الضغط النفسي مؤثر سلبي في حياة الإنسان حيث إن الضغوط النفسية التي يمر بها الإنسان عبارة عن استجابة الجسم لمطالب معينة مفروضة عليه يمكن أن تكون متعلقة بوظيفة أو وضع مالي أو مرض لذا الضغط النفسي إحدى التجارب التي يمكن تُهيئ الإنسان للتعامل مع المواقف الصعبة أو يمكن أن تودي به إلى الهلاك.

الضغط النفسي

يشعر الإنسان بالضغط النفسي عند استنزاف جزء كبير من الطاقة الخاصة به من خلال العوامل الخارجية والداخلية التي تضغط على الحالة النفسية وتجعل الانسان في توتر وقلق دائم فلا يستطيع الإنسان أن يكون شخصية متوازنة ويبدأ في ظهور أنماط سلوكية جديدة ويتجزأ تأثير الضغوط النفسية إلى شقين، إما القدرة على مواجهة الأمور والظروف الصعبة التي أدت إلى الضغط وإمكانية حلها والاستطاعة على تجاوزها أو الاستجابة لها والدخول في حالة إكتئاب وعدم مواجهة المشكلة، وتتعدد أسباب الضغط النفسي إلى ضغوط صادرة من البيئة المحيطة بالفرد أو المشاعر والاحاسيس السلبية التي تسيطر على الإنسان أو استجابة الجسم إلى أسباب فسيولوجية.

ما هي أسباب الضغط  النفسي؟

يعتبر معرفة سبب الضغط النفسي الذي يتعرض له الإنسان هو أول خطوة للتعامل مع الوضع ومواجهته، نشرح في الآتي:

  • ضغوط المواقف المُهددة للحياة: تحدث بسبب تعرض الإنسان إلى مواقف تؤذية وتهدد حياته ويستجيب الإنسان لهذه الضغوط بالمواجهة أو الهروب ويفسر ذلك أهمية الضغط النفسي لحماية النفس وكيفية انقاذها.
  • الضغط البيئي: يحدث ذلك بسبب الضغوط المحيطة بالإنسان وتسبب له الإجهاد مثل ضغوط الأسرة أو العمل أو الازدحام والضوضاء.
  • الضغوط الداخلية: تحدث تلك الضغوط بسبب قلق وتوتر الإنسان من ناحية الأشياء التي لا تستحق الشعور بالقلق والتوتر وتعرض الإنسان إلى التفكير الزائد تجاه الأشياء التي لا يمكن السيطرة عليها وهذه الضغوط تعتبر أكثر قابلية للعلاج.
  • الضغوط الناتجة عن الإنهاك في العمل: يسبب العمل لفترات طويلة الشعور بالضغط الزائد والقيام بالأعمال الصعبة وعدم القدرة على إنهائها ، العمل لوقت طويل وعدم إدارة الوقت بشكل جيد، لا يتم منح الجسم الوقت الكافي للراحة والاسترخاء.

أسباب الضغط النفسي الشائعة

هناك أسباب أخرى شائعة تسبب للإنسان ضغط نفسي، قد لا يستطيع التعامل معه، وذلك إذ لم يكن على علم بالأسباب التي تؤدي إليه، لذلك سوف نساعدك في التعرف عليها عبر الآتي:

  • الشعور بالإحباط.
  • الاكتئاب
  • ضيق الوقت والمال.
  • المشاكل العائلية.
  • العلاقات مثل الزواج والطلاق.
  • الحرمان من شئ معين.
  • الخوف المستمر من وقوع حادث.
  • التعرض لمواقف صعبة.
  • صراعات العلاقات.
  • مسؤوليات العمل الجديد.
  • وجود مشاكل صحية.
  • الصدمة والاضطرابات الناتجة عنها.
  • التعرض لفقدان شخص عزيز.
  • انتظار نتيجة أو حدث مهم.
  • الخزف الدائم من المشاكل.

