تجربتي مع الغدة الدرقية والحمل كانت سببًا في التعرض لبعض المُشكلات الصحية، تُعد مشاكل الغُدة الدرقية كثيرة نظرًا للعديد من العوامل والتي تكمن في ارتباطها بالمشكلات الصحية الأخرى نتيجة تحكمها في إفراز الكثير من الهرمونات، وبالرغم من أنها من الأمراض التي يُمكن علاجها بعدة طُرق فعالة إلا أنه يجب الحذر في حال الإصابة بها أثناء الحمل تجنبًا لمُضاعفاتها.

تجربتي مع الغدة الدرقية والحمل

عند سماع خبر حملي لم تسعني الدُنيا فقد كان هذا الحمل بعض رحلة طويلة من العلاج، ولكن لم تستمر فرحتي طويلًا، حيث بدأت أشعر بأعراض غريبة كانت بدايتها في الإحساس بالنُعاس والتعب المُستمر، والتقلبات المزاجية الحادة بالرغم من أنها تُشابه بعض أعراض الحمل إلا أنني لم أكن أشعر بالراحة.

لكن بعد أن أخبرني من حولي أنها من الأعراض الطبيعية ولا داعي للقلق بدأت أقنع نفسي بتلك الادعاءات، كما حاولت تقُبل الأمر ولكن الأعراض لم تقف عند هذا الحد بل كانت تطور كُل فترة حتى تحولت إلى أعراض بعيدة عن الحمل تمامًا، فبدأت أشعر بالتعب الشديد نتيجة زيادة ضربات قلبي، وبعض الأعراض الأخرى التي تمثلت في الآتي:

  • الشعور بالتضخم خاصةً في موضع الغُدة الدرقية والفك السُفلي.
  • فُقدان الوزن بشكل غير طبيعي.
  • الشعور بالوخز والتنميل في الأطراف.
  • اضطرابات في النوم والسهر الدائم.

حينها قررنا ضرورة التوجه إلى الطبيب وبالفعل بعد الخضوع للعديد من الفحوصات المُختلفة تبين أنني مُصابة بفرط نشاط الغُدة الدرقية، لم نُكن نُدرك خطورة المُشكلة في بادئ الأمر إلا أنه وبمرور الأيام بدأت نسبة السُكر بالارتفاع في الدم الأمر الذي زاد من سوء الوضع، كانت تلك بداية تجربتي.

خوفًا من التعرض للمُضاعفات سواء من طرفي أو طرف الجنين التي من المُمكن أن تتسبب في الآتي:

  • الإجهاض أو الولادة المُبكرة وفي كلتا الحالتين يؤدي ذلك إلى العديد من المشاكل الصحية.
  • فقدان الجنين الوزن بشكل كبير.
  • الإصابة بتسمُم الحمل.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • صعوبة تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم نتيجة قصور قُدرة القلب على إنتاج الكمية الكافية من الدم.

قررنا البدء في العلاج وبالرغم من كونها رحلة طويلة إلا أنها كانت سببًا في نجاح تجربتي مع الغدة الدرقية والحمل.

أسباب نشاط الغُدة الدرقية

“من الضروري عند الحمل الخضوع لفحوصات الغُدة الدرقية لمعرفة درجة نشاطها لعدم تكرار تجربتي حيث إنني كُنت أعاني من بعض المُشكلات في الغُدة الدرقية الأمر الذي تسبب في خُسارة الجنين نظرًا لتأخر الخضوع للعلاج”…

هذا ما جاء على لسان إحدى النساء التي عانت من مُشكلة نشاط الغُدة الدرقية لذا قررت البحث عن أسباب الإصابة بتلك المُشكلة خوفًا من التعرض لها خاصةً إنني في بداية حملي الأول، وكانت أسباب الإصابة التي وجدتها كالتالي:

  • في حالة الإصابة بأحد الأمراض المناعية التي تتمثل في داء “الدراق الجحوظي”، والذي يعمل على زيادة نشاط الأجسام المُضادة في الجسم الأمر الذي يؤثر على نشاط الغُدة الدرقية وزيادة إفرازها لهرمون “التي فور” الذي يتسبب في الإصابة بـ “فرط نشاط الغُدة الدرقية”.
  • التهاب الغُدة الدرقية الناتج من الأمراض المناعية في أغلب الأحيان وفي بعض الأحيان الأخرى يكون بسبب تسرب هرمون الثيروكسين المُتراكم في الدم مما يتسبب في زيادة نشاط الغُدة الدرقية.

