تجربتي مع الانهيار العصبي لم تكن تجربة سهلة على الإطلاق، فهو يندرج ضمن اضطرابات الصحة العقلية، ولكن العوامل المؤثرة تكون نفسية، بالرغم أنه لا يشير إلى مرض عقلي محدد، ولكن تطوره قد يسبب الإصابة بالأمراض العقلية، ويطلق عليه في اللغة الاصطكاك أي الانهيار العقلي وجميع الأفراد يصابون بهذا الاضطراب، وخلال تجربتي أصبحت أعاني من مزيج من الخوف والألم الجسدي والنفسي ولكنني تغلبت عليه بالنهاية.

تجربتي مع الانهيار العصبي

كنت دائمًا أسمع عن الانهيار والوهن العصبي، ولكنني لم أتخيل إصابتي به قط وأنني أتعرض لكل هذه المضاعفات، وبالرغم أنني كنت أقرأ دائمًا أنه مزيج بين المرض النفسي والعقلي، ولكنني لم أكن مقتنعة بهذا قط، ولكن بعد تجربتي مع الانهيار العصبي أيقنت ذلك، هذه الكلمات أبرز ما جاء في قصة إحدى الحالات المصابة بالانهيار العصبي.

ثم استكملت الحالة قائلة: بدأت معاناتي مع هذا المرض حينما توفت والدتي فكانت تمثل كل شيء في حياتي، ولأنني منذ الصغر كنت دائمًا أتعرض لضغوطات عديدة بسبب الاضطرابات الأسرية فكنت مهيئة نفسيًا وعقليًا للإصابة، فتغيرت حياتي تمامًا فبعد أن كنت فتاة تحب الحياة كثيرًا ومرحة ويحب الجميع التحدث معها.

بالرغم من كل الضغوطات التي كانت بحياتي لكن لم يشعر أحد بذلك قط، ولكن بعد هذه الحادثة أصبحت باهتة نفسيًا وجسديًا، فاقدة للأمل تتراود لدي أفكار الانتحار باستمرار والمعاناة من التقلبات المزاجية بينما من الجانب العضوي كانت مؤشرات ضغط الدم مرتفعة باستمرار وكنت أعاني من التشنجات العضلية والألم الشديد في العضلات.

بل وأصبحت لا أهتم بنظافتي الشخصية الأمر الذي دفع أختي إلى أن توجهني لطبيب نفسي وبالرغم من رفضي التام لكنها أصرت عليِ كثيرًا، وحينما وافقت وذهبت له واخبرته بكافة الأعراض والاضطرابات التي مرت على مؤخرًا أخبرني أنني أعاني من الانهيار العصبي وحدد لي برنامج علاج نفسي.

لأن حالتي كانت متطورة قليلًا أخبرني أنه يجب على المتابعة أيضًا ما متخصص أمراض عقلية شعرت بالقلق حيال هذا الأمر، ولكنه أخبرني أن طبيعة هذا الاضطراب يكون له تأثير وأنه إجراء طبيعي لتجنب المخاطر واستمرت فترة العلاج لمدة 7 أشهر.

اليوم أروي لكن تجربتي بعد أن حصلت على مركز مرموق في عملي واستطعت التغلب على كل المشاكل، ولكن الألم النفسي لفقدان والدتي لم يزول بعد ولكنني أصبحت قادرة على التعامل الصحي معه.

أنواع الانهيار العصبي

قد شعرت بالغرابة حينما أخبرني الطبيب أن هذا الاضطراب ينقسم إلى ثلاثة أنواع ويكون حسب شدة المرض، وهذه الأنواع تتمثل في:

  • النوع الأول: يكون ناجم عن عدم قدرة الفرد على التعايش مع ضغوطات الحياة الطبيعية والتي يمكن لأي إنسان تحملها، ويشعر أنه غير قادر على التحمل وهذا ناجم عن حدوث خلل في الوسائل والآليات الدفاعية، وأصحاب هذا النوع يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة مثل الأمراض القلبية وقد يصل الأمر لحد الموت.
  • النوع الثاني: يطلق عليه الانهيار العصبي التام، وذلك بسبب تعرض الفرد للكثير من المشاكل والضغوطات التي تتسبب في معاناته من التوتر الشديد وتلاحظ انفجاره على أقل المشكلات والأسباب.
  • النوع الثالث: هذا النوع يمكن أن يصيب المرفهين والأثرياء والذين يفضلون المذاكرة والاجتهاد بشدة ويكون السبب الرئيسي للإصابة هي العوامل الجينية والاستعداد النفسي، وكذلك الأشخاص الذين يصابون بنوبات الهلع أو أصيبوا بالاضطرابات النفسية من قبل.

