هل خط النسخ حروفه مطموسة صح أم خطأ؟ في الحقيقة أن خط النسخ هو إحدى أنواع الخط وأعرقهم للغة العربية، حيث إن الخطوط العربية بأنواعها في مجملها تعطي القدرة للكاتب على التفنن والإبداع، وذلك لتعدد الخطوط وأشكالها وأسمائها فمنها النسخ ويعتبر أشهرهم، ولكن هل حروفه مطموسة أم لا هذا سوف نتعرف عليه.

خط النسخ حروفه مطموسة صح أم خطأ

ومن خلال دراسات علماء اللغة لحروف الخط العربي بأنواع كتابته فقد أشاروا إلى أن الخط النسخي ليست كل حروفه مطموسة بل بعض منها، ولقد استخدمه الكثيرين عبر الزمن لسهولة كتابته، وعرضه بالطريقة المبسطة لحروفه الواضحة.

كما يتميز بإعطائه لكل حرف حقه في الكتابة، كذلك يتمكن أي شخص من قراءته وفهم ما هو مكتوب من خلاله، لهذا فإن الإجابة على سؤال خط النسخ حروفه مطموسة صح أم خطأ؟ فإنها عبارة خاطئة، كما أنه تعددت مسمياته مثل (البديع/ المقور/ المدور).

من أكثر الأخطاء شيوعًا بين المهتمين بشأن اللغة العربية وعلومها بما يتعلق بخط النسخ أنه يقوم بطمس الحروف العربية، في حين أننا نجد أن الخط العربي يتميز من بين خطوط اللغة أنه يعتمد على كتابة الحروف سواء بشكلها المنفرد او المركب بشكل مميز ومنتظم، وهذا عبر مراعاة القواعد والأصول اللغوية التي أقرها علماء اللغة العربية وعلماء النحو والخط.

ما هو خط النسخ؟

منذ الصغر ونحن نسمع ذلك الاسم الخط النسخ في المدرسة لكننا لا نعرف ما هو وما هي أهم خصائصه؟ عرف خط النسخ بهذا الاسم لأنه استخدم منذ القدم في نسخ الكتب والمجلات والوثائق الهامة وغيرها لما له من السهولة والمميزات.

  • وقد كان الفضل لابن مقلة الشيرازي في وضع الأسس التي تم استخدامها في كتابة ذلك الخط، كما ساهم العديد من الخطاطين الأتراك والعرب حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم.
  • كما يعود تاريخه إلى أوائل القرن الرابع من الهجرة والذي يعادل أواخر القرن التاسع.
  • أما عن خصائصه: فهو يعتبر من أقدم الخطوط العربية التي عرف عنها السهولة واليسر والبساطة والقدرة على الإبداع في كتابته.
  • ومن عظيم وجميل ما استعمل به الخط النسخي هو كتابة القرآن الكريم به ورجع هذا لسهولته ولهذا اهتم به الكتاب منذ القدم.
  • كما أنهم استخدموه حتى يكون الخط الافتراضي فيما عرف بعملية الحوسبة، بحيث إن الكثير من الدول العربية قاموا بتحديث خط النسخ واستخدموه في الآلات والأجهزة وخاصة أجهزة الطباعة، لذا أطلق عليه الخط الصحفي.
  • في العهد الحديث تنوعت أشكال الخط النسخي التي تم استخدامها في عمليات طباعة الكتب العربية، ومن أكثر الأنواع انتشارَا هي أنواع اللوتس والبيان، وتلك تعتبر من أكثر الخطوط وضوحًا وسهولة بالقراءة.

حروف الطمس بخط النسخ

كما وضحنا أنه ليست كل حروف النسخ مطموسة، بل بها بعض الحروف التي من الممكن أن يتم طمسها في الكتابة، ونوضحها فيما يلي:

  • حرف العين.
  • حرف الغين.
  • حرف الميم.

قواعد كتابة خط النسخ

لقد توصلنا إلى أن الخط النسخي يتميز بالسهولة في القراءة والكتابة، كما أنه يتميز بالشكل الجمالي، كما إن خط النسخ يحتوي على مجموعة من القواعد التي هي من السهل مراعاتها والتي تعتبر الأقل صعوبة في خطوط اللغة العربية، ومن أهم القواعد التي يتسم بها خط النسخ ما يلي:

  • يمتاز خط النسخ بسهولة وضرورة استخدام التشكيل، والحروف المهمة الرئيسية بصورة خاصة مثل: الفتحة والكسرة والضمة وكذا حركة السكون.
  • يعطي خط النسخ الإمكانية لبعض الحروف للطمس في حال جاءت في منتصف الكلمة مثل: حرفي العين والغين.
  • يضمن خط النسخ تقسيم الحروف إلى قسمين وهما الحروف التي تكتب على السطر مثل: حروف الباء والتاء والفاء، والقسم الآخر الحروف التي تمكن الكاتب من كتابتها تحت السطر مثل: حرفي الراء والنون وغيرهم.

الفرق بين الخط النسخي والرقعة

توجد اختلافات متعددة بين خط النسخ والرقعة في علوم اللغة العربية ومنها ما سوف نذكره في النقاط التالية:

  • يكتب خط النسخ بالطريقة الهندسية المنتظمة التي تتسم بالإبداع وذلك على عكس خط الرقعة الذي يكتب في الكتابات اليومية بشكل عشوائي.
  • يأتي خط النسخ بشكل أكبر نسبيًا من خط الرقعة.
  • يستخدم خط النسخ في كتابة النصوص القرآنية، في الحين الذي يكتب بالخط الرقعة في الخطابات العثمانية التاريخية.
  • كما أنه من أهم وأشهر الفروق التي بين الخطين هو ان الخط الرقعي يعتمد بشكل كبير على طمس الحروف كحرف السين، بينما خط النسخ يعمل على إبراز الحروف وظهورها بطريقة هندسية.

خطاط و خط النسخ

إن أول من وضع القواعد التي سار عليها خط النسخ هو ابن مقلة، حتى جاء الأتابكة فقاموا بتجويده حتى أنه عرف باسم خط النسخ الأتابكي.

كما أن الأتراك قد أبدعوا في تنميقه وكان أشهر من قام بهذا هو الحافظ عثمان وهو الذي قد وضع ميزان الحروف لهذا الخط، وكذلك فإن محمد عبد العزيز الرفاعي قام بنقل الخط إلى مصر ومن بعده ماجد بك الزهدي الذي قام بنقله إلى العراق.

كما ظهر من أهم الخطاطين العرب الذين برعوا في هذا الخط هم محمد حسني البابا والخطاط محمد مكاوي والخطاط سيد إبراهيم ومحمد إبراهيم ومحمد عبد القادر والحاج زايد وفي العراق برع فيه الخطاط هاشم محمد البغدادي وتلامذته من بعده ويوسف ذنون الموصلي ومن السعودية برع فيه محمد طاهر الكردي وناصر الميمون وغيرهم.

من المهم أن يتعلم الإنسان أصول وقواعد اللغة التي يستخدمها ويعتز بها ويدرس ما يكتبه من الخط، وخاصة اللغة العربية فهي لغة القرآن لهذا لها من الفضائل والاعتزاز الكثير.