تجربتي مع إبرة الرئة أفادتني كثيرًا، فهي على الرغم من صعوبتها إلا أنها لا بديل لها، وهذا العلاج يُعد من ضمن أشهر أنواع العلاجات الطبية التي يصفها الطبيب في حال كانت المرأة مُعرضة للولادة المبكرة؛ وذلك للعمل على تأجيل موعد الولادة إلى المُقدر من قبل الطبيب.

تجربتي مع إبرة الرئة

بدأت تجربتي مع إبرة الرئة في الأسبوع الـ 33 من فترة حملي، ولقد شعرت في هذا الوقت بعلامات الولادة، ومع العلم بأنه كان يتبقى على الميعاد المُقرر الذي حدده الطبيب من 4 – 6 أسابيع تقريبًا، ولكن هذا الألم ازداد بشكل كبير، وشعرت في هذا التوقيت أنه لا يفصل بيني وبين الولادة سوى وقت قليل جدًا.

لقد توجهت أنا وزوجي للطبيب، والذي قام بدوره بالكشف عليّ، وذلك للاطمئنان على وضعي ووضع الجنين، وكان هذا التشخيص عن طريق الفحوصات التالية:

1- فحص الحوض

يقوم الطبيب بتقييم مدى صلابة الرحم وأيضًا الكشف على حجم الطفل وموضعه، ويفحص أيضًا منطقة الحوض، وذلك للعمل على تحديد ما إذا كان قد تم فتح عُنق الرحم، والتأكد ما إذا كان يوجد نزيف بالرحم أم لا.

2- الكشف بالسونار

في البداية يقوم الطبيب بالفحص عن طريقة أشعة الموجات فوق الصوتية “السونار المهبلي” ذلك لقياس طول عنق الرحم، والتأكد بواسطة هذا الاختبار ما إذا وجدت أي مشاكل تابعة للجنين أم لا وذلك للاطمئنان على وضعه، وتقييم كمية السائل الأمنيوسي، وحساب وزن الجنين.

3- التحاليل المخبرية

هذا الإجراء يقوم الطبيب به بأخذ مسحة من إفرازات المهبل، وذلك ليتحقق من وجود عدوى أم لا، ذلك من خلال الكشف عن مادة فيبرونيكتين الجنيني وهي تعمل كغراء بين كيس الجنين وبطانة الرحم وتُفرغ عند حدوث المخاض.

4- متابعة الرحم

يقوم الطبيب باستعمال جهاز مُخصص لمتابعة الرحم، وذلك ليقوم بقياس مدة الانقباضات التي تحدث بالرحم ومدى تباعدها.

بعد التأكد من أن هذه الآلام نتيجة لأعراض الولادة المبكرة يقوم الطبيب بالمحاولة سريعًا حتى يمنع حدوث الولادة، وذلك لأن هذه الولادة تتسبب في مخاطر، وقد قام بإعطائي بعض الأدوية التي تعمل على منع العدوى، وذلك لإبقاء الحمل قدر الإمكان حتى موعد الولادة المُحدد.

من بين الأدوية إبرة الرئة، والتي يُمكن لها المساعدة على تثبيت الحمل والعمل على بقاءه أطول فترة ممكنة، حيث تعمل على تعزيز وظيفة الرئة عند الجنين، وقد كان هناك نوعان من هذه الحقنة هما:

  • بيتاميثازون: تؤخذ 12 مللي جرام على يومين.
  • ديكساميثازون: يتم أخذ جرعة من هذا النوع 6 مللي جرام، مرتين يوميًا كل 12 ساعة لمدة يومين.

بعد ذلك بدأت بالفعل في أخذها بالعضل، وليس في الوريد، ومن الجدير بالذكر أنها تؤخذ مُقسمة على عدة جرعات، يفصل بينها وبين كل جرعة 12 ساعة تقريبًا.. وهذه الجرعات تتمثل في:

  • يتم أخذ الإبرة الفترة ما بين الأسبوع الـ 32 حتى الأسبوع الـ 34 من فترة الحمل.
  • لا يتم أخذ ابرة الرئة إلا إذا كانت المرأة ستتعرض للولادة المبكرة فقط.

