سرد تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل الدقيق من شأنه أن ينتفع بها كل من يرغب في تجربتها، حيث إنها من العمليات الشهيرة والتقنيات الحديثة التي تُساعد على حدوث الحمل، وذلك في حال كان هناك أي عائق يحد من الحمل بشكل طبيعي، لذا يرغب عدد كبير من الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب بالتعرف على تفاصيل تلك العملية.

تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل

لقد تزوجت عن حُب بعد سنوات طويلة من الانتظار، وكنت أرغب في الإنجاب لدرجة كبيرة، فكنت أحلم باللحظة التي سأعرف بها أنني حامل، قد كان حلم الأمومة يراودني بشدة، لكن لم يشاء الله تعالى لي الحمل سريعًا، حيث ظللت حوالي ثلاثة أعوام أذهب إلى الأطباء نتلقى علاجًا.

قد كُنت ملتزمة بتناول الأدوية التي كان يصفها لي الطبيب، وتُساهم في علاج مشكلة العقم، ولكن كل محاولات الطبيب باءت بالفشل، فمع كل دورة شهرية أصاب بالإحباط وأفقد الأمل، ولكن الطبيب أخبرني أن هُناك أسباب للعُقم تستوجب إجراء تلقيح صناعي في حال لم يجدي معها العلاج الدوائي أو الجراحات البسيطة، ومنها:

  • المُعاناة من بعض المشاكل في قناة فالوب عند المرأة، مثل: إزالة القناة بالكامل، أو تلفها أو انغلاقها.
  • وجود عدم غير مُشخص، أي مجهول السبب.
  • مُعاناة المرأة من بعض المشاكل التي يكون السبب ورائِها هو الجينات الوراثية، وينتج عنها منع الحمل.
  • فشل الألياف الرحمية أو فشل المبيضين، والتي تؤثر على الحمل.
  • وجود مشاكل لدى الرجل في الحيوانات المنوية، مثل: إفرازها بكميات قليلة جدًا أو ضِعف حركتها.

بالفعل استجبت لِما قاله لي الطبيب، وقررت أن أخضع لهذه العملية بعد أن اتفقت مع زوجي على ذلك، وقد قام الطبيب بإجراء العملية، وبعد مرور أسبوع طلب مني إجراء اختبار للحمل، وبالفعل قُمت بذلك، وظهرت النتيجة إيجابية، وأخبرني ببعض التعليمات الهامة؛ حتى أحافظ على صحة الحمل، وقد كنت في غاية السعادة، وهذه هي تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل.

طريقة عملية التلقيح الصناعي

إلى جانب تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل كان هناك تجربة لصديقة لي مع هذه العملية، ولكنها لم تتأخر كثيرًا، فلجأت مباشرةً لها؛ لأنها ترغب في حدوث الحمل بسرعة ولا تطيق الانتظار، وبالفعل أخبرت طبيبها أنها ترغب في الخضوع للعملية، ولكنها تريد معرفة خطواتها؛ لتطمئن، وقد جاءت كما يلي:

1- تحفيز إنتاج البويضات

يقوم الطبيب بهذه الخطوة، كي يُهيئ البويضة لإنتاج البويضات في وقتها المُحدد؛ ليتمكن من الحصول عليها خلال إجراء عملية التلقيح الصناعي، وذلك يحدث من خلال مُساهمة بعض الأدوية المنشطة والهرمونات الصناعية في حدوث هذا.

2- الحصول على البويضة

يراقب الطبيب البويضة بشكل دوري بأشعة الموجات فوق الصوتية، وذلك ليكتمل تكوينها بطريقة صحيحة، ثم الحصول عليها عن طريق استخدام إبرة رفيعة جدًا في منطقة المهبل، كي يقدر على الوصول إلى البويضة، ثم إخراجها بعد إجراء الإدخال بشكل ناجح، ويتم يُرسلها إلى المختبر.

