تجربتي مع الصيام المتقطع كانت مُبهرة ووصلت إلى مُرادي بعد عناء طويل بين الأنظمة الغذائية والأدوية العلاجية التي تعود بالضرر على الصحة العامة، كما مدني بالصحة والنشاط لممارسة حياتي كما الطبيعي، ولكن لهذا توابع كثيرة وإرشادات لازمة.. سأوافيكُم بتجربتي وما ألممتُ به من تجارب آخرين حتى تصلون إلى ما أسعد به الآن.

تجربتي مع الصيام المتقطع

لقد مُررت بفترة عصيبة بحياتي تسببت في زيادة وزني كثيرًا، حيث إنني من هؤلاء الأشخاص الذين يميلون إلى تناول الطعام عندما تسوء حالتهُم النفسية، إلا أنها قبحت بشكل أكبر بعدما تعرضت للتنمُر بين زُملائي في الجامعة، فأنا لستُ كبيرة بل في الواحد وعشرين من عُمري، كيف لفتاة تكون بهذه الهيئة في ربوع شبابها؟

حينما انعزلت عن العالم ومِلت إلى تصفُح مواقع التواصل الاجتماعي والابتعاد عن الاختلاط بالعالم الخارجي رأيت تحدي يُدعى “الصيام المُتقطع لنسف الدهون”.. قد جربت الكثير من الأنظمة فلِما لا أجرب هذا؟ اتبعت مع مجموعة من الفتيات هذا النظام، لكن في البداية شُعرت بالإجهاد كثيرًا فالامتناع عن الطعام لحالتي صعب للغاية.

إلا أنها أتيت بالنتيجة المرجوة، فاتبعنا نظام الصيام لمدة ١٦ ساعة، وتناول وجبتين لثلاثة مُشبعتين خالية من السكريات والدهون قدر الإمكان، مع شُرب السوائل الكثيرة والقهوة السوداء لكبح الشعور بالجوع، وممارسة التمارين الرياضية والانتظام بعدم الإخلال بالنظام كي تصل للنتيجة المُرادة.

الآن أحكي تجربتي مع الصيام المتقطع بعد أن أصبحت أمتلك الجسم الممشوق في شهر واحد فقط لأصل إلى ٦٣ كيلو، وأنصح به كُل من تُعاني من الوزن الزائد والحيرة لتعدُد الأنظمة الغذائية التي لا تأتي كثيرًا بالنتيجة ذاتها سوى بعد ملل وكلل لشهور.. فلا تيأسي عزيزتي، فقط الأمر يحتاج إلى عزيمة وإصرار واختيار النظام الفعّال.

تحديد نظام الصيام المتقطع

إن نظام الصيام المُتقطع واحدًا من الأنظمة الشائعة والمُتبعة من قِبل فتيات كثيرة، وأنا أيضًا، لكن يجدر بذكر أن هذا النظام له العديد من الأنواع غير ما اتبعته، ولا بد من تحديد النوع المُناسب قبل الانتظام فيه، لكن كيف؟ جاءت تجربة الطبيبة التي ساعدتني وساعدت كثير من الفتيات لتروي تجربتها قائلة:

أنا أيضًا ذات يوم كنت أعاني من الوزن الزائد، لم أكن من منظوري فحسب بل إنه تسبب في إصابتي بالعديد من الأمراض، لذا قررت اِتباع الصيام المتقطع كونه مُفيد صحيًا ويساعد على نزول الوزن بل والثبات فيما بعد، لكن وقعت في حيرة خائفة نظرًا لأن له عدة أنواع:

