تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية رأيت على أثرها العديد من التجارب المشابهة لحالتي، وهذا الأمر جعل الطمأنينة تدخل إلى قلبي، وذلك لأن فكرة استئصال من الأمور المخيفة بالنسبة لي، وذلك لأن الأمر كان مجهولًا، لذا قد قمت بالاطلاع على الكثير من التجارب التي سأسردها لكم.

تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية

إن تجربة الخضوع للعمليات الجراحية من الأشياء التي تُثير الخوف والقلق كثيرًا، وخصوصًا إذا كانت هذه العملية هي استئصال الغدة الدرقية، حيث تقع هذه الغدة في بداية العنق، وهي مكونة من أجزاء تأتي متصلة ببعضها البعض، وهي عبارة عن فصين جانبين متصلان بعدد كبير من الأوعية.

كما أيضًا تمر بالأعصاب الهامة، لذا فإنه يزداد التفكير في وقت العملية، وما يتبعها من ألم ومضاعفات، فقد كنت أعاني من فرط في الغدة، وقد ظهر عليَّ الكثير من الأعراض المؤرقة التي بدأت تسبب لي الإزعاج الكبير، وتمثلت في:

  • انتفاخ منطقة العنق بسبب تضخم الغدة.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • الإصابة بالإسهال.
  • فرط الحركة والنشاط.
  • الإرهاق والشعور بآلام في العضلات.
  • صعوبة في التنفس وصعوبة في النوم.
  • زيادة الشهية.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية.
  • ظهور الحكة وحساسية الجلد.

الأمر الذي جعلني اذهب إلى الطبيب، وأخبرهُ عما يؤلمني ومشكلتي بشكل عام، وقد طلب مني بعض التحاليل والفحوصات، ليتأكد من أني أعاني من فرط نشاط الغدة، وبعد ذلك أخبرني الطبيب أنه يجب عليَّ الخضوع لعملية الاستئصال، كُنت أشعر بالقلق والخوف الشديد بسبب أنه يتوجب عليَّ الخضوع لهذه العملية لا محالة.

لكن الأمر كان أبسط مما توقعت، فقد خضعت لتلك العملية، وشعرت ببعض الألم المزعج في بداية أول أسبوع ولكن مع الوقت بدأت أتحسن تدريجيًا، ولله الحمد.

استئصال الغدة الدرقية المتضخمة

خلال حديثي عن تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية المتضخمة وجدت زميل لي يروي لي تجربته التي تشابهت مع تجربتي إلى حد كبير، حيث يقول لي أنه بدأت هذه التجربة عندما أصابني خشونة الصوت وصعوبة كبيرة في البلع، الأمر الذي نتج عنه الكثير من التوقعات من الناس حولي والتي أثارت قلقي حيال المرض الذي أعاني منه.

حيث قال البعض أنه من الممكن أن يكون ورم، وقد ذهبت إلى الطبيب لتشخيص حالتي الطبية، فقال إن هذه الأعراض قد تكون نتيجة تضخُم الغدة الدرقية، ولكنه بحاجة للتأكد من ذلك أولًا، لذا طلب بعض الفحوصات والأشعة، وقد أظهرت أن شكُه في محله، وأخبره بضرورة الخضوع لعملية.

بالطبع أن الأمر ليس بالشيء اليسير، حيث إن هذه العملية ستكون على الطريقة الجراحية التقليدية، وأخبره الطبيب بخطوات عملها، ليطمئن قلبه، وهذه العملية تتم بالخطوات التالية:

  1. يقوم المريض بالجلوس بزاوية مائلة تُشبه وضعية الجلوس، مع إمالة الرقبة للوراء.
  2. يقوم طبيب التخدير بإعطائُه مُخدر كلي، ومن ثم يقوم بعمل شق صغير أسفل الذقن.
  3. يتم قطع جزء من العضلات للوصول للغدة.
  4. ثم يقوم الطبيب بإزالة الفص الذي به مشكلة التضخم، فضلًا عن إزالة أي عقد ليمفاوية أخرى بالقرب منه.
  5. وأخيرًا يتم إعادة العضلات إلى مقدمة العنق مرة أخرى، وإغلاق الجلد بالخيوط.

يقول إنه خضع بالفعل لهذه العملية واستغرق الوقت حوالي ١٠ أيام ليتحسن قليلًا، ولكن ألم ما بعد العملية ليس كالذي كان يتوقعه، بل هو يُمكن السيطرة عليه من خلال تناول المسكنات، وينهي كلامه أن هذه هي تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية.

استئصال الغدة الدرقية والعلاقة الحميمة

توجد بعض التجارب المرضية التي عاصرتها خلال تجربتي مع استئصال الغدة الدرقية، حيث وجدت تجربة لشخص من معارف أخي الذي أصابه مشكلة في الغدة الدرقية من المشاكل الخطيرة ولا تعمل مع العلاج.

فهي تُسبب الإزعاج للمرضى، وتتمثل في سرطان الغدة الدرقية، الأمر الذي يعتبر من أخطر مشاكل الغدة الدرقية عند الرجال، حيث تسبب في العديد من الأعراض التي جاءت على هذه الشاكلة:

  • تورم الرقبة والملف العقد.
  • ظهور بحة في الصوت.
  • صعوبة في التنفس والبلع.
  • تورم غير سرطاني يتسبب في تورم التفاحة.
  • السعال بشكل دائم.
  • ضيق الحلق أو صعوبة البلع.
  • وجود عقيدات في الغدة الدرقية تؤدي إلى فقدان الوزن وفقدان الشهية معًا.
  • اضطرابات في النوم والمعاناة من الأرق.