معرفة أنواع الضغط النفسي

تتعدد أنواع الضغط التي يتعرض لها الإنسان، نوضح في الآتي:

  • الضغط النفسي الحاد: يعتبر من الضغوط الأكثر شيوعا ويستمر الاحساس به لفترة قصيرة وينتج ذلك عن التفكير الزائد في شئ قد حدث أو ينتظر الشخص حدوثة في المستقبل أو الشعور بالقلق والتوتر الدائم تجاه الأشياء، يكون الضرر الذي يتعرض له الإنسان أخف من الضغط النفسي المزمن ولكن إذا استمر هذا الضغط لفترات طويلة يحدث تحول له من حاد إلى مزمن ويصاحب ذلك الشعور بالضيق والصداع واضطرابات في المعدة لفترات قصيرة.
  • الضغط النفسي الحاد النوبي: يعاني الأشخاص في هذا الضغط من الاجهاد الحاد ويرتبط هذا الضغط بالأشخاص الذين يشعرون دائمًا بالقلق أكثر من اللازم وأيضًا الذين يترتب عليهم القيام بالعديد من الالتزامات ولا يكون لديهم القدرة على تنظيم وقتهم مما يؤدي للضغوط في العلاقات وحدوث مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • الضغط النفسي المزمن: من الضغوطات الأكثر ضررًا للإنسان على المدى البعيد حيث أنه يحدث نتيجة عن مشاكل أسرية دائمة أو الفقر فيكون الشخص عاجز عن الهروب من تلك الضغوط أو إيجاد حلول لها ولا يلاحظ الأخرين أي اضطرابات على الشخص بسبب الاعتياد على تلك الحالة، يدفع هذا الضغط صاحبة إلى التفكير بالانتحار أو القيام بسلوكيات عنيفة ويمكن التعرض لنوبات قلبية أو سكتة دماغية.
  • الإجهاد الروتيني: يحدث التعرض لهذا النوع من الضغط بسبب وجود ضغوطات مستمرة في العمل أو العلاقات أو أي مسؤوليات أخرى.
  • الإجهاد السلبي المفاجئ: يتعرض له الإنسان عند المرض أو فقدان وظيفة أو التعرض لصعوبات مالية أو الطلاق.
  • الإجهاد الناتج عن الصدمة: عند وقوع حادث أو اعتداء أو التعرض لاصابة كبيرة وخطيرة.

عوامل الضغوط النفسية

هناك عوامل داخلية وخارجية للضغوط عبارة عن أفكار واستجابات ناتجة عن معتقدات خاطئة ولا تمت للواقع بصلة أو صراع نفسي بين القيم والعادات والتغيرات المأساوية التي يتعرض لها الإنسان، نشرح ذلك فيما يأتي:

  • العوامل البيئية: نابعة عن تقلبات مناخية والتغيرات المفاجئة في حالة الطقس.
  • العوامل الفسيولوجية الجسمية: تخص تلك العوامل البنية الجسمية مثل (المرور بالمراحل العمرية المختلفة، الأمراض والإصابات المزمنة، اضطراب النوم وحالات القلق، آلام المعدة الناتج عن التذبذب الاجتماعي، الخوف الدائم من حدوث تغيرات طارئة).
  • العوامل الاجتماعية: عند فقدان أحد الأقارب أو الأصدقاء والتعرض لمشكلات مالية والخوف عند الإقدام على إلقاء محاضرة أمام عدد كبير من الأشخاص وأيضَا عند محاولة الشخص تلبية الطلبات الزمنية لإنجاز المهام المختلفة.
  • العوامل الداخلية: يكون لها علاقة بالبنية النفسية للفرد وقابلية استجابته للمثيرات المختلفة وطرق التفاعل معها.

كيفية التعايش مع الضغط النفسي

هناك عدة أشياء يمكن فعلها لإمكانية التعايش على ما يحدث للإنسان بشكل يومي، نوضح ذلك في الآتي:

  • التفكير في الحالة التي تقوم بتشكيل ضغط نفسي عليك وكيف يكون سلوكك وقتها.
  • أخذ الوقت في التفكير والتصرف بصورة مختلفة في هذه الحالة ويمكن من خلال ذلك الشعور بالسيطرة على الموقف.
  • النظر إلى تصرف الآخرين إذا كان رد الفعل مختلف عن المرات التي قبلها.
  • كتابة قائمة بكل الأشياء التي تأتي في تفكيرك لتجعل الحياة أسهل وأقل ضغطًا.

