خطوات التفكير الناقد يجب أن يتبعها المفكر على نحوٍ سليم حتى يكون ناقدًا بمعنى الكلمة لكل ما يواجهه من مواقف، فالقدرة على التفكير النقدي هي فن تحليل البيانات وتقييمها من أجل نهج عملي لفهم البيانات، ثم تحديد ما يجب تصديقه وكيفية التصرف.. على أن له بعض الخطوات والمعايير والخصائص، نتطرق إليها تفصيلًا فيما يلي.

خطوات التفكير الناقد

بناءً على الحقائق المتاحة تتيح مهارات التفكير الناقد فهم المواقف على نحو صحيح ومعالجتها بحلول فعالة.. فعلى سبيل المثال إن كنت تعمل في الموارد البشرية وكان هناك نزاع ما بين الموظفين يمكنك استخدام التفكير النقدي لفهم طبيعة هذا النزاع وما يجب أن يتم اتخاذه لحل الموقف الصراعي.

ينطوي التفكير الناقد على ثلاثة أمور:

  • النظر بطريقة مدروسة في المشاكل والموضوعات التي تقع في نطاق تجارب الفرد.
  • معرفة طرق الاستفسار المنطقي والاستدلال.
  • بعض المهارات في تطبيق تلك الأساليب.

على أن التفكير الناقد يتطلب القيام بالخطوات التالية تباعًا كما يلي حتى تكون عملية التفكير ناجحة:

  1. جمع المعلومات الخاصة بموضوع المناقشة أو البحث.
  2. صياغة الفكرة التي يجب انتقادها.
  3. استعراض الآراء المختلفة فيها.
  4. ملاحظة العناصر في الموضوع محل النقاش، وتحديد اللازم منها.
  5. طرح أسئلة حول تلك العناصر.
  6. ربط عناصر الموضوع بروابط ذات صلة.
  7. وضع الأفكار المُستدل عليها في صورة تعميم.
  8. تسليط الضوء على الفروض والنتائج.
  9. اقتراح الكثير من البدائل لتحديد معايير فحصها.
  10. صياغة استنتاجات واستدلالات.
  11. التمييز بين الاستدلال الصائب وغير الصائب.
  12. صياغة افتراض عام.
  13. التمهل والتأني قبل التسليم لتلك الاستدلالات.
  14. الاعتماد على التعميمات في إنشاء معانٍ مختلفة وجديدة.
  15. بناء توقعات تتجاوز خبرة الموضوع المنتقد فكريًا.
  16. تحديد المسلمات.
  17. التقييم مع التجرد من الذات دون تحيز.

خطوات التفكير الناقد في مجال العمل

ألقِ نظرة على خطوات التفكير النقدي الست هذه مع أمثلة لتوضيح الطريق إلى نتائج أفضل في المجال المهني:

  • تنظيم المعلومات: المعلومات يتم اختيارها وتنظيمها بشكل مناسب بطريقة تكشف الروابط بين الموضوع الرئيسي وموضوعاته أو فئاته المختلفة.
  • تفكير الهيكل: يقدم العديد من الأشخاص آراءهم ولكنهم نادرًا ما يقدمون أسبابًا داعمة لآرائهم.. لذا تشجع خرائط المنطق المنطقي الأشخاص على دعم استجاباتهم والنظر في الآراء المختلفة.
  • ضع في اعتبارك الأدلة: اختبار الحجة القوية هو مدى جودة الدليل الذي يدعم الادعاءات.
  • تحديد الافتراضات: كثيرًا ما نتحدث عن تحليل الحجج، حيث يمكن أن يعني هذا بعض الأشياء بما في ذلك النظر في الهيكل المنطقي للحجة للتأكد من صحتها أو تشكيلها بشكل جيد وكذلك تحديد الافتراضات أو الأماكن المشتركة.
  • تقييم الحجج: بمجرد هيكلة الحجج المؤيدة والمعارضة لقضية ما بشكل منطقي، يجب تقييمها.

خصائص التفكير النقدي

كما علمنا خطوات التفكير الناقد نذكر الخصائص الثلاث الرئيسية للتفكير النقدي فيما يلي:

  • السرعة والحسم: من أكثر صفات القيادة إثارة للإعجاب هي القدرة على السرعة والحسم في اتخاذ القرارات، فهناك أوقات تحتاج فيها فقط إلى إجابة وإعطائها في الوقت الحالي، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك اتخاذ قرار لمجرد اتخاذه، ففي بعض الأحيان يمكن أن تفشل القرارات السريعة.
  • سعة الحيلة والإبداع: من خلال الاستماع إلى المشكلة وتحليل المعضلات والتوجيه بأفضل طريقة ممكنة، علاوة على التفكير خارج الصندوق ومشاركة كيفية الوصول إلى الأفكار الجديدة.
  • القدرة على التنظيم: في بعض الأحيان، عندما تستغرق دقيقة واحدة لتكون منظمًا وتتبع نهجًا منظمًا فهذا يحدث فرقًا كبيرًا.. هذا هو المكان الذي يلتقي فيه التفكير النقدي مع حل المشكلات، فقط حدد المشكلة، وتوصل إلى قائمة بالحلول، ثم حدد أفضل إجابة، ونفذها، وأنشئ أداة للتقييم وصقلها حسب الحاجة.

