تجربتي مع التلقيح الصناعي ساعدتني على إنجاب طفلي الأول على الرغم من معاناتي من مشكلات صحية منعتني من الحمل بشكل طبيعي، حيث يلجأ الكثير من الأزواج إلى التلقيح الصناعي نتيجة الإصابة بالعقم أو عدة مشكلات أخرى، وبالتالي وفر الطب تلك الوسيلة التي تسمح بتلقيح البويضة داخل الرحم بطريقة طبية لا تعتمد على الاتصال الجنسي، مما يزيد من فرصة حدوث الحمل.

تجربتي مع التلقيح الصناعي

بدأت رحلتي مع التلقيح الصناعي بعد ثلاث سنوات من الزواج، ففي البداية كنت أشعر بالتوتر والقلق من قلة فرصتي على الأنجاب فأنا أبلغ من العمر 33 عامًا، ففرصة المرأة في الإنجاب بعد سن الثلاثين تبدأ في الانخفاض، لذلك منذ بداية زواجي كنت أسعى إلى الحمل من خلال تناول المشروبات الطبيعية التي تزيد من فرص الإنجاب مثل القرفة والزنجبيل، مع قيامي بممارسة التمرينات الرياضية التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية.

بعد مرور سنة على الزواج، لم يحدث حمل وبالتالي قررت الذهاب إلى استشارة أحد الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد، نصحني الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل، إلى أن تبين من تلك التحاليل أنني أعاني من قصور في الغدة الدرقية، وذلك يقلل من فرصة الحمل، فمنذ تلك اللحظة فكرت في تجربتي مع التلقيح الصناعي.

حيث قام الطبيب بعد عمل مجموعة من الإجراءات الطبية قبل التلقيح، بإدخال عدد من الحيوانات المنوية الخاصة بزوجي إلى داخل الرحم من خلال أنبوب رفيع يمر بالمهبل ويحدث إخصاب، وبعد مرور فترة تصل إلى شهر، ذهبت لإجراء اختبارات الحمل وكانت نتيجة الاختبار إيجابية، ولم يمر سوى 9 أشهر حتى رزقني الله بطفلي الأول.

كيفية إجراء عملية التلقيح الصناعي

كانت أختي تروي قصتها مع التلقيح الصناعي قائلة: بناءً على تجربتي مع التلقيح الصناعي، تحتاج عملية التلقيح الصناعي إلى القيام بمجموعة من الخطوات لكلٍ من الزوج والزوجة، وفيما يلي عرض لأهم خطوات عملية التلقيح الصناعي.

أولًا: تلقيح الزوجة

تمر الزوجة بمجموعة من الخطوات خلال عملية التلقيح كالتالي:

  • في البداية يتم تناول مجموعة من الأدوية والعلاجات المحفزة التي تُساهم في تنشيط عملية التبويض ونمو البويضات، مع المتابعة الدورية قبل إجراء عملية التلقيح باستخدام الموجات فوق الصوتية المهلبية.
  • بعد أن يتم التأكد من اكتمال نمو البويضات في رحم الزوجة واستعدادها لعملية التخصيب، تأخذ الزوجة عقار تساهم في تنشيط عملية إخراج البويضات حيث يتم الانتظار إلى ما يقرب من 32 إلى 38 ساعة، ثم إدخال الحيوان المنوي للزوج من خلال المهبل.
  • بعد ذلك يدخل الطبيب قسطرة مرنة إلى الرحم من منطقة العنق، ثم يحقن الحيوانات المنوية بشكل مباشر عن طريق تلك القسطرة.
  • من الجدير بالذكر أن عملية التلقيح الصناعي لا تستغرق وقت طويل فما هي سوى بضعة دقائق، لأنها لا تعتبر عملية الصعبة أو مؤلمة، إلا أن هناك مجموعة من النساء يشعرون ببعض الآلام الطفيفة التي تشبه متلازمة ما قبل الحيض.
  • لابد من أن تستلقي المرأة بعد إتمام العملية على ظهرها لفترة طويلة، وبعدها يمكنها ممارسة نشاطها اليومي بوتيرة منخفضة عن ذي قبل، فنزول بقع دم تعد مؤشر سيء، لذلك يُنصح ببقاء النساء في المستشفى.
  • يتم اختبارات الحمل بعد مرور أسبوعين من إجراء العملية للتأكد من إيجابية الحمل حيث إنه من الممكن أن تظهر نتائج خاطئة قبل الأسبوعين.