أعراض الضغط النفسي

تظهر أعراض معينة على الشخص الذي يعاني من الضغوطات النفسية، نشرحها في الآتي:

  • الأعراض الجسمية: هناك ردة فعل فسيولوجية تنبع من جسم الإنسان ناتجة عن الضغط النفسي التي تولد الاضطراب وعدم الاستقرار ومن خلالها يحدث ارتفاع لعدد نبضات القلب وضغط الدم وتشنج العضلات المختلفة وحدوث آلام في المعدة والتعرق المستمر وضيق التنفس.
  • الأعراض الذهنية: يحدث ضعف عام في التركيز وعدم القدرة على مواجهة الصعوبات في أداء العمليات العقلية.
  • الأعراض العاطفية والانفعالية: مثل سرعة الغضب والانفعال والتوتر والقلق وظهور انفعالات باردة مثل الإحباط والاكتئاب والانسحاب.
  • الأعراض السلوكية: عند تعرض الفرد لظهور طاقة سلبية كامنة ومحاولة تفريغها عن طريق حركات نمطية بالجسم مثل هز الركبة وقضم الأظافر والتدخين وإلقاء الأخطاء الشخصية على الآخرين.

ما هي مراحل الضغط النفسي؟

عند تعرض الإنسان للضغوطات يتم المرور بمراحل معينة، نوضحها في الآتي:

  • المرحلة الأولي: تعتبر هذه المرحلة إستجابة للأنذار فهي تستدعي كل قوي الجسم لمواجهة الخطر ومجموعة من التغيرات العضوية مثل أرتفاع نسبة السكر في الدم ويرتفع الضغط الشرياني حيث إن الجسم يكون في حالة استنفار وتنقسم تلك المرحلة إلى (مرحلة الصدمة، مرحلة مضادة للصدمة).
  • المرحلة الثانية: تعرف بمرحلة المقاومة لإمكانية التكيف مع الوضع والأعراض الموجودة وهذه المرحلة هامة في إنشاء أعراض التكيف عندما يعجز الإنسان على مواجهة المواقف الناتجة من التعرض للضغط المستمر مما يؤدي إلى اضطراب التوازن الداخلي ويسبب إفراز الهرمون المسبب للاضطرابات العضوية.
  • المرحلة الثالثة: تنقسم هذه المرحلة إلى مرحلة التعافي والتي تنجح فيها آليات النظام للتغلب على تأثير الضغوطات أو القضاء عليها، مرحلة الإرهاق في هذه المرحلة يبدأ ظهور اضطراب في الجهاز العصبي الذاتي مما يسبب انهيار في الجهاز المناعي.

كيفية تحمل الضغط النفسي

هناك عدة عوامل التي تؤثر على مستوى تحمل الضغط النفسي، نشرح في الآتي:

  • الدعم المعنوي: حيث إن وجود الأشخاص الداعمين حول الشخص المضغوط لو دور كبير في قدرة الشخص على مواجهة الضغط في حين أن الوحدة تؤدي إلى تزايد الضغط النفسي.
  • القدرة على التعامل مع العواطف: قدرة الشخص على تهدئة نفسه عند الشعور بالغضب أو الحزن.
  • موقف الشخص وتوقعاته: إن الشخص المقبل للحياة ويتمتع بالتفائل يكون أقل عرضة للتعرض للضغط النفسي.
  • المعرفة والتحضيرات: يجب على الشخص معرفة وإدراك الوضع والظروف المحيطة التي يمر بها بشكل صحيح لسهولة التعامل معها.

طرق علاج الضغط النفسي

هناك طرق يجب اتباعها للتخلص من الضغط النفسي، من خلال الآتي:

  • الإيمان بالله عز وجل ومعرفة أن كل شئ بيد الله حيث قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)، تأدية الصلاة وقراءة القرآن الكريم فذلك يساعد على الاسترخاء وعدم التفكير بشكل سلبي.
  • تغيير طريقة التفكير السلبية المسببة للضغط والتفكير بشكل إيجابي والتركيز على إيجابيات أي شئ.
  • بناء علاقات اجتماعية والمحافظة على التواصل مع الناس والجلوس معهم مما يساعد في الخروج من دائرة الضغط النفسي.

الاستسلام للضغوطات النفسية التي يتعرض لها الإنسان تحوله من شخص طموح ومتفائل إلى شخص سلبي لا يستطيع التفكير بشكل سليم في أي شئ مما يؤدي إلى تدهور حالته وعدم القدرة على مواجهة الصعوبات.