تجربتي مع الكيس الدهني كانت صعبة فعليًا، فقد وصلت لمرحلة الشفاء بعد المرور بطريق طويل من المعاناة، لهذا قررت سرد تجربتي لتجنب الوقوع بالخطأ نفسه نظرًا لكونه من الأمراض الشائعة التي يصاب بها الكثير من المرضى.

تجربتي مع الكيس الدهني

أدعى نيرة كُنت في الثانية والعشرون من عمري حينما بدأت تجربتي مع الكيس الدهني، فكُنت من الذين يهتمون كثيرًا بنظافتهم الشخصية، وفي يوم لاحظت وجود كتلة صغيرة تحت الجلد تشبه حبة البازلاء في منطقة تحت الإبط، شعرت بالغرابة لهذا الأمر وقد استشرت والدتي وحينها شعرت بالقلق وهي أيضًا.

فقد شعرت بالخوف من أن تكون هذه الكتلة خبيثة ودلالة على أيٍ من الأمراض الخطيرة، لذلك توجهنا للطبيب في اليوم التالي، وقام بفحص الكتلة ذاتيًا وتأكد أنها مرنة وغير صلبة وطلب إجراء بعض الفحوصات ثم أخبرنا أنها عبارة عن كيس دهني لا يتطلب القلق يمكن علاجه بسهولة باستخدام بعض الأدوية.

لأنه حين خضعت للتشخيص كان حجم الكيس صغير، لذا لم يتطلب الأمر التدخل الجراحي من قِبل الطبيب، وبالفعل وصف لي 3 أنواع من المراهم الموضعية وبعد مرور 3 أشهر اختفى هذا الكيس بالكامل.

أسباب الإصابة بالكيس الدهني

قد حدثتني ابنة عمي حينما سألتها عن سبب إصابتها بالكيس الدهني، فردت قائلة: “أثناء تجربتي مع الكيس الدهني بالعين استشرت الطبيب عن سبب الإصابة بهذا الكيس، فأخبرني أنه يوجد أسباب عديدة وتتوقف على المكان الذي ظهر فيه الكيس الدهني.

فقد يظهر في منطقة تحت الإبط ويظهر تارة في جفن العين ومناطق أخرى، ولكن سوف أوضح لكِ أسباب ظهوره بشكل عام فيما يلي:

  • انسداد الغدد المُفرزة لزيوت البشرة مما يسبب استرجاع هذه الزيوت مرة أخرى، وبالتالي يسمح بتكوين كتلة صغيرة ثم تتطور حتى يزداد حجمها.
  • تعرض الجلد للبكتيريا والفطريات مما يسبب الإصابة بالالتهابات التي تزيد من خطر الإصابة بهذه المشاكل الجلدية.
  • استخدام الأدوات والطرق العنيفة لإزالة الشعر.
  • تراكم الدهون تحت الجلد واستخدام المنتجات التي تساعد على تفاقم حِدة هذه المشكلة.
  • الإصابة بالأمراض المعدية.
  • استخدام المواد غير المُلائمة للبشرة والتي تتسبب في تراكم بقايا هذه المواد بين الأنسجة.

أين يظهر الكيس الدهني؟

حينما أصيب والدي بالكيس الدهني قمت باستشارة طبيب العائلة حول الإجراءات التي يمكننا القيام بها، وسألني حول المكان الذي ظهر به هذا التكيس فسألته إذا كان يظهر بعدة أماكن، قال: نعم فقد يظهر في:

  • الوجه.
  • الذراع.
  • الساق.
  • فروة للرأس.
  • جفن العين.
  • أسفل منطقة العين.

أعراض الإصابة بالكيس الدهني

أنا أدرس في كلية الطب، وذات يوم لاحظت ظهور تكيس بسيط في جفن أختي فسألتها إذا كانت تعاني من أي نوع من الأعراض، فأخبرتني:

  • ظهور كيس فوق الجفن يشبه حبة البازلاء يحتوي على بعض السوائل.
  • المعاناة من النتوءات حول الكيس واحمرار شديد ولكن دون الشعور بأي ألم.
  • ارتفاع درجة حرارة الجلد.