لذا يجب الحذر في حالة الإصابة بإحدى المُشكلات السابقة حتى لا يتسبب ذلك في مُشكلات الحمل التي تؤدي إلى فقد الجنين.

علاج نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل

في إحدى التجارب التي وجدتها أثناء البحث عن علاج مُشكلة نشاط الغُدة الدرقية أثناء الحمل والتي عانت من نفس مُشكلتي حيث روت المرأة عن رحلتها العلاجية قائلة: ” بالرغم من مواجهة الكثير من المشاكل خلال تجربتي، إلا أنها في النهاية كانت مُفيدة للغاية فلم يخب ظني في العلاج، حيثُ أخبرني الطبيب أن هُناك العديد من الخيارات العلاجية لمُشكلتي والتي كانت كالتالي:

1- الأدوية المُثبطة

تختلف الأدوية المُثبتة بين نوعين، أحدهما: الأدوية التي تحد من إنتاج هرمون “تي فور” والتي لا تتوفر بشكل كبير نظرًا لعدم أمانها، فهُناك بعض الحالات التي يصل فيها الدواء إلى الجنين من خلال المشيمة مُسببًا العديد من الأضرار له.

النوع الثاني منهما هي الأدوية التي تحد من نشاط الغُدة الدرقية وتُقلل من الأعراض الناتجة من فرط نشاطها، ولكنها لا تُعد آمنة بنسبة كبيرة أيضًا نظرًا لاحتمالية تأثيرها على الخلايا البيضاء في الدم، وذلك في حالة عدم الالتزام بالجُرعة التي وصفها الطبيب.

في كثير من الأحيان قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تُساهم في الحد من زيادة ضربات القلب.

2- التدخل الجراحي

في حالة عدم نجاح الأدوية في علاج مُشكلة نشاط الغُدة الدرقية يُصبح من الضروري التدخل الجراحي حينها واستئصال الغُدة الدرقية، وتعويض الهرمونات التي يُفرزها من خلال تناول بدائل الهرمونات والتي تُعد ضرورية لصحة الجسم والحمل بصفة خاصة.

خمول الغدة الدرقية والحمل

عند مواجهة بعض المُشكلات في الحمل قررت البحث عن أسباب تلك المُشكلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت إحدى التجارب التي عانت من مُشكلة قصور الغُدة الدرقية، فقصت صاحبة التجربة قائلة: “في بداية حملي كُنت أشعر ببعض الأعراض الغريبة والتي اعتقدت في البداية أنها ناتجة من الحمل، ولكن مع تطور الأعراض تأكدت من عدم وجود علاقة بينهما حيث كُنت أشعر بالأعراض التالية:

  • الشعور بالإعياء والإرهاق باستمرار.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • عدم القُدرة على تحمل الحرارة حتى درجة الحرارة الطبيعية للجسم.
  • التقلبات النفسية والتي كان يُصاحبها تساقط في الشعر، ووصل بي الحال إلى الاكتئاب.
  • الشعور بآلام في العضلات ومفاصل الركبة والظهر.
  • تضخم في منطقة الرقبة وانتفاخ البشرة وجفافها.
  • انخفاض مستوى نبضات القلب.

