إن أسباب الدوخة المفاجئة كثيرة وقد أخذت في الازدياد نتيجة عدم اهتمام الفرد بصحته بشكل عام، كما عدم الالتزام بنصائح وتعليمات صحية تحد من تعرضه للدوخة المفاجئة وأعراضها المؤرقة التي تزعج الفرد، لذا نحرص فيما يلي التطرق لتفاصيل أسباب الدوخة وأهم أعراضها وكيفية علاجها وطرق الوقاية منها.

أسباب الدوخة المفاجئة

إن الدوخة هي تعبيرًا عن مجموعة من الأحاسيس معًا مثل: “الوهن أو والضعف أو اختلال التوازن والشعور بالإغماء”، في حين أن الشعور بتحرك كل شيء حولك فإن هذا يدعى الدوار، والدوخة هي أحد أهم الاعتلالات التي صارت تعتري الكثير من البالغين مؤخرًا.

كما تستدعي الذهاب إلى الطبيب من أجل الفحص حتى يتم التعرف على سبب وجودها خاصةً إذا كانت متكررة الحدوث، لكن يجدر بالذكر أن أنواع الدوخة تختلف بشكل عام مما يجعل أسباب الدوخة المفاجئة تختلف أعراض، ونتعرف على أهم أنواعها وأسبابها من خلال ما يلي:

أولًا: الدوخة المفاجئة المركزية

للدوخة عدة أسباب مختلفة بمختلف الأعراض، وإن الدوخة المفاجئة المركزية تعد من أبرز صنوف الدوخة التي تنجم بسبب بعض الأعراض القوية تحتل الدماغ، لذا أُطلق عليها لفظ مركزية والتي لا بد من الذهاب إلى الطبيب فورًا عند الشعور بها حتى لا ينجم عن هذا حدوث بعض المضاعفات، وتتمثل أسبابها فيما يلي:

  • قد تنشأ الدوخة المفاجئة بسبب أورام المخ أو الحبل الشوكي.
  • إما بسبب الإصابة بالتصلب المتعدد.
  • ارتجاج أو إصابة الدماغ.
  • من يعاني من الصداع النصفي من المحتمل أن تعتريه الدوخة كعرض من الأعراض الجانبية للصداع.

ثانيًا: الدوخة المفاجئة الطرفية

إن أسباب الدوخة المفاجئة الطرفية ترجع بشكل عام إلى وجود مشاكل في الأذن الداخلية ونتعرف على أهم أسبابها فيما يلي:

  • يتعرض المرء للدوخة بشكل مفاجئ بسبب التهاب الهياكل في الأذن الداخلية.
  • يمكن أن تنجم بسبب تراكم السوائل في الأذن الداخلية أو الجهاز الليمفاوي مما ينتج عنه دوران وفقدان السمع أو طنين الأذن.
  • الإصابة بالعصب الدهليزي ينتج عنه الشعور بالدوخة المفاجئ.

ثالثًا: أسباب مختلفة للشعور بالدوخة المفاجئة

لقد تعددت أسباب الدوخة المفاجئة فلا يقتصر وجودها المفاجئ على كونها مجرد أعراض جانبية لأمراض بعينها، بل إنها قد تأتي وفق سببًا مباشرًا، ويمكن أن نتعرف على أهم هذه الأسباب من خلال الآتي:

  • قد تأتي بسبب شرب الكحول.
  • ضعف عضلة القلب.
  • اضطرابات القلق سببًا مباشرًا.
  • أحيانًا ممارسة التمارين بشكل مفرط ينتج عنه دوار مفاجئ.
  • التعرض لضربة شمس.
  • الإصابة بفقر الدم من أهم أسباب الدوخة المفاجئة نتيجة لنقص المعايير الأساسية في الجسم مما يخل من التوازن العام هذا ومصاحبتها لبعض الأعراض الأخرى مثل الإرهاق، الضعف وشحوب الجلد.
  • قد تتسبب بعض الأدوية في اعتراء الدوخة المفاجئة للشخص وهي مثل أدوية ضغط الدم، مضادات الاكتئاب، الأسبرين.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون وهو في يتشابه في أعراض التسمم الخاصة بالأنفلونزا والتي من أهم أعراضها الدوخة.
  • انخفاض السكر في الدم وهو يعد أحد أهم الأسباب التي تنجم عنها الدوخة خاصةً لدى مرضى السكر الذين يستخدمون الأنسولين.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو الجفاف، خاصةً في حالة عدم شرب مياه كافية أو ما يكفي من السوائل عمومًا مما يتدخل بشكل مباشر في الشعور بالدوخة.
  • اضطرابات القلق وهي لا تكتفي فقط بشعور الفرد بالدوران المفاجئ، بل ويعتريه نوبات الهلع أو الخوف وعدم الرغبة في تواجد أي مكان مزدحم مما يجعل الفرد يشعر بعدم الراحة عمومًا.

