تجربتي مع التكيس والحمل باتت محيرة لمن كنّ يعانين من الحالة ذاتها، فمن المعروف أن تكيس المبايض هو الخلل الذي يحدث في وظائف المبيض ويرتبط ارتباطًا جليًا باضطراب الطمث الشهري.. ولمّا اطلعت على تجارب أخريات كانت حالة التكيس وتبعاتها أكثر وضوحًا.

تجربتي مع التكيس والحمل

رغم أنه من الاضطرابات الهرمونية الشائعة التي تصيب المرأة في سن الإنجاب بمجرد بلوغها إلا أنه من المفاهيم الخاطئة التي انتشرت بينهنّ أنه يمنع الحمل ويقف حائلًا أمام حدوثه.

فهو فقط بمثابة اختلال في توازن المرأة الهرموني، مما يستتبع بعض المشكلات في المبايض تتطلب علاجها ومن ثم تنشيطها، حيث إن التكيس يمنع البويضة من التطور المفترض لها، وربما يمنع انطلاقها أثناء فترة التبويض.

هذا ما أخبرني به الطبيب حينما حصلت على استشارته فيما يخص إصابتي بالتكيس وأنا على مشارف الزواج، فكنت أخشى من تأثير تلك الحالة المعروف عنها علاجها طويل المدى على الخصوبة والإنجاب.

كما أخبرني أنه لا علاج دائم لتلك الحالة، فقط يمكن التحكم في أعراضها من خلال مجموعة من العلاجات، وكان العلاج الموصوف لحالتي يعتمد على بعض أدوية تنظيم الطمث، ومنها حبوب منع الحمل.

في تجربتي هذه لم تتسبب إصابتي في العقم، فقد حملت بالفعل بعد سنة من الزواج، وهو ما لا يشكل فارقًا بيني وبين أي امرأة طبيعية دون خلل في الهرمونات.

تأثير تكيس المبايض على الحمل

في حقيقة الأمر لا توجد نسبة واضحة لاحتمالية حدوث الحمل في وجود تكيس للمبايض إلا أن تجربتي هذه وتجارب الكثير من النساء أثبتت أنه ليس بمستحيل.. كما جاءت تجربة تلك المرأة التي أوضحت فيها مدى تأثير الحالة على فترة الحمل:

كنت من المصابات بتكيس المبايض، وهذا ما جعل حملي يتأخر بعض الشيء، إلا أنه لم يصيبني بالعقم بأي حال، فحتى مع عدم محاولاتي للعلاج إلا أن التكيس لم يمنعني عن الحمل.. هذا ما يعزو إلى حقيقة طبية مفادها أن الإباضة تحدث مرة في الشهر، وتكون بنسبة أقل عند وجود المبايض.

الأمر يتعلق بعدم انتظام الدورة الشهرية من الأساس، فلا إباضة منتظمة، لذا وددت من خلال تجربتي أن أخبر غيري من النساء أن تأثير التكيسات في تأخير الحمل لا يعني الإصابة بالعقم على إثره.

التكيس ومضاعفات بعد الحمل

على خلاف تجربتي الأولي التي كانت مع التكيس والحمل جاءت تلك التجربة لامرأة عانت من الإصابة بالتكيس إلى أن أثر الأمر عليها جليًّا بعد الحمل، وها هي قد ظهرت عليها بعض المضاعفات، فتقول:

كنتُ أعاني من التكيسات على المبيضين لسنوات طويلة قبل الزواج، وكنتُ أعلم أنه ليس له علاج بعينه، فطالما كنت أقصر في تناول الأدوية ولا أقنع بجدواها.. وعليه خضت تجربة الزواج والحمل دون علاج كامل للتكيسات.

قد حملت بالفعل ولم يُشكل التكيس عائقًا أمام الحمل، إلا أنني كنتُ أعاني كذلك من السمنة، ربما هي التي شكلت بعض المضاعفات، وعليه تعرضت إلى سكري الحمل، علاوة على ارتفاع ضغط الدم.. مما جعل حالة الحمل لديّ أكثر خطورة.

لذا توجهت إلى الطبيب المتابع لحالتي والذي نصح ببعض الإرشادات أود أن أقدمها لكل من تعاني من نفس الحالة:

  • الوصول إلى وزن صحي قبل الحمل أمر غاية في الأهمية لمصابات التكيس.
  • يجب الانتباه إلى مستويات السكر في الدم قبل الحمل.
  • التقليل من شرب الكافيين هو أمر هام قبل الحمل لاسيما لمن تعاني من التكيس.
  • تناول حمض الفوليك والأطعمة التي تحتوي عليه وفقًا لنصيحة الطبيب بالكمية المناسبة منه.
  • الحد من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات ذات الدهون المنخفضة.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة.

لذا فإن تكيس المبايض لا توجد طريقة معينة للوقاية منه، إلا أن المحافظة على التغذية السليمة أمر هام في آلية العلاج، علاوة على التحكم بالوزن، لأن الوزن الزائد يتعرقل مع الهرمونات المضطربة.

مع العلم أن المصابات بالتكيس هنّ أكثر عرضة للإجهاض في آخر الحمل أو منتصف الفترة، لذا يجب أن يكنّ أكثر انتباهًا جراء أي خلل حادث في الهرمونات.

تنشيط المبايض مع وجود تكيس

ما شكل إضافة إلى تجربتي الشخصية هي تجربة تلك المرأة التي لجأت إلى حل جراحي من أجل علاج التكيس قبل الحمل حتى لا يُشكل أضرارًا عليها تصل إلى حد الإجهاض، فقالت:

لم تنجح خسارة الوزن وتناول بعض الأدوية في علاج حالتي، فلجأت إلى إجراء عملية جراحية لتحفيز المبيضين باستخدام الليزر، والتي أظهرت فعالية رائعة في زيادة نسبة حدوث الحمل دون مضاعفات.