تشخيص الكيس الدهني

حينما لاحظ أخي ظهور كتلة غريبة في منطقة تحت الإبط شعر بالقلق حيال هذا الأمر، خاصةً أنها كانت تزداد حجمًا وكل ما فكر فيه أن هذه الكتلة قد تشير إلى الإصابة بورم سرطاني وهذا الأمر دفعه للتشخيص الفوري عند الطبيب وذلك لكي يطمئن قلبه، وبالفعل قام الطبيب بالإجراءات التالية:

  • الفحص الذاتي وذلك من خلال فحص الورم والمناطق المُحيطة باليد ليتعرف على حجم الورم ومدى الانتشار وإذا كان صلب أو مرن.
  • اللجوء إلى تطبيق الأشعة الفوق صوتية وذلك ليتأكد الطبيب من شكوكه وليحصل على معلومات أكثر دقة حول مكان انتشار الورم وحجمه والتأكد أنه ورم غير سرطاني.
  • لأن الكثير من الحالات قد يتشكك الطبيب من نوع الورم إذا كان حميد أو خبيث، لذا يأخذ عينة من الورم ويفحصها تحت المجهر.

علاج الكيس الدهني

كنت أتحدث مع ابنة خالتي ثم أخبرتني قائلة: تجربتي مع الكيس الدهني من أكثر العوائق التي أمر بها، فسألتها لِما لا تذهبين للطبيب فأخبرتني أن جميع من حولها قال ليس بالضرورة الخضوع للطبيب فستختفي تلقائيًا، فشعرت بالغرابة ولأنني حاولت كثيرًا إقناعها للتوجه للطبيب.

لذا بالفعل توجهنا له لمعرفة السبب وراء الإصابة، وعندما سألنا الطبيب عن سبب التأخر كل هذه المدة أخبرته بما قيل لها فأخبرها أن هذا الأمر قد يكون حقيقي إلى حدٍ ما ولكن في حالات معينة، بل ويجب الاهتمام بنظافة الكيس لتجنب تعرضه للتلوث.

ثُم أخبرها أن هذا الأمر يعتمد على حجم الكيس والمكان الذي ظهر فيه ومدى تراكم السوائل بداخله وتطور حجمه، واستكمل حديثه:

  • هناك بعض أنواع الأكياس الدهنية يمكن علاجها باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات وأنواع أخرى تعمل على التخلص من السوائل ولكن تدريجيًا.
  • بعض الحالات تتطلب التدخل الجراحي ولعل من أشهرها الكيس الذي يظهر بجفن العين ولا يتأثر بالعلاج؛ لأن في هذه الحالة يضطر الطبيب لإزالة هذا الكيس بواسطة الأدوات الطبية ليتجنب تعرض المريض لأي خلل في الرؤية أو أي من المخاطر الأخرى، ولن تستغرق سوى 20 دقيقة.

نصائح للوقاية من الإصابة بالكيس الدهني

هناك بعض النصائح سوف أطرحها عليكِ لكي تتجنبي الإصابة بالمرض نفسه قد أعلمني بها طبيبي خلال تجربتي مع الكيس الدهني، وعادت تكرارها رفيقة والدتي لي فقالت:

  • يعد نمط الحياة الصحي هو أحد أهم الأمور التي يجب تطبيقها لأنه يقلل من التعرض للملوثات وغيرها من العوامل التي تزيد من فرص تكون هذه الأكياس على سطح الجلد.
  • اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كافة العناصر الغنية بالفيتامينات والمعادن وذلك لتوفير التغذية العميقة للبشرة.
  • تناول الأعشاب التي تلعب دور بارز في تنقية الدم من الفضلات والسموم مما يقلل من التعرض لهذه الإصابات.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل وخاصةً المياه؛ نظرًا لمدى أهميتها للجسم.

الفرق بين الورم السرطاني والكيس الدهني

نظرًا لكون أخي وأنا قد شعرنا بالخوف الشديد حينما أصيب والدي بهذا التكتل وقد كان كل خوفنا من أن يكون ناتج عن الإصابة بأي من الأورام السرطانية، لذا أخبرنا الطبيب أن الأمر لا يستدعي القلق لأن هناك فرق بين الورم السرطاني وهذا الورم، فإذا كان ورم خبيث سوف يتوافر فيه العوامل التالية:

  • يتطور حجمه حتى يتخطى 5 سم.
  • إذا تم التخلص منه عبر الجراحة تلاحظ نموه مرة أخرى بصورة سريعة.
  • إذا لاحظ المريض بعض الأعراض المصاحبة لهذا المرض مثل: “الاحمرار، والصديد، وغيره حول منطقة الكيس، وأحيانًا زرقة في هذه المنطقة”.

قد يكون من المشاكل الجلدية الشائعة التي تتسبب في شعور المريض بالخوف، ولكن تعرفت من خلال تجربتي مع الكيس الدهني أن الأمر ليس خطير ويمكن علاجه، ولن يستغرق مدة طويلة.