تجربتي مع التوكيدات الإيجابية جعلتني أتمكن من الوصول إلى المسارات الصحيحة لبرمجة العقل، فقد ظهرت العديد من الشخصيات البارزة تحاول شرح التوكيدات الإيجابية ولكن لم تستفيض بالصورة الصحيحة حول هذا الأمر لأنها من اللغات المُرتبطة بالجانب العقلي والنفسي معًا، وبالتالي فهو من الأمور غير السهلة، لذا لجأت للمتخصصين في كلا المجالين لكي يساعدوني على تطبيقها بصورة صحيحة.

تجربتي مع التوكيدات الإيجابية

التوكيدات الإيجابية هي إحدى لغات أو تقنيات برمجة العقل البشري، تُمثل الطاقة التي يمنحها الفرد لنفسه لكي يتمكن من تحقيق الأهداف، قد بدأت تجربتي مع التوكيدات الإيجابية حينما كنت أشعر دائمًا بالإحباط الشديد لعدم قدرتي على تحقيق أي من أهدافي.

بالرغم من قدراتي ومهاراتي إلا أنني لم أستطع أبدًا السيطرة على أفكاري ومشاعري التي تخبرني دائمًا بأنني سوف أفشل في كل شيء أقوم به وبالتالي كنت أفشل بالفعل لأنني لا أحاول استكمال المحاولة والجهد، وكان لديَّ صديقة تعمل في المجال النفسي أخبرتها بمشكلتي.

فأخبرتني أن: “العقل البشري يُتعامل معه على أنه جبل من الجليد، فالعقل الظاهر الذي يضخ الأفكار والتحليلات هو قبطان السفينة، بينما العقل الباطن هم طاقم السفينة الذين يمثلون واجبهم بأن العقل البشري لا يعرف الفشل.. فهذا الطاقم يُنفذ كل الأوامر التي يطرحها عليهم العقل الظاهر.

بينما من جانب اللاوعي فهو المسؤول عن تحريك السفينة وهذا ما أشار إليه عالم النفس (فرويد) ويشير إلى أنه يجب برمجة العقل والتحكم به من خلال برنامج محدد لكي تتمكن من السيطرة عليه ويتم ذلك من خلال ما يُعرف بالتوكيدات الإيجابية التي تكون بمثابة عبارات قصيرة ترددها باستمرار لنفسك.

حتى تقنع العقل بها وإما تكون في صورة تساؤلات أو عبارات تحفيزية، وحينما طلبت منها أن تخبرني ببعض الأمثلة أخبرتني مثلًا أن تخبر نفسك أنك بالفعل تقوم بمجهود كبير وبالفعل يستحق التقدير وهكذا أي تقوم بتوجيه الرسائل الإيجابية للعقل ليؤمن بها.

نصحتني بتطبيقها ولكنها أكدت على أنه يجب أن تكون العبارات قصيرة وبالفعل طبقت كافة النصائح، كنت كلما أشعر بالإحباط أتحدث مع نفسي حول أنني قادرة وسأتمكن من النجاح، وهكذا بالفعل بعد مرور 3 أشهر.

تمكنت من السيطرة على أفكاري المزعجة وبدأت بتحقيق أول هدف لي، لذلك من خلال تجربتي مع التوكيدات الإيجابية أنصح أن يجربها الجميع فسوف تفرق كثيرًا في حياتك.

شروط صحة التوكيدات الإيجابية

حينما قررت أختي تجربة لغة برمجة العقل (التوكيدات) استعانت بأخصائي علم النفس، والذي أخبرها بأنه لتكون هذه التجربة فعالة يجب الالتزام ببعض الشروط، وهي:

  • طرح الأسئلة والعبارات الإيجابية فقط لا يجب استخدام الأسئلة الحادة أو التي تملؤها المخاوف لأن هذا قد يتسبب في توتر العقل.
  • يُفضل استخدام الأسئلة الشخصية أكثر من الأسئلة العامة.
  • أن تكون العبارات قابلة للتصديق فلا يجب أن تخبر نفسك بأنني سأحصل على منصب المدير اليوم وأنت مازلت تعمل موظفًا، ولكن يفضل قول إنه في كل يوم يزداد تقدمي في العمل بصورة أفضل.
  • لا يجب استخدام النفي في العبارات لأن العقل لا يمكنه التعامل مع النفي فلا تقول (أنني لن أهتم بالماضي بعد الآن) ولكن يفضل قول (سوف أهتم بحاضري وأتعلم من تجارب الماضي).
  • أن تكون الجمل المُستخدمة تحتوي على التفاصيل، فلا يجب تحديد هدف عام فمثلًا لا تقول سوف أفتح شركتي الخاصة.. ولكن يجب تحديد نوع الشركة والتخصص وهكذا.
  • استشعار ما تخبر به ذاتك فلا تردد مجرد عبارات لا تشعر بها لأنه لن يكون لها أي أهمية على عقلك.
  • التخيل لنوع التوكيدات التي تطرحها على نفسك حيث تساعد العقل على تصور نوع الشيء وليكن السيارة التي ترغب في شرائها.
  • التأكد من أنك تستخدم العبارات والأسئلة بطريقة صحيحة؛ لكي تتمكن من الحصول على إجابات صحيحة.