3- خطوة التلقيح

هذه المرحلة يقوم الطبيب بجمع كافة الحيوانات المنوية التي حصل عليها من خلال العينة التي أخذت من الزوج، ويضعها مع البويضات الحاصل عليها أيضًا بمختبر خاص، وفي عوامل تُهيئ حدوث عملية الإخصاب بشكل ناجح، ثم يتركهم بضعة أيام، حتى يضمن وقوع عملية الإخصاب بنجاح.

4- نقل الجنين

هي آخر مرحلة يقوم بها الطبيب، بعد أن يتأكد من نجاح عملية الإخصاب، ويأخذ البويضة المُخصبة، ونقلها داخل الرحم، وغالبًا ما ينقل الطبيب أكثر من بويضة عملية التخصيب؛ كي يكون هُناك فرصة للحمل أكثر من العادي، ويجري اختبار للحمل، بعد مرور أسبوعين تقريبًا من إجراء العملية؛ ليتأكد من أن العملية تمت بنجاح.

قامت بعمل هذه العملية بالفعل، ولكن الله لم يشأ لها بالحمل من خلالها، فبعد أن قامت بعمل الفحص كانت النتيجة سلبية، وحزنت حزنًا شديدًا، ولكنها بعد مرور حوالي شهرين، حملت بشكل طبيعي؛ لأنه كان لا يوجد سببًا في منع الحمل الذي يستدعي الخضوع لهذه العملية.

أنواع التلقيح الصناعي

ضمن عرض تجربتي مع التلقيح الصناعي، عليّ أن أُشير إلى تجربة زميلة لي في العمل مع التلقيح، حيث أخبرتني أنها أجرت عملية التلقيح من النوع الأول، ولكني لم أكن أعلم أن هناك أنواع، وقد قالت إن هناك نوعان من هذه العملية، يتمثلان فيما يلي:

1- التلقيح بالرحم

هذا النوع يتم عن طريق تلقيح البويضة، وإدخالها مرة أخرى إلى الرحم من خلال القناة المهبلية، وهذا النوع يلجأ له الطبيب في الحالات التالية:

  • معاناة الرجل من ضعف الانتصاب أو القذف العكسي.
  • إصابة المرأة بقصور في الغُدة الدرقية.
  • التهابات في عُنق الرحم.

على الرغم من اعتقاد البعض أن هذه العملية تنجح في الكثير من الأحوال إلا أن هذا غير صحيح، حيث يوجد احتمالية كبيرة لفشلِها، فنسبة النجاح 20%، وذلك في حال تم تلقيح البويضة داخل الرحم مرة واحدة كل 30 يوم.

2- التلقيح عن طريق الأنابيب

إن هذه الطريقة تتم من خلال قيام الطبيب ببعض الخطوات الهامة التي تساعد على نجاح العملية، وهي:

  1. سحب البويضة من المرأة وأخذ عينة من الحيوانات المنوية من الرجل، ووضعها داخل حضانة.
  2. يوفر الطبيب البيئة المُناسبة لمساعدة الحيوان المنوي على تخصيب البويضة بنجاح.
  3. يتم إبقاء البويضة التي تم تخصيبها بالحضانة لوقت مُحدد.
  4. ثم يُلقح الطبيب البويضة وزراعتها في الرحم، حيث تتكون أعضاء الجنين الحيوية خلال فترة الـ 9 أشهر، فضلًا عن هذه العملية تسمى بعملية الحقن المجهري.

كنت أفكر أن أقوم بها، ولكني كنت قلقة من آثارها الجانبية، لذا سألتها عما إذا كان ينتج عنها آثار جانبية أم لا، وقد أخبرتني أن هذه العملية ينتج عنها آثار جانبية، وهي:

  • الإحساس بألم في الثدي، وملاحظة قلة كمية الإفرازات الموجودة بالمهبل بعد إجراء عملية التلقيح الصناعي مباشرةً.
  • المعاناة من التشنُجات الطفيفة في منطقة البطن.
  • الإحساس بالانتفاخ مع الشعور بوجود غازات مزعجة في البطن.
  • المعاناة من الإمساك.
  • الإصابة بنزيف مهبلي حاد.
  • ألم قوي في منطقة الحوض.
  • نزول دم عند التبول.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئوية.