ثانيًا: التلقيح من الزوج

يمر الزوج أثناء عملية التلقيح الصناعي بعدد من الخطوات كالتالي:

  • يتم أخد عينة من الحيوانات المنوية قبل يوم العملية للتأكد من كفاءتها، مع التنبيه على كلٍ من الزوجين بعدم الجماع قبل أربع أو خمس أيام من أخذ عينة الزوج.
  • بعد ذلك يتم غسل الحيوانات المنوية للتخلص من البروتينات السوائل المحيطة به والتي من الممكن أن تصيب المرأة بالحساسية.
  • يتم إجراء عملية فصل للحيوانات المنوية سريعة الحركة عن الحيوانات البطيئة منها، مع اختيار أكفأ الحيوانات المنوية وفصلها عن الحيوانات المشوهة وحقنها بشكل مباشر داخل الرحم باستخدام الأدوات الدقيقة.

أنواع التلقيح الصناعي

رأيت منشور لمرأة في العقد الرابع من عمرها على موقع الفيس بوك حيث قالت: من واقع تجربتي مع التلقيح الصناعي تم معرفة أن هناك عدد من أنواع عملية التلقيح الصناعي والتي تختلف فيما بينها في الطريقة التي يتم من خلالها توصيل الحيوانات المنوية إلى البويضة، وتتمثل أنواع التلقيح الصناعي في التالي:

  • تلقيح صناعي يتم خلاله حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم من خلال المنظار الطبي.
  • تلقيح صناعي داخل عنق الرحم ويتم خلالها بعد أن يتم معالجة السائل المنوي داخل عنق الرحم بشكل مباشر.
  • التلقيح الصناعي داخل قناة فالوب ويتم خلاله إدخال الحيوانات المنوية باستخدام المنظار الطبي إلى قناة فالوب.

أسباب اللجوء إلى عملية التلقيح الصناعي

هناك عدد من الأسباب التي أدركتها من خلال مرافقتي لزوجة أخي التي بتت تحلم بالحمل طوال سنوات طويلة من زواجها، حيث كانت تروي بعد العملية قائلة: تجربتي مع التلقيح الصناعي كانت بفضل معاناتي مع الحمل المنتبذ، حيث عرفت من إحدى الأطباء أن هناك أسباب عدة للجوء إلى عملية التلقيح الصناعي وهي كالتالي:

  • يتم إجراء التلقيح الصناعي في الحالات التي لا يتوفر لديها أسباب واضحة للعقم.
  • عند المعاناة من مشاكل في بطانة الرحم.
  • تشوه الحيوانات المنوية لدى الذكور وبالتالي حدوث عقم.
  • وجود مشاكل في عنق الرحم نتيجة لإفرازات من الرحم، وبالتالي سهولة وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة وصعوبة حدوث الحمل الطبيعي.
  • المعاناة من حساسية نتيجة إحدى الإصابات المهبلية أو المعاناة من مشكلات المسالك البولية.

الآثار الجانبية للتلقيح الصناعي

لاحظت ظهور مجموعة من الآثار الجانبية خلال فترة تجربتي مع عملية التلقيح الصناعي، ومن الجدير بالذكر أنها لا تعتبر عملية صعبة أو تشكل خطر على حياة المرأة، لكن تتضمن بعض الآثار الجانبية المتمثلة في الآتي:

  • حدوث نزيف في المهبل بعد إتمام العملية مباشرةً، وذلك نتيجة لإدخال القسطرة المهبلية.
  • من الممكن حدوث عدوى في حالة إجراء العملية في مكان غير مسؤول، لذلك لابد من اختيار مكان مشهور من قِبل إحدى الموثوقين.
  • يمكن أن تتسبب الأدوية التي يتم استخدامها في تحفيز عملية التبويض في الحمل بأكثر من طفل.

حالات عدم الاستجابة للتلقيح الصناعي

على الرغم من كون التلقيح الصناعي أكثر الطرق الفعالة في الخصوبة، إلا أن هناك بعض الحالات التي ينصحها الأطباء بعدم إجراء عملية التلقيح الصناعي نتيجة لضعف فرصة الحمل، حيث كانت هذه حالة رفيقتي في رحلة العمرة، وكان الطبيب يؤكد لها أن العملية لن تصل إلى النجاح ولا ينتج عنها حمل.

فذلك لمعاناتها من انسداد في قناة فالوب، لكن توجد بعض الحالات التي لا تستجيب إلى مثل هذه العمليات وهي تتلخص في الآتي:

  • في حالات وجود انسداد في قناة فالوب.
  • انقطاع الدورة الشهرية لدى بعض النساء نتيجة لفشل المبايض.
  • انخفاض نسبة التبويض لدى المرأة على الرغم من صغر سنها.
  • في الحالات التي تكون بها الأنثى مصابة بالانتباذ البطاني الرحمي.

بالرغم من رواج التلقيح الصناعي وشهرته الواسعة بين أصحاب مشاكل الإنجاب، إلا أنه لا يفلح مع كل الحالات، لذا يجب استشارة عدة أطباء ومحاولة التأكد من مدى استجابة الحالة قبل الخضوع لها.