أعراض الدوخة المفاجئة

لقد وُجدت العديد من الأعراض التي تعتري الفرد حينما يشعر بالدوخة المفاجئة وتؤثر على مختلف الوظائف الحيوية، وهي ما نتعرف عليه من خلال ما يلي:

  • فقدان التوازن، وفي الأغلب ما يساور الفرد الشعور بأنه يسقط وببعض الحالات يسقط حقًا.
  • في حالة الإغماء فإنه يشعر قبل أن يغمى عليه بخفة في الرأس وضعف العضلات حتى إذا كان ممسكًا شيء سقط منه.
  • يشعر المريض كأنه يعوم في حوض سباحة.
  • حركة العين تكون غير طبيعية كما هو سائر في العام.
  • ارتفاع معدل نبضات القلب بشدة.
  • عدم القدرة على التنفس بأريحية.
  • برودة أطراف اليدين والأرجل والتخدر في الوجه.
  • الهمدان بشكل عام في الجسم وعدم القدرة على أداء أي عمل أو التحكم في إدارة شيء.
  • تشوش الرؤية والشعور بألم في الصدر.
  • فقدان حاسة السمع أو الإحساس بتغيرات عامة في السمع مثل سماع طنين الأذن.
  • صعوبة في الكلام أو وصف أي شيء.

كيفية تشخيص الدوخة

في حالة الشعور بأيٍ من الأعراض السابقة لا بد من الذهاب إلى الطبيب من أجل التعرف على إحدى أهم الأسباب التي قد نجم عنها اعتراء الدوخة المفاجئة، ونتعرف من خلال ما يلي طرق التشخيص المتبعة التي يوصي بها الطبيب:

  • اختبار حركة العين: وهي تتم من خلال مراقبة الطبيب لحركة مسار العين عند تعقب جسم متحرك، كما قد يتم وضع الماء أو الهواء في قناة الأذن من أجل تنفيذ الاختبار.
  • اختبار حركة الرأس: يلجأ إليه الطبيب إذا شك أن سبب الدوخة قد نتج عن دوار في الرأس ويقوم بهذا من خلال تطبيق اختبار بسيط لحركة الرأس يطلق عليه مناورة ديكس هالبايك.
  • اختبار الكرسي الدوار: وهي تتم من خلال جلوس المريض على كرسي المتحرك في نقطة متوسطة والتحرك ذهابًا وإيابًا في قوس صغير.
  • الاختبارات التصويرية: ويلجأ لها الطبيب في حالة اشتباهُه بإصابة المريض بسكتة دماغية أو إذا كان أكبر سنًا أو في حالة الإصابة بالرأس التي ينجم عنها دوار يطلب فورًا إجراء فحص الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير البوستوروغرافي: تتمحور وظيفة هذا الاختبار في فهم أجزاء نظام التوازن التي يعتمد عليها المريض، حيث يتم وقوف المريض حافي القدمين على منصة ما وطلب المحافظة على توازنه في ظل ظروف مختلفة مما يؤدي هذا للوصول إلى مقدار التوازن في جسم المريض.
  • كما يمكن إجراء الفحص من خلال اختبارات الدم حتى التحقق ما إذا كانت الدوخة بسبب وجود عدوى أم لا، كما يمكن من خلال اختبارات القلب والأوعية الدموية حتى يتم التأكد من صحتها.

