الصداع النصفي الأيمن هو ألم شديد في الرأس شائع بين كثير من الأشخاص، يعتبر من أكثر الآلام التي تصيب الرأس شيوعًا، وبسبب شيوعه، فالكثيرون يبحثون عن أسبابه أو طرق علاجه، وذلك لمحاولة التخلص من آلامه الشديدة، في هذا الموضوع سنتعرف على كل ما يتعلق بالصداع النصفي وبالأخص الأيمن.

الصداع النصفي الأيمن

مرض الصداع النصفي خصوصًا في الجانب الأيمن ينتشر بشكل كبير بين سكان الدول الغربية، وينتشر بشكل أكبر بين النساء حيث تصل نسبة انتشاره بينهم إلى 60%-70%، وقد عانى 6% من الرجال على الأقل من الصداع النصفي مرة واحدة على الأقل.

اكتشفه الأطباء والمختصين منذ زمن بعيد نظرًا لأعراضه شديدة الألم التي تجعل المُصاب لا يتمكن من مزاولة الأنشطة اليومية الخاصة به، كما يمكنه أن يتفاقم ويؤثر على النظر ومشكلات التركيز ويتبعه الكثير من الأعراض الجانبية.

تبلغ نسبة انتشار الصداع النصفي قبل البلوغ حوالي 4% ثم يزداد انتشاره في مرحلة تالية، وخاصةً بين الفتيات كما ذكرنا وحتى سن 40 وبعده يبدأ انخفاض في الإصابة بالصداع النصفي، فهو عبارة عن مرض مزمن يأتي للإنسان في حالات متكررة مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، ويمكن تصنيف نوبات الصداع النصفي إلى نوعين:

1- الصداع النصفي من دون هالة

هو نوع من الصداع النصفي كان يسمى في السابق “الشقيقة الكلاسيكية”، والصداع النصفي من دون هالة هو أكثر الأنواع شيوعًا، حتى 66% من الصداع النصفي هي مع هالة، ولقد تم تعريف الصداع النصفي وفقًا لعدة أعراض وهي:

  • استمرار الصداع النصفي من 4 إلى 27 ساعة.
  • إصابة المريض بخمس نوبات نموذجية مميزة في حياته.

2- الصداع النصفي المصحوب بالأورة

نوع من الصداع النصفي في الجانب الأيمن المصحوب بالأورة، والأورة هي ظاهرة عصبية بؤرية عابرة قد تحدث قبل أو أثناء الصداع، تظهر تدريجيًا في مدة لا تتخطى 60 دقيقة، وتكون نوبتان من الصداع النصفي على الأقل مصحوبة ببعض الأعراض وهي كالتالي:

  • عدم الرؤية بوضوح.
  • اضطراب في جزء من الرأس، أو في الجزئين.
  • اضطراب الكلام لكن سرعان ما يختفي تمامًا.
  • يتطور الصداع النصفي الأيمن مع الأورة في خلال 60 دقيقة من ظهورها.

أسباب الصداع النصفي الأيمن

يتساءل الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي عن سبب هذا الشعور بالألم، والحقيقة أن المسبب الحقيقي للصداع النصفي غير واضح حتى الآن، وقد وجد بعض الخبراء أن العوامل الوراثية والحياتية قد يكون لها دور في الإصابة به، لذا يوجد عدد من الأسباب المرتبطة بظهور الصداع النصفي وهي:

  • أسباب عصبية: وهي مسؤولة عن ظهور الصداع النصفي بشكل كبير.
  • الإصابة بالالتهابات والحساسية: التهابات مثل التهابات الجيوب الانفية والحساسية قد تكون سببًا من أسباب الإصابة بالصداع النصفي، إذ انه ينتج عن عدوى الجيوب الأنفية التي تسبب الضغط والألم خلف عظام وجنتيك.
  • التوتر والتعب: إصابتك بالصداع النصفي قد تكون بسبب التعرض لنوبات التوتر أو الضغط شديد أو يكون ذلك نتيجة بذل مجهود بدني كبير.
  • كثرة النوم: النوم زيادة عن الحد الطبيعي الذي يحتاجه الجسم يؤدي إلى الإصابة بصداع نصفي في الجزء الأيمن.
  • شرب الكافيين والمشروبات الكحولية: شرب الكحوليات والكافيين بكثرة يرهق الجسم ويصاب بصداع ويزيد من الشعور بالأعراض المختلفة له.
  • التعرض لصدمة عصبية: من أخطر الأسباب المسببة للصداع هي أن يتعرض المُصاب لصدمة عصبية لا يتمكن من تجاوزها.
  • الإصابة بنوع معين من الأورام: من الممكن أن يكون الورم حميد أو خبيث، ولكنه يظل من الأسباب الخطيرة المسببة للصداع النصفي الذي لا يمكن التخلص منه بسهولة.
  • التغيرات في الضغط الجوي: عند الانتقال من منطقتين متغيرتين في الضغط الجوي يمكن أن يؤثر ذلك على الدماغ ويشعر المُصاب بالصداع النصفي.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية: توجد أنواع من الأدوية التي قد تسرع من حدوث النوبة منها: النترات (Nitarte) والأدوية التي تحتوي على الأستروجين وريزبرين (Reserpine).
  • العامل الوراثي: من الممكن أن ترجع الإصابة بالصداع النصفي بنسبة كبيرة هو وراثة من أقارب الدرجة الأولي، فلدي حوالي 70% من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أحد المقربين الذي يعاني من نفس الأمر.