كانت الأعراض تتطور بمرور الوقت الأمر الذي جعلني أشعر بالقلق، وحينها أخبرني زوجي بضرورة التوجه إلى الطبيب للاطمئنان، عند الفحص نصحني الطبيب بالخضوع إلى بعض التحليلات الخاصة بنشاط الغُدد، وبالفعل كانت النتيجة قصور في الغُدة الدرقية، الأمر الذي كان لا بُد من علاجه في أسرع وقت حتى لا يؤثر ذلك على الحمل.

من هُنا كانت بداية تجربتي، حيث أخبرني الطبيب أن تلك المُشكلة تؤثر بشكل كبير على إفراز الهرمونات التي تُنظم الحمل وبالتالي يصل تأثير ذلك إلى الجنين، كُنت أخشى في بداية الأمر من التعرض لبعض المُضاعفات التي كُنت قرأت عنها الناتجة من مشاكل الغُدة الدرقية مع الحمل والتي كانت كالآتي:

  • الإصابة بفقر الدم.
  • تعرض الجنين إلى الإصابة بتشوهات خلقية.
  • خلل في تطور بعض الأجهزة للجنين خاصة الجهاز العصبي.
  • التعرض للنزيف الشديد بعد الولادة.
  • انفصال المشيمة في وقت مُبكر الأمر الذي يتسبب في الكثير من المُضاعفات لكُل من الأم والجنين.

لذا قررت الخضوع للعلاج، ووصف لي الطبيب حينها علاج لمُشكلتي، والتي كانت عبارة عن دواء “الليفوثيروكسين” والذي يُعد من العلاجات الآمنة، التي يُمكن الحصول عليها دون الإصابة بأي ضرر، وذلك في حال الالتزام بالجُرعة التي وصفها الطبيب”.

أضرار استئصال الغدة الدرقية للحمل

كُنت أعاني من خلل في الغُدة الدرقية الأمر الذي كان السبب في استئصالها، وقد كان أخبرني الطبيب حينها أنه في حالة الحمل سأواجه العديد من المشاكل، نظرًا إلى دور الغُدة الدرقية في تنظيم هرمونات الحمل، وبالتالي سينعكس أثر ذلك على الجنين، كما أخبرني الطبيب أنه لا بُد من الخضوع إلى بعض الإرشادات عند حدوث الحمل والتي كانت كالتالي:

  • تناول بعض البدائل الهرمونية لموازنة نسبة الهرمونات في الجسم، والقيام بالفحوصات اللازمة لمُتابعة نشاط الغُدة الدرقية، حيث إنه لا مانع من الحمل ولا يوجد أي مخاطر في حالة توازن الهرمونات في الجسم.
  • الخضوع لبعض الإجراءات لتعديل جُرعة البدائل الهرمونية والتي تحتاجها المرأة الحامل بنسب مُختلفة خلال فترة الحمل.
  • لا يجب تناول أي أدوية أو مُكملات غذائية قبل استشارة الطبيب فهُناك بعض البدائل التي لا يجب معها تناول الفيتامينات والمعادن.
  • لا بُد من انتظار مرور عدة أشهر بعد استئصال الغُدة الدرقية للحمل وذلك في حالة استئصال الأورام الحميدة من الغُدة الدرقية، أما في حالة السرطان لا بُد من الانتظار حتى الانتهاء من العلاج الإشعاعي والانتظار لمُدة تصل إلى سنة قبل الحمل حتى لا يؤثر العلاج على الجنين.

بالفعل بعد أن استمررت على علاج الغُدة الدرقية لمُدة طويلة حتى شُفيت تمامًا، استشرت الطبيب في إمكانية حدوث الحمل فنصحني بالانتظار لمُدة أطول والحصول على بدائل الهرمونات في تلك الفترة، وذلك لتنظيمها وحتى لا يؤثر العلاج على الجنين مُسببًا المشاكل الصحية.

تتعدد مُشكلات الغُدة الدرقية وهي من أكثر الأمراض التي تؤثر على الحمل؛ فلا بُد في حالة الحمل الخضوع إلى الفحوصات بشكل مُستمر لاكتشاف المشاكل بشكل مُبكر وسُرعة العلاج.