تجربتي مع القولون العصبي تشابهت مع كثير من التجارب التي يعاني أصحابها من الحالة ذاتها.. فهي حالة شائعة تمثل اضطرابًا في الأمعاء الغليظة، تصاحبها الكثير من الأعراض، وينتج عنها بعض المضاعفات المتفاوتة وفقًا لشدة الحالة، لذا يكون الفحص المبكر دومًا هو أفضل حل للوصول إلى العلاج المناسب.

تجربتي مع القولون العصبي

لم أتصور أن المغص الذي أصابني بعد تناول الطعام مباشرة غير مرة كان يمثل أكثر من كونه مشكلة عارضة، فقد اعتقدت أنه نتيجة طبيعية لأنني تناولت وجبة من الوجبات السريعة التي تكثر فيها الأضرار عن الفوائد.

فقد كان مغصًا مصحوبًا بشعور بالانتفاخ، علاوة على إسهال يتبعه، وعزمت حينئذٍ على ألا أتناول مثل تلك الوجبات مرة ثانية.. وأحافظ على طعام صحي قدر الإمكان، إلا أن الغريب في الأمر أن المشكلة لم تنتهِ بعد، وتكررت الأعراض.

فلم تختف الأعراض كما كنت أتوقع، بل تكرر ظهورها غير مرة، ويومًا بعد يوم كان الإمساك أكثر ظهورًا فيها، وانضمت النوبات المتبادلة بين الإسهال والإمساك في قائمة الأعراض التي أشعر بها.. أصابني التوتر وفقدت وزني وكان إحساسي الدائم بالتعب حليفي.

ذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحوصات اللازمة، والذي أسفرت عن نتيجة إصابتي بمتلازمة القولون العصبي، والتي تُعرف بمتلازمة القولون المتهيج.. وقد تجلت أعراضها تباعًا على هذا النحو:

  • تغيرات في عدد مرات التغوط.
  • آلام البطن المستمرة لاسيما بعد تناول الطعام.
  • التقلصات والانتفاخات في المعدة.
  • تغيرات في شكل البراز.
  • تزايد الغازات.
  • وجود مخاط أبيض في البراز.

في تجربتي  نصحني الطبيب ببعض الإرشادات التي يُمكن إجمالها في تغيير نمط الحياة ليكون أكثر صحة، والابتعاد عن أنماط غذائية معينة، حتى لا تتفاقم معي الأعراض مسببة مضاعفات لا يُحمد عقباها.

مضاعفات القولون العصبي

ذكرت لكم في تجربتي أنها لم تتجاوز الأعراض الطفيفة التي تمكنت أن أتجاوزها باتباع بعض التعليمات.. إلا أن حالات أخرى من تلك المتلازمة تفاقم فيها الوضع إلى الحد الذي جعل من العلاج ضرورة قصوى، كتلك الحالة:

أعلم أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، إلا أن ما جعلني من الحالات الخطرة أن هناك تاريخ عائلي مرضي عزز من إصابتي، علاوة على أنني كنت أعاني من بعض المشكلات في الأعصاب المرتبطة بالجهاز الهضمي.

فعندما ظهرت عليّ الأعراض التالية علمت أنها ليست الأعراض الطبيعية، فكانت من قُبيل المضاعفات التي زرت على إثرها الطبيب من فوري:

  • الإسهال ليلًا.
  • صعوبة في البلع.
  • فقدان الوزن.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
  • الاضطرابات المزاجية.
  • القيء مجهول السبب.
  • نزيف المستقيم.
  • عدم استطاعة القيام بالأنشطة الهامة.

أخبرني الطبيب على إثر تلك الأعراض أنني لم أفهم حالة حساسية الطعام جيدًا، فلا يصح لي أن أتناول الأطعمة التي تحتوي على مشتقات الحليب والقمح والبقوليات والمشروبات الغازية، فتلك من أشهر الأطعمة التي تتسبب في تهيج القولون.

الخيارات العلاجية للقولون العصبي

كانت تلك التجارب أكثر إفادة وفعالية بالنسبة للقرّاء، حيث تناولت كيف يكون علاج القولون العصبي بكافة طرقه، فأخبرتنا فتاة عانت من القولون العصبي كثيرًا إلا أنها استطاعت أخيرًا تحسين جودة حياتها بعد عناء، في رحلة علاجية اعتمدت على الدواء، فأخبرتنا بما يلي:

في الحالات التي يكون فيها القولون العصبي أكثر حدة وتفاقمًا في أعراضه، يوصي الطبيب بأخذ بعض الأدوية قبل وبعد الطعام، وكانت حالتي من تلك الحالات.. فقد وصف لي الطبيب:

  • الأدوية الملينة.
  • مسكنات الألم.
  • مكملات الألياف الغذائية.

كما أخبرني أن هناك أدوية أخرى يُمكن أن يصفها تبعًا للحالة وما تعاني منه، على النحو التالي:

  • مضادات الاكتئاب.
  • مضاد التشنجات.
  • مضادات الإسهال.

هذا وفي تجربتي قد أجدى معي العلاج جنبًا إلى جنب مع اتباع بعض الإرشادات التي كانت حلًا مثاليًا بالنسبة لي، على النحو التالي:

  • تجنب التوتر النفسي قدر الإمكان، من خلال الاسترخاء.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام حتى وإن كان خفيفًا، لتنظيم نشاط الأمعاء.
  • تناول الوجبات على نحو ثابت منتظم، فإن الوجبات الصغيرة المتعددة والغنية بالألياف هي الأفضل على مدار اليوم.
  • اتباع حمية غذائية غنية بالألياف، لأنها تعمل على منع الإمساك.
  • شرب المزيد من السوائل لاسيما كميات كافية من المياه لا تقل عن 10 أكواب يوميًا.
  • الابتعاد عن المشروبات الغازية أو التي تحتوي على كافيين بنسبة كبيرة.
  • تجنب المنتجات الغذائية التي تتسبب في الشعور بالانتفاخ والغازات، مثل الملفوف والفاصوليا والعنب والتمر وما إلى ذلك.
  • تجنب اللاكتوز كمكون في بعض المنتجات، على إثر إجراء اختبار لتقييم مدى الحساسية من اللاكتوز.

