تجربتي مع المليساء المعدية تجربة غير مريحة نسبيًا، فرغم أنها تأتي وتذهب عند الكثيرين دون أن يشعروا بأي ألم أو عدم راحة، إلا أنها قد أتتني بأعراض دائمة ولا تتلاشى وحدها إلا بالتدخل العلاجي المستمر، ولأجل الوقت المرير الذي أمضيته في محاولة الحد منها يجب أن أحكي لكم تجربتي كي لا تقعوا بذات الأخطاء، إضافة للتجارب الكثيرة التي تعرفت عليها في رحلتي العلاجية كي نُلم بكافة الأعراض والأسباب وطرق الوقاية.

تجربتي مع المليساء المعدية

منذ قرابة ثلاثة أشهر تعرضت لعدوى فيروسية يُطلق عليها المليساء المُعدية، والتي انتقلت لي من خلال ملامسة إحدى مستلزمات أختي الخاصة بها عندما زرتها في منزلها والحقيقة إنني كنت لا أدري عنه شيء بل تعرفت عليه عندما بحثت عن الأعراض التي اعترتني ووجدتها جميعها تتطابق معي.

فهي عبارة عن نتوء صغير غير مؤلم إلا إذا تم خدشها، كما في معظم الحالات تندثر وحدها دون أن تترك أي أثر لها، لكن قد مر عليّ شهر ونصف وما زال هذه النتوء بجلدي رغم تدليكي لها ببعض المعقمات وصارت تسبب لي الإزعاج حينما أتقلب وأنا نائمة أو يتم الضغط عليها بدون قصد.

لذا ذهبت إلى الطبيب بالحال، وقد تعرّف على الأعراض التي أصبت بها ثم شخص حالتي من خلال الفحص السريري، ووصف لي كريم حمض الساليسيليك الذي يساهم في كي النتوء وإزالته، وبالفعل بالتزامي بكافة الإرشادات التي نص عليها الطبيب صارت تجربتي مع المليساء المعدية غير مؤرقة تمامًا وتلاشت كافة الأعراض السابقة والتي كانت متمثلة في:

  • نتوء مستديرة على الجلد على هيئة مجموعات صغيرة يتراوح حجمها بين 2 إلى 6 ملليمتر.
  • ذات لون أبيض يميل إلى الوردي كما تأتي بمظهر شمعي ولامع.
  • تتميز بوجود حفرة في المنتصف أو غمازة بحسب وصف الطبيب.
  • تظهر خلف الفخذين، كما قد تظهر بأماكن مثل الإبط أو خلف الركبتين أو في المناطق التناسلية.

أسباب الإصابة بالمليساء المُعدية

في أحد الفيديوهات على الإنترنت قد سمعت طبيب جلدية يتحدث عن المليساء وعن أسبابها، وكنت أعلم أن السبب الأساسي وراء إصابتي بهذا المرض هو المناعة الضعيفة، لكنّه ذكر عدد من الأسباب الأخرى التي لم أكتشفها في تجربتي مع المليساء المعدية، والتي كانت كما يلي:

  • استخدام أدوات شخصية ملوثة ينتقل خلالها المرض أو عبر ملامسة أغراض شخص مصاب بالعدوى مثل المناشف.
  • التلامس أو الاحتكاك المباشر مع جلد شخص مصاب بشكل متكرر، مما يجعل العدوى تنتقل فورًا، أو الانتقال من خلال ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص مُصاب.
  • الانتقال الذاتي حينما يُصاب الشخص بالمرض ثم يلمس منطقة العدوى ويلامس مكان آخر بالجسم فينتشر المرض بمواضع أخرى.

الطرق الطبية لعلاج المليساء المعدية

حكت لي شقيقتي: بتجربتي مع المليساء المعدية انزعجت أنا الأخرى من هذه النتوءات، وبعد أخذ الكثير من الأدوية لم أرى أي نتيجة تُذكر، لذا قررت البدء في التدخلات العلاجية المتطورة أكثر حتى أُسرع من عملية الشفاء، وجاء من بينها ما يلي:

  • العلاج بالكشط: تُستخدم هذه التقنية العلاجية للبالغين أو المراهقين فقط، حيث يستخدم الطبيب بعض الأدوات الجراحية وقد يحدث عندها نزيف بسيط، لكن الأمر الجيد أنه لا يُصاب به الجميع، الأمر السيء هو أن هذا الإجراء يمكن أن يترك ندبة بعد الشفاء.
  • العلاج بالكريمات والمُطهرات: هي ما يلجأ له العديد من المصابين بالمليساء فبها مُعقمات مثل: “البوفيدون أو كريم الهيدروكورتيزون”، تتدخل بشكل فعّال في الحد من انتشار العدوى وتلاشيها تدريجيًا، ويتم استخدامها من خلال وضع المطهر على شاش طبي معقم ثم يُمسح على النتوءات يوميًا، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب بمواعيد الاستخدام.
  • العلاج بالتبريد: تتم من خلال وضع الطبيب لسائل النيتروجين الشديد البرودة على كل نتوء بارز وحده حيث يتم تجميد جميع النتوء بالنيتروجين ثم إزالتها، ويتم تطبيق هذه العملية كل أسبوعين أو ثلاث حسب الحالة وحتى تندثر النتوءات تمامًا، وأكثر من يستخدم هذه الطريقة من العلاج هم الرياضيون الذين ينبغي عليهم العودة لممارسة الرياضة بشكل طبيعي سريعًا.
  • العلاج بالليزر PDL: أو الليزر النبضي وهو يتم اللجوء إليه في بعض الحالات التي لا تستجيب فيها النتوءات للعلاج، كما يمكن استخدام التقنية في علاج الندبات، والتي تختفي بداية من أسبوعين وحتى أربعة أسابيع.

