“تجربتي مع الاستغفار والعقم كانت بمثابة المُعجزة التي أعادت لي الأمل في الحياة مرة أُخرى، بل إن حياتي بالكامل قد انقلبت رأسًا على عقب، فما الذي يُمكنك فعلُه بعد أن تتحقق لك أمنيتك التي لم تطلُب غيرها من الله تعالى؟!” كانت هذه إحدى التجارب التي قرأتها بشأن تأثير الاستغفار والعُقم، والتي يوجد مثلها عشرات التجارب مما قرأته عن تأثير الاستغفار على العُقم.

تجربتي مع الاستغفار والعقم

ظللت مدة 3 سنوات معتقدة أن العمليات والفحوصات هي الحل الوحيد الذي سيُخلصني من مشكلة العُقم، وذلك نظرًا لأن أول سنة من زواجي مرت بدون حمل برغبة مني أنا وزوجي، فلم يكُن عدم حدوث حمل في هذه الفترة يُمثل مشكلة لنا، أما بعد مرور عام بدأت أدرك أن حملي قد تأخر كثيرًا.

بدأنا استكشاف السبب بشكل تقليدي بعد مرور 3 أشهر من العام الثاني من زواجنا، وهو أن نذهب إلى الأطباء ونجري الفحوصات اللازمة للتأكد مما إذا لم يكن هناك أي مشكلة لدى أيًا منا في الإنجاب، لكن ما علمته هذا الوقت جعلني أشعر أنني لن أعيش لحظات الأمومة أبدًا، وهو أنني عقيمة.

حتمًا كانت أصعب فترة تمر عليَّ أنا وزوجي، لكنه كان يحاول بقدر الإمكان تهوين الأمر عليَّ كثيرًا، وبعد إجراء عملية التلقيح الصناعي والحقن المجهري وما يُشبه ذلك من عمليات المساعدة على الحمل، وجدنا أن كل ذلك كان دون جدوى تُذكر، فقط كنا نشعر بالأمل في لحظة ثم نُفقده في اللحظة التي تليها.

حتى أن بدأت تجربتي مع الاستغفار والعقم بشكل فعلي بعد أن أخبرتني جدتي بقول الله تعالى:

“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” الآية 10-12 من سورة نوح.

بدأت تطبيق الأمر والاستغفار كثيرًا خلال اليوم، أجزم أنني لا أعرف ما مصدر الأمل الذي كُنت أشعُر به بالرغم من مرور وقت طويل من فقدان الأمل، لكن الشعور كان في محله، وقد حدث بالفعل أن حملت ورزقني الله بالذرية الصالحة التي قرّت عيني أنا وزوجي.

منذ هذا الوقت وأنا أخبر أي امرأة ترجو من الله أن يخلصها من تلك المشكلة تجربتي بالتفصيل، حتى تبث الأمل في روحها مرة أخرى مثلما حدث معي عندما قرأت تجارب الآخرين حول ذلك.

أهم شروط الاستغفار

تقول امرأةٍ ما مُشيرة إلى أهم شروط الاستغفار: “لم ابدأ تجربتي مع الاستغفار والعقم إلا بعد أن عرفت بشأن مجموعة الشروط التي يجب أن تتوفر لديَّ حتى يتقبل الله -عز وجل- استغفاري ويستجيب لدعائي بأمنيتي الوحيدة، وقد جاءت تلك الشروط على النحو التالي”:

  • الشعور بصدق التوبة من داخل القلب، فالأمر لا يتمثل فقط في ترديد كلمات الاستغفار.
  • عدم الاستعجال والرغبة في الحصول على الاستجابة في نفس الوقت وإما الشعور باليأس.
  • اليقين بأن الله قادر على استجابة الدعاء المدعوّ بنية الاستغفار، وفي حال تأخر الاستجابة يجب العلم أن هناك ما هو خير لنا من هذا التأخير.
  • التوسل إلى الله والتذلل عند الاستغفار أو الدعاء.
  • الالتزام بأسلوب مهذب عند التحدث إلى الله.
  • تجنُب ارتكاب الذنوب والأفعال المحرمة، خاصةً ظلم الآخرين وعدم منحهم حقوقهم.

سر الاستغفار 1000 مرة

مدح الله المستغفرين في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وأكد على أنه غفورٌ رحيم لكل من يعمل سوءً ثم يستغفر له، وقد جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى:

“وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” الآية 110 من سورة النساء.

يُعد ذلك بالأمر المعروف، لكن غير المعروف هو ما علمته عندما قرأت تعليق لشخصٍ ما يقول: “لم أكن أعلم أن تجربتي مع الاستغفار والعقم ستغير حياتي تمامًا عندما مارست الاستغفار بالترديد 1000 مرة في اليوم الواحد.

