تجربتي مع الطلق الصناعي كانت فارقة بالنسبة لي، فالمرأة الحامل يراودها الكثير من المخاوف حول الولادة، فتفكر دائمًا ما إذا كانت ستتمكن من تحمل الطلق الصناعي أم لا، خاصةً أنه في الآونة الأخيرة يلجأ الطبيب إلى الطلق الصناعي في العديد من الحالات المختلفة نظرًا لقدرته على تسريع عملية الولادة.

تجربتي مع الطلق الصناعي

أنا أمرأة حامل في الثلاثين من عمري لقد مرت فترة الحمل دون حدوث أي مشاكل صحية، فقط بعض الآلام الطبيعية، ولكن في الفترة الأخيرة لاحظت تأخر موعد ولادتي، ولم يأتي موعد الطلق بعد، شعرت بالقلق والخوف الشديد من أن يحدث ضرر للطفل.

بعد أن قام الطبيب بفصحي أخبرني أن سيلجأ إلى الطلق الصناعي، لم أتصور يومًا حدوث هذا الأمر، على الرغم من ترددي في البداية لكن الطبيب أخبرني أن الأمر لا يستدعي القلق، وأنه يعتبر الخيار الأمثل في تلك اللحظة، كما أنه لا يختلف عن الطلق العادي بل يحمل أعراض التعب ذاتها.

بدأت أستعد للطلق الصناعي حتى تتم الولادة، ولم أكن أتصور يومًا أن الأمر سيكون بتلك السهولة حيث لم يتجاوز الطلق الصناعي الساعتين على عكس الطلق الطبيعي الذي يستغرق عدة ساعات، وأعرف هذا لأني خضعت للطلق الطبيعي من قبل، ويمكنني القول إن تجربتي مع الطلق الصناعي لم تكن بتلك الصعوبة التي تخيلتها، حيث تتمتع بالكثير من المميزات، وهي:

  • فتح عنق الرحم مما يساعد على إخراج الجنين.
  • تحفيز عملية الولادة الطبيعية.
  • الحفاظ على صحة الأم والجنين.
  • تسريع عملية الولادة الطبيعية.

طريقة تنفيذ الطلق الصناعي

قبل مروري بالولادة، كانت تلك التجربة مفيدة جدًا بالنسبة لي، حيث تناولت كيفية تنفيذ الطلق الصناعي بالتفصيل، فأخبرتنا سيدة أنها كانت تعاني من تأخر موعد الولادة، والطلق لذا اتخذ الطبيب قرار الخضوع إلى الطلق الصناعي، ولكن قبل الخضوع إليه بدأت في طرح الكثير من التساؤلات التي عرفت منه الإجابة عليها، وهي جعلتني أعلم كل ما يتعلق بالطلق الصناعي، وطريقة تنفيذه، وكانت كالآتي:

1- الطلق الصناعي عن طريق الهرمونات

حيث يُنتج الجسم هرمون الأوكسيتوسن طبيعيًا لتنشيط التقلصات، ولكن عند إجراء الطلق الصناعي تحصل المرأة على هذا الدواء من خلال الوريد بجرعات قليلة، لأن هرمون الأوكسيتوسن يعمل على تسريع الطلق، ولكن في الكثير من الأحيان يحدث الطلق بشكل سريع ومؤلم للغاية، ولا تساعد المسكنات على الحد من الألم، وفي تلك الحالة يتم إيقاف الأوكسيتوسين.

2- الطلق الصناعي من خلال الأدوية

تُستخدم التحاميل المهبلية خلال الفترة المسائية، وذلك لتسريع عملية الولادة في صباح اليوم التالي، وتجعل تلك التحاميل المرأة قادرة على التحرك.

3- تمزُق أغشية الجنين

في حال تمزق الكيس السلوي الذي يفرز البروستاغلاندين، يقوم بتسريع الانقباضات والطلق لدى الحامل، ولكن أحيانًا يتم تمزُق أغشية الجنين صناعيًا من خلال إدخال أداة بلاستيكية نظيفة إلى عنق الرحم، ويتم تحريك رأس الجنين إلى العنق مما يتسبب في تمزيق الكيس السلوي، ومن إيجابيات تمزُق أغشية الجنين الآتي:

  • إمكانية قياس معدل نبضات قلب الجنين عن طريق التواصل مع رأس الجنين.
  • فحص السائل الأمينوسي لفحص مادة البراز الأولى التي تشير إلى الضائقة الجنينية.
  • تقلل فترة الولادة حوالي ساعة.
  • خروج الحبل السري.

دواعي استخدام الطلق الصناعي

تجربة مغايرة لتجربتي مع الطلق الصناعي جاءت على لسان سيدة تسرد قصتها حيث قالت: لقد أصبت بسكري الحمل الأمر الذي جعل هذه الفترة صعبة للغاية، صحتي لم تكن تسمح بتحمل الطلق الطبيعي الذي يتجاوز الساعات، لذا أقترح الطبيب اللجوء إلى الطلق الصناعي لأن مدته تكون قصيرة، وتستطيع صحتي تحمله أكثر.

