تجربتي مع التعب المزمن بدأت بشعور بسيط بالكسل، ثم بدأ الأمر يزداد سوءً بشكل تدريجي حتى ظهرت عليّ باقي الأعراض، لكن هناك الكثيرين ممن يعتقدون بأن هذا أمر اعتيادي ناتج عن الإرهاق طوال اليوم، وفي الحقيقة لا يسير الأمر على هذا النحو طوال الوقت.

تجربتي مع التعب المزمن

بالرغم من أنني كُنت أحاول كثيرًا أن أنام على السرير، وقد هيأت الجو من حولي ليلائم النوم، إلا أنني كنت أجد صعوبة كبيرة في النوم بشكل طبيعي فعليًا، ومن هنا بدأت تجربتي مع التعب المزمن.

قبل أن أعرف ما أعاني منه كنت أعتقد أنه مجرد إرهاق نظرًا لقيامي بقدر كبير من المجهود في الفترة الأخيرة وأنا أساعد أختي التي جاءت لنا بمولود جديد في إتمام بعض الأمور، وأنه أمر اعتيادي يحدث لأي شخص عند بذل الجُهد.

لكن ما كان غير اعتيادي على الإطلاق هو مرور أسبوع كامل على نفس الوضع، بل وأسوأ، حيث بدأت مجموعة من الأعراض الأخرى تظهر عليّ، تاركة أثرها السلبي على كلٍ من جسدي وحالتي النفسية، وهي المتمثلة فيما يلي:

  • إيجاد صعوبة في النوم لعدد ساعات كافي.
  • الشعور بالإرهاق دون مبرر.
  • ظهور حساسية ببعض مناطق الجسم، ومن أبرزها العنق وأسفل الإبطين.
  • ضعف العضلات ومفاصل الجسم دون سبب واضح.
  • الإصابة بالتهاب الحلق.
  • عدم القدرة على التركيز والتفكير في أي شيء.
  • ضعف الذاكرة وعدم القدرة على تذكر الأشياء بسهولة.
  • الشعور بالدوخة دون سبب، خاصةً عند الوقوف.

بعد مرور يوم واحد على ظهور تلك الأعراض قررت الذهاب إلى الطبيب فورًا، فأنا لم أعد أتحمل الجلوس مع أطفالي، أو القيام بمهام المنزل اليومية التي لا تتطلب بذل أي مجهود بالنسبة لي.

عندما أخبرته بالأعراض الموضحة سابقًا وقام بالفحص الطبي المطلوب، وقد طرح عليّ بعض الأسئلة المتعلقة بتلك الأعراض ووقت ظهورها، أخبرني أنني أعاني من متلازمة التعب المزمن.

كما أنه حاول أن يُطمئنِ ويقول لي إن الاكتشاف المبكر لتلك الأعراض يُتيح فرصة علاجها بشكل أكبر مقارنةً بما يحدث في حالة الاكتشاف المتأخر، والتي تتسبب في عدم القدرة على الإدراك التام، بل وفقدان الذاكرة في بعض الأحيان.

لذلك نصحني باتباع بعض العادات اليومية التي تُساعد على التخلص من الأعراض بسهولة دون اللجوء إلى الأدوية، وفي حال أنها لم تُجدي نفعًا سيصف لي بعض الأدوية الفعالة في علاج المتلازمة.

لكن حمدًا لله استطعت التخلص منها بسهولة دون الاضطرار إلى تناول الأدوية، وذلك بعد مرور فترة قصيرة من الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على العناصر الغنية بالمعادن والفيتامينات المطلوبة التي تمنح الجسم طاقة يستخدمها في القيام بمهامُه العادية.

أسباب الإصابة بمتلازمة التعب المزمن

أخبرني الطبيب أن هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تكون وراء تجربتي مع التعب المزمن، لكن بعد إجراء الفحوصات الطبية المطلوبة علمت أن السبب هو تعرضي إلى الضغط النفسي والعصبي في الفترة الماضية.