أعراض نوبة الصداع النصفي الأيمن

يعاني مرضى الصداع النصفي من عدة نوبات من شأنها إعاقة حياتها اليومية وتوقفهم عن مزاولة أي أعمال، فيكون لتلك النوبة بعض الأعراض المرهقة التي يمكن أن تتمثل في الآتي:

  • ضعف في العضلات، وضيق عضلات الكتف والرقبة.
  • عطش زائد وجفاف في الفم.
  • تعرق الوجه وشحوب الجلد.
  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • تورم حول العين المصابة.
  • احمرار العينين والأرق.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • صعوبة الحصول على التوازن.
  • تلعثم في الكلام.

مضاعفات الصداع النصفي الأيمن

لا يعد الصداع النصفي من الأمراض الخطيرة إن تم السيطرة عليه والقضاء على مسبباته، لكن في حالة إهمال الأمر يمكن أن تتفاقم الإصابة وينتج عنها بعض المضاعفات التي تتضمن الآتي:

  • السكتة الدماغية: وهي من أخطر مضاعفات الصداع النصفي الأيمن التي تنتج من ارتفاع مستويات ضغط الدم بشكل ملحوظ.
  • ارتفاع في ضغط الدم: قد يعاني مريض الصداع النفسي من الضغط المرتفع وهذا بسبب ارتفاع في ضغط الدم بسبب مضاعفات الصداع النصفي الأيمن.
  • أمراض القلب: من مضاعفات الصداع النصفي الإصابة بأمراض القلب التي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم الذي يصحبه إصابة الشرايين وإعاقة وصول الدم فيها.
  • الاكتئاب: ينتج عن الصداع النصفي المستمر الإصابة بالاكتئاب الذي يصحبه أعراض أشد صعوبة وألمًا من الصداع النفسي..
  • الولادة المبكرة: في حالة الحمل قد ينتج عن الصداع النصفي ولادة مبكرة بسبب مضاعفات الصداع النصفي.
  • نوبات الصرع: تختلف نوبات الصرع من حالة لأخرى فيمكن أن تُصيب أعراضها المريض مرة واحدة كل شهر ويمكن أن يكون ذلك بشكل متكرر، كما يصاحبها الكثير من الأعراض المُرهقة.

علاج الصداع النصفي الأيمن

يعد الصداع النصفي من أكثر المشكلات التي تواجه الأشخاص بسبب عدة عوامل مختلفة، لكن بالرغم من انتشاره إلا أنه يمكن السيطرة عليه بعدة طرق تعتبر بسيطة، وهي ما تتمثل في الآتي:

1- العلاج الدوائي

يمكن الاستعانة ببعض الأدوية والعقاقير المسكنة التي تقلل من حدة الشعور بذلك الألم، وتتمثل في الآتي:

  • المسكنات: هناك مسكنات لا تحتاج إلى وصف طبي منها: الباراسيتامول Paracetamol، والاسبرينAsprinin، والإيبوبروفين Ibuprofen، تساعد المسكنات على تخفيف الآلام.
  • تربتانات Triptans)): أدوية طورت خصيصُا لعلاج الصداع النصفي، ومن أنواع الأدوية في هذه الفئة الآتي: (اليتريبتان ((Eletriptan – ناراتريبتان Naratriptan) ) – ريزاتريبتان Rizatriptan)) – سوماتريبتان (Sumatriptan) – زولميتريبتان (Zolmitriptan)
  • أدوية مضادة للقيء: تساعد هذه الأدوية على تخفيف آلام الصداع النصفي ومنع حالات القيء المصاحبة له، ومن أدوية هذه الفئة: ميتوكلوبراميد، كلوربرومازين، بروكلوريبرازين، دروبيريدول، ديفيتهيدرواومين. والعديد من الأدوية الأخرى.

2- علاج سلوكي

يمكن تغيير الروتين اليومي للشخص المصاب للتقليل من وتيرة الشعور بألم الصداع النصفي وذلك من خلال اتباع الآتي:

  • النوم المنتظم.
  • نشاط بدني متوسط.
  • الوجبات الغذائية المنتظمة.
  • تجنب الكافيين وبعض المأكولات غير الصحية.
  • تدليك فروة الرأس.
  • النوم في غرفة مظلمة أثناء الشعور بالصداع النصفي.
  • وضع قطعة من القماش رطبة خلف الرقبة أو على الجبين.
  • تجنب تناول المواد الكحولية.
  • تناول قدر كافي من الماء.
  • محاولة ممارسة تمرينات رياضية بسيطة مثل المشي يوميًا لمدة 30 دقيقة.

3- العلاج المنزلي

اعتمد الطب البديل على بعض الأعشاب والزيوت العطرية في علاج الكثير من الظواهر المرضية، وذلك كان له أثر جيد في مختلف التجارب، حيث يمكن اللجوء إلى ذلك للحد من الشعور بآلام الصداع النصفي ويتمثل ذلك في الأنواع الآتية من الأعشاب:

  • زيت النعناع: يعمل زيت النعناع على تسكين الألم والتخلص من الشعور بالأعراض الناتجة عن الصداع.
  • زيت اللافندر: يعتبر زيت اللافندر من أكثر ما يمكن استخدامه للحصول على الاسترخاء والتغلب على الألم وإمكانية النوم، لذا يمكن استخدامه في تدليك فروة الرأس للحد من الشعور بالصداع.
  • تناول الزنجبيل: يمكن تناول مغلي الزنجبيل للحد من الشعور بالأعراض المصاحبة للصداع النصفي.

يصاحب الصداع النصفي الكثير من الأعراض الجانبية المؤرقة، لكن يمكن التخلص منها ببعض التغييرات في روتين الحياة اليومي أو تناول الأعشاب التي تزيد من القدرة على الاسترخاء.