  • الصيام ١٦ ساعة: هو الصيام الابتدائي للمُبتدئين، يتم صيام ١٦ ساعة للإكثار من شُرب السوائل وخاصةً القهوة السوداء، وتناول الأطعمة في الثمان ساعات المُتبقية على ألا تزيد السعرات الحرارية عن ٢٠٠٠ سعرة، وتشمل ساعات الصيام فترات النوم.
  • الصيام يوم/ يوم: النظام المُناسب لمن يعاني من الإرهاق للصيام المتواصل أو يشعُر بالملل، فيتبع الصيام المتقطع اليوم ويتناول الطعام بشكل طبيعي غدًا ثم يعاود إلى الصيام اليوم التالي وهكذا، ولكن هذا هو النظام الأصعب حيث يتطلب الصيام لـ ١٨ ساعة متواصلة.
  • الصيام 20 ساعة: في هذا النظام يتم تناول الطعام في أربعة ساعات من اليوم على أن تكون مُلمة بكافة احتياجات الجسم، مع الإكثار من السوائل واليانسون في ساعات الصيام.. على الرغم أنه الأصعب ولا يستكمل الكثير من المُتبعين هذا النظام إلا أنه يأتي بالنتيجة الجيدة في غضون فترة قليلة.
  • الصيام يوم كامل: يتم الصيام ليوم واحد في الأسبوع بالامتناع عن الأطعمة ليوم كامل مع الإكثار من المياه والسوائل خالية السكر، ولكن باقي الأسبوع يحرص على ممارسة التمارين الرياضية والانتظام في الغذاء الصحي حتى يصل لمُراده.
  • الصيام ليومين: كما النظام السابق ولكن ليس يومين متواصلين، مع تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن في باقي الأيام حتى يحصل الجسم على احتياجُه وتجنب المُضاعفات.

في البداية اتبعت نظام ١٦ ساعة، لا أخفيكم سرًا كنت اضطرب وابتعد عن النظام كثيرًا كون الأمر كان صعب، ولكن بالعزيمة تمكّنت من الاستمرار وممارسة النظام الأصعب فالأصعب تدريجيًا وبعد دراسات كثيرة أصبحتُ الآن أُساعد غيري ليصل إلى ما حصلت عليه.

فوائد نظام الصيام المتقطع

قبل البدء في تجربتي مع الصيام المتقطع عاصرت تجربة لفتاة بين التعليقات تقُص: “بالفعل عزيزاتي إنه أفضل الأنظمة التي يمكنكم اِتباعُه ليس فقط لتصلون إلى ما تريدون من نقص الوزن والمظهر الجيد، بل له العديد من الفوائد الأخرى حصلت عليه منذُ أشهُر، وكانت:

  • توفير الوقت: كُنت أعمل من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة، كان يتخلل هذا ساعة لتناول الغذاء ثم نصف ساعة أخرى لاستعادة نشاطي، ولكن الصيام ساعدني على توفير تلك الساعة وإنجاز المزيد من العمل.
  • زيادة التركيز: في بداية النظام كنت أعاني من التشتتُ والإرهاق، ولكن بعد الاستمرار وكبح هذا الشعور أصبحت أكثر تركيزًا طوال اليوم.
  • تناول الطعام الصحي: اعتدت من هذا النظام على انتقاء الأطعمة الصحية المُفيدة لجسمي والابتعاد عما كان يضرني خاصةً في فترة الليل، وليس الطعام فقط بل والشراب أيضًا.
  • تحسين صحة الجهاز الهضمي: يرجع إلى التقليل من الأطعمة السيئة المليئة بالدهون، فلم أعد أعاني من الإمساك كما قبل.
  • أداء التمارين جيدًا: لقد تعلمت ممارسة بعض التمارين وفائدتها، فكنت أشعر بالتعب والإرهاق من قبل أما الآن فأمارسها بسهولة كبيرة، فتمكنت من زيادة القوة الجسمانية وخسارة الوزن”.

أضرار نظام الصيام المتقطع

بالطبع ليس لكُل شيء منافع دون ضرر، فكما ذكرت سلفًا خلال تجربتي مع الصيام المتقطع أن الشعور بالجوع الكبير في البداية ولكني تمكنت من التغلب عليه، ولكن جاءت تجربة لفتاة عانت كثيرًا مع هذا النظام تسرد: “لن أُرشح لكم اِتباع هذا النظام لأن تجربتي مع الصيام المتقطع لم تكُن بالجيدة حقًا، فقد تغلبت على أضراره بعد شهور من المعاناة بصعوبة.

