ما أسباب الإصابة بالسكري الكاذب؟ وما أعراضُه؟ يُعتبر مرض السُكري من الأمراض المُنتشرة بطريقة كبيرة في أي مُجتمع، والتي يُحتمل أن يُصاب بها جميع الفئات العُمرية منذ الطفولة وحتى الكهولة، ومن المُمكن أن ينتج عنه العديد من المُضاعفات والأعراض الجانبية إذا لم يتمكن مُعالجته بفاعلية، أو عدم تمكن المريض من مُعايشته بطريقة صحيحة وفقًا للإرشادات التي يوصي بها الطبيب المُعالج.

السكري الكاذب

مرض السكري من الأمراض نادرة الحدوث، ولقد تم إطلاق اسم السكري الكاذب عليه لمُشابهته لمرض السكري في كثير من الخصائص، كما يُطلق عليه العديد من المُسميات الأُخرى، والتي من ضمنها “مرض عدم تركيز البول”.

يحدث هذا المرض عندما لا يستطيع الجسم الإنتاج الكافي للهرمون المُتعلق بإدرار البول أو في حالة عدم استخدام الجسم له بصورة مثالية، ويشعر المُصاب به بالعطش الشديد إضافةً إلى الإخراج المُستمر للبول بكميات كبيرة.

أسباب السكري الكاذب

يحدث مرض السكري الكاذب عند عدم استطاعة الجسم الموازنة بين السوائل التي تدخل إليه بطريقة مُنظمة، وتقوم الكليتان في الجسم بالترشيح للجزء السائل من الدم للتخلص من الفضلات، ويحدث بعد ذلك الإرجاع لكمية كبيرة من السائل إلى مجرى الدم، وفي ذات الوقت يتم تحويل الفضلات إلى البول، وبالتالي يخرج البول من الجسم بعد تخزينه لفترة مُعينة في المثانة.

يتم الاحتياج للهرمون المُضاد أو الهرمون المُسمى فاسوبريسين للسائل الذي تعمل الكلى على ترشيحه للعودة إلى مجرى البول، ويقتضي الذكر بأن الحالات التي ينتج عنها نقص في إنتاج هذا الهرمون المُضاد أو تمنع من تأثير الهرمون المُضاد لإدرار البول تؤدي بالضرورة إلى إنتاج البول الزائد.

لن يكون بمقدور الجسم المُصاب بمرض السكر الكاذب الموازنة بين السوائل بطريقة صحيحة، والسبب في ذلك يعود لنوع السكري الكاذب داخل جسم المريض، ونوضح تلك الأنواع فيما يأتي:

1- السكري الكاذب المركزي

يتم الإصابة به نتيجة لتمزق الغُدة النخامية أو الوِطاء الذي ينتج عن جراحة أو ورم أو مرض في الرأس، بالإضافة إلى كون الأمراض الوراثية أحد الأسباب المؤدية لهذا النوع.

2- السكري الكاذب كلوي المنشأ

يؤدي الخلل الحادث في تكوين الكليتين الذي لا يُتيح لهم الاستجابة بشكل فعَّال للهرمون المُضاد لإدرار البول إلى الإصابة بهذا النوع من السكري، ويجب التنويه على أن هذا الخلل من المُحتمل حدوثه كنتيجة لحدوث اضطراب مُزمن في الكلى، أو من خلال بعض الأدوية المؤثرة بصورة سلبية على جسم الإنسان، وتتمثل في الليثيوم أو فوسكارنت كأحد الأدوية المُضادة للفيروسات.

3- العُطاش الأولى

يتم إرجاع السبب لهذا النوع إلى تمزُق الآلية المعنية بتنظيم العطش في منطقة الوطاء، أو من خلال الإصابة بالأمراض العقلية كالفصام، وينتج عن الإصابة به إلى إفراز كميات مهولة من البول المُخفف وذلك بعد شُرب كميات كبيرة من السوائل، ويُمكن إطلاق اسم السكري المُعطّش الكاذب على هذا النوع.

4- سكري الحمل الكاذب

يُحتمل أن يؤثر الحمل على الإنتاج لهرمون الفازوبريسين، خاصةً في الفترة الأخيرة منه، ولكن يكون ذلك في حالات نادرة.

بعد ذكر الأسباب المُتعلقة بهذا المرض، يتحتم التنويه على أنه يُمكن وجود العديد من الحالات لا يوجد أسباب فعلية لهم في إصابتهم بهذا المرض.

أعراض الإصابة بالسكري الكاذب

يوجد العديد من الأعراض المُقترنة بمرض السكري الكاذب، وتظهر على المريض بشكل واضح، وهي الموضحة في النقاط التالية:

  • قيام المريض بالتبول بشكل دائم.
  • الفقد التام للسوائل الموجودة بالجسم.
  • شعور المريض بالعطش بصورة مُستمرة.
  • الرغبة في تناول كميات كبيرة من الماء.
  • جفاف الجلد.
  • عدم القدرة على النوم بطريقة صحية كنتيجة للرغبة في التبول بصفة مُستمرة، ويُمكن تقدير كمية البول التي يتم إخراجها بما يُعادل 3 – 10 لتر يوميًا.

هناك بعض الأعراض الخاصة بالأطفال المصابين بهذا المرض، والتي تتضمن ما يأتي:

  • الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة الجسم.
  • الرغبة في القيء بصفة مُستمرة.
  • النمو بشكل بطيء وغير مُنتظم.
  • الإسهال.
  • خُسارة الوزن.