بعد أن قمت بالمواظبة على الجرعة التي حددها لي الطبيب، أجدت نفعًا وولدت في الميعاد المُقدر من قبل الطبيب، وأصبح كل شيء على ما يرام، وكانت هذه هي تجربتي مع إبرة الرئة.

ما هي حقنة الرئة؟

من خلال طرح تجربتي مع إبرة الرئة وجدت تجربة لامرأة تشرح من خلالها ماهية الحقنة، حيث قالت: إن هذه الإبر لها مسميات عديدة، منها: “العلاج الستيرويدي” أو “حقنة كورتيستيرويد”، ويقوم الطبيب بوصفها في حال التأكد من أن المرأة تتعرض لولادة مبكرة، والتي تكون أقل من 34 أسبوع.

فهي تعمل على نمو رئة الجنين بشكل سريع؛ وهذا لأنه إذا تمت الولادة المبكرة في هذه الفترة من الحمل، فإن رئة الجنين تكون غير مكتملة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الإبرة لا تُستخدم في غير ذلك ولا تتسبب في أي ضرر للجنين أو مضاعفات.

حيث قالت أيضًا إن هذه الحقنة ساعدتها كثيرًا على الولادة في موعدها بعد أن تعاني من آلام الولادة المبكرة، وبعد أن أخذت هذه الإبرة عاد كل شيء لطبيعته، وتجدر الإشارة إلى أن للولادة المبكرة العديد من الأسباب التي قام الطبيب بذكرها خلال تجربتي مع إبرة الرئة، وهي تتمثل فيما يلي:

  • الحمل المتعدد سواء كان اثنين أو أكثر.
  • المعاناة من الولادة المبكرة في الحمل السابق.
  • الإصابة ببعض المشاكل في منطقة المهبل، أو الرحم، أو المشيمة.
  • التدخين سواء كان من الأم أو الأب.
  • المعاناة من الالتهابات المختلفة التي لها تأثير على السائل الأمينوسي أو الجهاز التناسلي.
  • تناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات.
  • إصابة الحامل بالأمراض المزمنة التي تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري.
  • المعاناة من زيادة أو انخفاض في الوزن قبل حدوث الحمل، بالإضافة إلى وجود زيادة أثناء فترة الحمل أيضًا.
  • تعرض المرأة للضغوطات النفسية التي تتمثل في موت شخص عزيز أو التعرض للعنف.
  • الإجهاض بشكل متكرر.

فوائد إبرة الرئة

تروي سيدة في العشرينات من عمرها حامل في طفلها الأول أنها عند الأسبوع الـ 34 من فترة الحمل شعرت بعلامات قوية تشير إلى الولادة المبكرة، منها:

  • الشعور بألم حاد ودائم في منطقة أسفل البطن.
  • ألم قوي في منطقة أسفل الظهر.
  • الشعور بثقل في أسفل منطقة البطن بسبب الضغط القوي في أسفل منطقة الحوض.
  • نزول بعض من الماء الذي يتكوّن حول الجنين من خلال المهبل.
  • ملاحظة وجود بعض التغيرات التي تطرأ على الإفرازات والتي يصاحبها نزول بضعة نقاط من الدم.
  • في أغلب الحالات تعاني المرأة من الإسهال الشديد.

فقامت بالذهاب للطبيب للفحص، وقد أخبرها أنها تعاني من التعرض للولادة المبكرة، وأنه يجب أخذ حقنة حتى تؤجل من علمية الولادة حتى موعد الولادة المقدر له من قِبل الطبيب، وهناك العديد من الفوائد التي تعود على الجنين إثر استخدام تلك الإبرة، والتي سنذكرها لكم من خلال الآتي:

  • تحافظ الجهاز التنفسي وتحمي الجنين من التعرض لأي اضطرابات تطرأ على تنفس الجنين بعد الولادة.
  • ذات مفعول سريع، حيث تعمل على اكتمال نمو الرئتين للجنين بسرعة.
  • المحافظة على الشعب الهوائية للجنين.
  • تساعد على تأجيل الولادة المبكرة إلى وقتها المقدر؛ لأن الولادة المبكرة تتسبب في إيذاء الطفل وتعريض حياته للخطر.
  • تعمل على حماية الجنين من حدوث أي مشاكل تطرأ على الدماغ، والتي تتمثل في: نزيف المخ.
  • تساهم في علاج مشاكل التهابات الرئة عند الطفل بعد الولادة.
  • تعمل على تنشيط الرئة ووظائفها، الأمر الذي ينتج عنه نضج الرئة بسرعة كبيرة.
  • ولادة طفل سليم معافى لا يعاني من أي أمراض في الجهاز التنفسي.

