عندما انتهت تجربتي مع التشنج المهبلي استطعت العودة إلى حياتي الطبيعية مرة أخرى، وبالرغم من أنني قضيت فترة طويلة فيها إلا أنني عرفت الكثير من المعلومات التي لم أعلم عنها شيء من قبل، وهو ما عاد عليّ بالفائدة كثيرًا، وأرغب في أن تستفيد منه كل امرأة تعاني الآن من نفس مشكلتي في السابق، لذلك سأقص عليكن تجربتي بشيء من التفصيل.

تجربتي مع التشنج المهبلي

بالرغم من أن تجربتي مع التشنج المهبلي كانت من أسوأ التجارب التي مررت بها في حياتي، إلا أنني لم أشعر بهذا السوء كثيرًا بسبب دعم زوجي لي وعدم فقدان صبره عليّ، وعلى تلك المشكلة التي أفسدت العلاقة الحميمة بيننا تمامًا.

في البداية لم أعرف أين المشكلة، في كل مرة كان يحاول فيها زوجي أن يمارس الإيلاج الجنسي معي كان الأمر يفسد تمامًا ولا يتم بالطريقة الصحيحة، اعتقدنا في بادئ الأمر أنه مجرد شعور بالخوف، وأنه عندما يمر يوم أو اثنان سيزول الخوف.

لكن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا، حيث كان يزداد شعوري بالخوف كل يوم عن اليوم الذي يسبقه، وبدأت الأمور تزداد سوءً عندما مر على زواجي شهرين كاملين دون أن نتمكن من إتمام العلاقة الجنسية كما يجب أن تكون.

لا شك أن الأمر مُحرج للغاية، حتى أنني خجلت أن أناقش فيه أي شخص من أفراد عائلتي سواء والدتي أو أختي، كنت خائفة أكثر من أن تكون مُشكلة لديّ ولا يُمكن حلها أبدًا، وبالرغم من أن هذا الأمر كان يُزعج زوجي كثيرًا ويظهر ذلك عليه في كثير من الأحيان.

لكنه ظل بجانبي يُطمئنني ويقنعني بأن الأمر يستدعي استشارة طبيبة مختصة لمعرفة السبب، وأنه ليس مجرد شعور بالخوف أو الخجل نظرًا لمرور 3 أشهر على زواجنا.

حاولت التخلي عن شعوري بالخجل وبعد مرور 3 أيام من حديثي مع زوجي ذهبت إلى طبيبة نساء لمعرفة المشكلة التي أواجهها، وحمدًا لله أنني ذهبت، فلولا ذلك كنت لا زلت أعاني من التشنج المهبلي حتى الآن.

حيث إن المشكلة التي كانت تسبب لي كل ذلك، والتي كان تجعلني أشعر بالألم الشديد والحرقان عند محاولة الاختراق الجنسي، كذلك كانت العضلات الموجودة حول فتحة المهبل تنكمش بشكل لا إرادي، وهو ما كان يُصعب إتمام الجماع بشكل كبير.

عندما أخبرت الطبيبة بالأعراض التي ظهرت عليّ وبعد إجراء الفحص الطبي أخبرتني أنها خاصة بحالة التشنج المهبلي، وعندما سألتها عن سبب حدوثها قالت إنه لم يتم تحديد سبب لتلك الحالة حتى الآن، لكن هناك بعض العوامل التي تُزيد فرصة الإصابة بها، وهي الموضحة فيما يلي:

  • جفاف المهبل: حيث يتسبب جفاف تلك المنطقة في حدوث التقلصات، التي تصل إلى درجة التشنجات الشديدة المانعة لإتمام العلاقة الجنسية.
  • التهاب المسالك البولية: من الأسباب الوافية للشعور بالألم الشديد أثناء العلاقة، وبالتالي حدوث التشنجات.
  • الحمل والولادة: تتعرض منطقة المهبل إلى قدر كبير من الضغط في تلك الفترات، وهو ما يُزيد من فرصة حدوث التقلصات المهبلية، لكنه سبب مؤقت تنتهي المشكلة بانتهائه.
  • الضغط العصبي والنفسي: تُعد الحالة النفسية السيئة والشعور بالتوتر من أبرز ما يتسبب في تشنج المهبل لا إراديًا.
  • الوصول إلى سن اليأس: يعتبر التشنج المهبلي أمر اعتيادي عند الوصول إلى سن اليأس.
  • الإيلاج مباشرةً دون المداعبة: تساعد المداعبة قبل الإيلاج على جعل عضلات المهبل تسترخي تمامًا، لذا عند عدم القيام بها يظل المهبل متشنج ويزداد ذلك أثناء العلاقة مسببًا ألم شديد.
  • جراحة الحوض: في حال إجراء أي جراحة بالقرب من تلك المنطقة يتأثر المهبل بشكل سلبي في بعض الحالات، ويظهر ذلك على هيئة تشنجات مهبلية مؤلمة.
  • التوتر من ممارسة العلاقة: إذا خافت المرأة من فكرة ممارسة الجماع فهو سبب كافٍ لحدوث التشنجات المهبلية، خاصةً في بداية الزواج.
  • التهابات المهبل: من أهم العوامل المسببة للتشنج المهبلي، وهو ما تُصاب به المرأة نتيجة عدم الحفاظ على نظافة تلك المنطقة جيدًا، وبالتالي تزداد الإفرازات، مسببة التشنجات المهبلية بعد ذلك.
  • الألم الشديد أثناء الجماع: قد يكون العنف أثناء ممارسة العلاقة هو السبب وراء حدوث التشنجات بشكل غير إرادي، كرد فعل من منطقة المهبل لإيقاف الألم، وهو ما يؤدي إلى الخوف من ممارسة العلاقة بعد ذلك.