كما أن الطبيب أخبرني بأن هناك طرق علاجية أخرى للتكيسات لضمان حدوث الحمل بنجاح، جاءت على النحو التالي:

  • تناول أدوية تقلل من نسبة الأنسولين، مثل الميتفورمين، وأدوية تحفيز الإباضة منها الكلوميفين.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د.. لأنها تعمل على تنظيم الهرمونات وعلاج الالتهابات المرتبطة بتكيس المبايض.
  • إجراء عملية التلقيح الصناعي في المختبر.

قد يصف الطبيب بعض الأعشاب التي تجدي مع تلك الحالة، وهي علاجات طبيعية تساعد على علاج التكيسات إثر الانتظام فيها، مثل:

  • عشبة البروبيوتيك: تعمل على تنظيم الهرمونات وتقليل الالتهابات.
  • عشبة التريبولوس: تعمل على تحفيز الإباضة ودعم الطمث على نحو سليم، مع التقليل من الإفرازات الناتجة عن تكيس المبايض.
  • عرق السوس: يعمل كمضاد للالتهابات وتوازن الهرمونات.
  • عشبة الريحان: علاج الإجهاد الكيميائي والأيضي عند مرضى التكيس، وتخفيض السكر في الدم والحد من زيادة الوزن.
  • عشبة الأشواغاندا: يُطلق عليها “الجينسنغ الهندي” والتي تعمل على توازن الكورتيزول والحد من أعراض متلازمة تكيس المبايض.
  • جذر الأناشد: هو نبات الماكا، ويعتبر من الأعشاب التقليدية التي تعمل على زيادة الخصوبة.
  • أعشاب الأندروجين: تعيد توازن الهرمونات وتنظيم فترة الطمث.

هذا علاوة على بعض العناصر الأخرى الناجحة في تنشيط المبايض وعلاج تكيسات المبيضين، أخبرني الطبيب بها على النحو التالي:

  • الزنك: يُعزز الجهاز المناعي والخصوبة.
  • الكروم: تعمل مكملات الكروم على تحسين مؤشر كتلة الجسم، وعلاج متلازمة التكيس.
  • الإينوزيتول: هو فيتامين B الذي يُحسن من مقاومة الأنسولين، ويزيد من الخصوبة.
  • القرفة: لها تأثير إيجابي على مقاومة الأنسولين، وتنظيم الحيض عند المرأة.
  • زيت كبد سمك القد: يحتوي على فيتامينات A، D بالإضافة إلى أوميغا 3 الدهني الذي يُخلص من الدهون ويُنظم الطمث.
  • الكركم: يعتبر من مضادات الالتهابات، ويقلل من مقاومة الأنسولين.
  • زيت زهرة الربيع المسائية: يعالج آلام الدورة الشهرية، كما يُحسن من الإجهاد التأكسدي المرتبط بمتلازمة تكيس المبايض.

أسباب وأعراض تكيس المبايض

بينما كنت أبحث عما يتعلق بالتكيس والحمل، وجدت حديث لفتاة أشارت إلى أنها تعاني من الحالة ذاتها إلا أنها أفادت أخريات بأسباب الإصابة عن كثب، فقالت:

إن أولى الطرق العلاجية لأي من الحالات المرضية معرفة مسبباتها، نعلم أن حالة المبيضين الطبيعية إنتاج هرمونات تتحكم في وظائف الجسم، الاستروجين وهو الهرمون الأنثوي، والاندروجينات وهي الهرمونات الذكرية.

إلا أن الإصابة بالتكيس تجعل تلك الهرمونات غير متوازنة عند المرأة فتصير هرمونات الذكورة ذات نسب أعلى وتقل هرمونات الأنوثة، وتتكون أكياس مملوءة بالسوائل على المبيضين، مما يستتبع بعض الخلل في الوظائف ومجموعة من الأعراض.

هذا وكانت إصابتي بالتكيس تعزو في المقام الأول إلى العامل الوراثي، فوالدتي وخالتي كلتاهما بنفس الحالة، وعندما اطلعت على الطبيبة أخبرتني أن هناك عوامل تجعل الحالة خطرة تحتاج إلى علاج فوري:

  • الإصابة بالسمنة
  • مقاومة الأنسولين
  • ارتفاع مستوى الاندروجين

لا أخفيكم سرًا أنني لاحظت إصابتي بتكيس المبايض حينما شعرت ببعض الأعراض معًا، كانت علامات مؤكدة على أن هناك خلل هرموني ما، وجاءت تباعًا على النحو التالي:

  • تساقط شعر الرأس.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • البشرة الدهنية.
  • ظهور حَبُّ الشباب.
  • سماكة في الجلد خاصة في الرقبة والإبطين.
  • زيادة الوزن.
  • بقع داكنة.
  • زيادة نمو الشعر على الوجه والصدر، أو الفخذين.

كما أن تأثير الحالة لا يقف عند مجرد تلك الأعراض، فإهمال علاجها يستتبع مضاعفات أكثر خطورة وهي: داء السكري، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، سمك بطانة الرحم.

ها قد أخبرتكم بكافة ما تشمله الحالة من أعراض وأسباب، وقد خضعت إلى الكشف والفحوصات، وتلقيت العلاج المناسب حتى أتلاشى تلك المضاعفات التي لا يُحمد عقباها.

إن مشكلة التكيس على المبايض هي حالة شائعة تحدث لامرأة بين 10 نساء، مُحتملة الحدوث من البلوغ إلى عمر الحمل والولادة.. تعبر عن خلل هرموني يستلزم علاجه.