تجربتي مع الكركم للاكتئاب كانت حافلة ببعض المُغامرات، والكثير من فقدان الأمل على صعيدٍ آخر، فقد بدا لي أن هذا المرض المؤلم يمكن السيطرة عليه بسهولة، لكن الأمر حين خرج من يدي ووصلت لحائط مسدود، كان لِزامًا عليّ إيجاد حل حقيقي أحصد منه الخلاص من هذه المشاعر التي أدمت روحي، وهذا هو ما أقصُه لكم من خلال تجربتي.

تجربتي مع الكركم للاكتئاب

“الاكتئاب عبارة عن اضطراب وجداني، أم الاكتئاب ينتهي بالصلاة والقرب من الله؟” كلا الرأيين كُنت أسمع، ولم أتمكن من فهم أيُهما الصواب إلا بعد أن مررت بتجربتي مع الكركم للاكتئاب، حيث بدء الأمر من معاناتي من مجموعة من الأعراض أفقدتني القدرة على العيش كبقية الناس، وكانت عبارة عن:

  • فقدان الاستمتاع بكل الأنشطة التي كانت مُبهجة في السابق.
  • عدم القدرة على أداء أبسط المهام اليومية، سواء في العمل أو الدراسة.
  • ألم بمناطق متفرقة من الجسم كألم الظهر والصداع والركبتين.
  • فقدان التركيز والإنتاجية.
  • أفكار انتحارية تتطور إلى أفعال انتحارية.
  • مشاعر حزن وكآبة مستمرة بلا توقف، والغضب على أتفه الأسباب.
  • اضطرابات بالنوم سواء بزيادته أو قلته فيما يعرف بالأرق.
  • الإحساس بالذنب والتقليل من الذات بلا وجه سبب حقيقي.

كانت هذه الأعراض تستمر على هيئة نوبات كل منها يبقى على الأقل أسبوعين، مما دعا لتشخيصي بالاكتئاب، لكن لخوفي من الأطباء النفسيين والأدوية التي يكتبونها للمرضى قررت عدم الخضوع للعلاج، وقصدت في المقابل كل ما يُقال إنه يعالج الاكتئاب.

بدأت بالتقرب من الله، ولم يجدي هذا نفعًا، حتى أني بوقتٍ ما أصابني السخط، ونادمة جدًا لأني وصلت لهذه المرحلة من سوء الظن بالله، وقصدت كذلك من يعالجون السحر والحسد، ظنًا مني أن تلك هي علتي، وكان نهاية هذه المحاولات مشروب الكركم، والذي كان مثل كل ما سبقُه.

لم يُجدي نفعًا أبدًا، حتى هداني الله للذهاب إلى طبيب نفسي بعد إلحاح منها، وهذا بالفعل ما أنقذ حياتي فقد كنت على حافة الانتحار، وبعد أن تم شفائي فطنت إلى أن كل ما لجأت له من علاجات كالكركم لم يكن بأي فائدة إلا أني كنت أرغب فقط بالهرب من الحل الحقيقي.

فوائد الكركم

حكت لي صديقتي نُهى: “كنت أعاني من أعراض اكتئابية شديدة، وحين علمت جدتي نصحتني بالكركم، مُبررة هذا أنه يرفع من هرمونات السعادة كالدوبامين، ولأني كنت صغيرة بالعمر وقتها فلم أتجاوز 16 عامًا صدقت ما قيل وجربت بالفعل استخدامه على فترات طويلة..

لم أحصد وقتها أي نتيجة تُذكر، لكن الفوائد التي ظهرت عليّ من فرط استعمال الكركم هي ما تستحق الذكر، حيث كانت:

  • به كمية كبيرة من الكركمين الذي يحتوي على فوائد جمّة فهو من المركبات البيولوجية النشطة.
  • يقلل من فرصة الإصابة بأمراض الدماغ لأنه يحسن وظائفها، ويظهر هذا في تحسن الذاكرة ومهارات التفكير.
  • يحمي الجسم من الالتهابات.
  • يُحسن من مظهر البشرة، فهو يحتوي على قدر كبير من مضادات الأكسدة.
  • يعالج حب الشباب والصدفية والنمش، ويقلل من علامات التقدم في العمر.
  • يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • عند مزجُه مع زيت جوز الهند يُمكن استخدامه كمعجون أسنان ليحافظ عليها ويحمي من التهاب اللثة، كما يُعالج فطريات الفم.
  • يُخلص الكبد من الكوليسترول وينظم إفراز العصارة الصفراء.
  • يساعد على الهضم بشكل أفضل؛ هذا لأنه يحافظ على مستوى معين من البكتيريا النافعة، والتي تقلل من الإمساك والغازات.
  • علاج آلام المفاصل.
  • التقليل من السعال والرشح بحالة الإصابة بالأنفلونزا.
  • يعالج ضعف الانتصاب بزيادته للدم المُتدفق نحو الأعضاء التناسلية.