حيث يقول إن طبيبه المعالج أخبره بضرورة استئصال هذه الغدة الدرقية بشكل جزئي أو كليًا، وأنها قد تتسبب في نقص إفراز الهرمونات التي لها دورًا مهمًا وكبيرًا في العلاقة الحميمة، الأمر الذي يؤثر على الخصوبة والإثارة الجنسية عند كلٍ من الرجال والنساء.

لذلك من الضروري تعويض تلك الهرمونات من خلال تناول جرعات هرمونية، وبعض الأدوية الأخرى التي يصفها الطبيب، بالإضافة إلى متابعة نسبة هرمون التيروكسين في الدم وذلك بشكل دوري.

كما يجب متابعة الطبيب بشكل دوري، حتى بعد الخضوع لعملية استئصال الغدة الدرقية؛ للاطمئنان على استقرار حالة المريض، وتجدر الإشارة إلى أن استئصال الغدة له تأثير قوي على خصوبة الرجل والمرأة في آنٍ واحد.

كما أخبره الطبيب أن نقص نسب هرمونات الغدة الدرقية بسبب استئصالها له تأثير سلبي قوي على عملية التبويض عند السيدات، قد يصيب بعضهن اضطرابات في الدورة الشهرية أو زيادة الطمث أو انقطاعها.

أمّا عن الرجال فهذا الانخفاض له تأثير سلبي على دورة حياة الحيوانات المنوية الشهرية وشكلها وحركتها، الأمر الذي جعله في متابعة دورية، حتى بعد عملية الاستئصال.

إزالة الغدة الدرقية بالليزر

في تجربة أخرى قائلة إنها كانت تعاني من اضطرابات في الغدة الدرقية، وكانت تسبب لها الكثير من الآلام، وعندما رأى طبيبها المعالج الفحوصات الخاصة بها، أخبرها بضرورة عمل عملية استئصال الغدة الدرقية.

لكنه سيستخدم الليزر، حيث يعد من أشكال التدخل الجراحي البسيط المتطور، وهو عبارة عن إزالة الغدة باستخدام جهاز الليزر من دون جراحة، ولكنه أخبرها أيضًا أن تكلفة هذا الإجراء باهظة بالمقارنة بالإجراء المعتاد، ولكن كان له الكثير من المزايا، حيث يتم من خلالُه إجراء الخطوات الآتية:

  1. يتم توجيه إبرة دقيقة جدًا إلى الغدة الدرقية، دون إحداث شق كما هو المعتاد في العملية التقليدية.
  2. يستخدم الطبيب الليزر، والأدوات البسيطة في الإزالة.

كما تطرقت لذكر رحلتها مع التعافي بعد هذه العملية، حيث تقول إنها خضعت العملية، وأخبرها الطبيب قبل إجراء العملية أن خروجها من المشفى يعتمد على الحالة الصحية لها بعد إجراء العملية الجراحية، حيث يوجد حالات معينة تخرج في اليوم نفسه.

في بعض الحالات الأخرى تظل ليلة بالمستشفى تحت الملاحظة، وذلك كي يتم الاطمئنان على توازن الهرمونات بالغدة الدرقية ويتأكد الطبيب من استقرار الحالة.

بعد الانتهاء من إجراء العملية الجراحية تقول إن كان لديها ضمادة وشاش على الرقبة، والطبيب طلب منها أن تلتزم ببعض الإرشادات خلال فترة التعافي، وبالفعل التزمت بها وأصبحت بخير خلال فترة قصيرة.

استئصال الغدة الدرقية وزيادة الوزن

لقد سمعت عن زيادة الوزن المُتعلقة باستئصال الغدة الدرقية، وسألت صديقة لي كانت قد أجرت استئصال للغدة منذ فترة طويلة، حيث أصيبت بقصور في الغدة، وهي ضمن حالات نقص هرمونات الغدة الدرقية الهامة التي تخص عمليات التمثيل الغذائي، ولهذه الهرمونات عدد من الوظائف.

في حالة عدم وجود التمثيل الغذائي يقوم الجسم بشكل تلقائي بتخزين المزيد من الدهون، مما يتسبب في السمنة وزيادة الوزن، لكن ليس جميع الناس يحدث معهم هذا الأمر، وقالت لي أن الطبيب أخبرها أنها بعد الخضوع لعملية الاستئصال أن تقوم باتخاذ بعض الخطوات لحماية النفس من السمنة.

هذه النصائح تساعد على العيش بشكل طبيعي تمامًا، وذلك من خلال استبدال هرمونات الغدة الدرقية بتناول بعض الأقراص والعقاقير وفقًا لِما يصفه الطبيب، كما يجب الالتزام ببعض الإرشادات التي جاءت على النحو التالي:

  • التمرين بشكل منتظم.
  • السيطرة على التوتر وعدم التعرض للتعب قدر الإمكان.
  • يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم كل يوم.
  • المحافظة على اتباع نظام غذائي صحي، ومثالي، وهو يتمثل فيما يلي: (تناول الأطعمة الغنية بالبروتين – تناول الخضروات – وجبات خفيفة صحية مثل: الفاكهة والزبادي – عدم تناول مكملات اليود على الإطلاق).

إن عملية استئصال الغدة الدرقية من العمليات الجراحية الصعبة بعض الشيء، ولكن اِتباع نصائح الطبيب والالتزام بتناول العلاج يجعلك تتحسن بسرعة.