الآثار الجانبية التي تظهر على المرأة بعد أخذ إبرة الرئة

لقد ذكرت إحدى النساء تجربتها مع إبرة الرئة وقالت إنها على الرغم من أن لهذه الحقنة الكثير من الفوائد إلا أنها في بعض الأحيان ينتج عنها مشاكل صحية عديدة تعود على الأم والجنين، وسنذكر لكم الآن بعض الآثار الجانبية التي تنتج عنها، وهي:

  • شعور المرأة بصعوبة كبيرة في الحصول على قسط كافِ من الراحة، عدم القدرة على النوم بهدوء.
  • التعرض لبعض الاضطرابات وعدم الارتياح لفترة قصيرة.
  • المعاناة من مشاكل بالجهاز المناعي أو العصبي للمرأة.
  • ولادة طفل ذو وزن منخفض عن المعدل الطبيعي.
  • المعاناة من مشكلة تليين المادة البيضاء التي تتواجد حول البطين.
  • الإصابة بمشاكل في الغدة الكظرية.
  • ارتفاع في معدل ضغط الدم عند الحامل.
  • التعرض لصعوبة في التنفس.
  • ملاحظة فرط النشاط.
  • قلة حركة الجنين في الرحم بشكل ملحوظ.
  • التأثير على حجم الجنين، حيث يتم ملاحظة كبر حجم رأسه، مع انخفاض وزنه.

تجدر الإشارة أيضًا أن هناك بعض الحالات التي يُمنع عنها أخذ حقنة الرئة، وذلك لأنها من الممكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات أو مشاكل صحية للأم، أو قد تكون بحاجة إلى رعاية طبية خاصة ومتابعة بعد استخدام إبرة الرئة، وهذه الحالات تتمثل فيما يلي:

  • النساء اللواتي يعانين من داء السكري.
  • معاناة المرأة من انخفاض في صحة الجهاز المناعي.
  • في حال كانت المرأة تعاني من ارتفاع مستوى ضغط الدم.

استخدامات إبرة الرئة

علقت سيدة على منشوري “تجربتي مع إبرة الرئة” قائلة في الغالب ما تظن المرأة أن هذه الإبرة لا يتم استعمالها إلا في حالات الولادة المبكرة فقط، ولكن هذا على العكس تمامًا، فإن لهذه الحقنة استخدامات أخرى عديدة، حيث إن الطبيب المعالج وصفها لي في الأسبوع الثاني والثلاثين لأنني كنت حامل في توأم.

ذلك للوقاية من التعرض لأي مشاكل تخص عدم اكتمال الرئة، وما شابه ذلك، وسنوضح أيضًا بعض الحالات التي يقوم الطبيب فيها بوصف هذه الإبرة، وهي تتمثل فيما يلي:

  • يقوم الطبيب بوصفها في حالات الإجهاض المتكرر في الماضي، وذلك للوقاية من أي مخاطر.
  • تستعمل إذا كان الطبيب يلجأ لاستخدام الطلق الصناعي.
  • الشعور بأعراض المخاض كإفرازات المهبل والتقلصات المستمرة.
  • في حالة كانت الأم تعاني من اضطرابات نفسية مثل الخوف والتوتر.
  • إذا كانت المرأة تعاني من مشكلة اتساع عنق الرحم، وخاصةً ما بين الشهر السابع والثامن من فترة الحمل.
  • حالة الحقن المجهري.

تجربتي مع إبرة الرئة أنقذتني من التعرض للولادة المبكرة، لذا أنصح أي امرأة إذا شعرت بعلامات هذه الولادة التوجه بسرعة للطبيب؛ لتلقي الرعاية اللازمة.