الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب ما قدمته من إنجازات، فهي الحضارة التي قُدمت من قِبل رسول الله صلى الله عليه وسلم برفقة الصحابة أجمعين رضوان الله عليه، حيث بدأوا في الكثير من الفتوحات لتوسيع الدولة الإسلامية، وقد ساروا على خطاهم التابعين ليكونوا حضارة دامت آلاف السنوات.

الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب

تعد الحضارة الإسلامية ما جاء به الدين الإسلام عن طريق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- للبشرية من أحكام وتشريعات لرفع شأن البشر ومنحهم حياة أسمى مما كانوا يعيشون، فقد شهدت الكثير من الازدهار والتطور في جميع مناحي الحياة، لذا تعد الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب أنها تتضمن الآتي:

  • حضارة إيمانية: لم تعتمد الحضارة الإسلامية على قوانين البشر المتغيرة، بل اعتمدت على القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأساس الحضارة التوحيد بالله عز وجل والإيمان برسوله.
  • حضارة العطاء: قدمت الحضارة الإسلامية يد المساعدة للعالم لإنارته بتعليماتها العادلة التي تتضمن كل معاني الرحمة.
  • حضارة إنسانية: لا تقتصر الحضارة الإنسانية على عنصر معين من البشر، لكنها تحمل تعليماتها الإنسانية إلى كل البشر وتهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام لهم.
  • حضارة باقية: الحضارة الإسلامية غير قابلة للفناء طالما الدين الإسلامي منتشر لينير الكون، فهي باقية إلى يوم القيامة ولا يأتي عليها عهد لتنتهي وتبدأ حضارة جديدة.
  • حضارة متوازنة: هي حضارة توازن بين المناحي الإنسانية المادية والروحية، ومحاولة العدل بينهم، حيث تعد الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب تحقيقها للتوازن.
  • حضارة المساواة: تهدف إلى مساواة البشر أمام الله عز وجل، ومن يرغب في تمييز نفسه يقدم مزيد من الأعمال الصالحة، فلا تتضمن الحضارة الإسلامية أيًا من مظاهر العنصرية.

المكتبات في الحضارة الإسلامية

قامت الحضارة الإسلامية بالاهتمام بالمكتبات وإنشاء أنواع مختلفة منها لم يسبق وقد وضعتها أي حضارة قبلها، فقد كانت تتواجد في قصور الخلفاء والمدارس والمساجد وفي كل مكان تشمله الحضارة، في البداية كان الصحابة رضوان الله عليهم يقومون بتدوين القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما يقوم به من أفعال.

لكن بعدما تولى أبو بكر الصديق الخلافة جمع القرآن كله في مصحف واحد، وقام عثمان بن عقان بضبط رسمُه مع انتشار مدونات تتضمن أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن في العصر الأموي كانت مكتبة الصحابي عبد الله بن عباس هي الأولى.

مع انتشار التدوين وقيام الكثير من الصحابة به، كان خالد بن يزيد بن معاوية أول من قام بترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية لكي يتعلم منها العلماء المسلمون، وكانت أول مكتبة أكاديمية تُقام في الحضارة الإسلامية هي مكتبة دار الحكمة، وتم إنشائها في عصر هارون الرشيدي، وشملت الكثير من حركات الترجمة والتأليف.

العلوم التي ابتكرها المسلمون

أكثر ما يميز الحضارة الإسلامية العلوم التي ابتكرها العلماء، فحتى أغلب اكتشافات العلماء غير المسلمين كانت البادرة لعلماء المسلمين فيها، وتتمثل العلوم في الآتي:

  • مجال الطب: طور المسلمين طرق مختلفة لعلاج الجروح، بالإضافة إلى ما قاموا به من ابتكار طريقة جديدة للتخدير على يد العالم ابن سينا، وتم التوصل إلى إسفنجة المنبهة التي تزيل آثار المخدر.
  • المجال البيطري: من خلال الحضارة الإسلامية قد تم إعلان أن الطب البيطري قسم مستقل بذاتِه، وذلك يرجع إلى تعليمات الدين الإسلامي للرفق بالحيوان ومنع قتلُه أو تعذيبُه.
  • علم الرياضيات: بحث العلماء المسلمون في عدة جوانب في الحساب والهندسة والأرقام، مع استخدام الكسور التربيعية والتكعيبية والضرب والقسمة.
  • علم الفيزياء: قد شمل تطور علوم الدولة الإسلامية قسم الفيزياء والبصريات، حيث تم تأليف كتب تشمل ذلك، واختراع تليسكوب يرصد الأجرام السماوية.
  • علم الكيمياء: أبدع جابر بن حيان في علوم الكيمياء وتوصل إلى اكتشاف الكثير من العناصر في القشرة الأرضية، وطريقة تحضير المركبات.