طرق طبيعية لعلاج المليساء

حكت كوثر: أنا في الأساس أخاف من الطُرق الطبية في العلاج، فالآثار الجانبية كثيرًا ما تُقلقني، إلا أنه بعد أن رأيت تقييم العديد من الأفراد ينص محتواه على مرور تجربتهم مع المليساء على خير ما يرام بعد الانتظام على الوصفات الطبيعية، قررت أن أبدأ أيضًا مثلهم، وأتت الطرق كما يلي:

 أولًا: القرنفل وجوز الهند لعلاج المليساء

بسبب ما يتمتع به القرنفل من مواد غنية ومضادات للأكسدة؛ يتم اعتباره من أكثر المنتجات الطبيعية فعالية في مكافحة الالتهابات في الجسم، وتعزيز قدرة الجهاز المناعي للقضاء على البكتيريا، وخاصةً مع مزجه بزيت جوز الهند، فيقول صاحب هذه التجربة: إن تجربتي مع المليساء المعدية باتت غير مؤرقة بعد التزامي بهذه الوصفة، والتي يتم تطبيقها كالتالي:

المكونات

  • ملعقة من زيت القرُنفل.
  • ملعقة من زيت جوز الهند.

طريقة التحضير

  1. مزج المكونات معًا.
  2. تدليك موضع الإصابة بلطف.
  3. تغطيتها لمدة 4 ساعات باستخدام الضمادات.
  4. ثم يُشطف بالماء البارد.
  5. تُكرر الوصفة مرتين أو 3 مرات يوميًا.
  6. كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بعد التدليك؛ حتى لا تصل العدوى إلى مكان آخر بالجسم.

ثانيًا: أوراق النيم لعلاج المليساء

تحتوي أوراق النيم على خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب؛ مما يجعلها مكافح فعّال لبكتيريا المليساء المعدية، فتنقل صاحبة التجربة عما اتبعته لتطبيق هذه الوصفة والتي قد عادت عليها بنتائج فعّالة، وتتمثل الوصفة فيما يلي:

  1. تحضير بعض من أوراق النيم وطحنها جيدًا.
  2. إضافة الماء على النيم المطحون وخلطه حتى يصير الخليط عجينًا.
  3. يتم أخذ كمية وفيرة من الخليط وفرده على مكان الإصابة بلين.
  4. يُربط موضع الإصابة بالضمادات لمدة ساعة.
  5. يُشطف مكان التدليك بالماء البارد، وينبغي مراعاة تطبيق الوصفة 3 مرات يوميًا.

ثالثًا: خل التفاح للمليساء المعدية

وفقًا لما شاركه أحد الشباب في منشور خاص به فيقول: إن تجربتي مع المليساء المعدية قد تحولت من تجربة مُريعة لغير مؤلمة تمامًا بعد استخدامي خل التفاح لما يتمتع به من خصائص مضادة للفيروسات تساهم في قتل الفيروس المسؤول عن تسلل عدوى المليساء للجسم، كما أنه سريع في اختراق الجلد، تعد وصفته بسيطة للغاية فقط ينبغي اتباع ما يلي:

  1. تُغسل اليدين جيدًا ثم تُغمس قطعة قطن نظيفة في خل التفاح.
  2. تدليك موضع الإصابة فقط.
  3. يُترك الخل نصف ساعة على الجلد ثم يُغسل بماء بارد.
  4. يتم تطبيق الوصفة مرة واحدة يوميًا لا أكثر من هذا لتجنب الإصابة بالتهاب الجلد.

رابعًا: زيت الليمون الأسترالي وزيت الزيتون

مزيج زيت الليمون وزيت الزيتون من أكثر المواد الفعّالة في محاربة العدوى المسؤولة عن المليساء، حيث يحتوي كلًا منهما على خصائص قوية مضادة للأكسدة ومقاومة البكتيريا والالتهابات، وتقول صاحبة التجربة: إن احتساء مزيج الليمون وزيت الزيتون أيضًا قد ساهم بشكل كبير في تعزيز جهاز المناعة لديّ، أما في تطبيقه على موضع العدوى فقد اتبعت ما يلي:

  1. إضافة ملعقتين من زيت الزيتون على ملعقتين من زيت الليمون الأسترالي.
  2. وضع الزيت على الجلد وتدليكه جيدًا ثم تركه لمدة نصف ساعة.
  3. يُغسل مكان تدليك الزيت بالماء البارد.
  4. تكرار الوصفة مرتين يوميًا.

طرق الوقاية من المليساء المعدية

بأحد البرامج الطبية سمعت أخصائي الجلدية يتحدث عن المليساء المُعدية ويتضمن حديثه ضرورة اتباع طرق الوقاية، سواء كنت مصابًا أو غير مصاب وتتمثل أهم طرق الوقاية التي تحدث عنها فيما يلي:

  • لا بُد من غسل اليدين دوريًا بشكل مستمر للتخلص من أي فيروسات أو عدوى.
  • تجنب ملامسة أو استخدام أغراض الأخرين خاصةً إذا كان مصابًا بعدوى.
  • الحد من الاقتراب أو الاحتكاك الجلدي.
  • تجنب لمس النتوءات الظاهرة أو خدشها حتى لا ينتج عنها ألم أو نزيف.
  • الحرص على النظافة الشخصية.

لا تُعتبر المليساء المعدية من الأمراض الخطيرة فمن الممكن أن تتلاشى وحدها دون أي تدخل علاجي، وإن تطورت أعراضها فإن طرق علاجها متعددة وفعّالة.