تجربتي مع التنفس العميق كثيرًا ما تكون ضرورة لكل الذين يجربون هذه التقنية ويرغبون بالتأكد من أنها ستكون ذات فائدة أم لا، حيث تستخدم هذه التقنية مع عدد متنوع من المشكلات، والتي بدورها يجب أن تكون في علمكم كي تقرروا ما إذا كان التكنيك يستحق أن يكون قيد التجربة أم لا.

تجربتي مع التنفس العميق

أنا نهى، حامل في الشهر السابع، وأشعر بالكثير من التوتر بسبب اقتراب الولادة، لذا من وقت لآخر أحاول أن أقوم بكل ما يمكن أن يشغلني عن التفكير، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو أكل وجبة أحبها أو قضاء وقت جميل مع أهلي وأصدقائي، وكان هذا يساعدني كثيرًا بالبداية.

لكن بعد مدة لم يكن له أي تأثير، لذا فكرت في القيام بأشياء جديدة مثل التنفس العميق حتى أهدأ من التوتر الذي يصيبني كلما جاءت الفكرة إلى رأسي، وكنت أنفذ هذا الأسلوب بالتعليمات التي قالها لي طبيبي النفسي كما في الخطوات التالية:

  1. كنت أستلقي على الأريكة في وضعية تجعلني مرتاحة في الجلوس بحيث يكون عنقي وكتفاي مرتاحان تمامًا.
  2. أبدأ في تنظيم النفس بحيث تكون كل حواسي تشعر بالشهيق والزفير.
  3. أقول لنفسي أنا أشعر الآن بالهواء الذي يدع لي فرصة للحياة، وأشعر به وهو خارج من أنفي حاملًا معه كل الضيق والتوتر.
  4. أبدأ بالزفير بشكل عميق جدًا كأني أخرج به كل ما يعتلي نفسي من ألم.
  5. يجب أن يكون هُناك نظام في التنفس بحيث يكون مقدار الوقت الذي آخذه في الزفير ضعف الوقت الذي آخذه في الشهيق.
  6. أضع يدي على صدري والأخرى على البطن حتى يكون كامل تركيزي مع حركة الهواء داخل جهازي التنفسي.
  7. أُكرر هذا التمرين لمدة خمس دقائق حتى أشعر أني صرت هادئة أكثر.

بالفعل كانت تجربتي مع التنفس العميق هي الأفضل، ووجدت على إثرها نتيجة مُرضية بالنسبة لي، فقد أصبحت أكثر هدوءًا حتى أني لم أعد قلقة بسبب الولادة وتقبلت فكرة أنه يجب أن أبذل القليل من الجهد حتى أصل في النهاية إلى حمل طفلي بين يدي.

التنفس العميق مع مرضى الاكتئاب

يُعد الاكتئاب من الأمراض التي تقتات على أنفاس صاحبها، حتى يصبح بالفعل غير قادر على الكلام حتى أو النهوض من السرير، وهذا ما كنت أشعر به طوال فترة معاناتي مع الاكتئاب، حتى أني كنت أعتقد أني في يوم لن أصحو ولن أتمكن من التنفس من جديد، وبعد عدة زيارات للطبيب النفسي والكثير من التمارين التي طلب مني ممارستها، بدأت في التعرف على التنفس العميق.

كان عبارة عن أسلوب علاجي يمكنني من حث أفكاري السلبية على التوقف من خلال التركيز على طريقة الشهيق والزفير التي يقوم بها الجسم بشكل تلقائي، كان يطلب مني أيضًا أن أقف على قدم واحدة، وأضع كامل تركيزي على الألم الذي أشعر به، ثم أحدث نفسي عن مقدار الألم في عقلي، فيذهب عن رأسي الأفكار السلبية، إلا أن تجربتي مع التنفس العميق كانت لها التأثير الأكبر، حيث لاحظت بعدها النتائج التالية:

  • وقت الأفكار السلبية كنت أشعر أن هذه الحياة لا تستحق العيش وأني أرغب في أن أموت، إلا أنه بعد البدء بها تغير الحال، وصرت أقدر فكرة العيش ونعمة التنفس الذي يهبنا الحياة.
  • فكرة الانتحار التي كانت تراودني بدأت تقل نسبيًا، فقد صرت أقدر جسدي والقدرات التي لديه ولا أبذل بها جهدًا.
  • فكرة أني أشعر بعدم القدرة على التنفس لم تُعد موجودة، فقد فهمت جيدًا أن أفكاري هي التي توحي لي بهذا وأن الأمر ليس صحيح أبدًا.
  • تبديل العادات السيئة بأخرى جيدة جعل من اليوم أفضل.