أما عن الأسباب الأخرى فقط وجدتها في حديث الكثيرين عن تجاربهم مع التعب المزمن، والتي كان من ضمنها العامل الوراثي، حيث بدأت صاحبة التجربة قصها قائلة:

“بالرغم من أن تجربتي مع متلازمة التعب المزمن لم تشكل صعوبة عليّ في أعراضها، إلا أنها استغرقت فترة طويلة حتى انتهت؛ نظرًا لأن العامل الوراثي والجينات كانت السبب وراء تعرضي لتلك التجربة.

ذلك هو ما اكتشفته الطبيبة المختصة عندما أجرت الفحص الطبي المطلوب عليّ وأخبرتها عما أمُر به من أعراض مختلفة ما بين عدم القدرة على التركيز، وصعوبة النوم لعدد من الساعات المتتالية، وأن والدتي في فترة من الفترات كانت تعاني من نفس الأعراض.

ثم أفصحت لي عن الأسباب الأخرى التي يُمكن أن تكون وراء ذلك لأكون على دراية تامة بما أواجِه، والتي سأُخبركم بها فيما يلي للتوجُه إلى الطبيب فورًا في حالة توفر أحدها:

  • الإصابة باضطرابات الجهاز المناعي.
  • التعرض إلى الضغط النفسي أو العصبي.
  • الإصابة بعدوى الوحيدات المُعدي الناتج عن استخدام أدوات الآخرين.
  • حدوث خلل في هرمونات الجسم.
  • بلوغ المرأة العمر ما بين 25-45 عام.
  • الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وفي تلك الحالة يُعاني صاحبها من التعب المزمن، حتى ولو أتم شفائُه منها.

كانت حالتي تحتاج إلى وصف بعض الأدوية الفعّالة لمواجهة العامل الوراثي المشترك بيني وبين والدتي والقضاء عليه، وبعد أن التزمت بتناول الدواء بالجرعات المحددة لمدة شهر واحد، لاحظت اختفاء الأعراض تمامًا، واستطعت العودة إلى حياتي الطبيعية بنشاط وحيوية مرة أخرى.

تشخيص متلازمة التعب المزمن

نظرًا لأني شابة في الخامسة والعشرين من عمري، عندما بدأت تجربتي مع التعب المزمن ظل الجميع يتهمني بالكسل، وأني مُحبة للجلوس دون الحركة، لكن في الحقيقة لم يشعر أحد بمثل ما كنت أشعر به من آلام في عضلات جسمي.

بالإضافة إلى انعدام الطاقة التي يُمكنني الاستعانة بها لأداء المهام المنزلية أو حتى مهامي الشخصية، وبالرغم من أنني كنت أكاد أصدقهم في البداية بشأن الكسل، لكن تفكيري تغيّر تمامًا عندما بدأت أشعُر بحكة حول مناطق معينة تؤلمني من مفاصل جسمي.

بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى التي أثارت قلق أختي عليّ عندما أخبرتها بها، وقد شجعتني على الذهاب إلى طبيبة مختصة ماهرة، وبالفعل ذهبنا سويًا، وعندما أخبرت الطبيبة بما أتعرض له طلبت مني إجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة للكشف عما أواجِه، وهي الموضحة فيما يلي:

  • اختبار الغدة الدرقية الذي يوضح عما إذا كان هناك خلل أو قصور بها.
  • فحص الكشف عن السُكري لمعرفة مدى إصابة الشخص به ما إذا كان من الفئة الأولى أو الثانية.
  • الفحوصات التي تكشف عن الإصابة بالأورام السرطانية.
  • تحليل قياس مستويات الفيتامينات والمعادن الموجودة بالجسم، لأن نقصها قد يكون السبب وراء الإصابة بمتلازمة التعب المزمن.
  • اختبار قياس معدل الحموضة بالجسم.