كنت أظن أن يمكن لجميع النساء اللجوء إلى الطلق الصناعي لتخفيف الألم، ولكن ذكر الطبيب أن هُناك بعض الحالات التي نلجأ بها إلى الطلق الصناعي معها، وتتمثل في النقاط التالية:

  • انفجار كيس الماء المحيط بالجنين الذي يساعد على حمايته من العوامل الخارجية، مما يشكل خطورة على حياة الجنين.
  • تأخر الولادة لدى المرأة الحامل، وعدم ظهور العلامات التي تشير إلى دخول المخاض.
  • إصابة المرأة بمشاكل صحية خطيرة مثل: “سكري الحمل، أو تسمم الحمل، أو أمراض القلب وفي تلك الحالة يكون الطلق الصناعي هو الخيار الأمثل”.
  • ارتفاع ضغط الدم للحامل.
  • معاناة المرأة من التهاب الحامل.
  • تمزيق الكيس السلوي.

مخاطر الطلق الصناعي

لقد حذرت امرأة على جروب مخصص للنساء على مواقع التواصل الاجتماعي من الطلق الصناعي، حيث قالت: تجربتي مع الطلق الصناعي لم تكن جيدة إطلاقًا، وعرضت حياتي إلى الخطر، وتسبب لي بالكثير من الألم نتيجة انقباضات الرحم الشديد، وعندما تحدث مع النساء اللواتي مررن بذات الأمر، علمت كافة المخاطر التي يسببها الطلق الصناعي، ويتم ذكرها فيما يلي:

  • يزيد من خطر الإصابة بنزيف شديد بعد الولادة مباشرة نظرًا لتأخر انقباض عضلات الرحم بعد الولادة.
  • في حال عدم قدرة المرأة الحامل على الولادة من خلال المهبل بعد نزول الماء هذا يبين عدم نجاح الطلق الصناعي مما يؤدي إلى زيادة فرص الولادة القيصرية لإنقاذ الطفل.
  • الطلق الصناعي بالأدوية يُشكل خطورة على صحة المرأة خاصة إذا خضعت لولادة قيصرية من قبل أو عملية جراحية في الرحم، وقد تتعرض لتمزق الرحم، كما أن الانقباضات التي تحدث نتيجة الطلق الصناعي قد تؤدي إلى انفصال المشيمة مبكرًا عن جدار الرحم.
  • في الغالب تتعرض المرأة لخطر الولادة المبكرة، وقد يسبب ذلك مشاكل في التنفس لدى الأطفال، وعدم اكتمال النمو.
  • تشعر المرأة بالكثير من الانقباضات المؤلمة التي تجعلها في حاجة دائمة لتناول مسكنات الألم.
  • في حال تمزق الكيس السلوي، وتأخر المرأة عن الولادة يُعرضها ذلك لخطر الإصابة بالعدوى مما يشكل خطورة على الجنين.
  • نتيجة الألم الشديد الذي تشعر به المرأة بعد الولادة تمكث في المستشفى لفترة طويلة.
  • بسبب ارتفاع خطر الإصابة باليرقان يصبح الكبد غير قادر على تكسير خلايا الدم الحمراء لدى الأطفال حديثي الولادة، وفي الغالب يحدث ذلك في حال عدم اكتمال نمو كبد الطفل، مما يؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين في دم الطفل، والذي ينتج عنه بياض عين الطفل واصفرار الجلد.
  • معاناة الطفل من مشاكل في الرئة والجهاز التنفسي.
  • زيادة خطر إصابة الأم والطفل بالالتهابات.

على من يُمنع الطلق الصناعي؟

إلى جانب تجربتي مع الطلق الصناعي وجدت تجربة أخرى ناجحة مع الطلق الصناعي حيث تقول السيدة: إن الطلق الصناعي ساعدني على الولادة بأمان تام، وحمل طفل بين يديها بسعادة، ولكن عندما كانت تتابع مع المريض، وتتحدث عن الطلق الصناعي أخبرها أنها محظوظة فيوجد الكثير من الحالات لا يُسمح لها بهذا الإجراء، وجاءت كالتالي:

  • في حال كانت وضعية الجنين بالعرض في الرحم يجب تجنب الخضوع للطلق الصناعي.
  • إذا كانت المرأة مصابة بالهربس المهبلي النشط.
  • خضوع المرأة الحامل لولادة قيصرية من قبل.
  • نزول المشيمة إلى الأسفل مما يؤدي إلى انغلاق عنق الرحم.
  • إجراء عملية جراحية في الرحم من قبل.
  • إذا كانت صحة المرأة الحامل لا تسمح بالولادة الطبيعية.

أحيانًا قد يلجأ الطبيب إلى الطلق الصناعي لتحفيز الولادة الطبيعية، خاصةً عند وجود خطر على صحة الحامل أو الجنين لأنه يساعد على إتمام الولادة الطبيعية بسلام.