أسباب الانهيار العصبي

أخبرني الطبيب أنه لا يمكن تحديد سبب فعلي لأي مرض نفسي أو عقلي، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض وهي:

  • تلقي المريض ضربة قوية على الرأس تسببت في المضاعفات الدماغية أو فقدانه للذاكرة وهذا الأمر يتسبب في المعاناة من السكتات الدماغية.
  • المعاناة من اضطرابات النوم مثل الأرق وعدم القدرة على الاسترخاء أو الشعور بالراحة قط.
  • تعرض الفرد لخسارة كبيرة سواء أشخاص أو عمل أو أموال.
  • كثرة الضغوطات التي يتحملها الفرد وعدم التعامل الصحيح معها.
  • أحيانًا كثيرة ينتج عن الإصابة بأي من الأمراض النفسية ويكون بمثابة الأثر الجانبي للمرض.
  • كثرة ضغوط العمل التي تجعل الشخص يشعر بالهموم دائمًا.
  • تعرض المريض لحادث مروع تسبب في الإصابة بالعجز أو التأثير على الحركة بشكل عام وهنا يشعر المريض أنه أصبح غير مكتمل وأنه بمثابة حمل ثقيل على الآخرين مما يسيطر عليه الشعور بالحزن والذنب تجاه الآخرين وتجاه نفسه أيضًا.

أعراض الانهيار العصبي

السبب وراء اكتشافي لهذا المرض هي الأعراض التي ظهرت لدي، لذلك سوف أعرض كل الأعراض التي مررت بها خلال تجربتي مع الانهيار العصبي وهي:

  • الشعور بالخوف والقلق باستمرار.
  • المعاناة من الوحدة الشديدة بالرغم من وجود الأشخاص حولي.
  • الإحساس بوخز شديد في الأطراف.
  • المعاناة من التشنجات العضلية.
  • ألم شديد بالمعدة.
  • تغير شكل الحياة دون القدرة على السيطرة على ذلك.
  • المعاناة من المأساة.
  • الرغبة في إيذاء النفس دائمًا.
  • أحلام اليقظة والأوهام.
  • أحيانًا أجد صعوبة شديدة في التنفس.

طرق علاج مرض الانهيار العصبي

أثناء تجربتي مع الانهيار العصبي قد خضعت لعدة طرق في العلاج سواء كان من الناحية النفسية أو العقلية، ولعل من أهمها:

  • حصلت على بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.
  • أحيانًا كان الطبيب يصف لي بعض الأدوية المهدئة حينما تزداد حالتي سوءًا.
  • ثم بدأت في جلسات تعديل السلوك.
  • القيام بالتمارين التنفسية العميقة بمساعدة الطبيب للتخلص من الطاقة السلبية والشعور بالراحة.
  • كذلك العلاج الجماعي، وذلك من خلال التواجد مع مجموعة من الأشخاص قد أصيبوا بهذا المرض وتعافوا منه ويسردون حكايتهم ويكون عبارة عن حوار فعال للتخلص من الطاقة السلبية.
  • الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي وفيه يقوم الطبيب بمساعدة المريض على تقبلهم للمشكلة وتجاوزها بشكل صحي، بل وتساعده على تعلم كيفية التعامل الصحي مع الضغوطات المختلفة.

الوقاية من الانهيار العصبي

بعد انتهاء رحلتي مع تجربتي مع الانهيار العصبي طرحت على الطبيب ما هي طرق الوقاية من المرض، وأخبرني أنه لا يوجد ما يسمى بطرق فعالة للوقاية، ولكن هناك بعض النصائح وهي:

  • حينما تتعرض للضغوطات النفسية لا يجب أن تخفي ذلك، بل يجب التعبير عن حزنك وألمك وذلك لكي تتمكن من التخلص من طاقة الحزن وذلك من خلال التحدث مع الأصدقاء أو الأهل.
  • العمل على التخفيف من حدة التوتر والقلق باستمرار ويمكنك ذلك من خلال ممارسة تمارين التنفس العميقة.
  • لابد من توفير وقت للراحة مخصص لك تمارس بها هوايتك المفضلة.
  • كذلك التمارين الرياضية تساهم في التخلص من الطاقة القوية المكبوتة.
  • يجب النوم لساعات كافية في اليوم لأن قلة النوم كون لها تأثير سلبي على خلايا المخ وعلى الجانب النفسي للفرد.
  • يفضل الابتعاد أو على الأقل التقليل من الحصول على الكحوليات والمخدرات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين وذلك لأنها تزيد من معدل الضغط العصبي وبالتالي تكون عرضة للإصابة بهذا المرض.
  • عند التعرض للمشاكل يجب التحلي بالهدوء والتفكير في حل للمشكلة بدلًا من التفكير في عواقبها.

هذا النوع من الاضطرابات يتحدد نوعها وفقًا لشدة المرض، ولكنه يندرج ضمن الأمراض الخطيرة التي يجب التعامل معها وتلقي العلاج المناسب لتجنب العديد من المخاطر النفسية والعقلية.