تجربتي مع الحمل العنقودي كانت صعبة؛ لأن هذا الحمل من أصعب المشاكل الصحية التي يُمكن أن تواجهها المرأة، حيث لا يُمكن معرفة هذا الحمل في أول وقوعه، فيؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات، كما أنه نسبة استمرارُه ليست بالكبيرة مما يعود بالضرر النفسي على المرأة فيما بعد، لذا سأوافيكم تجربتي وتجارب آخرين مع هذا النوع من الحمل.

تجربتي مع الحمل العنقودي

لقد بدأت تجربتي مع الحمل العنقودي عندما كنت أبلغ عامي 25، حيث انتظرت حوالي ثلاث سنوات من دون إنجاب، وكنت أذهب للكثير من الأطباء لمعرفة السبب، وقد أقر الجميع أنني لا أعاني من أي مشاكل صحية تؤخر الإنجاب، وأيضًا زوجي، لذا فانتظرنا اللحظة التي أقوم بإجراء اختبار الحمل وأجد نفسي حامل بالفعل.

ها قد جاءت اللحظة، لقد تأخرت الدورة الشهرية عن موعدها، وقمت بعمل اختبار حمل منزلي، وكانت النتيجة إيجابية، فقد كنت أنا وزوجي نوشك على الجنون من شدة السعادة التي كانت تغمرنا، ولكن أعراض الحمل كانت قوية جدًا، وكنت أعاني معاناة شديدة.

رغبت في الذهاب إلى الطبيب للفحص بالسونار، ولكن والدتي أخبرتني أن الجنين لن يظهر في هذا التوقيت المبكر من الحمل، ويجب أن أنتظر أسبوعين على الأقل، ولكن وضعي يزداد سوءً يومًا بعد يوم، وذات مرة استيقظت لأجد نقاط من الدماء في ملابسي الداخلية، شعرتُ حينها بالقلق الشديد، وأخبرتُ زوجي بذلك الأمر، وذهبنا إلى الطبيب مباشرةً.

عندما كشفت الطبيبة عليَّ تغيرت ملامحها كثيرًا، فشعرتُ بالقلق الذي زاد أكثر فأكثر، وسألتها هل يوجد شيء؟ قالت الطبيبة أنني لديَّ مشكلة وتسمى “الحمل العنقودي”.

قالت لي أن هذا النوع من المشكلات التي تحدث خلال فترة الحمل، ويتم تصنيفه على أنه ورم حميد يتكوّن في الرحم، وبشكل خاص عند حدوث التخصيب، هذه الأورام تدخل في تكوين المشيمة بشكل خاطئ.

من ثم تبدأ المشيمة في النمو داخل الرحم في المنطقة التي تمد الجنين بالغذاء عن طريق الحبل السري، وذلك عندما يصبح حجمها يزيد عن 2 مللي، إذًا فعند حدوث نمو خاطئ لهذه لمشيمة يمكن تعريفه على أنه حمل عنقودي.

بعد ذلك طلبت مني الطبيبة بعض الاختبارات والفحوصات الأخرى، وقد وصفت لي بعض العلاجات الدوائية، رغبةً منها في تجربة التخلص من الحمل من خلالها، وبالفعل قُمت بتناولها بشكل منتظم، ولكن الأمر لم يُجدي نفعًا.

لذا قامت الطبيبة بقول إنني يجب أن أخضع لعملية جراحية خلال هذا الأسبوع، وبالفعل دخلت غرفة العمليات، وأجريت العملية، ولكني بعدها شعرت بشعور سيء للغاية، فهذه التجربة دمرتني نفسيًا بشكل كبير أنا وزوجي معًا، حيث إننا كُنا ننتظر هذا الخبر السعيد، ولم نكُن نعلم أن الأمر ينقلب إلى هذا الألم.

