تجربتي مع الأجسام المضادة من التجارب التي جعلتني أدرك الكثير حول طبيعة عمل جسدنا ومدى أهمية وظائفه الداخلية، فبالرغم من النتائج السلبية التي تحدث كنتيجة لارتفاع أداء الأجسام المضادة إلا أنها تحمل وجهًا آخر أحرص من خلال تجربتي على توضيحه كما التطرق لكافة ما يدور حول الأجسام المضادة كي نتعرف أكثر على ما تحمله أجسامنا من تفاصيل دقيقة.

تجربتي مع الأجسام المضادة

لقد بدأت مع هذه التجربة حينما ظهرت علىّ أعراض الحمل حيث بدأت أشعر بألم شديد عند منطقة أسفل البطن وتشنجات شديدة حتى قلقت على طفلي من أن يكون بحالة سيئة، فقررت أن أذهب إلى الطبيب الذي يتابع حالتي حتى اطمأن على صحة جنيني وقد كان على أتم وجه وكل شيء على ما يرام.

إلا أنه بعد فترة وجيزة من الوقت قد شعرت بتعب أكثر من قبل حتى صرت اختنق ولا أستطيع التنفس وبعد يومين من تعرضي لهذا صدمت بفقدان جنيني، وحين ذهابي للطبيب أدركت أن الأجسام المضادة في جسدي قد ارتفعت نسبتها نتيجة تحفيزها بسبب دخول جسم غريب إلى جسدي والحقيقة أنها كانت تحارب الجنين منذ اليوم الأول كونه كذلك، بالإضافة أني أعاني حساسية من الأتربة والأوساخ وقد تعرضت لها في الفترة الأخيرة.

لقد وصف لي الطبيب مضاد حيوي قوي بعد تنظيف الرحم بجانب ضرورة الالتزام بعدم محاولة الحمل إلا بعد ثلاثة أشهر على الأقل، وبالفعل بعد مرور 6 أشهر قد حملت مرة أخرى لكن قام الطبيب بتزويدي بعلاجات تثبيت الحمل وبالتزامي بكل النصائح اللازمة ومتابعتي للطبيب قد تم حملي على ما يرام.

ما هي الأجسام المضادة

حينما تعرضت إلى تجربتي مع الأجسام المضادة لم أكن على بينة من أمرها وقد عمدت إلى صديقةً لي متخصصة في مثل هذه الأمور العلمية وقد شرحت لي عن الأجسام المضادة الكثير من التفاصيل والمعلومات المثيرة حولها وهي تتمثل فيما يلي:

  • هي عبارة عن بروتينات خاصة في الجسم تتكون من كرات الدم البيضاء ويطلق عليها الغلوبولين المناعي.
  • تنشأ علاقة عدائية مع الأجسام الغريبة الي تتسلل للجسم مثل الفيروسات والبكتيريا، وتحفز من عملها حتى تتخلص منها وتطردها من الجسم.
  • تتمثل وظيفتها الأساسية في العثور على مسببات المرض الدخيل على الجسد ثم توجيه كل نشاطها إليه لمحاربته والتخلص منه لذا يمكن أن يطلق عليها أنها تعد جزء من الجهاز المناعي.
  • تعمل على تنشيط وتفعيل عملية البلعمة التي تقوم بدورها في تحفيز عمل خلايا الدم البيضاء وهي التي يطلق عليها الخلايا البلعمية حيث يتمثل دورها في هضم وبلع الأجسام المسببة للمرض.
  • إذا قامت بأداء أعلى من المتوقع فإنها تسبب بإحداث مضاعفات في الجسم.

أنواع الأجسام المضادة

لقد أشارت إحدى السيدات على واحدة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي فتقول إن تجربتي مع الأجسام المضادة كانت مع ابني ومن خلال ما مررت به مع فترة مرضه لقد استنتجت أن هناك العديد من أنواع الأجسام المضادة داخل أجسامنا حيث يقوم كل منهم بدور ووظيفة محددة كما هو موضح تاليًا:

  • أجسام مضادة نوع الغلوبولين المناعي IgM: وهي تعد الاستجابة الأولى للجسم حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها فور اكتشافه لجسم غريب يتسلل إلى الجسم، ومن الجدير بالذكر أنها لا تدوم لوقت طويل بل إنها تحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة من نوع IgM.
  • أجسام الغلوبولين المناعي IgG: يأتي دور هذا الجسم المضاد في التصدي ومكافحة السبب الناجم عنه المرض ويعد هو الكرات الأصغر في الجسم مما يساعد هذا على تحركها ببساطة في مختلف خلايا الجسم.
  • أجسام الغلوبولين المناعي :IgA أما عن هذا النوع فيتمثل دوره في مجابهة مسبب المرض ومنعه من إحداث أي ضرر في الجسم، كما إنه يكون في سوائل الجسم مثل الدموع واللعاب والعرق هذا بجانب أنه يتواجد بنسبة كبيرة في الأغشية المخاطية وبالتحديد في بطانة الجهاز الهضمي التنفسي.
  • أجسام الغلوبيون المناعي IgE: تعمل على تحفيز الجهاز المناعي كي يقوم بأقصى طاقة له، حيث ينتج عن هذا بعض التأثيرات على الجسد مثل حكة في الجلد أو سيلان في الأنف في حالة الاستجابة لأي رد فعل تحسسي مثل الغبار أو الأوساخ كما أنها تحمي الجسم من الديدان الطفيلية.