لكن لا أخفيكم سرًا الأمر كان خطأي من البداية، فلم أحدد النظام المناسب أولًا وبدأت في الأصعب حتى لا استمر كثيرًا وأفقد الوزن سريعًا، وعلى الرغم أن للنظام بالأساس الأضرار ذاتها ولكنها تتلاشى في فترة قليلة، إلا أنني لتسرعي خضعت لعلاج شهور حتى أتعافى من الأضرار التالية:

  • الإصابة بالإمساك؛ لعدم تناول القدر الكافي من الألياف الطبيعية لفترة طويلة.
  • الإحساس بعدم الاتزان والصداع.
  • ضعف العظام لتناول الطعام غير الصحي في ساعات الإفطار.

كانت تجربتي في البداية بصيام يوم كامل ثم إفطار ثم صيام، وهذا هو الخاطئ لأنني لم أهيأ جسمي على ذلك، لذا أنصح كافة الفتيات بعدم التسرُع في النتيجة، ستحصلون على مُرادكم ولكن باِتباع النظام بشكل صحيح.

نصائح للالتزام بالصيام المتقطع

إن تجربتي مع الصيام المتقطع لم تكن سهلة مُطلقًا، ولهذا قُمت بالبحث حتى ألاقي من يُساعدني على الاستمرار بهذا النظام حتى صُدفت تجربة لطبيبة قائلة: “بعد أن تسبب وزني الزائد بطلاقي أخذت القرار الاعتماد على ذاتي وفقدان الوزن واِتباع حتى الأنظمة الشاقة التي تقودني نحو النتيجة المرجوة سريعًا.

لم أجد أفضل من الصيام المُتقطع لِما يتمتع به من فوائد جمة، ولكن مثله كباقي الأنظمة، واجهت الكثير من التحديات حتى أصبحت الامرأة التي يتهافت عليها الرجال لينالوا رضاها، ولأنني أعلم أن هذا الأمر صعب فسأُساعد الفتيات ليتخطوا ذلك بعدد من النصائح، أوضحها لكم فيما يلي:

  • الابتعاد عن التفكير في الطعام طوال الوقت لأنه سيشُعرك بالجوع أكثر، اتجه إلى ممارسة هوايتك المفضلة، مشاهدة التلفاز لكبح ذلك الشعور.
  • إضافة نكهات إلى الوجبة تزيد من شعورك بالشبع وتغنيك عن زيادة السعرات الحرارية.. مثل طهي طبق الدجاج المُتبل مع البصل المشوح مُضاف له فصوص من الثوم.
  • الحرص على شُرب السوائل الخالية من السكر.. والماء كذلك، وكثير من الأطباء ينصحون بشُرب القهوة الخضراء فتحد من الشعور بالجوع.
  • في بداية النظام يلزم عدم ممارسة التمارين الشاقة والاكتفاء بالاستراحة مع تصفح ما يُلهيك عن التفكير.
  • وقت الجوع يُمكن تناول السناكس قليلة السعرات وتمنح الشعور بالشبع مثل: “الفشار، الفواكه، الخيار”.
  • يُفضل شُرب إحدى مشروبات حرق الدهون كالقرفة والزنجبيل بعد الحصول على وجبة الإفطار، وأخرى بعد وجبة الغذاء.
  • وضع جدول للنظام المُتبع يتضمن أطعمة الإفطار والغذاء والعشاء بألا تزيد عن نسبة السعرات المُحددة، وهذا يساعدك بالالتزام بالنظام حتى الوصول إلى النتيجة.

إن نظام الصيام المُتقطع هو أفضل الأنظمة التي تُساعد على فقد الوزن بإفادة الجسم كثيرًا والوقاية من الأمراض، كما يُمكن اِتباعُه كأسلوب حياة لمدك بالفوائد الكثيرة.