علاج مرض الاكتئاب يمكن له أن يكون بهذه البساطة، وهذا ما لا يدركه الكثيرين، فهو لا يحتاج بمعظم الوقت إلى الكثير من الأدوية، أو علاج بالطاقة الكهربية، الاكتئاب والحزن هو فكرة، إذا ما تم السيطرة عليها تتمكن منا.

تمرين التنفس العميق مع حبس النفس

يُعد التنفس العميق المعتاد تمرينًا جيدًا لحد كبير إلا أن تجربتي مع التنفس العميق بكتم النفس كانت أفضل بكثير، حيث كانت تُساعد على الاسترخاء في النهاية أكثر رغم الصعوبة التي فيها، كما أنها كانت تقلل من اضطراب القولون الناجم عن التوتر، ويتم هذا التمرين من خلال الخطوات التالية:

  1. أقوم بالاستلقاء في مكان مُريح يسمح لي بالقدرة على التنفس بأريحية.
  2. أبدأ في أخذ شهيق عميق جدًا، ثم أقوم بحبسه لأقصى مدة لي في التحمل.
  3. أبدأ في إخراج الزفير دفعة واحدة بالقدر الذي أريد، لكن إلى داخل المعدة وليس من الأنف.
  4. أكرر هذه العملية عدة مرات، ومن ثم أبدأ في التنفس بشكل منتظم لكن بالطريقة العادية.
  5. يُفضل أن تكون العين مغلقة وقت التمرين كي أعاني من أي تشويش.

بعد تجربتي لهذه الطريقة لمدة لا بأس بها لاحظت أنها فعلًا أدت في النهاية إلى معالجة مشكلة القولون التي قضيت سنوات آخذ لها الكثير من الأدوية بلا أي فائدة.

تمارين جسدية مذهلة

قبل سنوات كنت أذهب إلى طبيب نفسي، وكان يُجري لي مجموعة من التمارين التي كانت تُعالج لي الكثير من الآلام، سواء الرقبة أو الكتف أو حتى الصداع، وكنت أظن أنه ساحر أو يقوم ببعض التنويم المغناطيسي، إلا أني فهمت بعد الكثير من القراءة أن التوتر يؤثر بشكل كبير على العضلات، مما يجعلها تتشنج وتصيب الإنسان بالألم، لكن هذه التمارين تقوم بفك التوتر عن هذه العضلات، لذا يمكنكم أن تجربوا الطريقة التالية التي كانت تأتي معي بنتيجة مذهلة.

  1. أغلق العينين، واجلس بشكل مريح.
  2. أولًا تأخذ نفسًا عميقًا من الأنف، وتعد حتى ثلاثة، ثم تخرجه من الفم، وتكرر هذا ثلاثة مرات.
  3. ثم تبدأ في رفع الحاجبين بأقصى ما يمكن، وتعد حتى 20 ثانية، ثم تُرخي بهدوء.
  4. خذ نفسًا عميقًا من الأنف وأخرجه من الفم لثلاثة مرات، وكرر تمرين الحاجبين مرتين بعد ذلك مع تخلل التنفس العميق بين المرات.
  5. قم بإغماض عينيك، لكن ليس بالطريقة المعتادة، يجب أن تعصرهما بقوة، ثم أرخي بهدوء بعد 20 ثانية، وقم بعمل التنفس العميق، وأعد تمرين العين لمرتين بعد ذلك.
  6. قم بعدها بالضغط على الأسنان بقوة لكن من الخلف لعشرين ثانية، ثم تنفس عميق، وكرر ذلك لمرتين بعدها.
  7. أبدأ بعدها في إرجاع الرقبة إلى الوراء بأقصى ما يمكنك لعشرين ثانية، ثم أعدها بهدوء وبطء شديد، وتنفس بعمق وأعد ذات التمرين بذات الترتيب لمرتين بعدها.
  8. ثم احني الرقبة إلى الأمام بأقصى ما يمكنك، وانتظر 20 ثانية، ثم أعدها بهدوء، وقم بالتنفس العميق من الشهيق من الأنف، والزفير من الفم لثلاث مرات.
  9. كرر ذلك لمرتين بعد ذلك بنفس الترتيب، وتأكد بأنك تجعل التنفس هو الراحة بين كل تمرين وآخر.
  10. بعد أن تنتهي لا تفتح عينيك سريعًا، بل انتظر قليلًا، ثم افتحها ببطيء.

تجربتي مع التنفس العميق بهذا الشكل كانت مذهلة إلى حد كبير، وأتمنى لو أقدر على إيصالها للجميع، ففعاليتها كبيرة جدًا.

التنفس العميق من التمارين التي من شأنها أن تغير حياة الإنسان من خلال وعيه بالهواء، فتصبح الأعصاب أهدأ والعضلات مسترخية أكثر.