بعد أن التزمت بالتمارين التي وصفتها لي الطبيبة للتخفيف من التشنجات المهبلية، وبعد أن حاولت التخلص من خوفي وقلقي المستمر حيال هذا الأمر، تخلصت من مشكلتي بعد عناء دام 4 شهور منذ بداية الزواج.

التشنج المهبلي وتمارين كيجل

أذكر أنني في أول ليلة من زواجي شعرت بالبوادر المتعلقة بالتشنج المهبلي لكنّي اعتقدت أنه مجرد عُسر جماع، حيث مررت بالعرض الأشهر له وهو الشعور بألم شديد عند الاتصال الجنسي، حتى أنني لم أتحمله ولم أستطع إكمال العلاقة في هذا الحين.

اعتقد زوجي أنه مجرد خجل أو خوف من العلاقة الجنسية، لكن بدأت المزيد من الأعراض تظهر عليّ وتُزيد الوضع سوءً، ومن خلال السطور التالية سأعرضها عليكم حتى تتمكنوا من معرفة ما تواجهيه إذا كنتِ تمرِ بنفس الأعراض:

  • ظهور ألم شديد عند عمل الفحوصات المهبلية باستخدام المسحة أو أي وسيلة أخرى تستلزم لمس المهبل.
  • الشعور بألم مصاحب بحرقان عند محاولة الاختراق الجنسي.
  • إيجاد صعوبة في التنفس أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
  • وجود ألم غير مبرر في عضلات الجسم بشكل عام.
  • الشعور بالخوف والتوتر المستمر.
  • فقدان الرغبة في الجماع وتجنب ممارسته.
  • الشعور بضيق المهبل عند إدخال شيء ما إليه.

من خلال تجربتي مع التشنج المهبلي عَلِمت أن تلك الأعراض من الممكن أن تختلف من امرأة لأخرى، حيث يوجد بعض منهم ممن لا يواجهون مشكلة في إجراء الفحص الطبي باستخدام مسحة المهبل، أو إدخال سدادة قطنية، فالصعوبة فقط تكون في العلاقة الجنسية.

كذلك يوجد منهن ممن لا يتجنبن الجنس، لكن عند محاولة ممارسة العلاقة يشعرن بألم شديد غير محتمل يجعلهن غير قادرات على إكمالها، وهو ما كنت أعاني منه كثيرًا، وبعد مرور سنة كاملة من المعاناة أقنعتني أختي بالذهاب إلى طبيبة نساء وتوليد ماهرة جدًا.

بتشجيع أختي لي لم أتردد كثيرًا، وسرعان ما حجزت موعد وذهبت للطبيبة التي أخبرتها بكافة ما أعاني منه وما يظهر عليّ من أعراض، وسألتني عما إذا كنت قد تعرضت إلى أي عملية جراحية في منطقة الحوض من قبل.

بالفعل هذا ما حدث منذ 5 سنوات عندما استلزم الأمر عمل عملية جراحية في تلك المنطقة، وكان هذا هو السبب وراء إصابتي بالتشنج المهبلي، التي أخبرتني الطبيبة الكثير من التفاصيل المتعلقة به في هذا الوقت.

بدأت تقص عليّ كافة الطرق المتاحة للتخلص منه، وأن أهم ما يُمكنني الاستعانة به هو تمارين كيجل، حيث إنها من أفضل التمارين التي تساعد على الحد من التشنجات العضلية من خلال التحكم في عضلات قاع الحوض، وأيضًا حدثتني عن ضرورة عدم الخجل والتشجيع على ممارسة العلاقة بشكل طبيعي دون إحراج.

قالت لي إن الحصول على نتيجة مُرضية بشكل أسرع يتطلب تعلم كيفية توسيع المهبل، وهو ما فعلته وفقًا للتعليمات التي قالتها لي، وهو إدخال موسع المهبل البلاستيكي داخله وتركه لمدة 10 دقائق كحد أدنى، وذلك حتى تعتاد عضلات المهبل على الضغط.

قُمت بتطبيق كافة التعليمات التي أخبرتني بها الطبيبة على أفضل نحو، وبعد مرور 14 يوم من الالتزام بها، لاحظت أن الشعور بالألم قلّ كثيرًا عند محاولة زوجي ممارسة العلاقة الجنسية معي، وبالمزيد من الوقت استطعت التخلص تمامًا من التشنج المهبلي، والحصول على حياة زوجية سعيدة.

الفرق بين تشنج المهبل وعسر الجماع

قالت نسرين صديقتي تقص تجربتها: “قبل أن أبدأ تجربتي مع التشنج المهبلي كنت أعتقد أنني مُصابة بعُسر الجماع، حيث يختلط الأمر بين المشكلتين على الكثير من النساء، لذلك من الضروري أن تعرفن الفرق بينهما بشكل موجز من خلال الجدول التالي، للتوجه إلى الطبيبة المختصة والتخلص من المشكلة في وقت مبكر:

اسم الإصابة التعريف سبب الإصابة
التشنج المهبليتشنج المهبل عند الاختراق الجنسي أو الإيلاج.الخوف من الألم، الشعور بالخجل، وأسباب عضوية أخرى.
عسر الجماعالشعور بالألم الشديد عند الاتصال الجنسي.كيسات المبيض، أو تورمه، أو جفاف المهبل.

تجربتي مع التشنج المهبلي بالتأكيد تحدث مع عدد كبير من النساء، لا تستدعي القلق لكن من المهم استشارة الطبيبة المختصة تجنبًا لحدوث الخلافات الزوجية المتكررة بسبب هذه المشكلة.