أعراض الحمل العنقودي

تقول سيدة أخرى أن كان لديها ثلاث أطفال، ولم تكن ترغب في الإنجاب مرة أخرى، ولكنها علمت أنها حامل، وعلى الرغم من أنها لم تكُن تريد هذا الحمل، إلا أن هذا الخبر أسعدها هي وزوجها كثيرًا، وقالا إن هذا الأمر هو رزق من الله، وأن كل ما يأتي به الله تعالى هو خير، لكن الأمر الذي لم يكن في حسبانهم، هو أن هذا الحمل يكون غير طبيعيًا.

لأن المرأة تروي أنها كانت تشعر بأعراض قوية لم تكن تشعر بها في الثلاث مرات الفائتة من حملها، وهي:

  • التقيؤ والشعور بالغثيان بشكل دائم.
  • خلل في مستوى ضغط الدم.
  • وجود نزيف بالمهبل في بداية الحمل، فيكون الدم باللون الأحمر الداكن أو الفاتح.
  • التعرض لمشكلة تسمم الحمل.
  • في بعض الحالات نزول حويصله من منطقة المهبل.
  • انخفاض مستوى الدم الطبيعي.
  • الشعور بألم حاد في منطقة الحوض.
  • زيادة حجم الصدر، وتغير لون الهالة المُحيطة بالحلمة.
  • نمو غير طبيعي لشكل الرحم، حيث يُلاحظ زيادة حجم البطن خلال أيام قليلة جدًا.
  • نزول بعض أكياس من المهبل على هيئة عنب.
  • توقف الدورة الشهرية لمُدة شهرين تقريبًا، وبعد ذلك تعود.
  • وجود خلل في نشاط الغدة الدرقية.

عندما ذهبت المرأة للطبيب وقام بفحصها بالسونار أخبرها أنها تُعاني من مشكلة الحمل العنقودي، حيث قال إنه يجب عمل عملية تُسمى بتفريغ الرحم، وهي تكون عن طريق إدخال أنبوب للمهبل، وشفط الخلايا والأنسجة التي تتواجد في هذا الورم الذي يسمى بالحمل العنقودي، وقد تمت العملية بنجاح ولله الحمد.

تحول الحمل العنقودي إلى ورم خبيث

قالت إحدى النساء عن تجربتها مع الحمل العنقودي، أنها كانت تنتظر الحمل بفارغ الصبر، فقد طال انتظارها، وكانت قلقة جدًا من عدم حدوث الحمل؛ لأنها تزوجت في سن مُتأخر، وقالت إنها اكتشفت حملها عندما شعرت بأعراض قوية مثل التقيؤ المستمر والغثيان الشديد، وتزامن الأمر مع انقطاع الدورة الشهرية.

مما أثار الشك في نفسها، فذهبت إلى الطبيب وعملت الفحص، ومن ثم اكتشفت خبر حملها، تقول إنها لم تكُن سعيدة كما يجب أن تكون، فقد كانت تشعر أن شيءٍ ما سيحدُث، بالفعل في اليوم نفسُه تعرضت لنزيف شديد، وذهبت هي وزوجها إلى المستشفى، وفحصها الطبيب، وطلب بعض الفحوصات والتحاليل، وأخبرها أنها حامل في حمل عنقودي وأنه تحول إلى ورم سرطاني.

وقع هذا الخبر على نفسها كالصاعقة، فقد كانت تشعُر بالخوف الشديد، وقال لها الطبيب أنه مع الأسف مضطر أن يستأصل الرحم ليسيطر على الورم ولا ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم، وكانت في هذه اللحظة تشعر أن العالم يُهدم من حولها، فسوف تتخلى عن حلم الأمومة لتقدر على العيش.