علاج الدوخة المفاجئة طبيًا

لقد أثبتت مختلف الدراسات أن المريض بالدوخة يشعر بالتحسن في غضون أسبوعين، ومن أنواع العلاج الذي يصفه الطبيب من أجل المريض ما يلي:

  • الأدوية المدرة للبول: وهي ما يصفها الطبيب في حالة كان المريض يعاني من مرض يتطلب هذا مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي.
  • أدوية مضادة للقلق: في حالة كانت سبب الدوخة المفاجئ هو الاضطرابات أو القلق، لذا يلجأ الطبيب أدوية تحد من القلق وأعراضُه، مثل: “Diazepam ديازيبام أو Alprazolam ألبرازولام”.
  • أدوية الدوخة والغثيان: وهي يصفها الطبيب أحيانًا وليس في كل الحالات التي تعترضها أسباب الدوخة المفاجئة بل يرجع هذا على حسب تشخيص الحالة، ومن أهم الأدوية التي يصفها الطبيب مثل: “مضادات الهيستامين أو مضادات الكولين”.
  • أدوية للصداع النصفي: حيث إن الدوخة تأتي أحيانًا كعرض من أعراض الصداع النصفي، حيثُ تُساعد بشكل عام على الحد من نوبات الصداع النصفي.

العلاج النفسي للدوخة المفاجئة    

إن أنواع العلاجات قد اختلفت نظرًا إلى اختلاف أسباب الدوخة المفاجئة، وسنتعرف فيما يلي على كيفية تطبيق العلاج النفسي الذي يتم تنفيذُه على المريض الذي يعاني من الدوخة بسبب اضطرابات القلق:

1- العلاج بالتوازن

هو ما يتم من خلال تعليم المريض بعض التمارين حتى تساعده على تحسين مستوى التوازن كونه ما يسمى إعادة التأهيل الدهليزي، أي يصبح التوازن أقل حساسية للحركة، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من العلاج يتم استخدامه في حالات الدوخة الناتجة عن أمراض الأذن الداخلية.

2- مناورات وضعية الرأس

كما يطلق عليها مناورة إيبلي وهي تساهم بشكل فعال في الحد من الدوخة التي تأتي نتيجة ألم في الرأس، وفي معظم الأحيان يحتاج المرضى إلى جلسة أو جلستين لاستنتاج النتائج، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاج لا يمكن استخدامه مع المريض الذي يعاني من مشاكل في الظهر أو الرقبة أو الأوعية الدموية وشبكية العين المنفصلة.

نصائح للوقاية من الدوخة المفاجئة

من أجل تجنُب التعرُض للدوخة المفاجئة فقد قام الأطباء بتوفير عدة نصائح من الأفضل أن يتبعها المريض حتى يضمن الحد من التعرض للدوخة المفاجئ وما يصاحبها من أعراض مؤلمة حين تعتريه، وتتمثل هذه النصائح فيما يلي:

  • ممارسة التمارين التي لها دور فعال في التعزيز من التوازن في الجسم مثل رياضة اليوغا.
  • تجنب تبديل المكان بشكل مفاجئ.
  • عدم التحرك فجأة بعد فترة جلوس طويلة أو الوقوف فجأة.
  • تجنب قيادة السيارة في حالة الشعور بأي دوار أو دوخة.
  • إذا كنت واقفًا وانتابك الشعور بعدم الاتزان فلا بد من الجلوس والاستلقاء فورًا.
  • يجب استخدام درابزين السلم عند الصعود أو النزول من على الدرج تجنبًا للوقوع أثناء تسلل الدوخة المفاجئة وحدوث عواقب وخيمة.
  • ينصح بالابتعاد أو التقليل من احتساء الكافيين أو الكحول والتبغ.
  • الحرص على شرب كمية كافية من الماء فيما يزيد عن 8 أكواب يوميًا.
  • في حال كانت الدوخة بسبب تناول دواء ما فلا بد من استشارة الطبيب أولًا.
  • الحرص على اتباع روتين غذائي صحي يحتوي على الفاكهة والخضروات والألياف.
  • في حالة الاستيقاظ من النوم والشعور بأن الدوخة تعتريك فينصح في هذه الحالة بقائك على السرير لمدة دقيق ونصف على الأقل ثم الاعتدال والجلوس على حافة السرير مدة دقيقة ونصف أخرى ثم رفع الرأس إلى أعلى وأن تكون مائلة قليلًا، في حالة عدم زوالها لا بد من الذهاب إلى الطبيب فورًا.

لقد تعددت الأسباب الناجمة عنها الدوخة المفاجئة، كما تعددت الأعراض وطرق العلاج، لكن الأهم من طرق العلاج هو اتباع النصائح اللازمة مع ضرورة اتباع روتين غذائي صحي.