مضاعفات ارتفاع الأجسام المضادة

في تجربتي مع الأجسام المضادة اكتشفت أن المضاعفات التي تعرضت لها لا تقتصر عند هذا الحد فلقد اطلعت على بضعة تجارب قد عرفت من خلالها أن هناك عدة مضاعفات اختلفت من شخص لآخر حينما تعرضوا لارتفاع بمستوى نسب الأجسام المضادة:

  • ضيق في التنفس: لقد تعرض أحد الأفراد إلى ضيق مفاجئ في التنفس لدرجة أن المستشفى قد حرصت على تزويده من بالتنفس الصناعي وقد أدرك بعد هذا أنه كان بسبب ارتفاع نسب الأجسام المضادة نتيجة أخذه لدواء يعاني من حساسية من إحدى مركباته.
  • احتقان الحلق: يعتري الفرد من ارتفاع نسبة الأجسام المضادة المضاعفات في الحلق نظرًا لكونه أقرب مكان لها.
  • ألم في المعدة: من أكثر المضاعفات الشائعة نتيجة تحفيز عمل أكثر من نوع من الأجسام المضادة حيث تقوم بإحداث تشنجات حادة في المعدة كما تؤدي إلى عسر الهضم أيضًا.
  • حساسية الجسم: وهي تعتري الفرد عند ارتفاع عمل الأجسام المضادة هي حساسية من طعام ما أو من الأتربة والأوساخ حيث تظهر هذه المضاعفات في طفح جلدي.

 دوافع ارتفاع الأجسام المضادة بالجسم  

لقد لفت انتباهي أحد الضيوف بالبرامج الطبية وهو يقول: إن تجربتي مع الأجسام المضادة كانت مفيدة بالنسبة حيث صرت أكثر وعيًا وانتباهًا بشأن ما يحفز ارتفاعها وفي الحقيقة إن دوافع ارتفاعها متعددة غير ما كنت أظن حيث يمكن أن تزداد نسبتها فجأة إذا تعرضت لإحدى الحالات الآتية:

  • الحيوانات الأليفة بالمنزل: قد يتعرض الفرد للحساسية جراء اختلاطه مع الحيوانات ويرجع ذلك إلى لعاب وفراء الحيوان الذي يسبب الحساسية للفرد والتي ينتج عنها تحفيز الأجسام المضادة كي تقوم بوظيفتها، لذا ينصح بالاهتمام بنظافة الحيوان قدر المستطاع وإبقائه بعيدًا عن الأطفال.
  • بعض الأدوية: من الممكن أن يكون الشخص يعاني من بعض التركيبات الدوائية مثل الأسبرين والبنسلين وما شابه، الأمر الذي ينتج عنه تحفيز نسبة الأجسام المضادة وبالتالي التعرض لنتيجة سلبية جراء هذه الزيادة.
  • تغيرات مناخية: الطقس يعد من أكثر المسببات الرئيسية التي تعمل على زيادة معدل نسبة الأجسام المضادة، ويجعل ذلك الشخص عرضة للإصابة بالأمراض الموسمية نتيجة تغير المواسم وخاصةً في الوقت الذي تكون في نسبة الرطوبة عالية الأمر الذي يحفز نمو الفطريات.
  • بعض الأطعمة: قد يتناول الفرد أنواع من الأطعمة التي تسبب له الحساسية وبالتالي يؤدي هذا إلى تحفيز الأجسام المضادة كي تكافح أعراض الحساسية داخل الجسم والحد من تفاقم من الأمر، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأطعمة تختلف من شخص لآخر لكن من أشهر أنواعها المكسرات.
  • حساسية الغبار: يواجه العديد من الأفراد حساسية من الغبار لذا عند تعرضهم لأي محيط ملئ بأتربة أو أوساخ فإن نسبة الأجسام المضادة تتحفز مما ينتج عنه الآثار السلبية نتيجة زيادة فاعلية الأجسام.
  • بعض الأمراض: لقد تحددت بعض الأمراض المزمنة التي لها دور كبير في ارتفاع نسبة الأجسام المضادة ومن أهم ما تتمثل فيه هذه الأمراض مرض الكبد، التهابات الأمعاء، الإصابة بالسرطان، اضطرابات المناعة مثل الاضطرابات الهضمية، الالتهابات المزمنة.

الأجسام المضادة من أكثر أجزاء الجهاز المناعي أهمية للجسد نظرًا لعملية الحماية الداخلية التي تمثلها للجسم لكن ينبغي الحذر من ارتفاع نسبة أداء عملها لما تحدثه من مضاعفات جسدية.