طريقة استخدام الكركم

قصت عليّ نِهاد: “كانت حياتي فوضوية بشكل كبير، وكان هذا بسبب تجمع المشاكل الأسرية مع تعثري بالدراسة وقلة قدرتي حتى على ممارسة الأنشطة السارة مثل الخروج مع الأصدقاء، وبدأت بهذه الفترة تجربتي مع الكركم للاكتئاب وكانت طرق إعداده كالتالي:

أولًا: وصفة الكركم والحليب

بتجربتي مع الكركم للاكتئاب علمت أن الحليب يُساعد على علاج عدة مشاكل، وإضافته للكركم تزيد من فعاليته كثيرًا، وقمت بإعداده كالتالي:

المكونات

  • كوب من الحليب.
  • ملعقتان صغيرتان من العسل.
  • ملعقة كبيرة من الكركم.

طريقة التحضير

  1. نغلي الحليب جيدًا.
  2. نُصيف له الكركم، ثم نغطيه لنصف ساعة.
  3. نضع العسل، مع التقليب.
  4. شربه مرتين يوميًا.

ثانيًا: خلط الكركم بالاستخدام اليومي

لأن طعم الكركم وحده ليس مُستساغًا للكثيرين لكونه بهار في الأساس يمكن الحصول على فوائده بإحدى الطرق التالية:

  • وضعه على الطعام خاصةً الأرز والدجاج، ويمكنك هنا اتباع الوصفات الهندية.
  • إضافته للبخور.

الجدير بالذكر أني اتبعت كل هذه الطرق كي أحصل على فائدة بعلاج الأفكار الاكتئابية التي لديّ، لكن لم تقل حتى ولو قليلًا، لذا قصدت عيادة نفسية، وساعدني ذلك كثيرًا على تخطي هذه الأعراض سريعًا، وهذا ما أنصح به كل من مرّ بالأمر ذاته.

أضرار الكركم

تقول سوسن: “تجربتي مع الكركم للاكتئاب كانت مُضحكة بعض الشيء، فحين كنت لدى طبيبي النفسي حكيت له عن رؤيتي لمنشور يحكي عن قدرات الكركم على علاج الاكتئاب، فقال لي حينها إذا كان الكركم قادرًا بالفعل على علاج هذه العلة لما ظهر علم دراسة النفس البشرية، ولا الطب النفسي.

أليس الاتجاه المُسيطر مؤخرًا هو التسهيل على البشرية بقدر المُستطاع؟ لماذا إذا يضيع البشر وقتهم في رأيك؟ كانت إجابتي أنه لا بُد فعلًا من أن تكون هذه كذبة كبيرة، وزادني علمًا بالنهاية أن هذا الكركم ليس أمانًا تمامًا كما أعتقد، بل به عدد من الأضرار هي:

  • تسبب الكميات الكبيرة منه الإسهال.
  • تراكمه يؤدي للإصابة بحصوات الكلى.
  • يُقلل من امتصاص المعدة للحديد، بالتالي نقصه بالجسم ومن ثَمّ الإصابة بالأنيميا.
  • يزيد سيولة الدم لذا يُحظر استخدامه قبل العمليات الجراحية، أو مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تخثر الدم.
  • يُقلل من سكر الدم، لذا يجب استخدامه بحذر وبكميات قليلة.
  • يُمنع استخدامه مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالمعدة مثل ارتجاع المريء.
  • المصابين بسرطان سرطان الثدي، سرطان الرحم، سرطان المبيض، أو الأورام الليفية الرحمية لا يُسمح لهم باستخدامه؛ لأنه يؤثر على هرمون الأستروجين الذي يؤثر بشكل واضح على هذه الأمراض.
  • احذر من استخدامه مع الأدوية التي تحوي المواد: الأسبرين، وكلوبيدوغريل، والديكلوفيناك، والايبوبروفين، والنابروكسين، ودالتيبارين، وإنكسابارين، والهيبارين، والوارفارين.

الكركم يحوي الكثير من الفوائد العامة للجسم، لكن كي تُعالج مشكلة نفسية منبعها الأفكار فأنت لا تحتاج فعل ذلك عن طريق الطعام.