إن علامات الترقيم هي رموز اصطلاحية توضع بين الجمل ولكلٍ منها قيمته الدلالية في فهم معنى الجملة، وغير تابعة لعلم معين من علوم اللغة العربية بل تقع بين قواعد النحو والصرف والبلاغة، كما أنها من الأمور المستحدثة كالتنقيط وكالتشكيل ولم ترد عن القدماء العرب أي منها؛ إذ أنهم لم يكونا في حاجة إلى علامات الترقيم لغلبة الكلام على الكتابة والتسجيل.

علامات الترقيم هي رموز اصطلاحية توضع بين الجمل

تعد علامات الترقيم رموز اصطلحت عن العرب المتأخرين في العصر العباسي الأول والثاني والهدف منها تسهيل إيصال المعاني مع عدم اللبس فيها، بالإضافة إلى معرفة الوقف في الكلام وتسهيل عملية القراءة على القارئ، وإضافة حيوية إلى الأسلوب.

استخدامات علامات الترقيم

إن علامات الترقيم هي رموز اصطلاحية توضع بين الجمل ومُتعددة، ولكُل علامة منها لها استخدام خاص، ويمكن أن نحصرهم في الآتي:

1- الفاصلة أو الشولة

للفاصلة أو الشولة عدة استخدامات قد اصطلح عليها ويمكن أن نحصر تلك الاستخدامات في حوالي ثمانية أشياء، وهم:

  • يتم وضعها بين الجمل المتصلة في المعنى، مثل: الطالب يذاكر، ويجتهد في دراسته.
  • يمكن استخدامها بين أجزاء الشيء الواحد، مثل: الضعيفين: المرأة، واليتيم.
  • وضع الفاصلة بعد المنادى، مثل: يا علي، تعالى.
  • يتم إضافة فاصلة بين القسم وجواب القسم، نحو: لا، هي ليست هكذا.
  • الفصل بين الجمل الاعتراضية والجمل الرئيسة بدلًا من علامتي الاعتراض، مثل قولنا: أمير الشعراء، أحمد شوقي رثى البارودي.
  • بين القسم بالله وجوابه، مثل: والله، لا أدخلن منزلك.
  • بين الجمل المعطوفة، ذلك نحو: ذهبت إلى المدرسة، قم عدت منها.

2- الفاصلة المنقوطة

للفاصلة المنقوطة عدة استخدامات دلالية هامة بين الجمل وبعضها وخاصةً بين المسببات، ويمكن أن نجمل تلك الاستخدامات في أربعة أمور، وهم:

  • تستخدم بين جملتين الأولى منهما تسببت في حدوث الثانية، مثل: أذهب للجامعة، طلبًا للعلم.
  • يمكن استخدامها في التقسيم الذي يطول فيه الكلام أو يقصر مثل: وجدنا الدنيا مهيئةً لنعيش فيها؛ ننعم بالطيب منها؛ نحترس من السيء فيها؛ نحبها ونهبها؛ فهي خادعة لنا.
  • نفصل بها بين عدة مصادر من حاشية واحدة.
  • نستخدمها في حالة التفصيل بعد الإجمال، ذلك نحو: أيام الأسبوع سبعة؛ السبت؛ الأحد؛ الإثنين؛ الثلاثاء؛ الأربعاء؛ الخميس؛ الجمعة.

3- علامة الاستفهام

علامة الاستفهام من أهم علامات الترقيم؛ لأنها ترتبط بواحد من أهم الأساليب في اللغة العربية وهو أسلوب الاستفهام، وهو من أكثر الأساليب تكرارًا في اللغة العربية وارتبطت به علامة الاستفهام ارتباطًا جوهريًا، ولها استخدام واحد فقط في اللغة حيث توضع في نهاية الجمل الاستفهامية.

4- علامة التعجب

يرتبط استخدام علامة التعجب بأسلوب التعجب على نوعية السماعي نحو قولنا: يا للعجب! أو سبحان الله! أو أسلوب التعجب القياسي على صيغة أفعل به وما أفعل، كنحو قولنا: ما أجمل السماء! وأجمل بالسماء! وتستخدم علامة التعجب استخدامًا وحيدًا وهو مع جملة أسلوب التعجب الدالة على شعورٍ ما كالحزن أو الفرح أو الاندهاش.