دعائم الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب اعتمادها على الكثير من الدعائم الربانية التي بدورها تحقق السلام والسكينة في نفوس المسلمين بالتالي تمنح الأمة فرصة أكبر لتطوير الحضارة، وتتضمن الدعائم الهامة للحضارة الإسلامية الآتي:

  • الربانية: أهم الدعائم التي ارتكزت عليها الحضارة الإسلامية، فالشريعة الإسلامية التي اعتمدت عليها أكثر ما أدى إلى تقليص المشكلات التي ظهرت سابقًا في الكثير من الحضارات.
  • المساواة والعدل: أكثر ما يبعث الاستقرار في الأمة هي تحقيق المساواة والعدل، وذلك ما يجعل الأفراد يشعرون بالإنسانية وعدم التمييز سواء كانوا أغنياء أو فقراء، فالكل سواسية يزيدون من الأعمال الصالحة ويزهدون في الدنيا.
  • مبدأ الشورى: أكثر ما تعتمد عليه الحضارة الإسلامية هو مبدأ الشورى، فقام الإسلام على الشورى في كافة الأمور، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام بالاعتماد على الشورى وترسيخ قواعدها، فمهما كانت الطريقة التي تُطبق بها الشورى فذلك يكون مختلف باختلاف الزمان والمكان.
  • المؤاخاة: حاول الدين الإسلامي أن يساوي بين الناس ويلغي الفروقات العنصرية والجنسية، وأن يكون المسلمون أخوة في الله لا فرق بينهم سواء كان عربي أو أجنبي إلا بعبادة المولى، فالدين الإسلامي هو رسالة لكافة الأمم حول العالم.
  • الثبات: أهم ما يميز الحضارة الثابتة أن مصادرها تعود إلى الله عز وجل، لذا تعد المصادر والتشريعات التي تحملها ثابتة لا تتغير، لكن القوانين التي تضعها البشر قابلة للتغيير والاستثناء.
  • التوازن: قامت الحضارة على الموازنة بين المصلحة العامة والمصالح الشخصية للمسلمين، كما أنها تزيد من أهمية المصلحة العامة للجماعة عن مصلحة الفرد بالتعاون والإيثار.
  • السلام: بدء الدين الإسلامي بنشر السلام والسكينة في نفوس البشر منذ بزوغه، فاسمه مشتق من كلمة السلام ولا يمكن أن ينكر ذلك إلا الجاحد الذي لا يحتوي قلبه على الرحمة.
  • الرحمة: كل أحكام الدين الإسلامي تحمل رحمة الله التي وسعت كل شيء، فبعثه لنبي الله محمد رحمةً للعالمين، فالدين الإسلامي ما يحمل أحكام ترحم الفقر وتكفل الضعيف.

مصادر الحضارة الإسلامية

إن الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب تغير المصادر التي اعتمدت عليها في تأسيس الدولة، حيث انفردت بالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفة، ويمكن بيان طبيعة المصادر في الآتي:

1- القرآن الكريم

اعتمدت الحضارة الإسلامية في تشريعاتها على القرآن الكريم وما يحتويه من أحكام وشرائع في كافة الأمور الحياتية، فقد تم الإسناد لآياته الكريمة كدلائل لكل السلوكيات الفردية والاجتماعية التي يمكن أن تصدر من المسلمين، كما لحق بذلك سنة رسول الله بما أنزله الله عليه من وحي.

فالقرآن الكريم بجانب السنة التي بين فيها رسول الله كافة ما يتناوله القرآن من المصادر الباقية إلى يوم القيام، فهي شاملة الظواهر التي لم تبدأ بعد في فترة النبوة ونزول الوحي.

2- الحضارات السابقة

اعتمدت الدولة الإسلامية على ما قدمته الحضارات الأخرى السابقة لها، وذلك ما جعل الحضارة الإسلامية أعم وأشمل من الحضارات السابقة وذلك بسبب تطبيق كافة نقاط القوة التي ظهرت للحضارات السابقة وطورت منها وساعدت في ازدهارها.

بالإضافة إلى تلاشي نقاط الضعف التي أدت إلى انهيار بعض الحضارات التي دامت لآلاف السنوات، فأخذت الحضارة الإسلامية ما يلائم أحكامها وشرائعها.

3- التجديد في الحضارات السابقة

هو لم يعد مصدر بحد ذاته، فما تم اقتباسه من الحضارات السابقة لكن تم التجديد والابتكار فيه، وذلك ليكون أكثر مُلائمة للنظم الحياتية للدولة الإسلامية، فهم لم يكتفوا بتطبيق الأفكار كما هي، بل أضافوا شيء من التطور والتعليل والبحث عليها لتكون أشمل وتحقق غاية أفضل.

انفردت الحضارة الإسلامية بمميزات جعلتها أفضل من كل الحضارات السابقة، وهي أنها اعتمدت على القرآن الكريم والسنة النبوية كمرجع أساسي لها.