أهمية التوكيدات الإيجابية

حينما أخبرت صديقتي بتجربة التوكيدات الإيجابية لأن تجربتي مع التوكيدات الإيجابية كانت من أفضل التجارب التي قُمت بها، فسألتني عن أهميتها فأخبرتها أهم هذه الفوائد:

  • تُساعدك على معرفة ذاتك بصورة أفضل وذلك من خلال طرح الأسئلة حول ذاتك وبالتالي تتمكن من التعرف على احتياجاتك التي تتمنى الوصول إليها.
  • معرفة مخاوفك والتغلب عليها.
  • تتمكن من تحقيق الراحة والسلام الداخلي؛ لأنها تُساعدك على تقبل نفسك بعيوبك ومميزاتك حتى وإن لم يقوم المقربين لك بذلك.
  • زيادة مستوى الثقة بنفسك وبقدراتك وبالتالي يساعدك على تحقيق جميع الأهداف التي تسعى للوصول إليها.
  • يعد من أفضل الوسائل التي يمكن اللجوء لها للذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.
  • التخلص من مشاعر النقص.
  • إن الحديث الإيجابي مع نفسك سوف ينعكس على طريقة تعاملك مع الآخرين أيضًا.
  • التغيير من المعتقدات والقناعات غير الصحيحة وتغيير أفكارك من سلبية هدامة إلى بناءة تُساعد على بناء نفسك من جديد.

أمثلة على التوكيدات الإيجابية

عندما بدأت ابنة أخي بتطبيق هذا البرنامج لمدة شهرين لم تشعر بأي تحسُن، لذا نصحتها بأن تتوجه لشخص متخصص في هذا الأمر وبالفعل اكتشفت أنها لم تلتزم بالشروط وطريقة إلقاء العبارات والأسئلة، وأخبرتني قائلة:

“إنني لم أطلع على الشروط وبالتالي لم يكن أساس هذا البرنامج صحيح، لذلك طلبت منها بعض الأمثلة التي يمكن الاستعانة بها خلال تجربتي مع التوكيدات الإيجابية فأخبرني بهذه الأمثلة”:

  • أنا أستحق الأفضل دائمًا.
  • أنا شخص مرح وإيجابي ولست شخصية معقدة وسلبية.
  • أفتخر بنفسي كثيرًا حتى وإن لم أصل فالمجهود الذي قُمت به يستحق الثناء.
  • يمُكنني القيام بكل شيء.
  • إنني قادرة على مواجهة جميع التحديات بل وتحقيق الأفضل دائمًا.
  • أملك قلب نقي وقوي.
  • أنا دائمًا أثق في قراراتي لأنني أفكر جيدًا قبل اتخاذ أي قرار.
  • أنا مذهل في كل شيء.
  • جميع النتائج الأفضل دائمًا تأتي بعد اللحظات الأفضل.
  • أنا لا أستسلم بسهولة.
  • أنا ممتن لكل خطوة أقوم بها.
  • دائمًا أثق في ربي أنه يوجهني إلى الطريق الصحيح دائمًا.
  • الكون قد سخره الله لي فأنا سوف أكون مؤهل لهذه المسؤولية.
  • أنا شخصية طموحة يمكنني التفكير في الكثير من الأهداف والقيام بها جميعًا.
  • أشكر نفسي دائمًا على كل شيء قد تخطيتُه.
  • أنا دائمًا مُتألق ومُبدع ولن يستطيع أحد تغيير هذا الأمر.
  • قد خلقني الله حرًا أتمتع بالعقل لأتمكن من التمييز بين الصواب والخطأ، وأنا دائمًا قادر على النجاح في اختيار القرارات الصائبة.
  • إن المعجزة التي خلقها الله وكرمها بالعقل.. فكيف لي أن أقلل من شأني وقد كرمني الخالق؟
  • أكتفي بنفسي دائمًا وذلك لأن الله قد منحني كل شيء أحتاج له.
  • أنا يمُكنني الاختيار لذلك لا أجعل أحد يختار لي.
  • أملك القدرة الكافية التي تجعلني أتخطى كل صعب في حياتي.
  • أنا بطل قصة حياتي.

إن العقل هو سلاح كل إنسان، فمن استطاع التحكم في أفكاره وعقله وسخرها لخدمته استطاع النجاح أي شيء يقوم به وهُنا تكمُن أهمية التوكيدات.