يقتضي في ذلك الوقت الرجوع إلى الطبيب المُختص، حتى وإن لم تظهر الأعراض بشكل مُتكامل.

مُضاعفات السكري الكاذب

من المُمكن أن يتفاقم مرض السكري الكاذب ويؤدي إلى ظهور العديد من المُضاعفات غير المرغوبة، وذلك في حالة عدم الزيارة للطبيب عند مُلاحظة ظهور الأعراض سالفة الذكر، وسنوضح هذه المُضاعفات من خلال السطور القادمة:

1- الإصابة بالجفاف

يُعتبر الفُقدان المُستمر للسوائل الموجودة في الجسم من العوامل المؤدية إلى الجفاف، ونوضح أعراضه فيما يأتي:

  • التغُيرات التي تحدث في الجلد، ومدى مرونته.
  • قلة اللُعاب الموجود في الفم.
  • الشعور بالإعياء.
  • الشعور بالعطش.

2- الخلل في أملاح الجسم

تُعد من المُضاعفات المُحتملة الحدوث، وتحدث في المعادن المتواجدة في الدم أو ما يُسمى الشوارد، والتي يُمكن أن تتمثل في: (الصوديوم، البوتاسيوم)، ونوضح أعراضُه من خلال ما يأتي:

  • الشعور بالغثيان.
  • الشعور بالضعف والهزال.
  • الرغبة في التقيؤ.
  • انعدام الرغبة في الطعام والشراب.
  • الشعور بالارتباك الدائم.
  • الإصابة بتشنُجات العضلات.

كيفية تشخيص السكري الكاذب

يقوم الطبيب المُختص بتشخيص المريض المُصاب بمرض السكري الكاذب من خلال الأمور التالية:

  • معرفة التاريخ الطبي لأسرة المريض، واحتمالية إصابتهم بنفس المرض سابقًا.
  • إجراء الفحص للمريض عن طريق المُلاحظة الدقيقة للأعراض.
  • الاختبارات المعنية بحرمان الشخص من الماء، ولكن يجب التنويه أن هذا الأمر يتم من خلال توجيهات الطبيب المُعالج.
  • إجراء الأشعة المقطعية أو المغناطيسية بصفة دورية.
  • التحاليل التي يقوم بها المريض بشكل مُستمر، والتي تتمثل في: (تحليل البول، تحليل الأملاح في الدم).

علاج السكري الكاذب

يقوم الطبيب بالمُعالجة الفعلية للأسباب المؤدية لهذا المرض إذا أمكن ذلك، ومن ثَمَّ يقوم بتحديد الدواعي التي تُوجب تناول الأدوية والعقاقير، ونُفصل ذلك من خلال ما يأتي:

1- المرض السكري المركزي الكاذب

لا نستطيع الجزم بأن العلاج من هذا النوع يكون بشكل قاطع، ولكن على الرغم من ذلك يتم التحكُم في الأعراض المُرتبطة بالمرض، والمُعالجة من هذا النوع عن طريق الهرمون المانع لإدرار البول، ويكون على مختلف الهيئات التي تتمثل في: (الرذاذ الأنفي، الحُقن، الأقراص الفموية).

2- المرض السكري الكلوي الكاذب

تتم المُعالجة من هذا النوع عن طريق مُدرات البول بشكل فردي أو بالجمع مع الأسبرين أو الأيبوبروفين أو الإندوميثاسين، وفي الغالب يختفي فور المُعالجة من السبب المؤدي له، أي من خلال المنع التام لتناول الأدوية، والموازنة بين كميات الكالسيوم أو البوتاسيوم الموجودة داخل جسم الانسان.

3- العُطاش الأولي

يتم التخلص من هذا النوع عن طريق مُعالجة المرض العقلي، وتقليل رغبة المريض في شُرب السوائل التي تتمثل في الحلوى الحامضة أو رقائق الثلج، بالإضافة إلى أنه إذا عانى من التبول الليلي يقوم الطبيب المُعالج بوصف كميات مُحددة من الديزموبريسين يُلزم المريض بتناولها.

4- سكري الحمل الكاذب

من المُحتمل أن يقوم الطبيب المُعالج بتوجيه الحامل لتناول الديموبريسين في الحالات المُتعثرة أثناء فترة الحمل.

كيفية التعايُش مع السكري الكاذب

بعد قيام الطبيب المُعالج بالتشخيص الدقيق لمرض السكري الكاذب، يتحتم عليه الإرشاد إلى بعض الإجراءات التي يلتزم بها المريض حتى يستطيع السيطرة على المرض بشكل صحيح، ونتناول أهم هذه الإجراءات على النحو التالي:

  • البُعد عن الأطعمة المحتوية على الملح بكميات كبيرة.
  • البعُد عن المشروبات المُحتوية على الكافيين.
  • إرشاد المريض إلى أفضلية ارتداء السوار الطبي.
  • وجوب تناول الأدوية التي يوصى بها الطبيب المُعالج في الأوقات المُحددة لها دون تكاسُل.
  • عدم إهمال أخذ الأدوية الموصوفة في جميع الأماكن التي يتواجد بها المريض.
  • التوصية بشرب الماء بكميات كبيرة على مدار اليوم، وخاصةً عند ارتفاع درجة حرارة الجو، أو مُمارسة الرياضة.

يظُن العديد من الأشخاص أن السكري الكاذب لا يستلزم اِتباع بروتوكول علاجي، ولكن الأمر على العكس من ذلك، حيثُ إنه يتحتم وجود خطة علاجية تتمثل في تعويض الجسم بالسوائل بشكل كافي ودائم.