تعليمات الطبيب لعلاج التعب المزمن

اعتقدت أن تجربتي مع التعب المزمن كانت أبسط تجربة قد تمر على المُصاب بتلك المتلازمة، لكن علمت أن هناك الكثير من الأشخاص ممن يُصابون بها ويشفون دون قضاء فترة طويلة في العلاج وتناول الأدوية، حيث جاءت صاحبة تجربة أخرى مُشابهة لتجربتي تقول:

استطعت إنهاء تجربتي مع التعب المزمن بنجاح عندما التزمت بما قاله لي الطبيب المختص من تعليمات هامة جدًا، والتي سأخبركم بها لعل أحدًا يستعين بها في بداية إصابته بالمتلازمة وتجعله يتخلص منها في غضون أيام قليلة مثلما فعلت مني، وهي التعليمات الآتية على النحو التالي:

  • الحفاظ على النوم بشكل منتظم، أي النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا.
  • الاهتمام بتناول الوجبات الغذائية خلال اليوم في مواعيد محددة، حيث يُساعد ذلك على الاستفادة من عناصرها، وبالتالي الشفاء من متلازمة التعب المزمن بشكل أسرع.
  • ممارسة التمارين العقلية التي تُزيد من نشاط العقل، وبالتالي مساعدة الجسم على التحرك بنشاط وحيوية.
  • تناول عُشبة الجنسنج التي تساعد على تعزيز عمل الغدد الصماء، وبالتالي تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.
  • تناول مشروب العرقسوس الذي يُحسن عمل الغُدة الكظرية، وهو ما يساعد على تعزيز أداء الجسم وقدرته على التحرك بشكل أفضل.
  • تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على نسب من الكافيين، مثل الشاي والقهوة، نظرًا لأنها تؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية بشكل عام.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تمنح الجسم طاقة إضافية، مثل الجري، والمشي، وركوب الدراجات.
  • الابتعاد عن كافة الأطعمة التي تحتوي على نسب من الدهون، والوجبات السريعة التي تحتوي على العناصر الغذائية غير الصحية بالمرة.

الفرق بين الفيبروميالجيا ومتلازمة التعب المزمن

نظرًا لأن هناك ما يشترك بين متلازمة الفيبروميالجيا ومتلازمة التعب المزمن من أعراض، فإن الأمر يختلط على الكثير من الأشخاص في التفريق بينهما، وهو الفخ الذي وقعت به أيضًا أثناء تجربتي مع التعب المزمن، لكن الطبيب أخبرني كيف أميز بينهم، عن طريق الأعراض التالية:

متلازمة الفيبروميالجيامتلازمة التعب المزمن
غالبًا ما تظهر أعراضها بعد الإصابة بصدمة عصبية أو أذى جسدي.غالبًا ما تظهر أعراضها بعد الإصابة بعدوى فيروسية.
الشعور بآلام الرقبة وأعلى الظهر، والانتشار إلى الباقي من أجزاء الجسم المختلفة.الشعور بآلام في العضلات نفسها عند لمسها، لكن لا ينتشر الألم إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
قليلًا ما تظهر الأعراض الالتهابية.ظهور الأعراض الالتهابية.
الشعور بالإرهاق نتيجة ضعف عضلات ومفاصل الجسم.الشعور بالإرهاق وانخفاض طاقة الجسم بشكل شديد.
يظهر الألم في نقاط معينة من الجسم، من أبرزها الركبة، والساعد، ومفصل الفخذ، وقاعدة الجمجمة.عدم ارتباط الألم بنقاط معينة من الجسم.
ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتورم الغدد، واحتقان الحلق.الشعور بحكة حول مناطق الألم في المفاصل.

يوجد الكثير من الأشخاص التي تُعاني من الكسل الشديد، وترتفع رغبتهم في النوم على السرير معظم أوقات النوم، دون معرفتهم أن ذلك سيدفعهم إلى بدء مثل تجربتي مع التعب المزمن.