حيث يزيد فضله كلما داوم الإنسان عليه، وقد تأكدت من ذلك بالرغم من عدم وجود دليل قاطع على فضل الاستغفار بهذا العدد المُحدد عندما بدأت تجربتي، فكنت استغفر الله 200 مرة بعد كل صلاة من الصلوات الخمس.

بالرغم من أن لا شيء حدث أو تغير خلال 3 أشهر داومت فيهم على هذا الفعل، إلا أن الأمل كان يملأ قلبي وكأن الله هو من يقصد بثه فيَّ للتأكد من أن بُشرتهِ ستأتيني، وبالفعل بعد أن عانيت لمدة 4 سنوات من فقدان الأمل والفحوصات الطبية المتعددة والعمليات المختلفة للمساعدة على الحمل حدث ما كنت أتمناه منذ الشهر الأول من زواجي وحملت.

تأكدت من ذلك بعد أن غابت عني الدورة الشهرية لعدة أيام بعد موعدها، فذهبت إلى معمل التحاليل للتأكد ما كنت أتمنى أن يصبح حقيقة من أعوام ماضية، دون أن أخبر زوجي بذلك خوفًا من أن يفقد الأمل هو الآخر إذا عرفته بالأمر وكان سببُه أي شيءٍ آخر غير الحمل.

لكن الله لم يُخيب ظني به أبدًا وأذاقني نعمة الأمومة التي جعلتني أنا وزوجي في غاية السعادة لأعوام متتالية حتى الآن، منذ هذا الوقت وأنا لم أتوقف عن ترديد الاستغفار 1000 مرة كل يوم، ومن حينها لم يتوقف الله عن منحي كل ما تمنيتُه بعد أن أصبحتُ أُم وتحققت أمنيتي.

تطهير قلب العبد بالاستغفار

استكمالًا لمعرفة تأثير الاستغفار على مشكلة العُقم جدير بالذكر ما قرأته وقد لفت انتباهي كثيرًا من ضمن تعليقات متعددة مرت أمامي، حيث بدء صاحبها حديثُه قائلًا: “تجربتي مع الاستغفار والعقم أفادتني بدرجة كبيرة، حتى أنها لم تحل لي مشكلة الإنجاب فقط، بل إنها غيرت شخصيتي وحياتي تمامًا.

في البداية ظللت فترة طويلة غير معتقد أن عبادة بسيطة مثل الاستغفار يُمكنها حل مشكلة كبيرة مثل العُقم، فقط كنت أدعو الله ليلًا ونهارًا أن يحلها لي من عنده، وذلك لأن كل الأطباء قد أجمعوا على استحالة أن أكون أب في يوم من الأيام، ولن أكذب عليكم فأنا صدقت الأمر.

حيث قُمت بالكثير من المحاولات، وبذلت كل جُهدي حتى أنهي معاناتي من تلك المشكلة، وبالرغم من أن زوجتي لم تكن تُبدي لي انزعاجها من الأمر أبدًا بل كانت تحافظ على مشاعري طوال الوقت وتحاول إخفاء رغبتها العارمة في أن تكون أم، إلا أنني كنت أشعر طوال الوقت أنني غير كافي وأن هُناك شيءٍ ما ينقصني.

لكن عندما بدأت أداوم على الاستغفار بدء هذا الشعور يختفي تدريجيًا، حتى علمت أن زوجتي حامل بالفعل، وقد أجرت تحليل الحمل في أكثر من مكان للتأكد، منذُ هذا الوقت وأنا أشعر وكأن شخصيتي تبدلت، فأنا أصبحت أهدأ بالًا وأكثر راحة.

بمرور الوقت أدركت أن الله لم يلهمني الاستغفار لحل مشكلة العُقم فقط، بل إنه كان يريد هدايتي وأن أتقرب إليه بشكل أكبر، وهو ما حدث بالفعل، ومنذ هذا الوقت وأنا أحاول جاهدًا ألا أضيع فرض من الصلوات أو أن أنسى ممارسة عادة الاستغفار يوميًا وفي كل وقت.

أوقات يُستحب الاستغفار فيها

كان الشيء المشترك بين كافة التجارب التي قرأتها حول العلاقة بين الاستغفار والعلاج من العُقم هو الاستغفار في الأوقات المستحبة، فبالرغم من أن أي شخص يُمكنه استغفار ربه في أي وقت من اليوم، إلا أن هناك أوقات معينة يُستحب ممارسة تلك العبادة فيها، وهي:

  • قبل صلاة الجمعة بساعة واحدة.
  • أثناء السجود في الصلاة.
  • عند دخول المسجد والخروج منه.
  • الثلث الأخير من الليل.
  • بعد الانتهاء من قول التشهد الأخير.

الإنجاب والحصول على طفل معافى هو حلم كل امرأة، بل هو الأمر الذي يشغل بالها منذُ أن تكون فتاة وحتى تتزوج، وقد كان للاستغفار دور في تحقيق هذا الحلم.