5- النقطة أو الوقفة

علامات الترقيم هي رموز اصطلاحية توضع بين الجمل ومن أهمها هي النقطة في الكتابة، وللنقطة أو الوقفة عدة استخدامات يمكن أن نحصرها في ثلاثة، وهم:

  • يمكن وضعها في نهاية الجملة المستقلة عما بعدها في المعنى والمحل الإعرابي، بحيث تكون تلك الجملة تامة بمعناها منفصلة عما بعده من حيث الإعراب، ذلك نحو قولنا: الدين النصيحة الحسنة.
  • اصطلح استخدامها بين الأحرف والكلمات والأسماء المختصرة، نحو قولنا: ص. صلى الله عليه وسلم.
  • تأتي بعد القوس الثاني أو علامة التنصيص الثانية إذا كانت الجملة تنتهي بها، ذلك نحو قولنا: قال تعالى” ذلك اليوم الحق”.

6- النقطتان المتعامدتان

في نطاق معرفة علامات الترقيم هي رموز اصطلاحية توضع بين الجمل فإن النقطتين المتعامدتين لهم العديد من الاستخدامات خاصةً في الجمل التي ليس لها محل من الإعراب، يمكن أن نجمل استخداماتها في خمسة، وهم:

  • بعد جملة المقول القول، مثل: هو ليس معي.
  • في الجمل التي فيها تفصيل من بعد الإجمال، وخير مثال على ذلك قول النبي: “اتقوا الله في الضعيفين: المرأة واليتيم”.
  • عند ذكر معاني الكلمات، نحو اليعسوب: ذكر النحل.
  • عند ذكر نطاق معين واقع بين عددين، مثل اذهب الساعة 12:30 إلى عملي.

7- استخدامات الشرطة

هي من علامات الترقيم والحساب التي تستخدم في كثير من السياقات بكثرة، ولها استخدامان وحيدان بأن يتم وضعها بين رقمين بينهما نطاق محدد للقارئ، مثل طلب المعلم القراءة 15-22 من الكتاب.

يتم وضعها في العبارات التي تتضمن جمل اعتراضية، والجمل الاعتراضية هو ما يمكن حذفه من الكلام دون أن يؤثر في معناه، وهو نوع من أنواع الإطناب في البلاغة العربية والذي يكون بهدف الدعاء أو التوكيد وذلك نحو قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة، فيمكن قراءة نفس الجملة دون قراءة ما بين شرطتي الاعتراض.

8- علامات التنصيص

لعلامات التنصيص عدة استخدامات في اللغة العربية حيث تستخدم تقريبًا في كل السياقات البحثية والمقالات العلمية والأدبية، والعناوين الإخبارية وغير ذلك ويمكن حصر تلك الاستخدامات في ثلاث نقاط:

  • عند نقل مباشر في النص، كنقل الأقوال والآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والأبيات الشعرية والحكم والأمثال والعبارات المأثورة وغيرها مما عرف وعلم عن كاتبٍ ما، ذلك مثل قول عنترة بن شداد: “وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي***خَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ”
  • يفضل وضع عناوين المقالات والمنشورات داخل علامتي التنصيص؛ لتوثيقها.
  • في حالة الترجمة الحرفية لنص ما في سياق معين يجب وضع النص الذي قمنا بنقله من لغة لأخرى داخل علامتي تنصيص إحقاقًا وتنبيه للقارئ أن النص منقول للغة أخرى، وأيضًا لنأمن اللبس في المعنى.

9- علامة الحذف

أداة هامة من أدوات الترقيم والتي تستخدم أثناء كتابة الأبحاث العلمية والمقالات عندما نريد الاستشهاد بجزء معين من نصٍ ما دون ذكر النص بأكمله؛ إذ أنها تستخدم في مكان المحذوف للدلالة على وجود عبارة في تلك المنطقة وتم حذفها وهو استخدامها الوحيد في اللغة العربية وهي علامة مستحدثة.

10- الخط المائل

للخط المائل عدة استخدامات في السياقات اللغوية المختلفة حيث يستخدم في الفصل بين العبارات في حالة الاختيار بين المتعدد، والفصل بين التقسيمات الفرعية وأجزاء التاريخ، والفصل بين البسط والمقام في الكسور في الرياضيات، ويمكن استخدامها في الفصل بين الجمل القصيرة وتعني في تلك الحالة كلمة “أو”.

علامات الترقيم من أدوات اللغة العربية المستحدثة والتي تقع في نطاق علم النحو والصرف العربيين والبلاغة، ولها دور مهم في إيصال المعنى وتنسيق الجمل والعبارات في النصوص الأدبية المختلفة.