بالفعل خضعت للعملية، وبعد ذلك داومت مع الطبيب على المُعاينة بشكل دوري، مع إجراء سونار، ومن خلال هذه التجربة يُمكننا استكشاف الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الحمل العنقودي، والتي جاءت كما يلي:

  • عمر المرأة، فإن زاد عمرها عن 35 سنة، أو قل عن عمر 18، تكون أكثر عرضة لهذا النوع من الحمل.
  • وصول 2 من الحيوانات المنوية داخل البويضة، الأمر الذي ينتج عنه تكون 69 كروموسوم بدلًا من 46 كرموسوم، فينتج عنه تضخم وتكاثر خلايا المشيمة.
  • وقوع الحمل العنقودي أكثر من مرة سابقًا.
  • عدم وجود كمية جيدة من الكاروتين في النظام الغذائي للمرأة.
  • النساء الآسيويات أكثر عُرضة للإصابة بالحمل العنقودي عن غيرهن.

الحمل العنقودي ومضاعفاته

عندما كنت أجلس في عيادة طبيبي الخاص، وجد امرأة حامل، سألتني عن سبب حزني الشديد رويت لها تجربتي مع الحمل العنقودي، قالت لي إن لها تجربة هي الأخرى مع هذا الحمل، فبعد اكتشافها لخبر حملها ازدادت الأعراض سوءً، وأصبحت تتألم بشدة، وكان كل من يحولها يقول لها أن هذا الأمر عاديّ.

لكنها قررت أن تذهب لتعرف سبب هذا الألم القوي، بالفعل ذهبت وطلب منها الطبيب الفحوصات التالية للتأكد من صحة الحمل:

  • إجراء فحص للكشف عن هرمونات الحمل، وفي حالة الحمل العنقودي تكون النسبة في التحليل أكثر من الطبيعي.
  • القيام بعمل فحص لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية.
  • عمل فحص عن طريق استخدام الموجات فوق الصوتية للمهبل، وذلك لقياس سُمك المشيمة، فإن زاد سمكها، وتواجد المزيد من الأكياس بالرحم، فإن الجنين يختفي والسائل المغذي له.

أخبرها الطبيب أنها حامل حمل عنقودي، ويجب التخلص منه؛ لأن تركه قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات، فقد يصل الأمر إلى تحوله إلى ورم خبيث، ووصف لها الطبيب مجموعة من الأدوية، وذلك لمحاولة طرد الحمل من دون تدخل جراحي، وذلك حتى نزل هذا الحمل تمامًا، وتأكد الطبيب من ذلك من خلال السونار.

كما أوصاني ببعض الإرشادات الصحية والنصائح التي يجب اتباعها، وذلك للمساعدة على الشفاء سريعًا، واستعادة الصحة، وهذه النصائح تتمثل في:

  • الامتناع عن التدخين، وعدم تناول المشروبات الكحولية.
  • تناول كميات كبيرة من المياه.
  • العمل على تناول الأطعمة الصحية، والحصول على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
  • عدم تناول أي أدوية إلا تحت إشراف الطبيب.
  • محاولة الحد من الاضطرابات النفسية والبُعد عن الضغوط قدر المستطاع.
  • إجراء فحوصات الدم بشكل دوري مستمر، مع أخذ جميع المكملات الهامة التي يصفها الطبيب.
  • الحصول على فترة راحة كافية، ويفضل ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة.

استكملت حديثها، وقالت إنها في الحقيقة فقدت الأمل في الإنجاب مرة ثانية بعد هذه التجربة المريرة التي حدثت لها، ولكنها بعد مرور حوالي 8 شهور، شعرت بالتعب الشديد، وكانت قلقلة جدًا من أن تتكرر تجربتها مرة أخرى، ولكن الطبيب أخبرها أنها حامل في تؤام، وأن الحمل طبيعي للغاية، ولا توجد أي مشاكل به.

تجربتي مع الحمل العنقودي مؤلمة بالنسبة لي ولكل امرأة خاضتها، وذلك لأن كل امرأة تنتظر خبر حملها بفارغ الصبر، ولكنها تُصدم بعد ذلك عند معرفة المشكلة التي تعرضت لها.