لذا إن أفضل خيار علاجي للقولون العصبي وتخفيف أعراضه الجمع بين النظام الغذائي السليم وبين العلاج الدوائي.. إضافةً إلى بعض التغيير في روتين الحياة اليومية.

الطب البديل لعلاج اضطرابات القولون العصبي

لمّا كان القولون وما يُحدثه من اضطرابات يعمل على عدم الراحة للمصاب، فإن هناك الكثير من التجارب التي أجزمت بأن هناك طرق علاجية تعتمد على المشروبات والأعشاب، ليكون العلاج على أفضل نحو، ومنها ما ذكرته تلك الحالة:

طالما وأنا أعتمد في أي من الإصابات أو الحالات المرضية على الأعشاب الطبيعية التي لا تستتبع أضرارًا قط، حتى وإن لم تؤت بثمارها، يكفي أنها لا تؤدي إلى نتائج سلبية على خلاف العلاج الدوائي.. وعندما علمت أنني مصابة بمتلازمة القولون العصبي عزمت على تناول المشروبات التالية:

  • النعناع: عرف عنه فعاليته في علاج أمراض الجهاز الهضمي كافة والقولون بشكل خاص، على أنه يحتوي على زيوت تعمل على تهدئة عضلات المعدة والأمعاء والتخفيف من تقلصات القولون.
  • الحلبة: تعمل بدورها على التخفيف من آلام القولون والتخلص من الإمساك، حينما يتم تناول منقوعها.
  • بذور الشمر: من الأعشاب التي يوصي بها الأطباء مرضى القولون لأنها تعمل على تهدئة عضلات المعدة.
  • اليانسون: يعمل على علاج الاضطرابات الهضمية بشكل عام.
  • الكراويا: معروف عنها أنها تحد من الغازات والانتفاخات، وهي الأعراض المصاحبة للقولون والأكثر إزعاجًا.
  • البابونج: يعتبر من المهدئات، فيحتوي على خصائص علاجية للمعدة والأمعاء ويحد من أعراض القولون العصبي.
  • الزنجبيل: يُمكن أن يكون مشروب الزنجبيل والليمون معًا فعالًا في علاج اضطرابات القولون العصبي.

هل القولون العصبي يعزو إلى أسباب نفسية؟

تجربة مغايرة لتجربتي مع القولون العصبي جاءت على لسان فتاة سردت قصتها على النحو التالي:

ارتبط القولون العصبي بشكل أساسي لديّ بحالتي المزاجية، علاوة على الأمراض النفسية كالتوتر والاكتئاب الذي يصاحبني لفترات عدة، فلم يكن يعزو المرض إلى أي من الأسباب العضوية، الأمر الذي عزز لديّ النظرة غير الإيجابية نحو مدى شفائي من المرض، إثر ارتباطه بالتوتر والحالة النفسية.. فلا مجال لشفائي من خلال العلاجات الدوائية أو تغيير روتين النظام الغذائي، وحتى إن امتثلت للشفاء فإن العلاج سيكون أمده طويلًا.

إلا أنني حينما تابعت مع طبيب آخر أكثر خبرة في الأمر، أخبرني أن أصل متلازمة القولون العصبي ترتبط بمجموعة من التغيرات الطفيفة في البيئة الخلوية والجزيئية لخلايا الغشاء المخاطي في المستقيم والقولون، الأمر الذي لا علاقة بينه وبين الحالة المزاجية خاصتي.

كما أخبرني أن القولون العصبي يرتبط بمظاهر الحساسية كالربو والإكزيما التحسسية، لأن المتلازمة ترتبط بعسر الهضم الوظيفي، الذي يمثل عدم الشعور بالراحة في أعلى المعدة، الأمر الذي يستتبع ضرورة امتثالي إلى العلاج.

في هذا الصدد يأتي العلاج النفسي بالمساعدة الفعالة في تهدئة القولون، من خلال ممارسة اليوغا أو تمارين الاسترخاء في أوقات محددة من اليوم، علاوة على العلاج بالتنويم المغناطيسي في الحالات الأكثر حدة، من أجل تغيير الاستجابات العقلية اللاواعية للاضطرابات الجسدية.

حيث إن أهمية الاهتمام بالجانب النفسي تتجلى في تهدئة القولون مما يعاني، ويعول في ذلك على دور الجهاز العصبي في التحكم في الحركات التلقائية للجهاز الهضمي، كما أن هناك اعتقاد شائع يتعلق بأن القولون العصبي لا يزال متأثرًا بالمناعة، التي تعتمد على المؤثرات النفسية بطبيعة الحال.

خلصتُ من ذلك إلى حقيقة مفادها أن أغلب من يعانون من القولون العصبي يعانون بالتزامن من مؤشرات مرضية أكثر سوءًا في فترات التوتر بشكل متزايد، الأمر الذي يجعل التوتر عاملًا هامًا بدوره في تفاقم أعراض القولون العصبي، لكنه لا يتسبب في نشوئه من الأساس.

إنّ تشخيص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي تعتبر تحديًا أمام الأطباء، للتفرقة بينها وبين العديد من مشكلات الجهاز الهضمي التي تسبب الأعراض المشابهة لها.