خصائص المفكر الناقد

من يُطبق خطوات التفكير الناقد نجده يتحلى ببعض الصفات، التي تميزه عن غيره، ومنها ما يلي:

  • محاولة التفكير بشكل منطقي
  • لا يتحيز ويعمل على التفكير الموضوعي
  • يضع كل شيء من حوله موضع تساؤل
  • يتجنب الأخطاء الأكثر شيوعًا
  • يُفرق بين النتائج ما إن كانت صحيحة أو خاطئة
  • يدرك قيمة الوقت
  • هو شخص منفتح على الأفكار الجديد
  • الإيمان بالتعليل المنطقي
  • شخص يتصف بالعقلانية والوضوح
  • القدرة على التواصل الفكري مع الآخرين
  • الشجاعة الفكرية
  • التواضع الفكري
  • التكامل والمواظبة الفكرية

كيف تتحلى بالتفكير الناقد؟

الآن بعد أن عرفت كيف تصبح مفكرًا نقديًا من خلال اتباع خطوات التفكير الناقد دعنا نركز على أفضل السبل لتطوير هذه المهارة فيما يلي:

  • حدد المشكلة أو الموقف، ثم حدد ما الذي أثر في حدوث ذلك في المقام الأول.
  • في أي وقت تختلف فيه الآراء، من الضروري أن تقوم بالبحث بشكل مستقل، حتى لا تتأثر بتحيز معين.
  • تقييم المعلومات بشكل واقعي، حيث يعتبر التعرف على ميول الأشخاص المعنيين مهمة صعبة في بعض الأحيان، فتقع على عاتقك مسؤولية تقييم المعلومات من جميع المصادر والتوصل إلى استنتاجاتك الخاصة.
  • اكتشف ما هي المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة لك لأخذها في الاعتبار في الوضع الحالي، وفي بعض الأحيان، عليك فقط إزالة نقاط البيانات التي لا صلة لها بالموضوع.
  • كن منفتح الذهن وفكر في جميع وجهات النظر.. ستسمح لك هذه النقطة بتطوير مهارات التفكير الناقد لديك.
  • خذ وقتك في التفكير بمجرد جمع كل المعلومات.. لكي تكون حاسمًا وتتخذ القرارات بسرعة، تحتاج إلى قضاء بعض الوقت في إزالة جميع المعلومات ووضع خطة.

أهمية التفكير النقدي

في كل مجال مهني تعتبر مهارات التفكير الناقد هامة بالشكل الذي يخول للمبتدئ وكذلك المدير العمل بشكل مستقل وحل المشكلات المستعصية، من خلال التفكير الناقد يتسنى حل بعض القضايا الشائعة في العمل، كعدم الكفاءة الإدارية أو عدم الإدارة الجيدة للشؤون المالية.. من هنا كان تقدير أصحاب الأعمال والمديرين لذوي التفكير النقدي.

مهارات التفكير الناقد

هناك مهارات شائعة تعتبر هي الأكثر تأثيرًا في المفكر الناقد، قد تجدي إن تم إبرازها في التعامل مع الغير في شتى المواقف، مع العلم أن تلك المهارات تترتب على بعضها، فيجب اكتسابها تباعًا على النحو التالي:

1- الملاحظة المستنيرة

نقطة البداية التي تخول للفرد أن يلحظ المشكلة ويستشعرها ومن ثم يحددها بسهولة، حتى تتسنى له القدرة على التنبؤ بحدوثها فيما بعد بناء على التجربة السابقة، يخول لأحدهم أن يحسن من مهارة الملاحظة لديه إن أبطأ في وتيرة معالجته للمعلومات، بالتزامن مع التدريب على إعطاء اهتمام أكبر لكل ما هو محيط، في ظل اتباع تقنيات اليقظة الدائمة والتدوين والفحص وما إلى ذلك.

2- مهارة التفسير

القدرة على استيعاب المشكلة، إدراكها على نحو أمثل، فالتفسير هو الفهم المتسع للعديد من القدرات والمهارات، كتوضيح المعاني المبهمة، وفك الرموز الغامضة.

3- المهارة التحليلية

بعد الملاحظة، تصبح المشكلة محددة جليّة، من هنا تستوجب توافر مهارة التحليل، التي تنطوي على القدرة على تقييم الموقف بشكل فعال لمعرفة أهم الحقائق عن المشكلة.

الأمر الذي يتطلب عدم التحيز بأي حال، والتأكد من دقة المعلومات التي تم تجميعها حتى يتم التحليل والتقييم على نحو موضوعي.. ومن الممكن تحسين تلك المهارة من خلال العزم على اكتساب مهارات جديدة لدفع العقل إلى التفكير بطريقة جديدة مغايرة، تمهيدًا لاتخاذ القرار العقلاني.

4- القدرة على الاستدلال

تلك المهارة التي تضمن الوصول إلى الاستنتاجات حول المعلومات التي تم جمعها بناءً على الخبرة الموجودة، الأمر الذي يتطلب إجراء تخمينات مستنيرة، بدلًا من الاستنتاج السريع.

معايير التفكير الناقد

قبل تطبيق خطوات التفكير الناقد هناك مجموعة من المعايير التي يجب الاستناد إليها، حتى تفوز بتلك المهارة، ومنها:

  • المنطقية: تنظيم الأفكار وترابطها بشكل منطقي يستند إلى البرهان والحجج.
  • الدقة: التعبير بدرجة عالية من الدقة من خلال الابتعاد عن الكلام المُبهم الذي لا طائل من ورائه.
  • العمق: تتطلب معالجة المشكلة الابتعاد عن السطحية قدر الإمكان.
  • الصحة: الأمر الذي يتطلب التأكد من المعلومات بشكل كامل، فلا تشوبها شائبة ولا تقبل الشك.

يتجاهل البعض المهارات اللينة التي تعتبر حيوية ليصبح كل فرد أفضل محترف ممكن.. أحدها التفكير النقدي.