوية بشكل دائم، وهي صالحة لزراعة بعض النباتات التي تأتي كما يلي:

  • نبات العائق.
  • زهور البنفسج النابي.
  • نبات الخيزران.
  • النباتات المُتسلقة.
  • نبات التوت البري أو العليق.
  • النباتات المعمّرة.

3- التربة الطمية

إن هذه التربة تمتاز بحجم جزيئاتها المعتدل والصغير في الوقت نفسه، وذلك بالمقارنة مع التربة الرملية، حيث يأتي حجم جزيئات الطمي متراوحًا ما بين حجم جزيئات التربة الرملية والتربة الطينية.

كما أنها تحتوي على فتات صخري تصل نسبته إلى ما يزيد عن 80% من مكوناتها، وهذا عند خلك الطمي، وتعريضه للضغط، فإنه ينتج عنه نوع من أنواع الصخور التي تسمى “الغرين”، ولها مميزات وخواص عديدة تتمثل في:

  • خصوبتها العالية بالمقارنة مع أنواع التربة الأخرى.
  • أفضل الأتربة في الزراعة.
  • ناعمة جدًا وكثافتها منخفضة إلى حد كبير.

4- التربة الطباشيرية

تمتاز هذه التربة باحتوائها على مواد قلوية شديدة، ذلك نتيجة لتركيبها من كربونات الكالسيوم (الجير)، لذا نجد أنها فهي لا تعتبر من البيئات التي تتناسب مع زراعة أنواع معينة من النباتات، خصوصًا التي تحتاج إلى تربة حمضية حتى تكبر وتترعرع.

مثال على ذلك النباتات التابعة لفصيلة الخلنجية، وتجدر الإشارة أنّه من الممكن للمزارعين أن يقوموا بزيادة حموضة هذه التربة، على شرط ألا يتواجد بها أي كتل باللون الأبيض، أما إذا فمن الممكن استعمالها في زراعة النباتات التي تميل للنمو في التربة القلوية بشكل أفضل فحسب.

5- التربة الخثية

تتسم هذه التربة الخثية (البيتموس) بأنها تحتوي على كمية كبير من المواد العضوية الهامة، فضلًا عن قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة لمدة زمنية طويلة، وفي الغالب لا يتوافر هذا النوع من التربة في الحدائق، لأنه دائمًا ما يتم جلبه للحديقة لتحسين حالة التربة وجعلها صالحة للزراعة.

أكثر أنواع التربة قدرة على الاحتفاظ بالماء تصلح للزراعة، وذلك لأنها تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية التي تساهم في تكوين بيئة مناسبة لنمو النباتات.