علامات نجاح التلقيح الصناعي

قالت لي امرأة كانت تجلس عند الطبيب المعالج لي إنها ظلت عشرة سنوات تحاول الإنجاب، وذلك بعد إنجاب طفلها الأول ونجاح عملية التلقيح الصناعي، وخلال فترة انتظارها قبل الفحص شعرت بمجموعة من الأعراض كانت لها دليل على حدوث الحمل ونجاح العملية، وكانت:

  • تأخر الدورة الشهرية: إن تأخرها يعني نجاح حدوث التصاق البويضة التي تم تلقيحها بجدار الرحم، أما في حال نزلت الدورة في موعدها، فهذا يشير إلى فشل التلقيح.
  • إفرازات مهبلية: إن خروج كميات كبيرة من الإفرازات المهبلية التي يصاحبها نزول بعض الدماء تعني نجاح العملية، قد تدوم هذه الإفرازات لفترة بسيطة بعد العملية مباشرةً، أو بعدها بيومين على الأكثر.
  • انتفاخ البطن: في حال حدث الحمل يحدث معه ارتفاع كبير في مستوى هرمون البروجسترون، وتبدأ المرأة تشعر بانتفاخ قوي وملحوظ في بطنها، وتقول الدراسات أن هذا الانتفاخ يشبه انتفاخات ما قبل الدورة الشهرية.
  • كثرة التبول: إن حدوث الحمل يتسبب في زيادة الضغط على منطقة المثانة، وبالتالي تنشأ لديها الحاجة إلى التبول بشكل مستمر، خصوصًا خلال فترة الليل بشكل كبير، الأمر الذي ينتج عن زيادة تدفق بالجسم؛ مما يتسبب في زيادة الرغبة في التبول بشكل متكرر.
  • ارتفاع درجة الحرارة: إن الدليل على نجاح عملية التلقيح هو نشأة الجنين بالرحم، مما ينتج ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل كبير، إذًا فإن درجة الحرارة الطبيعية تدل على فشل التلقيح الصناعي.
  • تحجر الثدي: التغيرات المتعددة التي تطرأ على الثدي خصوصًا شعور المرأة بالتهابات الثدي، وبروز العروق، وظهور الحلمة والهالة المحيطة من حولها باللون الداكن.
  • المغص وألم طفيف أسفل الظهر: عند نجاح التلقيح وحدوث الحمل تبدأ المرأة في الشعور بمغص طفيف وألم أسفل الظهر، وذلك بسبب التخصيب وانغراس البويضة في جدار الرحم بشكل ناجح.

نسبة نجاح عملية التلقيح الصناعي

قالت امرأة أنها كانت تظن أن عملية التلقيح الصناعي تنجح بسهولة مع عدم وجود احتمالية للفشل، سوى نسبة بسيطة، إلى أن أخبرها الطبيب أن هناك بعض العوامل تؤثر على نسبة نجاح عملية التلقيح الصناعي كثيرًا، وهي:

  • المرحلة العمرية للمرأة.
  • المشكلة الرئيسية للعقم.
  • معاناة المرأة من أمراض مزمنة.

لذا قد أثبتت الدراسات أن نسبة نجاح التلقيح الصناعي يزيد بشكل كبير إذا كان عمر المرأة صغيرة في العمر، وإن زاد سن المرأة عن 43 عامًا، فإن إجراء العملية ليس لها فائدة؛ لأن احتمالية فشلها مرتفعة.

بالإضافة إلى أن محافظة المرأة على صحتها تزيد من نسبة نجاح العملية، وأُجريت دراسة على نسبة نجاح عمليات التلقيح الصناعي في الفترة ما بين عام 2014 – 2016، تم حسابها على النحو الآتي:

الفئة العُمريةنسبة نجاح العملية
لم يتخطين 35 عامًا29%
بين 35 – 37 عامًا23%
بين 38 – 39 عامًا25%
بين 40 – 42 عامًا9%
بين 43 – 44 عامًا3%
تزيد عن 44 عامًا2%

تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل تفيد كل امرأة ترغب في تنفيذ هذه العملية، وذلك لأن تجارب الآخرين دائمًا ما تكون مصدر للاطمئنان بالنسبة لنا.